لماذا لا يحصل رواد الأعمال على قسط كاف من النوم؟

ليس سراً أنَّ رواد الأعمال يُقدِّمون كثيراً من التضحيات من أجل أعمالهم، وغالباً لا يعطون الأولوية للعلاقات الشخصية مع الأصدقاء والعائلة، ويتخلون عن الأهداف طويلة الأمد ويتخطون كلَّاً من وجبات الطعام والنوم لتعزيز أعمالهم.



ولسوء الحظ، إنَّ عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم منتشر بين رواد الأعمال، وذلك يفسد فرصهم في أن يصبحوا رواد أعمال ناجحين.

وفقاً لإحدى الدراسات، فإنَّ ما يقارب نصف المديرين التنفيذيين يحصلون على أقل من ست ساعات من النوم يومياً، وكذلك يعاني بعضهم خلال المراحل الأولى من تأسيس شركتهم الناشئة انعدام القدرة على النوم جيداً.

في عام 2011، وحسب تقرير يقول إنَّ المدير التنفيذي ومؤسس موقع تويتر (Twitter) جاك دورسي (Jack Dorsey)، كان ينام فقط من أربع إلى ست ساعات كل ليلة، وكان هيرب كيلير (Herb Kelleher)، المؤسس المشارك لشركة ساوثويست إيرلاينز (Southwest Airlines)، ينام أربع ساعات فقط يومياً عندما كان مسؤولاً عن الشركة.

حتى الشخصيات التاريخية المعروفة لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم إلا قليلاً: فقد كان المخترع توماس إديسون (Thomas Edison) ينام ثلاث إلى أربع ساعات في اليوم، بينما كان بنجامين فرانكلين (Benjamin Franklin) ينام خمس ساعات فقط.

هؤلاء كانوا ولا يزالون أشخاصاً ناجحين، لذلك قد تميل إلى محاكاة عاداتهم، ولكنَّ الحرمان من النوم مشكلة وفكرة سيئة ستضرك أكثر مما تنفعك على الأمد الطويل.

شاهد بالفيديو: 6 معلومات قد لا تعرفها عن النوم

كيف يؤثِّر عدم حصولك على قسط كافٍ من النوم في نفسك؟

وفقاً لموقع "سنور ناشن" (Snore Nation) يحتاج الشخص البالغ إلى ما لا يقل عن سبع ساعات من النوم في اليوم، ويُفضَّل من سبع إلى تسع ساعات؛ إذ لن يؤثِّر تقليل ساعات النوم في ليلة واحدة أو ليلتين؛ ولكن بمرور الوقت، يمكِن أن يؤثِّر في صحتك وإنتاجيتك.

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention)، فإنَّ أكثر من ثلث المهنيين لا يحصلون على ساعات نوم كافية؛ ونتيجةً لذلك، بدأوا يعانون من بعض الأمراض الصحية الخطيرة، بما في ذلك السمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والاضطرابات النفسية المتكررة.

بالنسبة إلى بعض رواد الأعمال، قد تبدو هذه الآثار الصحية الجسدية مؤقتة وتستحق العناء؛ حيث بإمكانك النوم قدر ما تشاء بعد نجاح شركتك، أليس كذلك؟

لكن قد لا تصل إلى هذه النقطة أبداً، حيث أكدَت الدراسات التي أُجرِيت في قسم طب النوم في كلية الطب بجامعة هارفارد (Harvard Medical School's Division of Sleep Medicine) أنَّ الحرمان من النوم له أيضاً تأثير سلبي خطير على قدراتك المعرفية، بما في ذلك التركيز والذاكرة، وقدراتك في الرياضيات، والتفكير المنطقي، والإدراك والحكم.

ستمكِّنك ساعات النوم الإضافية التي تحتاجها من إنجاز مزيدٍ من الأعمال في اليوم التالي، وتساعدك على اتخاذ قرارات عمل أفضل، وإذا لم تحصل على ساعات النوم الكافية؛ فسترهق نفسك وتفشل في إنجاز أعمالك.

إقرأ أيضاً: العمل/ النوم/ العائلة/ اللياقة/ الأصدقاء... أيّ ثلاثة منها ستختار!

لماذا لا يعي رواد الأعمال أهمية النوم؟

إذا كان النوم هاماً جداً؛ فلماذا يتخلى عنه كثيرٌ من رواد الأعمال والمهنيين؟ فيما يلي بعض أهم الأسباب، وإذا كان بإمكانك تجنُّبها؛ فسوف تحصل على نمط نوم صحي:

  • إنجاز مزيدٍ من الأعمال: يتطلب النوم سبع ساعات في اليوم؛ لذلك إذا كنتَ تنام لمدة خمس ساعات، فقد تَعتقد أنَّه يمكِنك استخدام الساعتين الإضافيتين في اليوم - أو 14 ساعة الإضافية في الأسبوع - لإنجاز أمور أكثر؛ ولكن يُعدُّ هذا عذراً سيئاً، فعلى الرغم من أنَّك تبقى مستيقظاً لفترة أطول من الوقت، ولكنَّ الآثار السلبية على أدائك ستفُوق أي مكاسب إنتاجية قد تراها.
  • عدم إعطاء الأولوية للنوم: يعطي معظم رواد الأعمال الأولوية للعمل؛ وبذلك تصبح الحياة الشخصية أولوية ثانوية، والنوم شيء يملأ الفجوات بينهما؛ فلا يعطوه حقَّه، فهناك دائماً اجتماعات، أو واجبات، أو مَهمات أخرى.
  • السهر لوقتٍ متأخر لتفقُّد رسائل البريد الإلكتروني: يتحقق معظمنا من رسائل البريد الإلكتروني على مدار اليوم، حيث ننظر إلى هواتفنا مرات عديدة، لذلك ينتهي بنا الأمر بتأجيل قراءة هذه الرسائل بعد الانتهاء من جميع مهامنا؛ لهذا السبب يسهر كثيرٌ من رواد الأعمال حتى وقت متأخر من الليل ليجيبوا عن الرسائل التي وردَتهم.
  • الفشل في التعامل مع التوتر: يمكِن أن تتداخل المستويات العالية من التوتر مع قدرتك على النوم، وكرائد أعمال وقائد، فإنَّ حياتك تعاني من كثيرٍ من التوتر، إذا لم تتعامل مع هذا الضغط بشكل صحيح من خلال التمرين والاسترخاء والمعالجة النفسية؛ فسوف يمنعك ذلك من تحقيق أنماط نوم صحية.
  • تناول كثيرٍ من الكافيين: نشرب ما يعادل 1 كوب من القهوة يومياً، حيث تزداد هذه الكمية كلما تقدَّمنا ​​في العمر، وقد يساعدك الكافيين على البقاء مستيقظاً بعد ليلة من قلة النوم، ولكنَّه سيؤثِّر أيضاً في قدرتك على النوم في الليلة التالية.

لا تدع الحرمان من النوم يُفسِد فرصك في بناء مشروع تجاري ناجح؛ فخطوتك الأولى هي التوقف عن تقديم الأعذار وجعل النوم والراحة طوال الليل على رأس أولوياتك. لذلك حدِّد ساعات للنوم كما تُحدِّد موعد أي اجتماع أو عمل هام آخر، واعتنِ بنفسك عَبْر اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، وتقليل الكافيين وتفاعلاتك على وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم؛ وفي غضون أسبوع، ستلاحظ فرقاً كبيراً في أدائك، وستتجنَّب المخاطر الصحية طويلة الأمد المرتبطة بقلة النوم.

المصدر




مقالات مرتبطة