كيف تواجه المشكلات الصعبة في الحياة؟

لا شك أنَّ العالم مكان مليء بالتحديات، حيث تسير الأمور بوتيرة أسرع من أي وقت مضى؛ فنحن نخوض الكثير من المعارك كل يوم، وقد يكون من السهل أن ترهقنا، وتدفعنا إلى الهرب من المشكلات التي قد تواجهنا.



لسوء الحظ، إذا كنت تحاول القيام بذلك باستمرار، فسوف تضيع حياتك بأكملها وأنت تهرب من مشكلاتك، ولن تفلح في ذلك أبداً؛ لكن كيف يمكننا أن نواجه مشكلاتنا بفاعلية ونعيش حياتنا دون خوف منها؟

طرق مواجهة مشاكل الحياة:

1. اقبل التحدي:

قد لا يبدو الأمر بديهياً، لكنَّ تقبل مشاعر الانزعاج والمعاناة يشكل خطوة هامة لتعلم مواجهة المشكلات؛ والفكرة من ذلك أنَّ معظم الأشياء الجيدة في الحياة ستسبب لنا بعض المعاناة حتماً، وعلينا مواجهتها والتعرض إلى الألم لتحقيقها.

من الأمثلة على ذلك:

  • تجبرنا تجربة الحب العميق والارتباط على مواجهة المشكلات والضغوطات التي تأتي قبل ترسيخ هذا الارتباط.
  • يتطلب الحصول على لياقة بدنية الالتزام بنظام غذائي وممارسة الرياضة بانتظام.
  • يجبرنا الحصول على الترقية على العمل بجد أكثر من الأشخاص الذين ننافسهم لإثبات أنَّنا مناسبون لهذا المنصب.

تأتي معظم الأشياء المكتسبة تبعاً إلى نوع المعاناة والعمل الذي تستغرقه؛ فإذا كنَّا سنواجه المشكلات التي تعترض طريق نجاحنا، علينا التأقلم مع مشاعر الانزعاج والتحديات الناتجة عنها؛ إذ يرتبط أي تغيير نقوم به بتحد معين لابدَّ لنا من التغلب عليه.

2. استفد من الدعم الاجتماعي:

تعدُّ علاقاتنا الاجتماعية مورداً غير مستغل بالقدر الكافي، فهل تشعر بالوحدة الآن؟ هل تشعر أنَّه لا يوجد من يهتم بك ويحاول مساعدتك؟

إذا كنت كذلك بالفعل، فانظر حولك قليلاً، وستجد شخصاً ما يسعده مساعدتك في هذا التحدي.

تذكر أنَّنا نواجه الكثير من المشكلات كل يوم، وليس هناك أي سبب يُشعِرك بالحاجة إلى حلها كلها وحدك؛ إذ يمكن أن يقودك ذلك إلى الشعور بالإرهاق، ويدفعك إلى الهروب منها؛ لذلك، اطلب الدعم من العائلة أو الأصدقاء أو طبيب نفسي أو مجموعات الدعم أو حتى مجموعات الدعم الافتراضية عبر الإنترنت.

إقرأ أيضاً: تقديم الدعم لصديق أو زميل في العمل يعاني من التوتر

3. ضع خطة لمعالجة المشكلة:

إذا كنت تسأل نفسك كيف يمكنك مواجهة المشكلات، فإنَّ الشيء الوحيد الذي يجب التفكير فيه هو فيما إذا كان لديك خطة لذلك أم لا؛ فهل فكرت في طريقة لمعالجة المشكلة؟

نهرب في كثير من الأحيان من مشكلاتنا لأنَّنا لا نجد طريقة لحلها؛ ومع ذلك، لمجرد أنَّنا لا نعرف طريقة لمواجهة المشكلة الآن وما يعنيه ذلك من ارتباك لنا، لا يعني هذا أنَّنا لا نستطيع قضاء بعض الوقت في معالجتها والتوصل إلى حل.

اقضِ وقتاً كافياً لتتعرف على المشكلة وكيف تمكن الآخرون من التغلب عليها مسبقاً، فهذه طريقة رائعة للبدء بحلها؛ ولا تنسَ التأكد من دقة المصادر والمعلومات التي تحصل عليها.

بناء على ذلك، يمكنك البدء بوضع الأهداف وتكوين الخطة معاً، ومن ثمَّ إنشاء سلسلة من الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتطوير مسار عمل يساعدك في التغلب على المشكلة والوصول إلى النجاح الذي تبتغيه.

لا تستخفَّ بالدور الذي قد يلعبه وضع الأهداف هنا؛ إذ يبقيك ذلك متحمساً، ويمنحك شعوراً بالسعي إلى العمل من أجل تحقيقها في كل مرحلة من مراحل رحلتك.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح تساعدك على حل مشاكلك والعيش باستقرار

4. تحقق من دائرة أصدقائك والأشخاص المقربين منك:

صدِّق أو لا تصدق، تشكل دائرة معارفك الاجتماعية عاملاً كبيراً في حل مشكلاتك؛ لذا من الهام أن تضع ذلك في اعتبارك عندما تحاول حلها.

هناك الكثير من الأشخاص السلبيين والمزعجين في الحياة، والذين يضعفون جهود الآخرين وسعيهم إلى تحقيق النجاح؛ ربَّما لأنَّهم يريدون إبقاء الجميع في مستواهم؛ ومع أنَّه من الصعب تحديد نوايا هؤلاء الأشخاص، ولكنَّهم موجودون بيننا؛ ولهذا السبب يتوجب عليك التحقق من دائرتك الاجتماعية باستمرار، ولاسيما الأشخاص الذين تقضي معظم وقتك معهم.

عندما تحاول التغلب على نوع معين من المشكلات، فمن الهام التأكد من أنَّك تحيط نفسك بالأشخاص الذين يدعمونك ويساعدونك في حل هذه المشكلات؛ وعندما تفعل ذلك، من المؤسف أنَّك ستلاحظ وجود الكثير من الأصدقاء المقربين الذين لا تعنيهم اهتماماتك، ويعطون الأولوية لرغباتهم الخاصة باستمرار.

على سبيل المثال: بدلاً من تشجيعك على الدراسة، يشجعونك على الاحتفال معهم قبل الامتحان؛ أو بدلاً من تشجيعك على الالتزام بنظامك الغذائي وتمريناتك الرياضية لإنقاص الوزن، يحاولون إقناعك بالانضمام إليهم ليلة الجمعة للعب بألعاب الفيديو وتناول البيتزا.

علينا أن ندرك أنَّ تحسين الذات والتغلب على التحديات أمر صعب؛ ولو كان سهلاً، لتمكن الجميع من القيام به، وما كنت لتقرأ هذه المقالة في الأساس.

في الواقع، لن يدعمك الجميع خلال هذه الرحلة؛ وعندما تبدأ التخلي عن هذه العلاقات أو إبعاد نفسك عنها، قد يشعر الآخرون وكأنَّك تطردهم بشكل غير عادل خارج حياتك، وقد ينزعجون منك بسبب هذا؛ ولكن تذكر أنَّك تبذل قصارى جهدك كي تطور نفسك، وهذا أمر يستحق العناء.

لا يتعلق الأمر هنا بإبعاد الأصدقاء أو الأشخاص الآخرين عن حياتك لأنَّ أفعالهم وأهدافهم لم تعد متوافقة مع أفعالك وحسب، وإنَّما إبعاد نفسك عن الأشخاص الذين قد يحدون من تقدمك نحو هدفك؛ حيث تقلل بهذا قدرتهم على التأثير في تقدمك؛ ولهذا السبب، غالباً ما ينتهي بنا الأمر إلى تجاوز العلاقات القديمة.

إقرأ أيضاً: 5 أنواع من الشخصيات عليك الابتعاد عن مصادقتهم

5. هيئ نفسك لمواجهة المشكلة:

عندما تجري تغيراً جذرياً في حياتك، عليك أن تدرك حاجتك إلى الاستعداد بشكل ملائم كي تتغلب على مشكلاتك؛ حيث يجب عليك الالتزام للتغلب على هذا التحدي، ويجب عليك أن تقرر ذلك بنفسك.

لهذا السبب، نادراً ما تنجح محاولة إقناع أحد أفراد الأسرة بإجراء تغيير ما، كالإقلاع عن التدخين؛ ذلك لأنَّ القيام بتغييرات كبيرة في الحياة مثل هذه يجب أن يرغب بها الفرد الذي عليه إجراء ذلك التغيير؛ فإذا كان لا يريد الإقلاع عن التدخين، فهو لن يفعل ذلك أبداً.

إذا لم تكن مستعداً للالتزام بمواجهة المشكلة والتغلب عليها في النهاية، فلن تملك فرصة لذلك فيما بعد؛ لذا يجب عليك إجراء هذا التغيير في حياتك بدلاً من الاستمرار في الهروب من المشكلة؛ وعندما تقرر ذلك، تأكد بأنَّك ستمتلك القوة والمرونة لمواجهتها.

6. لا يعدُّ الهروب من المشكلات حلاً طويل الأمد:

إنَّ إدراك أنَّ الهروب ليس حلاً طويل الأمد أهم جزء في تعلم طريقة مواجهة المشكلات؛ فبغض النظر عن قدرتك على الابتعاد والهروب منها، ستلاحقك في النهاية، وتضطر إلى مواجهتها سواء شئت أم أبيت. غالباً ما يكون الهروب من مشكلاتك أمراً تقوم به لمحاولة الهروب وحماية نفسك، لكنَّ ذلك لا يحمينا أبداً ولا يجنبنا المشكلات؛ فهذا الأمر لم يحدث مسبقاً، ولن يحدث الآن، ولن تختفي مشكلاتنا من تلقاء نفسها.

يوفر الهروب من مشكلاتنا راحة مؤقتة من الضغط الذي تسببه، ولكنَّه لا يحل أي شيء، بل يسمح لك فقط بالابتعاد عن المشكلة، ويجبرك على مواجهتها في وقت لاحق. لهذا السبب، من الأفضل أن تتعلم طريقة لتطوير المهارات التي تحتاجها لمواجهة مشكلاتك؛ وستشعر بتحسن كبير في حياتك، وتزداد ثقتك بنفسك عندما تبدأ القيام بذلك. إلى أن تتمكن من استجماع شجاعتك لمواجهة كل ما تهرب منه، لن تختفي مشكلاتك، وإنَّما ستجد نفسك تكافح باستمرار في مواقف مماثلة مراراً وتكراراً، ويتطلب منك ذلك جهداً واعياً.

لا بأس إذا فشلت عدة مرات، لكنَّك مع كل محاولة لمعالجة المشكلة ستتعلم وتزداد قوة، وتتمكن في النهاية من مواجهة مشكلاتك؛ وعندما تصل إلى هذه المرحلة، ستصبح حراً، ولن تكون مجبراً على الهروب والاختباء؛ ذلك لأنَّك تمتلك المهارات والقدرات اللازمة للتغلب على كل ما يواجهك.

الخلاصة:

لقد تحدثنا عن الكثير من الأمور في هذا المقال، ونأمل أن تحصل على الغاية المرجوة من هذا الموضوع؛ وإذا كان هناك نصيحة أخيرة لتتمسك بها، فستكون:

لن يساعدك الهروب من مشكلاتك على أن تكون الشخص الذي تريده؛ لذا تعلم ما يجب عليك القيام به كي تكون شخصاً قادراً على مواجهة المشكلات، حتى تتمكن من تحقيق أهدافك في نهاية المطاف.

 

المصدر




مقالات مرتبطة