كيف يمكن أن تعزز السعادة صحتك؟

وفقاً لإحدى الدراسات الجديدة، قد يكون للعلاج النفسي المسمى "التَّعزيز" (ENHANCE) - وهو برنامج شامل مدته 12 أسبوعاً، مصمَّماً لتعزيز الرَّفاهية الذَّاتية وتعزيز السعادة الدائمة - تأثيرٌ إيجابي في الصحة البدنية.



تشير نتائج هذه التجربة السريرية العشوائية إلى أنَّ وجود نظرة أكثر سعادة للحياة، قد يجعل الناس أكثر صحة، والجدير بالذكر أنَّ فريق الباحثين من الولايات المتحدة وكندا، وجد أيضاً أنَّ المشاركة عبر الإنترنت أو المشاركة الشخصية في برنامج السعادة الدائمة والتعزيز الذاتي المستمر (ENHANCE) كانت فعالة بالمقدار نفسه.

قال أحد مُعدِّي الدراسة يُدعى كوستادين كوشليف (Kostadin Kushlev) في بيان صحفي: "أظهرت الدراسات السابقة أنَّ الأشخاص الأكثر سعادة، تتحسَّن صحة القلب والأوعية الدموية واستجابات الجهاز المناعي لديهم، مقارنةً بنظرائهم الأقل سعادة، ويعد بحثنا واحداً من أول التَّجارب العشوائية المضبوطة، التي تشير إلى أنَّ زيادة السعادة حتى للبالغين الأصحاء عموماً، يمكن أن يكون لها فوائد على صحتهم الجسدية".

أجرى كوشليف (Kushlev) - وهو أستاذ مساعد في علم النفس بجامعة جورج تاون ومدير مختبر الصحة والسعادة الرقمي - هذا البحث مع زملائه في جامعة كولومبيا البريطانية وجامعة فيرجينيا.

يصف المؤلف الرئيس إد دينر (Ed Diener) من جامعة يوتا (University of Utah)، وصندوق تعليم دينر (Diener Education Fund) هذا البرنامج على موقعه على الإنترنت: "الهدف من برنامج "التعزيز" (ENHANCE) هو تعليم المهارات الاجتماعية، وطرائق التفكير، وفهم قيم الفرد ونقاط قوته، كوسيلة لزيادة الرضا عن الحياة، ومعنى الحياة والاستمتاع بها، وكذلك تقليل التوتر والاكتئاب".

شاهد بالفديو: 10 أشياء إن لم تتخلّ عنها لن تعرف طعم السعادة

يتَّبع برنامج "التَّعزيز" (ENHANCE) استراتيجية ثلاثيَّة لمساعدة الناس على التغلب على التحديات والعقبات التي تواجههم في طريقهم نحو تحقيق السعادة الدائمة:

  • تعلُّم 10 مبادئ لتحقيق السعادة المستدامة.
  • المشاركة في النشاطات التي تطبق هذه المبادئ.
  • تطوير عادات تسمح لك أن تدمج هذه المبادئ في حياتك اليومية.

تضمَّنت عينة تعود إلى أحدث تجربة فعليَّة مجموعة من 155 شخصاً بالغاً - تتراوح أعمارهم بين 25 و75 عاماً - إمَّا وُضعوا في قائمة انتظار اختير أفرادها عشوائيَّاً كمجموعة تحكم، أو اختيروا للمشاركة في برنامج "التعزيز" (ENHANCE)، وصُمِّم هذا التدخل النفسي الإيجابي لتحسين السعادة الذاتية من خلال المعالجة التدريجية لجوانب "الذات الأساسية" و"الذات التجريبية" و"الذات الاجتماعية" في أثناء اتباع جدول زمني أسبوعاً بعد أسبوع، كما أوضح المُعِدُّون في بيانٍ صحفي:

"ركزت الأسابيع الثلاثة الأولى من البرنامج على "جوهر الذات" لمساعدة الأفراد على تحديد قيمهم الشخصية ونقاط قوَّتهم وأهدافهم، وركَّزت الأسابيع الخمسة التالية على "الذات التجريبية" التي تغطِّي تنظيم المشاعر واليقظة، وقد أعطت هذه المرحلة أيضاً أدوات للمشاركين لتحديد أنماط التفكير غير القادرة على التكيُّف، وتناولت الأسابيع الأربعة الأخيرة من البرنامج "الذات الاجتماعية"، وأساليب التَّدريس لتعزيز الامتنان، وتعزيز التفاعلات الاجتماعية الإيجابية، والمشاركة مشاركة أكبر مع مجتمعهم".

إقرأ أيضاً: كيف تجذب الأفكار السعيدة وتدرب دماغك على السعادة؟

كما ذكرنا آنفاً، تمَّت قيادة هذه الوحدات الأسبوعية إما بواسطة طبيب مدرب شخصياً - قبل جائحة كوفيد-19 - أو أُكملَت عن بُعد باستخدام منصَّة متخصَّصة عبر الإنترنت.

قال المؤلفون: "تضمنت كل وحدة درساً مدته ساعة واحدة مع معلوماتٍ وعدد من التمرينات، ومهمَّة كتابية أسبوعية، مثل كتابة اليوميات، وعامل سلوكي نشط، مثل التأمُّل المُوجَّه".

ملحوظة: لم تشجع أيٌّ من هذه النماذج على وجه التحديد خيارات نمط الحياة الصحية المتعلِّقة بالنشاط البدني أو النوم أو النظام الغذائي؛ كان التركيز فقط على استخدام الأساليب القائمة على الأدلة لتحسين السعادة الذاتيَّة.

عموماً، أفاد المشاركون الذين اتَّبعوا برنامج "التعزيز" (ENHANCE) بمستويات أعلى من السعادة، وحالات مَرَضية أقل من أفراد مجموعة التحكم في قائمة الانتظار طوال فترة البرنامج لمدة 12 أسبوع، وبالإضافة إلى ذلك، بعد ثلاثة أشهر من إكمال كل مشارك لبرنامج "التعزيز" (ENHANCE)، أفاد أولئك الذين شاركوا في هذا التدخُّل النفسي الإيجابي، سواءً شخصيَّاً أم عبر الإنترنت، بحالات مَرَضية أقل من المشاركين العشوائيين الذين وُضِعوا على قائمة الانتظار.

إقرأ أيضاً: 10 طرق مثبتة علمياً لتشعر بالسعادة

وقال كوشليف (Kushlev) في بيان صحفي صادر عن جامعة جورج تاون (Georgetown University): "تضيف النتائج التي توصلنا إليها إلى المجموعة المتزايدة من الأدلة أنَّ السعادة لا تعطي شعوراً جيداً فحسب؛ وإنَّما هي مفيدة لنتائج أخرى بما في ذلك الصحة البدنية، ولا يمكن لهذا البرنامج معالجة مشكلات الصحة العقلية، ولكنَّه قد يكون بمنزلة أداة مفيدة للوقاية، وفي السنوات الأخيرة، كان هناك تركيز أكبر في العلوم الطبية على الوقاية، وليس العلاج فقط".

إنَّ الباحثين متفائلون بإمكان توسيع نطاق برنامج "التَّعزيز" (ENHANCE) للوصول إلى مجموعة واسعة من الأشخاص الذين يستخدمون النظام الأساسي عبر الإنترنت.

المصدر




مقالات مرتبطة