ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية دراسة الأشخاص الذين نقدِّرُهم وأفضل الطرائق لطلب المشورة منهم.
استخدم وسيطاً للوصول إلى الأشخاص:
يُعَدُّ استخدام وسيلةٍ أو وسيطٍ يسمح لك بالوصول إلى معظم الأشخاص لنشر أفكارك أكثرَ فاعليةً، وإلَّا فإنَّ الناس كانوا سيقضون حياتَهم بالكامل يُجرون المُحادثات وجهاً لوجه ويتواصلون عن طريق البريد الإلكتروني، فحين يؤلِّفُ شخصٌ ما كتاباً مثلاً، يستطيع الوصولَ إلى جميع الأشخاص المهتمين بمحتواه؛ ومع ذلك، يعتقد معظم الناس أنَّه ينبغي عليهم إرسالُ رسائلَ إلى الآخرين عبرَ البريد الإلكتروني بطريقةٍ عشوائية كي يطلبوا النصيحة والمشورة منهم؛ لكنَّهم يجهلون أنَّهم يستطيعون الحصول على مُعظَم النصائح التي يحتاجون إليها من خلال قراءة مُدوَّنة ذلك الشخص أو الكتب التي ألَّفَها.
بالنسبة إلي، أدرسُ الأشخاصَ وأحلِّلُ شخصياتهم عن طريق الخطوات الآتية:
- قراءة كتُبهم.
- قراءة ما ينشرونه في مُدوَّناتهم.
- البحث عن مُقابَلات أو تدوينات صوتية لهم على موقع "جوجل" (Google) لمشاهدتها أو الاستماع لها.
- دراسة طريقة أدائهم للأمور التي يفعلونَها إن كنتَ ترغبُ في فعلها أيضاً، وتقليدُهم في ذلك.
إن كنت ترغبُ في معرفة مزيد عن التعلم من الآخرين، أوصيكَ بقراءة الكتاب الرائع المُسمَّى "سرقة مثل الفنان" (Steal Like An Artist) للمؤلِّف "أوستين كليون" (Austin Kleon)، وهو كتابٌ قد نصحني بقراءته الكاتب "رايان هوليدي" (Ryan Holiday)، وهو أحدُ المؤلِّفين الذين أتعلَّم منهم.
شاهد بالفيديو: 6 مفاتيح أساسية للتواصل بشكل فعّال مع الآخرين
اسألهم:
تستطيع أيضاً التواصل مع الأشخاص الذين تودُّ التعلُّم منهم في حالة واحدة فقط؛ وهي أن تكون قد درستَهم وحلَّلتَ شخصياتهم ولديك بعدَ ذلك سؤالٌ ما لتطرحه عليهم، لكن لا تتواصلْ معهم للحصول على مشورة أو نصيحة مجانية بعد أن تقرأ مقالاً واحداً فقط ممَّا كتبوه، فذلك تصرُّفٌ كسولٌ للغاية.
إذ يشرح "رايان" ذلك بطريقة جيدة قائلاً: "يوجد نوعان من البشر بصورة أساسية في هذا العالم؛ فالنوع الأول هم مَن يظنُّون بأنَّهم مُخوَّلون أو لديهم الحقُّ في وقت الآخرين، والنوع الثاني هم الناس المُحترَمون واللُّطَفاء والمتحضِّرون الذين يحترمون قيمة الوقت؛ وذلك بسبب فهمهم لفكرة أنَّ الوقت محدودٌ، والنوع الأول هم من يطلبون اللقاءَ بك أو محادثتَك عشوائياً دون تمييز".
إذ ينبغي عليكَ أن تفهمَ أنَّ الناس ليسوا جالسين في انتظارك كي ترسلَ إليهم قائمةً بأسئلتك عبرَ البريد الإلكتروني، ولا تتوقَّعْ أنَّهم سيتركون أشغالَهم وكلَّ ما في أيديهم ليُجيبوا على بريدك الإلكتروني أو يشربوا القهوة برفقتك؛ بل لدى كلٍّ منهم حياتُه الخاصة التي يجدُر بك احترامُها، وهو ما عليك أن تتذكرَه وتضعَه في الحسبان حين تحاول التواصل مع الأشخاص الذين تقدِّرهم وينالون إعجابك لطلب المشورة منهم.
إليك فيما يأتي بعضَ الأمور التي ساعدَتني على إجراء محادثاتٍ عبرَ البريد الإلكتروني مع أشخاصٍ مشغولين لطلب نصيحتهم:
- الاختصار والإيجاز الشديد في الكلام الذي ترسله لهم بما يُعادل جملتين فقط أو ثلاث جُمَلٍ مُوجَزة.
- عدم طلب أمورٍ كبيرة تتطلب وقتاً ومجهوداً في أول رسالةٍ تبعثُها لهم عبرَ البريد الإلكتروني؛ بل يمكنك طرحُ أسئلةٍ بسيطة فقط.
- الشفافية والوضوح في دعوة العمل أو اتخاذ الإجراء (CTA) التي ترسلها للشخص الآخر عندما ترغب في طلب أمرٍ ما منه؛ وذلك بعد أن تكون قد نجحتَ في بناء علاقةٍ معه وإثبات قيمتها له؛ فعلى سبيل المثال، طلبُك بأن يُخبرك عمَّا يفكر فيه أو يُطلعك على رأيه ليس واضحاً إطلاقاً.
- الحرصُ على أن تكون رسالتك له مشابهةً لحديثك مع البشر من حولك؛ فرسائل البريد الإلكتروني عبارة عن مُحادثة بين الأشخاص وليسَت مقابلة عمل رسمية.
- عدم المتابعة بإرسال بريد إلكتروني آخر بعد يومَين في حال عدم تلقِّيك لردٍّ أو استجابة من ذلك الشخص؛ بل حاوِل التواصل مرة أخرى بطريقةٍ مختلفة بعد فترة من الزمن.
أظهِر احترامَك لوقت الآخرين، وستجد أنَّهم يخصصون وقتاً لأجلك:
هذا ما لاحظتُه بعد مراسلتي لأشخاصٍ لا أعرفهم عبرَ البريد الإلكتروني؛ كما تُظهِر رسالةُ البريد الإلكتروني أيضاً الشخصية الحقيقيةَ للفرد، فحين يُراسلك الأشخاص طالبين منك أموراً وخدماتٍ مراراً وتكراراً دون الاهتمام لأمرك، يدلُّ ذلك على أنانيتهم وتفكيرهم بأنفسهم فقط.
لذا أوصي الجميع بقراءة كتاب "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثِّر في الناس" (How To Win Friends And Influence People) للكاتب والمؤلِّف "ديل كارنيجي" (Dale Carnegie) والذي يقول فيه: "يمكنك كسبُ عددٍ أكبر من الأصدقاء خلال شهرَين فقط عن طريق اهتمامك بالآخرين حولك أكثرَ ممَّا يمكنك كسبُه منهم خلال سنتَين، وأنت تحاول أن تجعل الآخرين مهتمين بك".
في الختام:
الأمر المُؤكَّد هو أنَّ الناس الأنانيين لا يتقدَّمون أو يتطوَّرون كثيراً في حياتهم؛ لذا عليك إبداءُ فضولٍ واهتمام بالآخرين والتعلُّم منهم ودراستهم وتحليل شخصياتهم والتواصل معهم كي تتمكن من إحراز التطور والتقدم في حياتك؛ فكلُّ ما تفعلُه في حياتك عظيمٌ طالما أنَّك تفكر في الناس حولك، وإلَّا سيكون كلُّ ذلك مَضيعةً لوقتك ووقتهم.
أضف تعليقاً