لماذا يعد إطلاق الأحكام بحق الآخرين أمراً لا جدوى منه؟

حينما يتعلق الأمر بإطلاق الأحكام على الآخرين، أعتقد أنَّ الأمر يعدُّ غريزياً بالنسبة إلى معظم الناس إلى حد ما؛ لكن هل تعلم كيف يؤثر إطلاق الأحكام على الآخرين فيك، وفي الحياة التي تريد أن تعيشها؟



ملاحظة: هذه المقالة مأخوذة عن تجربة شخصية للمؤلفة "ماندي هولجيت" (Mandie Holgate)، والتي تحدثنا فيها عن تجربتها مع مسألة إطلاق الأحكام على الآخرين.

دعنا نكتشف ما الذي يمكن أن يفعله إطلاق الأحكام على الآخرين حين يُمارَس بطريقة صحيحة أو خاطئة، وسأقدم لك فيما يأتي بعض التقنيات التي يمكن تطبيقها بسهولة للسيطرة على الرغبة في إطلاق الأحكام.

لماذا نطلق أحكاماً على الآخرين؟

يمتلك البشر أدمغة ذكية، حتى لو لم يحسوا بذلك دائماً؛ ويعرف ذلك الأشخاص الذين يدركون أنَّ عقولهم تقوم بكل ما بوسعها لحمايتهم.

إذا لم تكن أنت مَن يطلق الأحكام على الآخرين، فعقلك اللاواعي هو مَن يفعل كل ذلك، وأنت تجاريه ولا تخالفه؛ فإذا عدت إلى أسلافنا الذين عاشوا في عصر ما قبل التاريخ، ستجد أنَّ أدمغتهم وقدراتهم على إطلاق الأحكام وفك الألغاز والتخيل هي التي ضمنت لنا البقاء حتى القرن الواحد والعشرين، والإحساس فيه بالأمان.

يقول "روب بويد" (Rob Boyd)، الباحث في جامعة كاليفورنيا: "فكر في الأشياء الضرورية للعيش في ألاسكا، حيث ستحتاج إلى زورق وحربة وقارب حتى لا تغرق. ربَّما قد تتساءل: كيف عرف هؤلاء طريقة صنع القارب؟ لكن في الحقيقة، لم يبتكر أحد القارب، بل تعلم الناس صناعته بطريقة صحيحة من الآخرين".

إذاً، يعدُّ إطلاق الأحكام أحياناً مفيداً إلى حد بعيد، لكن يجب عليك أن تعرف كيف تطلق ذلك الحكم، ومتى تطلقه، وأين، ولماذا.

توجد العديد من الأسباب التي تدفعنا إلى إطلاق الأحكام على الآخرين، وأهمها أنَّنا نفعل ذلك لنحافظ على إحساسنا بالأمان؛ فعلى سبيل المثال: حينما تمشي في الطريق، يحاول عقلك ضمان سلامتك، فتطلق أحكاماً على تصرفات الآخرين قبل أن يقدموا على أي تصرف؛ لكن، ماذا ستفعل حينما يحدث هذا في العمل أو في الحياة دون أن تحس؟

هذان مثالان حدثا في أثناء تعاملي مع العملاء، ويبيِّنان لماذا يعدُّ إطلاق الأحكام على الآخرين سيئاً بالنسبة إلى الجميع:

1. الأشخاص الذين يتبعون أسهل الطرائق:

أريد أن أحكي قصة حصلت مع عميل لي كان قد ضاق ذرعاً بموظف ينهي عمله دائماً في الساعة الخامسة تماماً، وكان معروفاً بأنَّه يؤدي مَهمَّاته بأسهل الطرائق.

لم يكن يبدو أنَّ أحداً يواجه مشكلة معه، ما عدا عميلي هذا؛ فقد أغضبه هذا الأمر، وأثر في حياته المهنية، وادعى أنَّ ذلك كان بسبب هذا الموظف؛ لكنَّه لم يكن كذلك، فقد كانت المشكلة في العميل نفسه.

مثلما تعلم، لا يمكن أبداً تغيير الآخرين، لكنَّ عقل العميل جعله يعتقد أنَّ نجاحه المهني كان يعتمد على ما كان يفعله الآخرون كلهم، وهذه أسرع السُبل التي تؤدي إلى الكوارث؛ إذ من المستحيل أن تطلب من جميع الناس أن يعملوا بالطريقة نفسها التي تعمل بها.

لقد أقنعَت الشركة العميل بضرورة تدريب الموظف في النهاية، لكنَّنا اكتشفنا ألَّا أحد كان يرى أنَّ هذا الشخص يؤدي عمله بأسهل الطرائق؛ وبينما كان يستشيط غضباً، ذكر العميل عشرات المناسبات التي لم يؤدي فيها الموظف مَهمَّاته، وأطلق الأحكام على ذلك الشخص اعتماداً على معاييره الشخصية؛ لكن حينما دربت أعضاء الفريق كلهم معاً، استطعنا أن نرى التباين بين ما كان يظن العميل بأنَّه يحدث، وبين ما كان يحدث فعلاً.

لقد سأل الشخص الذي قيل بأنَّه يؤدي المَهمَّات بأسهل الطرائقِ العميلَ: "هل تقرأ كل ما يُرسَل إليك، وتضيِّع وقتك في مَهمَّات غير ضرورية؟"، فاستغرب العميل قائلاً: "ألا يفعل الجميع ذلك؟".

رغم أنَّ العميل رأى افتقاراً إلى الدقة، ولا مبالاة من جانب الموظف الذي يؤدي المَهمَّات بأسهل الطرائق؛ إلَّا أنَّ آخرين ركزوا الاهتمام على مجالات عملهم فحسب، وأتاحوا المجال للآخرين لممارسة أعمالهم؛ ولحسن الحظ، عاد عميلي الآن إلى رشده، وإلى إحراز مزيدٍ من الإنجازات؛ ذلك لأنَّ إطلاق الأحكام على الآخرين دمره بلا شك.

شاهد بالفيديو: كيف تتعامل مع العملاء الغاضبين؟

2. التبجيل:

لقد كان الناس ينظرون إليَّ غالباً نظرة مملوءة بالرعب كلما قلت: "يبذل الجميع أقصى ما في وسعهم بالإمكانات التي يعتقدون بأنَّهم يمتلكونها".

إنَّه لمن الصعب أن ترى أموراً سيئة في حياتك، وألَّا تطلق الأحكام على الآخرين اعتماداً على معاييرك، لكن تذكَّر أنَّ الناس ليسوا كلهم مثلك، مع أنَّ عقولنا تخبرنا تلقائيا أنَّهم كذلك.

تخيَّل أنَّ الجميع يقفون على عمود طويل يشبه المنصة مصنوع من الكثير من الأحجار، وكل واحدة من هذه الأحجار تمثل:

  • التجارب.
  • المعتقدات التي تؤمن بها حالياً.
  • القيم (يمكن أن تتغير من حين إلى آخر).

تخيل الآن إزالة جميع الأحجار المتطابقة من المنصة، ما الذي تبقَّى؟ هل تستطيع الآن أن ترى كيف يستطيع الأشخاص أيَّاً كانت أهميتهم أن يرفعوا شأنك؟

لقد كان لديَّ عميلٌ آخر ينزعج من أيِّ أحدٍ فوضويٍّ في العمل، وقد تعرَّض إلى مواقف سيئة حينما كان شاباً، وعلَّمته هذه المواقف أن يتصرف دائماً بطريقة صحيحة؛ فلا يخرق القانون أبداً، ويمتثل للقواعد، ويفعل ما يطلب منه الآخرون فعله دون تردد؛ وحينما يرى أشخاصاً لا يتبعون في حياتهم الطريقة نفسها، كان يحس بالازدراء والبغض والضعف وقلة التقدير؛ فهل تستطيع أن تتخيل أثر ذلك في حياته ونجاحه؟

رغم أنَّ العميل حاول أن يخفي هذا عنَّي، إلَّا أنَّني ساعدته على رؤية أنَّ الأشخاص حوله لم يخوضوا التجربة نفسها، لذلك لا يمكنهم أن يروا العالم من وجهة نظره؛ وأولى العلامات التي دلت على أنَّ هذا العميل يتغير هو أنَّني رأيته يمشي في الغرفة مبتسماً.

قال العميل يوماً: "لم أشعر اليوم بالانزعاج"؛ وحينما سألته عمَّا يعنيه، بيَّن أنَّه جلس خلف مقود السيارة دون التذمر من ضعف مهارات الآخرين في القيادة.

من التمرينات البسيطة التي وضعتها للعميل تخيُّل أنَّ الشخص الذي يقود السيارة التي أمامه ليس أحمقاً أو أبلهاً (وهذه كلمات استخدمها هو وليس أنا)، وأنَّه شخص عادي يقود السيارة لأول مرة بعد التعرض إلى حادث خطير، أو معه طفل مريض في طريقه إلى المستشفى، أو أب أعد قالب حلوى لعرس ابنته؛ حيث ساعده هذا في تغيير وجهات نظره في الأسباب التي دفعت هؤلاء إلى القيادة بطريقة سيئة.

إقرأ أيضاً: 9 أنواع للتحيزات المعرفية التي تؤثر في أحكامنا اليومية

كيف تتوقف عن إطلاق الأحكام على الآخرين؟

يواجه الكثير من الأشخاص مشكلة في التوقف عن إصدار الأحكام بحق الآخرين، وعادة ما يكون هؤلاء أشخاصاً مهووسين بالسيطرة، ويحبون أن تسير الأمور بطريقة معينة، ويبرعون في إحراز نتائج إيجابية في الحياة؛ لذلك يشعرون أنَّ تصرفاتهم مبررة.

المشكلة أنَّ هذا ليس حال الجميع، لذلك يمكن أن تجد أنَّ أعصابك ثارت سريعاً حينما تسمعهم يقولون كلاماً مثل:

إنَّه لمن الطبيعي أن أستدعي عميلاً للحديث معه عن كلماته التي تعطي انطباعاً بأنَّ الأمور تسير إلى النهاية، ومحاولة تغيير تصوراته عن الناس وتصرفاتهم ونتائج الحياة كيلا تسبب مشكلة مرة أخرى.

حينما تستخدم كلمات تعطي انطباعاً بأنَّ الأمر نهائي، يتعامل الدماغ مع الأمور كما لو أنَّها الغاية النهائية فعلاً، ولا يلتفت إلى أي احتمالات.

من بين جميع الأمور التي تستطيع أن تفعلها حتى لا يتحول إطلاق الأحكام إلى مشكلة: مراقبة الفرضيات التي ربَّما تتشكل في عقلك، والبحث عن الأمور الممكنة والأفكار المرتبطة بالحياتين الشخصية والمهنية.

إليك بعض النصائح في هذا الصدد:

1. تواصل مع الآخرين:

إذا كنت تواجه مشكلة مع أحدهم، وضِّح وجهة نظرك في الأمر؛ إذ يوجد فرق بين الغيبة والنميمة، والرغبة في فهم أو توضيح فكرة ما.

لقد كنت أحدِّث شخصاً يعاني من مشكلة في التواصل مع الآخرين، وقد قال أنَّه من المستحيل أن يتحدث مع قريب له؛ لكنِّي بيَّنت له كيف أنَّ الحوارات يمكن أن تبدأ بعبارات مثل: "أرغب في أن أعبر لك عن مشاعري تجاه شيء ما"، عوضاً عمَّا كان يقوله هذا الشخص من عبارات مثل: "لماذا يجب عليك أن تفعل ذلك طوال الوقت".

انتبه إلى العبارات واللغة التي تستخدمها؛ فإذا أردت التخلص من إطلاق الأحكام في علاقاتك، فتخلص من كلمة "لماذا"، لكونها تضفي على السؤال نبرة لوم وإحساساً بالذنب؛ لكن إذا كان السؤال: "في اعتقادك، ما هي الأسباب…؟"، سيُبعِد هذا المسؤولية عنك، ويمكِّنك من إجراء حوارات صريحة مع الآخرين.

2. حاول فهم ما يحتاج إليه الآخرون فعلاً:

حينما نمر بموقفٍ ما، تُطلَق الأحكام علينا بسببه؛ وإذا أردت أن ترى ذلك على أرض الواقع، فأخبر زملاءك في العمل أو النادي أو الأشخاص الذين يقطنون معك المنزل، وقل لهم: "عانيت مجدداً صعوبةً في النوم الليلة الماضية".

ستنهال عليك فجأة الحلول المثالية، وإنِّي أعرف هذا الإحساس جيداً؛ ذلك لأنَّ بضع سنوات قضيتها في العلاج المثبط للمناعة لمرض الذئبة الحمامية الجهازية قد حرمتني من النوم، وأذهلتني الأفكار التي لدى الناس، لا سيما حينما كانوا يتوصلون إلى افتراضات بخصوص سبب عدم قدرتي على النوم، والتي كان من بينها:

يمكن أن تستمر القائمة دون توقف، والكلام الذي فيها من الصعب أن يصيب الحقيقة؛ إذ لم يكلف هؤلاء أنفسهم عناء السؤال عمَّا إذا كنت أتلقى علاجاً يسبب أرقاً حاداً؛ لكنِّي لم أغضب منهم، فقد أراد هؤلاء مساعدتي في النهاية؛ وحينما تدرك أنت ذلك، يمكنك النظر إلى العالم بطريقةٍ مختلفة.

من الأمثلة الرائعة الأخرى في هذا السياق: الأبوان الجديدان اللذان يبكي ابنهما في مكانٍ عام، وهما يخشيان اعتقاد الجميع بأنَّ مهاراتهما في التربية ضعيفة؛ لكنَّ الأمر المثير للسخرية أنَّ الناس يفكِّرون في خلاف ذلك تماماً، ويخاطبون أنفسهم عادة بعبارات مثل: "يا لهذين الأبوين المسكينين! لقد كنت مكانهما في يومٍ من الأيام، حيث عانيت الحرمان من النوم، وربَّما يخشيان الآن من أن آخذ عنهما فكرة خاطئة".

لا يدرك معظم الآباء الجدد أنَّ اصطحاب طفلٍ صغيرٍ إلى مطعم يجعل الناس يُدلون بتعليقات مثل: "حماهم الله، أبوان جديدان، ولا بد أنَّها أوقات عصيبة بالنسبة إليهما، لكنَّها رائعة".

3. أعِد تشكيل الأفكار حتى ترى كيف يطلق الآخرون الأحكام عليك:

هل فكرت يوماً كيف أنَّ إطلاق حكم على شخص ما قد يدمر حياته؟

يقول برين براون: "لا نطلق الأحكام على الناس حينما نحس بالرضا عن أنفسنا"؛ لذا تذكَّر أنَّنا نطلق الأحكام على الآخرين حتى نحافظ على سلامتنا، فنحن نريد أن نساعد الآخرين حتى لو كنَّا في الحقيقة غير قادرين على مساعدة أنفسنا؛ فمثلاً: إذا لم نقحم وجهات نظرنا، فقد يبدو أنَّنا غير مكترثين.

يواجه الناس مشكلة مع آراء الآخرين، لا سيما حينما يُطلَب منهم المضي قدماً وتجاوز موقف ما؛ لكنَّ تطبيق هذا الكلام عملياً يعدُّ أصعب من الحديث عنه بالنسبة إلى بعض الناس؛ فمن خلال التدخل في قضاياهم، تمنع الآخرين من التوصل إلى أفضل حل يناسبهم.

قد تنهض من فراشك بعد حادثة انفصال مثلاً، وتفكر قائلاً: "لن تحبطني هذه الحادثة"، بينما قد يحتاج آخرون إلى بعض الوقت لتجاوز مشاعر الحزن والتفكير بعد الحادثة.

أقابل عملاء دائماً في مثل هذه الحالات؛ حيث يريد بعضهم تركيز الاهتمام على المستقبل وتحديد رغباتهم، بينما يحتاج بعضهم الآخر إلى العودة إلى الوراء لفهم ما مروا فيه، لكنَّهم لا يريدون ذلك؛ فمع أي الطرفين تتفق؟

من السخف أن تقرر ما الذي ستفعله اعتماداً على ما يجب أن يفعله أي أحد؛ لذلك، أسكِت ذلك الصوت الذي يريد أن يقول: "إذا حدث هذا لي، فسأنهض وأتابع المضي إلى الأمام، إذ لا يمكنني الاستسلام الآن، وإلَّا سيهزمني الآخرون".

لكن من حسن حظك أنَّك لا تعرف كيف تتعامل مع هذا الموقف؛ ذلك لأنَّك لم تواجه المحنة نفسها؛ فإذا كانت الشكوك تراودك، فمن الأفضل أن تصغي إلى تجارب الآخرين، وتحتفظ بأي نصيحة لنفسك.

4. تحدَّ ذاتك، وانظر إلى ما هو أبعد من الأمور الواضحة:

لقد أدى انتشار جائحة كورونا في العالم إلى العديد من العواقب السيئة، لكنَّني أشعر بأنَّها أدت إلى تعديل الوضع، بحيث أصبحت جميع الفرص متساوية، وفقد الناس قدرتهم على إظهار صورة مختلفة عن أنفسهم، وأضحى الجميع بحجم مربع صغير على الشاشة؛ حيث لا تستطيع أن ترى ما يرتدونه في أقدامهم، أو هواتفهم الذكية، أو ثيابهم، أو ساعاتهم.

اختبر نفسك بالعبارات الآتية:

  • "إنَّه يقود سيارة جديدة، لا بد أن يكون بارعاً في عمله".
    قد يكون هذا شخصاً غارقاً في الديون، ويواجه مشكلات في حياته، ويخشى أن يكتشف الناس شخصيته (أو ما يظنُّ أنَّها شخصيته).
  • "إنَّه لا يعتز بنفسه، وثيابه دائماً ملطخة وقذرة".
    قد يكون هذا الشخص موظفاً يعمل بدوام كامل من الساعة التاسعة وحتى الساعة الخامسة، وقد حالفه الحظ بأن وجد لنفسه خمس دقائق في الأسبوع؛ أليس هذا في الحقيقة أكثر إخلاصاً وجِداً في العمل من معظم الناس الذين تعمل معهم؟.
  • "إنَّه إنسان واثق جداً بنفسه، ويخصص لي دائماً بعض الوقت مهما كان مشغولاً، وأتمنى لو أنَّني كنت متألقاً مثله".
    ربَّما يُكنُّ الشخص في أعماق نفسه مشاعر الخوف، ويفكر قائلاً: "يجب عليَّ أن أساعد الجميع"؛ إذ إنَّه منهك ومكتئب، ويواجه مشكلات في الحياة لأنَّه يخشى ممَّا سيقوله الآخرون إذا لم ينفذ كل ما يحتاجون إليه ويرغبون فيه.

هل رأيت كيف يمكن أن يكون إطلاق الأحكام على الناس خطيراً إلى هذا الحد؛ لكن هل توجد أوقات تستطيع فيها إطلاق الأحكام؟

إقرأ أيضاً: 9 مبادئ ثمينة ستجعلك تعامل الناس معاملةً أفضل

متى يجب عليك أن تطلق الأحكام على الآخرين؟

تساعد الأسباب نفسها التي تمنع الناس من الحديث أمام حشد من المستمعين في تأجيج نار العنف الأسري والانتهاكات وحالات الظلم، وقد ساعدت بصفتي مؤسسة شبكة نساء الأعمال أولئك الذين طالهم العنف الأسري مرات عدة.

في جميع الحالات، لم تكن الضحية وحدها من تخشى أن يصدر الآخرون أحكاماً بحقها، بل كان الأشخاص المحيطون بها يخشون ذلك أيضاً؛ وقد سمعت في كثير من الأحيان جيراناً أو أصدقاء راودتهم الشكوك، لكنَّهم لم يحركوا ساكناً، ولم يريدوا أن يطلقوا أحكاماً على الآخرين، وتصوروا أنَّ كل شيء على ما يرام.

تذكر دراسات أُجرِيت حديثاً أنَّ أدمغتنا تسبب ما يُعرَف باسم "تأثير المتفرج" (bystander effect) كإجراء دفاعي، ومن المثير للاهتمام أنَّ هذه الدراسات تثبت أنَّنا في حاجة إلى النظر إلى العالم من حولنا حتى نطلق الأحكام؛ لذا اسأل نفسك بعد ذلك: "كيف يتعامل الناس مع ذلك؟".

إذا بدا أنَّ أمراً ما لا يسير على ما يرام في ردودهم، فقد لا يتوصل عقلك إلى أفكار جيدة؛ ذلك لأنَّه يحاول أن يضمن أنَّ أمورك على ما يرام.

قد لا يكون التعبير عن المشاعر هينا أبداً في بعض الأحيان، ويعدُّ إطلاق الأحكام اعتماداً على معيار جديد تحدياً كبيراً؛ لذا عزز ثقتك بنفسك، واستمر في المضي قدماً إلى الأمام مهما كلف الثمن.

لطالما ساعدت أشخاصاً في الاحتجاج على أماكن عملهم، ومناهضة التنمر والتفرقة؛ وفي كل مناسبة، كان الجميع يعرفون ما الذي يجري، لكنَّ عميلي وحده حصل على النتيجة المرجوة والاستراتيجية ومهارات التواصل والعقلية وخطة العمل اللازمة لإنجاز التغيير.

 

المصدر




مقالات مرتبطة