كيف يمكنك اختيار السعادة؟

لمدة خمس سنوات، حاولت أنا وزوجتي الخروج من تعاستنا الفردية بأن نكون معاً، لذا اقترحت أنَّ طريقنا الوحيد للخروج هو "اختيار السعادة".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن تجربة شخصية للكاتب والمدون مايكل بيترزاك (Michael Pietrzak)، والذي يخبرنا فيه عن سبل الوصول إلى السعادة.

لا يحدث ذلك بسرعة، ولكن نعم، لن يجرؤ معظم المعالجين على إخبار العميل الذي يعاني الاكتئاب أنَّ الخلاص الحقيقي لا يأتي إلَّا من الداخل، بقرارٍ لا رجعة فيه، بالإضافة إلى قوة الإرادة الشديدة للتحسُّن. وهذا يفسر كيف يمكن للعملاء قضاء خمس سنواتٍ في العلاج، ومع ذلك يبقون غاضبين من الطفولة.

هذه هي الحقيقة: إذا لم تكن سعيداً، فيمكنك أن تختار أن تكون كذلك.

ما هي السعادة؟

لم تفلح أعظم العقول البشرية منذ 6000 سنة، في إيجاد الوصفة الصحيحة للسعادة. ومع ذلك، هناك "دلائل" تدلُّنا على الاتجاه الذي يجب أن نسلكه لنصل إليها.

إذا كنَّا سنتحدَّث عن السعادة، فنحن بحاجةٍ إلى معرفة ماهيَّتها. بالتأكيد علينا معرفتها لنشعر بها، ولكن ما مصدرها؟ يعتقد العلماء أنَّ لديهم الجواب: إنَّها مجموعةٌ من العمليات البيولوجية التي تتمثَّل بوهمٍ جرى زرعه في عقولنا بواسطة حزمٍ صغيرةٍ من المواد الكيميائية المُنتَجة في الدماغ، والتي تعمل كرسلٍ بين الخلايا العصبية.

دعونا نترجم علم وظائف الأعضاء إلى مصطلحاتٍ بشريةٍ لاحقاً. ولكن أولاً، سوف يساعدنا درسٌ في العلوم.

فرسان النعيم الأربعة:

هناك أربع حزمٍ رئيسةٍ من المواد الكيميائية تسمَّى: النواقل العصبية، مسؤولةٌ عن توليد السعادة، وهي: الإندورفين، والدوبامين، والسيروتونين، والأوكسيتوسين.

1. الإندورفين للنشوة:

يخلق الإندورفين النشوة، ويشبه كيميائياً المواد الأفيونية مثل: المورفين، والكودئين؛ ويطلقه الدماغ في أثناء التمرينات الرياضية المكثفة والضحك. إنَّه الإحساس بعدم الشعور بأيِّ ألم، وهو ما يسميه العداؤون "الثمالة".

تتدفَّق هذه الرسل الكيميائية كاستجابةٍ للألم، ولكن لا تحتاج إلى الانضمام إلى نادي القتال للاستمتاع بدُفعة سعادة. إليكَ بعض الطرائق المختصرة:

  • التمرين: حسناً، هذا ليس دائماً بدون ألمٍ 100٪، ولكن يجب أن يكون ممتعاً إذا كنت تفعله بشكلٍ صحيح. تحذير: لا تحفِّز كلُّ التمرينات إنتاج الإندورفين، وأفضل ما يعمل على إنتاجه تمرينات الأيروبيك والتمرينات الرياضية القلبية الوعائية (كارديو).
  • الضحك: نحن نحبُّ أن ننفجر ضاحكين؛ لأنَّ ذلك يشعرنا بالارتياح، ولكنَّ القليل منَّا يقوم بذلك بما فيه الكفاية. وإنَّ الضحك الأكثر فعالية هو الضحك الجماعي، أو الضحك الذي نتقاسمه مع الآخرين؛ لذا فلنجعلها نقطةً للتواصل مع الأصدقاء طوال الأسبوع.
  • الوخز بالإبر والتدليك: تبيَّن أنَّ وخز أجزاءٍ معينةٍ من الجسم بالإبر أو اليدين هي طريقةٌ رائعةٌ لتحفيز الإندورفين.
  • اليوغا والتأمُّل: وجدت إحدى الدراسات أنَّ وضعيات اليوغا وتمرينات التنفس تغمر أنظمة المرضى بالبيتا إندورفين، ويُقلِّل هذا بدوره الإجهاد والألم.
  • الشوكولاته والأغذية الحارة: يحفِّز الكاكاو على تشكيل الإندورفين. احذر ممَّا يُسوَّق على أنَّه شوكولاتة ولكنَّه في الغالب سكر، وابحث عن المنتجات التي تحتوي على 70٪ أو أكثر من الكاكاو. وأمَّا بالنسبة إلى الطعام الحار، فكلَّما كان حارَّاً أكثر، كان إنتاج الإندورفين أكثر؛ وكلَّما سبَّب ألماً أكبر، كان جيداً جداً.

فلتكن الأولوية للشعور الجيد، وستصبح السعادة قريبة.

إقرأ أيضاً: 7 فوائد صحية مؤكَّدة للشوكولا السوداء

2. الدوبامين للعمل والإنجاز:

استقلت منذ سنواتٍ من عملي للبدء بعملي الخاص. ما لاحظته أنَّه في بداية أوّل أسبوعٍ لي لم يخبرني أحدٌ ماذا أفعل، وكان من السهل النوم إلى الظهيرة ومشاهدة التلفزيون في وقت الغداء.

كنت أفتقر إلى أهدافٍ واضحة، وكان تقدُّمي بطيئاً، فقد بدأت أفكِّر في الحكمة من مغادرة السرير، وأصبحت الآن أدرك بأنَّ حزني المتزايد كان على الأرجح بسبب خللٍ كيميائيٍّ عصبي.

الدوبامين: الناقل العصبي الذي يدفعنا إلى التغيير. إنَّه سبب شعورنا بالابتهاج عندما نحقِّق شيئاً كبيراً، فكلَّما كان التحدي أكبر، كان النجاح أكبر.

أكَّد البحث ما كان المنجزون العظماء يعرفونه دائماً: هناك رضاً كبيرٌ في إنجاز الأمور. يحتاج البشر إلى هدفٍ وتحدٍّ وإنجازٍ ليكونوا سعداء، لكنَّ عالمنا الحديث قد خرج عن السيطرة، حيث لا يمكن لتفقُّد بريدك الإلكتروني أن يضاهي الاعتزاز باصطياد حيوانٍ بريٍ برمح.

في كتاب (The Athlete's Way)، يناقش المدرِّب والمؤلِّف كريستوفر بيرغلاند كيف أنَّ هذا الاختلال في التوازن في مستوياتنا الكيميائية العصبية الطبيعية، يجعلنا أكثر عرضةً إلى الاكتئاب والقلق والسخط.

يُعتقَد أنَّ لدينا القوة لنحقق لأنفسنا السعادة، ببساطةٍ علينا فقط تحديد هدفٍ وإنجازه.

ما الذي يمكن أن يجنِّبك الحزن؟ ابدأ بخطوة، ثم أتبِعها بأخرى.

3. السيروتونين للعلاقات الاجتماعية:

"نادراً ما نفخر عندما نكون وحدنا" - فولتير.

إذا كان الإنجاز بمثابة لقاحٍ عظيمٍ ضدَّ التعاسة، فلماذا إذاً يستمر شعورك بأنَّك أحمق، حتَّى لو تمكَّنت من بناء إمبراطورية؟ ذلك لأنَّ الدوبامين لا يمكنه تلبية جميع احتياجاتنا للسعادة.

تخيَّل أن تكون آخر إنسانٍ على وجه البسيطة، وبأنَّك تسقط في حفرةٍ لا سبيل للخروج منها، لكنَّك تعود لتنطلق. ستشعر بالخواء إذا لم تشارك هذا الإنجاز مع أحدهم.

يتدفق السيروتونين عندما نعتقد أنَّ الآخرين يحبوننا ويحترموننا، كما أنه يُولِّد مشاعر الاعتزاز، ويمكن أن يؤدِّي اختلال مستوياته إلى الاكتئاب والقلق والغضب.

بل وهنالك ما هو أكثر من ذلك، إذ يوضِّح عالم الأعصاب، الدكتور "أليكس كرب"، أنَّ انخفاض مستوى السيروتونين يمكن أن يعيقك عن تنفيذ خططك، حتَّى أنَّ ذلك يسلبك أيضاً ما يقوِّيه الدوبامين بعد أن تُسحَق طموحاتك.

كيف نستفيد من السيروتونين؟ ضع نفسك في المواقف التي تشعر فيها بأنَّك عظيمٌ وهامٌّ وذو شأن. لكن ماذا إذا كنت في الآونة الأخيرة تناضل لتلقى الاحترام من الآخرين، بينما أنت عالقٌ في دوامةٍ من تدَّني احترام الذات؟

هناك ثلاث عمليَّاتٍ تقوي السيروتونين:

  • التعرُّض إلى أشعة الشمس: سوف يؤدِّي التعرُّض إلى الأشعة فوق البنفسجية لمدة 20 دقيقةٍ يومياً إلى بدء إنتاج السيروتونين.
  • جلسة تدليك: أظهرت دراسةٌ أنَّ 20 دقيقةً من التدليك، ولمرتين أسبوعياً، تؤدِّي إلى ارتفاع مستويات السيروتونين.
  • التمرينات الرياضية: يبدو أنَّ التمرينات تؤدِّي إلى تكوين كلِّ هذه المواد الكيميائية للسعادة؛ لذا ربَّما يجب أن يكون سلوك اللياقة البدنية أولوية.

أنت لا تفيد أحداً -على الأقل نفسك- بالاختباء في المنزل؛ لذا ابدأ الانخراط في المجتمع، وشارك مواهبك مع الآخرين؛ لكي يكافئك السيروتونين.

4. الأوكسيتوسين للعاطفة:

أنجبت زوجتي طفلتنا الأولى منذ مدة، كان الأوكسيتوسين هو من أعدَّ جسدها للولادة وبدء المخاض، وساعدها في التعافي، وشجَّعها على الرضاعة الطبيعية. والأهمُّ من ذلك، أنَّه تسبَّب بوقوع كلانا في حبِّ ابنتنا.

الأوكسيتوسين: الناقل العصبي للحبِّ والصداقة، كما أنَّه المادة التي لها جوانبٌ واستعمالاتٌ أكثر من المواد الأربعة الأخرى.

بعد الولادة، يُخفِّض ​​الأوكسيتوسين الخوف والقلق، ويقاوم الاكتئاب، ويجعلنا نرغب بأن نحمي الضعفاء ونكذب من أجلهم، مثلما يجعلنا نبكي عندما نحقِّق إنجازاً ما.

فكِّر فيما تتضمَّنه هذه القائمة، ولعلَّ تجارب الذروة الأكثر جاذبيةً في قائمة المشاعر الإنسانية هي: حبُّ شريكنا وأطفالنا، والصداقة، والانتماء إلى مجموعة، والتحرُّر من الخوف واليأس.

قلَّةٌ قليلة من طرائق السعادة لا يقودها الأوكسيتوسين، ومثل المواد الكيميائية الأخرى، يمكننا زيادة إنتاجه من خلال:

  • محبة شخصٍ ما: إذا كنت تُحبُّ شخصاً، فأخبره على الفور؛ وإذا كنت لا تفعل، فافتح قلبك قبل أن يتوقَّف عن العمل. أحبَّ نفسك؛ لأنَّ حبَّ النفس بديلٌ ممتازٌ في هذه الأثناء.
  • الكرم: قدِّم هديةً غير منتظرة، أو اشترِ القهوة للغرباء، أو لاطف الناس. عند القيام بذلك يتدفَّق الأوكسيتوسين.
  • مداعبة حيواناتك الأليفة: كشفت إحدى الدراسات أنَّ 5-24 دقيقةً من مداعبة الحيوانات الأليفة تخلق مشاعر غامضةً عند كلٍّ من الناس والحيوانات.
  • الملامسة: التدليك والمعانقة وإمساك الأيدي، وحتَّى المصافحة.

يبدو أنَّ الاستفسارات الدينية والفلسفية في معنى الحياة تصل دوماً إلى الاستنتاج ذاته: الحبُّ هو كلُّ شيء.

دع هذه المواد الأربعة المولِّدة للسعادة تقودك إلى نعيمك الخاص.

ما وراء العلم:

يقول أيُّ بحثٍ حول السعادة بأنَّ هذه التجربة هي مجرَّد حفنةٍ من المواد الكيميائية المتطايرة في مجرى الدم، وبأنَّها غير كافيةٍ على الإطلاق. لا أعرف ما رأيك، لكنني لا أشعر بالرضا عن هذا الكلام.

يمتاز العلم بمراقبة كيفية عمل الأشياء، لكنَّه غير قادرٍ على استيعاب التجربة الإنسانية كما يفعل كلٌّ من الفلسفة والأدب والفن.

من جديد، ما هي السعادة؟ هذه المرة، دعونا نترك علم الأحياء خارجاً.

إذ تعرف كلُّ ذرةٍ من جسدك الإجابة، حتَّى لو بدت كذكرى غامضةٍ من شتائك الروحي الحالي، لكنَّك سوف تتعرَّف عليها حالما تزورك.

كما أنَّنا نعلم بحدسنا بأنَّ مطاردتها عن طريق المال، أو الشهرة، أو الطعام، أو أيِّ متعةٍ فوريةٍ باليةٍ أخرى؛ غير ممكن. إذاً، أين تتوارى السعادة؟

السعادة حالةٌ عقلية:

عندما كنت في دائرتي التاسعة من الاكتئاب، سمعت فكرةً واحدةً بثلاث طرائق، ممَّا قادني إلى صياغة هذا البرهان المنافي للعقل: "يمكننا اختيار السعادة"، وهذا ما أعادني إلى حالة الفرح اليومي الطبيعية.

كانت المرة الأولى في التأمل الموجَّه بقيادة الباحث "جون كابات زين"، وقد وصلنا إلى شيءٍ من قبيل: "تصوَّر نفسك جالساً على ضفة نهر، سوف يسحبك التيار ويحملك بعيداً من وقتٍ إلى آخر. لا بأس بهذا، لكن أخرج نفسك خارج التيار (الفكر)، واجلس ثانيةً على الضفة، واستمع إلى قرقرة المياه".

فكرة أنَّ "أفكاري لم تكن حقيقة" كانت ثورية، إذ لم أعد بحاجةٍ إلى جعل قصَّتي عن التعاسة محورية.

بعد أسابيع، تبلور الدرس عندما صادفت تعليقاً عشوائياً في نقاشٍ منسيٍّ منذ فترةٍ طويلة على موقع "ريديت Reddit":

"فكِّر في أفكارك على أنَّها تشبه الطقس، كما لو كانت غيوماً مارة. فليس للطقس ضامن، إذ أحياناً تكون الغيوم عاصفة، وأحياناً أخرى تكون السماء صافية".

لقد حطَّم هذا رابطاً آخر في سلسلة العقلية السوداوية التي أضرَّت بي.

وكانت العبارة الأخرى التي ساعدتني في الارتقاء إلى السعادة: "أنت لا تحتاج إلى عذرٍ لتكونَ سعيداً".

لا تحتاج السعادة إطلاقاً إلى أيِّ حدثٍ خارجي، أو إنجاز، أو فوز، أو ثناء، أو صراع، أو أيِّ سبب.

يمكنك ببساطةٍ اختيار أن تكون سعيداً الآن، وفي هذه اللحظة، ودون أيِّ سببٍ سوى أنَّك أكثر أشكال الحياة التي نعرفها تعقيداً، وبأنَّك تعيش في أكثر أوقات التاريخ إثارةً، وتدور بسرعة 67000 ميلٍ في الساعة حول كرةٍ متفجِّرةٍ من الهيدروجين، وتجلس على كتلةٍ من الصخور والحمم البركانية.

كيف تتذكَّر السعادة؟

أتمنى أن تُشعرَك هذه الصورة بالارتياح، لكنَّني أدرك بأنَّه وفي نهاية المطاف سيقول أحدٌ ما: "نعم، ولكن ماذا عن دفع الفواتير؟".

من الصعب أن نتذكَّر هذا الفرح بينما نواجه المحن اليومية. تكلَّم ديفيد فوستر والاس عن هذا التحدِّي باختصار:

"هناك سمكتان صغيرتان تسبحان معاً، ويصادف أنَّهما التقيتا بسمكةٍ كبيرةٍ تسبح في الاتجاه المعاكس. تومئ لهم هذه الأخيرة، وتقول: صباح الخير يا أولاد، كيف حال الماء؟ تسبح السمكتان الصغيرتان قليلاً، وبعد ذلك، تنظر إحداهما إلى الأخرى وتقول: ما هو الماء يا ترى؟".

يُغفِل البشر بكلِّ سهولةٍ الشيء الذي أمام أعينهم، حيث نسبح في الواقع الكوني -الحياة والكون وكلُّ شيء- والذي هو مصدر كلِّ الفرح. نحن بحاجةٍ فقط إلى تركيز انتباهنا.

إنَّها مهمَّةٌ بسيطة، ولكن من الصعب القيام بها، على الرغم من وجود طرائق لمساعدتنا في التذكر. سنذكر هنا اثنتين من أفضلها:

1. كن ممتناً:

لا يمكن للخوف والغضب والقلق والإحباط والحزن أن يتعايشوا مع الامتنان. مهمَّتك هي أن تزيد من الوقت اليومي المخصَّص للشعور بالامتنان، ويجب الشعور بهذا، وليس التفكير فيه.

يمكنك أن تعبِّر عن امتنانك بهذه الطرائق:

  • التأمُّل: اجلس، وتنفَّس، وتخيَّل ما أنت ممتنٌّ لأجله في حياتك، حتَّى وإن كانت هذه مجرَّد لحظة سلام. ضع يديك على قلبك، سيساعدك هذا.
  • كتابة اليوميات: ضع قائمةً بكلِّ ما يحدث في حياتك، وكلِّ ما تصبو إليه، والتجارب الماضية والتحديات التي شكَّلت الشخص الذي أصبحت عليه.
  • التبسم: غيِّر حالتك النفسية والعاطفية من خلال تغيير فسيولوجيتك. سوف تشعر حين تبتسم بالامتنان للأشياء التي تمتلكها.
  • الجلوس في الطبيعة: إنَّ العالم الطبيعي مدهش. راقب السماء والأشجار والحياة البرية، وقدِّم شكرك إلى هذا العالم الذي هو مهدٌ لجميع أشكال الحياة المعروفة في الكون.

شاهد بالفيديو: 5 فوائد مثبتة للشعور بالامتنان

2. العب أكثر:

عندما شاهدت صديقيَّ يتصارعان بلطفٍ مع طفلهما البالغ من العمر سنةً واحدة، ذكَّرني ضحك الطفل بحقيقةٍ غالباً ما أنساها: "اللعب = الحياة".

تحبُّ الببغاوات الدمى، وتقوم الفيلة برش الماء على بعضها بعضاً، ويلعب أطفالنا أيضاً، وإذا كان لديك مراهقين، فربَّما نتمنَّى أن يتركوا ألعاب الفيديو وينظِّفوا غرفهم. ثمَّ نكبر ونستبدل اللعب العفوي بالإدمان على العمل، وبممارسة عاداتٍ مملةٍ أخرى؛ لذا لا عجب أنَّ معظم المراهقين يشكِّكون في كبار السن من حولهم.

يُعلِّم اللعب المهارات البيولوجية الهامَّة، مثل: الروابط الاجتماعية، والتحكُّم الحركي.

نلعب لأنَّ اللعب يُشعرنا بأنَّنا أفضل، وهذا ينطبق على كلِّ الأعمار. إذا كنت لا تصدقني، فقط شاهد جدي، المحارب القديم في الحرب العالمية الثانية، وهو يلعب الغميضة مع أميرته الصغيرة.

كيف نُدخِل مزيداً من اللعب والمتعة إلى حياتنا؟

  • اجعل التمرينات ممتعةً مرةً أخرى: اهرب من الحلقة المفرغة، واخرج من سيطرة المراكز. يجب أن يكون تحريك جسدك ممتعاً، وإذا لم يكن كذلك، فجرِّب ما يلي: اخرج وابحث عن صديقٍ أو مجموعة، وجرِّب ممارسة رياضةٍ ما أو فنون الدفاع عن النفس؛ واستمرَّ بتغييرها حتَّى تشعر وكأنَّك تلعب.
  • اشترِ بعض الألعاب: احصل على طبقٍ طائر، واشترِ مجموعة ليغو، وطيِّر طائرة بدون طيار، ويمكن لدراجةٍ ناريةٍ مثيرةٍ أن تؤدِّي الغرض أيضاً.
  • العب بعض المباريات: انضم إلى نادي شطرنج، أو قم بزيارة مقهى لعبة الطاولة، أو حمِّل ألعاب الكمبيوتر المفضلة من طفولتك.
  • حوِّل كلَّ شيءٍ إلى لعبة.

عندما تخصص وقتًا للعب، سيتفتح الإبداع، وتقوى العلاقات، ويتحسَّن موقفك، ويصبح وجودك أكثر متعة، وستقوم بعملٍ أفضل، وتمضي قُدُماً في عملك. وبالنتيجة، ستكون أكثر سعادة.

لا تنتظر السعادة:

لا تُعلِّق سعادتك على النتائج؛ لأنَّك ستشعر بالرضا لدقيقةٍ -أو لشهرٍ على أبعد تقديرٍ- بعد أن تحقِّق هدفك، ثمَّ ستركِّز على الفراغ الخيالي التالي في حياتك.

لا تنتظر السعادة، بل اختر أن تكون سعيداً الآن.

 

المصدر




مقالات مرتبطة