كيفية التعامل مع خصوصية المراهق
يجب التعامل مع المُراهقين بكل حذر، لأنَّهم في مرحلة تُعدُّ من المراحل الحَرِجة، فهم في مرحلة ما بين الرجولة والطفولة، ويحدث كثير من التغيرات في هذه المرحلة منها التغيرات النفسية والجسدية، ويجب على الأهل التعامل معها بطريقة أكثر وعياً، ويجب أخذ خصوصية المراهق بعين الاعتبار وهذا ما سنتناوله في مقالنا هذا، حيث تعدُّ خصوصية المراهق من أهم الأمور التي يجب أن تؤخذ بالحسبان، وسنجيب عن كثير من الأسئلة التي يجب على الأهل معرفتها كي يتعاملوا مع أولادهم المُراهقين بالطريقة الصحيحة، كما أنَّنا سنقدم حزمة من النصائح التي تُفيد في تعامل الأهل مع أولادهم المُراهقين.
كيفية التعامل مع المُراهقين:
يجب التعامل مع المُراهين بكل ثقة كونهم أصبحوا كِباراً وعلى قدر كافٍ من المسؤولية، كما أنَّهم يعدُّون خصوصيتهم مقدَّسة وأنَّ استقلاليتهم يجب عدم مساسها بأي شكل من الأشكال، ويجب احترامها من قِبل الأهل والأصدقاء والأقارب.
ومن خصوصياتهم التي يعدُّها الأهل شيئاً عادياً ولا يلقون لها بال ولكنَّها تؤثر على المُراهقين وتعدُّ عندهم انتهاكاً لخصوصيتهم البحث في دفاتر مذكراتهم، وفي أجهزتهم النقَّالة والاطلاع على الرسائل الصادرة والواردة من قِبل الأهل، وحتى في بعض الأحيان مجرد الدخول إلى غرفتهم الخاصَّة يعدُّ عندهم انتهاكاً لخصوصيتهم؛ إذ إنَّهم يشعرون بالحاجة للجلوس وحدهم.
ولكن يتساءل الكثير من الأهل حول مقدار الخصوصية التي يكون المُراهقون بحاجة لها، يُمكن الإجابة عن هذا السؤال الشائك من خلال اتفاقنا أنَّ كُل مراهق لهُ حالة خاصة، ولكن هناك أمور يشترك فيها كُل المُراهقين، لذا علينا أولاً أن نتحدث عن الثقة بين الأهل والمُراهق، حيث يُنصح بأن يُبنى جسر من الثقة بين الأبوين وابنهم المُراهق، على أن يتم مراقبة تصرفاته خطوة بخطوة ولكن دون أن يشعر، وذلك من أجل حمايته من الانحراف أو الانجرار، وكما ذكرنا تعدُّ هذه المرحلة مرحلةً حساسةً جداً، وبناءً على الثقة التي تُمنح للمُراهق يتبين لدى الأبوين هل طفلهم المُراهق أهل للثقة أم لا.
لذلك يجب التكلم مع المُراهق في حال ملاحظة شيء ليس في مصلحته، كرؤيته مع أصدقاء سيئي السمعة، أو ملاحظة وجود علب سجائر في غرفته.
وفي المقابل يجب الاطلاع على ما تحويه غرفته لكن في حدود الطبيعة، من الطبيعي أن تُرتب الأم غرفة نوم طفلها المُراهق لذلك يجب أن تلحظ كُل ما هو جديد في غرفته، ولكن هناك خصوصية لبعض الأشياء؛ فيجب أن لا تُفتش في رسائل الجوال مثلاً، وعند ملاحظة وجود شيء يدعو للقلق يجب أخذ موقف يُرجع طفلك المُراهق إلى جادة الصواب.
شاهد بالفيديو: أسباب انخفاض الطاقة عند الشباب والمراهقين
أنواع المُراهقة:
هناك أنواع للمُراهقة يجب التعرف عليها من قِبل الأهل، كون كُل نوع يجب التعامل معه بطريقة مختلفة.
1. مرحلة المراهقة المبكرة:
تأتي عادةً المراهقة المُبكرة من سن الـ 10 إلى سن الـ 13 خلال هذا النوع من المُراهقة يُلاحظ التغيرات الجسدية لدى الأطفال، من نمو الشعر في المناطق الحساسة، ونمو الثدي عند الإناث، أما فيما يخص الأمور النفسية التي تتغير الشعور بالاكتئاب وذلك بسبب سرعة التغيرات التي تحدث، وكذلك تعدُّ من أصعب الأنواع كونه لا يُمكن التعامل معه كطفل ولا يُمكن التعامل معه كالتعامل مع الأشخاص في سن البلوغ.
2. مرحلة المراهقة المتوسطة:
تمتد هذه المرحلة من سن الـ 14 إلى سن الـ 17، إذ تحدث فيها التغيرات الجسدية منها تغير الأصوات لدى المُراهقين، حيث يبدأ تغير الأصوات عند الذكور بالخشونة، وعند الإناث بنعومة الصوت، وكذلك تظهر في بعض الأحيان الحبوب على الوجه، وتتغير الهرمونات لديهم، وخلال هذه المرحلة يبدأ الصراع والخلافات بين الآباء والأبناء المُراهقين، وكذلك يسعى المُراهقون لإثبات ذاتهم من خلال نقاشاتهم الحادة وإثبات الرأي.
وهناك نوعان من الآباء، منهم مَن يتفهَّم هذه المرحلة من العمر لذلك يتناقشون مع أبنائهم بطريقة علمية وحضارية، أما النوع الآخر من الآباء فيتصرف بعنف من خلال فرض رأيه، ولهذا النوع سلبيات منها نفور الأبناء منهم وعدم مصارحتهم بكل شيء مما يؤدي إلى عدم الثقة بينهم، مما ينتج نفوراً شبه كامل عن المنزل، حيث يقضي معظم وقته مع الأصدقاء لا الأهل.
تعدُّ تصرفات المُراهق من الناحية العلمية تصرفات صحية كونه يبدأ في التغير والنضج، لذلك يقول الأطباء: إنَّ الفص الجبهي يعدُّ من آخر المناطق التي تنضج، ولا يكتمل النضج حتى وصول المرء إلى العشرينيات من عمره، وذلك لكون الفص الجبهي يلعب دوراً مهماً في عملية صنع القرار، وكذلك التحكم بالانفعالات، لذلك تكون النتائج متعددة والخيارات أوسع.
3. مرحلة المراهقة المتأخرة:
وهي من المراحل التي تأتي متأخرة للبعض، حيث تكون ما بين عمر الثامنة عشر والواحد والعشرين، إذ يكون فيها المراهق مُكتمل النمو البدني ويكون لديهم سمة القدرة على معرفة المخاطر المحيطة بهم والعواقب الناتجة عن هذه المخاطر وذلك بالمقارنة مع مرحلة المُراهقة المُتوسطة والمُراهقة المُبكرة، ويتمتع مَن يكون في هذه المرحلة بمعرفة وتحديد قيمهم الخاصة والانفراد أكثر من المراحل السابقة، كما أنَّهم يُركزون أكثر على مستقبلهم وعلى قرارتهم أيضاً، وتكون علاقاتهم مع الأصدقاء والعلاقات الرومانسية أكثر استقراراً.
نصائح للتعامل مع المراهقين:
هناك بعض النصائح التي تفيد في طريقة التعامل مع المُراهقين، ومنها:
- يجب على الآباء إعطاء أبنائهم قدراً من المسؤولية، حيث إنَّ المسؤولية تزيد من ثقة المُراهق، وكذلك سيكتسب خبرة كبيرة نتيجة تحمُّله مسؤولية.
- يجب عدم توبيخ المُراهق كي لا تتحطم نفسيته، إذ يجب أن يُعامل بكل احترام، كذلك يجب على الأهل أن يعلِّموا أولادهم الاحترام، وزرع هذه الثقافة في نفوسهم.
- يجب على الأهل وضع الحدود بينهم وبين الأبناء المُراهقين وتوضيح هذه الحدود كي يتعلم الأولاد عدم تجاوزها.
- يجب أن يغير الآباء طريقة معاملتهم مع أولادهم مع التغير الذي يحصل لهم، ويجب مراعاة مزاجيتهم وتفهمها كون المرحلة العمرية هي من فرضت على المُراهق هذا الشيء.
- يجب التعامل مع المؤثرات التي من تحيط بالمراهق ومعرفة ما يتأثر به والتعامل معها بطريقة ذكية.
- الأصدقاء: تعدُّ الصداقة شيئاً مهماً للأولاد المُراهقين، ومن المُمكن أن يتأثر المراهق بأصدقائه كي ينال إعجابهم، لذلك من الأمور التي يجب أخذها بالحسبان هي مراقبة تصرفاته ومعرفة نوعية صداقاته.
- يجب منح الثقة للابن المُراهق، وجعلهُ يشعر بأنَّكم منحتموه الثقة، هذا يزيد من تحسين فكره وعقله وتحمُّله مسؤولية ثقتكم به، لذلك يبدأ بالتصرف على أنَّه رجل يُعتمد عليه في أغلب الأمور.
- يجب على الآباء والأمهات تقديم المساندة والدعم الكامل لأطفالهم المُراهقين بالطريقة التي يرغبون بها.
- يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا على تواصل دائم مع أبنائهم بالطريقة التي يرغب بها الأبناء التواصل.
- جعلنا النصيحة الأخيرة هي أساس مقالنا هذا، وهي الخصوصية ومنحها للأبناء المُراهقين، وتقبُّلها برحابة صدر.
يبحث المُراهق عن بطله الذي يريد أن يقتدي به، لذلك كونا أيُّها الأب والأم قدوة لأولادكم، وإنَّ طريقة تعاملكما معهم هي التي تساعد أن تكونا قدوة له، وعندما تكونا قدوة لأبنائكم فإنَّ هذا الأمر يجعل تصرفاتهم وتفكيرهم تؤول بما يرضيكم.
تحدثنا في مقالنا هذا عن كيفية التعامل مع الأبناء المُراهقين، ورأينا كذلك أنواع المراهقة منها التي تأتي في مراحل مُبكرة ومنها المتوسطة ومنها ما يأتي في سن كبيرة ما بين الثامنة عشر والواحد والعشرين سنة وتُسمى بمرحلة المراهقة المُتأخرة، كذلك قدمنا خلال مقالنا هذا عشرة نصائح يُمكن أن يستفيد الآباء منها في توجيه أبنائهم.