كيفية اتخاذ أسرع وأفضل القرارات في مجال الأعمال

يتحدَّد نجاحك كثيراً من خلال الخيارات التي تتَّخِذها؛ لذلك من الجيد أن تتدرب على مهارات مفيدة لصنع القرار من أجل تحسين عملك وتطويره، ومن أجل التعمق أكثر تابِع معنا قراءة المقال التالي.



عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات، نادراً ما يوجد الحل الأمثل، ولكن هذا لا يمنع كثيراً من الناس من السعي سعياً حثيثاً وبشكلٍ يفتقر إلى الواقعية إلى اتِّخاذ قرارٍ مثالي، في حين أنَّه من الهام توخي الحذر وتحديد البدائل، فإنَّ اتِّخاذ قرار غير صائب يمكِن أن يؤدي إلى خسائر فادحة في وقتك وطاقتك العاطفية.

إنَّ المماطلة في اتِّخاذ قرار هام يجعلك متأخراً في إنجاز أعمالك وأكثر قلقاً؛ وعاجلاً أو آجلاً، سيتوجب عليك اتِّخاذ القرار في النهاية، لذلك اتِّخذه في الحال، ولا تبالِغ في تعقيد الأمور.

من أفضل الطرائق لاتخاذ القرارات بشكلٍ سريع هي طريقة "الخطوة السريعة"، تخيَّل أنَّ لديك بضع دقائق فقط لاتخاذ قرار هام، عليك أن تضع في الحسبان الأمور التالية بسرعة، المشكلة، والأهداف، والمخاطر، وتحمُّل العواقب؛ وبعد ذلك، قارِن ما سبق مع الفوائد والنتائج العامة لاتخاذ هذا القرار، وافعل ذلك في غضون دقائق، ولا تقلق بشأن التفاصيل أو بشأن إتقانها، فقط قرر.

يمكِن أن يساعدك وضع رسم تقريبي لعناصر هذه الطريقة من خلال تشكيل شجرة القرار، حيث تُمثل أفرع الشجرة الخيارات المتاحة، كما تستطيع إضافة أجزاء جديدة للشجرة أو ربط بعض الأفرع معاً للوصول إلى النتيجة المطلوبة، ويمكِنك دراسة الشجرة كمخطط لرؤية النتائج المحتملة بشكلٍ أكثر وضوحاً، وغالباً سيفاجئك أنَّ طريقة "الخطوة السريعة" تساعدك على اتخاذ قرارات أفضل وبشكل أسرع، وستصبح عادةً في نهاية المطاف.

سرِّع عملية اتخاذ القرارات الصغيرة لتوفير الوقت للقرارات الكبيرة الهامَّة حقاً، فإنّها لميزة كبيرة لك في العمل أن تتَّخذ القرارات الجيدة بسرعة، بينما هناك مَن يأخذون كثيراً من الوقت في اتخاذ قراراتهم.

إذا كنتَ بحاجة إلى القليل من الوقت الإضافي لاتخاذ قرار معقد؛ فحدِّد موعداً نهائياً قصيراً الأمد، سيمنحك هذا التأخير البسيط وقتاً كافياً للتأكُّد من أنَّ القرار يبدو صحيحاً قبل تنفيذه كخطة عمل.

شاهد بالفيديو: نصائح للتخلّص من التردد في اتخاذ القرارات

كيف تفكر خارج الصندوق؟

بالطبع، هناك أوقات لا يمكِنك فيها اتِّخاذ القرارات، فقد لا تعرف من أين تبدأ بسبب عقبة تعترض طريقك، وفي أوقات أخرى، وعلى الرغم من تحليل المعطيات، ستبقى غير قادر على اتخاذ أي قرار.

عندما يحدث ذلك، تذكَّر أن تستمر في التركيز على الحقائق فقط، ولا تسمح للعواطف أن تقف عائقاً في طريقك؛ فالقرارات الدائمة لا يمكِن أن تُتَّخَذ بناءً على العواطف المؤقتة، حيث يسيطر الأشخاص الناجحون على عواطفهم ويقيِّمون القرارات بموضوعية وعقلانية قدر الإمكان.

ضع في اعتبارك أنَّ كل قرار تتخِّذه يجعلك أكثر تركيزاً على أفكارك وأهدافك، وفي كل مرة تتخذ فيها قراراً صعباً، فإنَّك تقوم بدعم هذه الأفكار، وفيما يلي خمس نصائح لاتخاذ قرارات أفضل:

  1. اعثر على حل لمشكلة اتخاذ القرار عن طريق سؤال شخص ناجح تثق به؛ فبمجرد مشاركة المعلومات وتبادُل الأفكار معه، ستصبح أفكارك أكثر ترابطاً ووضوحاً، واختر مستشاريك بحكمة لمساعدتك على اتخاذ قرارات تتجاوز مستوى خبرتك.
  2. توقَّف عن السعي إلى الكمال، وبدلاً من ذلك، اتِّخذ الخطوة الأولى بالمضي قدماً في قرارك، وثِق أنَّك على الطريق الصحيح.
  3. لا تفرط في التفكير، وتعلَّم أن تسيطر على أفكارك عند الحاجة إلى ذلك؛ لأنَّ الأفكار العظيمة تُستَلهم في الأوقات غير المتوقعة، فقط حافِظ على هدوئك، وفكِّر بطريقة مختلفة لتحصل على نتيجة مختلفة.
  4. اعترِف بخطئك عندما ترتكبه، وإذا كانت قراراتك تقودك إلى أمر خاطِئ، اعترِف بذلك، وصحح الخطأ، وامضِ قدماً، فحتى اتخاذ القرار الخاطئ سيساعدك على تعلُّم شيء ما، وعندما تعترف لنفسك وللآخرين أنَّك كنتَ مخطئاً، فإنَّك تكسب الاحترام لكونك متواضعاً وصادقاً وحقيقياً.
  5. لا تحاوِل حل المشكلة، فقط قرر ذلك، حيث من الممكن أن يساعد القرار في حل مشكلة ما، ولكن لا يمكِن حل كل مشكلة من خلال اتخاذ القرار، وبدلاً من ذلك، اعتمِد على الحدس أكثر من التحليل الزائد، وغالباً ما يأتي الحل من رد فعلك الداخلي والذي يبدو أنَّه القرار الصحيح.
إقرأ أيضاً: 6 طرق تساعدك على التفكير خارج الصندوق

في بعض الأحيان عليك فقط أن تثق في حدسك:

يعرِّف علماء النفس الحدس بأنَّه "عملية تمنحنا القدرة على معرفة شيء ما بشكلٍ مباشر دون التفكير التحليلي، وسَدُّ الفجوة بين الأجزاء الواعية وغير الواعية في أذهاننا، وكذلك بين الغريزة والعقل، فإنَّه شعور تلقائي لا يحتاج أي مجهود وغالباً ما يحفزك على اتخاذ إجراء ما بشأن القرار الذي يشغلك، ويتضمن الحدس، الثقة في مجموع تجاربك اللاواعية، وإنَّه يعتمد على كل ما مررتَ به طوال سنوات حياتك، مما يعني أنَّه مثلك تماماً ينمو ويتطور باستمرار".

بدأ بعض العلماء في تسمية حدسك بـ "الدماغ الثاني" مثل عقلك الواعي، فحدسك يتلقى المعلومات ويستجيب لها، وأنت تعرف جيداً ذاك التوتر الذي تشعر به عندما تتِّخذ قراراً. هذا هو حدسك يتحدث إليك بصوت عالٍ وواضح؛ فحدسك لا يُقارن فقط بالعقل الواعي إنَّما يضاهيه.

الحدس هو أيضاً نتيجة لمعالجة كثيرٍ من الأحداث التي تَحدث في الدماغ، حيث تشير الأبحاث إلى أنَّ الدماغ عبارة عن آلة تنبؤية كبيرة، يقارِن باستمرار المعلومات الحسية الواردة، والتجارب الحالية مع معرفتك المخزنة، وذكريات التجارب السابقة، وذلك للتنبؤ بما سيحدث لاحقاً.

قد تتفاجأ عندما تعلم أنَّ الحدس هو مهارة مُكتسَبة يمكِنك تَعَلُّم كيفية تطويرها، وببساطة أولها مزيد من الاهتمام، وبمجرد شحذها، يمكِن تطبيقها في عديدٍ من المواقف، من وضع خطة عمل إلى اتخاذ قرارات سريعة تحت الضغط.

لا تقلل قيمة نفسك بالتفكير بطريقة محدودة فحدسك لن يخذلك أبداً، واعتمِد على حدسك عندما تبحث عن إجابة لسؤال، أو عندما تتخذ قراراً ما وتعلم كيفية الاستفادة منه وثِق به أكثر.

المصدر




مقالات مرتبطة