كيف تنمي ذكاءك العاطفي؟

لا يقلُّ الذكاء العاطفي أهميةً عن الحنكة وسِعة الاطلاع؛ إذ يستخدم البشر ذكاءهم العاطفي للتواصل مع الناس وبناء العلاقات، والتعبير عن العواطف تعبيراً صحياً.



ويمكن تقسيم الذكاء العاطفي إلى خمس فئات، كل منها له الأهمية نفسها:

  1. الوعي الذاتي.
  2. التنظيم الذاتي.
  3. الدوافع.
  4. التعاطف.
  5. المهارات الاجتماعية.

يساعد الذكاء العاطفي الأفراد ليكونوا الأفضل مكانةً على المستوى العائلي والمهني وبالطبع على المستوى العاطفي؛ ومع ذلك، فقد لا يخصِّص الكثيرون وقتهم لتنمية الذكاء العاطفي؛ لذا من الضروري أن نفسح مجالاً لتنمية الذكاء العاطفي في التقويم الافتراضي الخاص، وسيفي تخصيص القليل من الوقت يومياً لرسم الطريق الصحيح لذلك؛ مما سيجعلك فخوراً عند مراجعة التقدم الذي أحرزتَه، وإليك خطوات تخصيص الوقت لتحسين ذاتك:

1. ممارسة التأمل:

سيدهشك مستوى ضبط النفس الذي يمكنك الحصول عليه بعد أخذِ نَفَسٍ عميقٍ وإخراجه ببطء أو من خلال التأمل البسيط مع تمرينات التنفس، كما أنَّ إضافة هذه التمرينات إلى روتينك اليومي سيُحدث فارقاً كبيراً في حياتك؛ إذ يتمحور الذكاء العاطفي حول التكيف مع حالاتٍ مختلفة بشكلٍ متَّزنٍ ودقيق، حتى عندما تحتدم العواطف احتداماً كبيراً؛ لذا فكِّر في آخر قرار اتخذتَه عندما تغلَّبَت عليك العواطف، فمن المرجح جداً أنَّ الموقف انتهى على نحو أسوأ مما كنت تتوقع.

يمكن تحديد وقتٍ لممارسة التأمل يومياً على التقويم الافتراضي، فقد يكون التأمل أول ما تمارسه في الصباح أو ضمن استراحة الغداء، كما يمكن تجربة بعض تمرينات التنفس أو الاستماع لمدونة صوتية مهدِّئة ترشد المتأملين خلال جلسة التأمل، وسوف تستفيد من هذا الهدوء عندما تحتاج إليه، وتكون قادراً على التحلي بالذكاء العاطفي حتى في أشد الظروف إجهاداً.

2. التسجيل في فصول التنمية الذاتية:

قد تواجه صعوبةً في بناء الذكاء العاطفي بنفسك؛ لذلك يجب المسارعة إلى تلقِّي بعض الفصول الدراسية الموجهة نحو التنمية الذاتية، وستجعل التعليمات جميع المتعلمين مسؤولين عن إحراز التقدم وتساعدهم على التقدم في الاتجاه الصحيح قبل الاعتماد على أنفسهم.

يعود الفضل لوجود الإنترنت الذي سهَّل عملية الالتحاق بدوراتٍ عبر الإنترنت للعديد من الموضوعات المتعلقة بالذكاء العاطفي، ويُعَدُّ إمكان العمل بالسرعة المرغوبة أفضل جزءٍ في تلقِّي دورة تدريبية افتراضية، وهذا يسهِّل جدولة وقت الفصل الدراسي في التقويم الافتراضي؛ حيث ستكون خمس عشرة دقيقة يومياً كافية لتحسين الذكاء العاطفي.

أولاً يجب تحديد جانب الذكاء العاطفي المراد تطويره، وبالنسبة إلى الكثيرين، يُعَدُّ التعاطف أكثر جانب يحتاج إلى تحسين؛ فهو القدرة على وضع نفسك في مكان الآخر من أجل فهمه والعمل معه بشكلٍ أفضل، وهناك فصول دراسية لتعليم إظهار التعاطف مع العملاء والطلاب، كما تتوفر خياراتٌ أخرى لتحسين ضبط النفس، وتنمية المهارات الاجتماعية، وغيرها الكثير.

شاهد بالفديو: أركان الذكاء العاطفي الستة (طرق رفع الذكاء العاطفي)

3. إضافة خدمة إلى الجدول الزمني:

يمكن تعلُّم الكثير عن نفسك وعن الآخرين من خلال تقديم الخدمات ببساطة عن طريق توفير الوقت للنشاطات التطوعية التي تجبر المتطوع على النظر خارج الإطار الذاتي بحيث يوضع الذكاء العاطفي قيد الاستخدام والتطبيق، وإذا لم يكن لديك فكرة عن الخدمات، فابدأ البحث في مجتمعك المحلي، وبدلاً من الجلوس مكتوف اليدين منتظراً أن تحصل على فرصةٍ تطوعيةٍ، ويمكنك التخطيط لحضور مشروع خدمي، مثل: التطوع في مطبخ الحساء للمحتاجين، والتبرع ببعض الملابس، أو زيارة مستشفى للأطفال، فكلها أفكارٌ يمكن ترتيبها في التقويم.

كما توطد النشاطات الخدمية أواصر الترابط ضمن أعضاء الفريق، كما يمكن أن تقترح على صاحب العمل تأسيس مشروع خدمي تشارك فيه المؤسسة، وهي فرصة جيدة لتسويق العلامة التجارية للشركة؛ مما يضيف فائدة إلى النشاط.

4. طلب المساعدة:

طلب المساعدة ليس علامة ضعفٍ أبداً؛ لذلك يجب عدم الخوف من طلب المساعدة عند متابعة السعي إلى تحقيق أهداف الذكاء العاطفي، فقد تساعدك وجهات نظر الآخرين أكثر من مساعدتك لنفسك، ويمكن طلب المساعدة من صديقٍ مقرَّب أو أحد أفراد العائلة؛ وذلك عبر تحديد موعدٍ للاجتماع بهم في التقويم الافتراضي لتناول طعام الغداء أو المشي في الحديقة؛ حيث يمكن سؤالهم عن تسمية ثلاثة أشياء ينبغي تحسينها فيما يتعلق بالذكاء العاطفي، بالتأكيد ستحصل على أشياء جديدة عن نفسك قد تغفل عنها؛ مما يمنحك فكرةً أفضل عن النقاط التي ستحتاج إلى التركيز عليها وتحسينها.

يمكنك بعد ذلك طلب تحديد ثلاثة جوانب من الذكاء العاطفي تُبلي فيها بلاءً حسناً، وهذا سينهي الاجتماع بكتابة مذكرة طويلة ستكون بمنزلة تذكيرٍ بأنَّ هناك الكثير من الصفات الجيدة بالفعل، كما يساعد تحديد نقاط القوة هذه على معرفة كيفية إحداث تأثيرٍ إيجابي في العالم.

إقرأ أيضاً: كيف تطلب المساعدة عندما تخشى ذلك؟

5. الابتعاد عن الإنترنت لفترات طويلة:

على الرغم من استخداماته المتعددة، إلا أنَّ الإنترنت عاملٌ سلبيٌ يمكن أن يعوق النمو العاطفي عند الإفراط في استخدامه أو استخدامه على نحوٍ غير سليم، وتشكِّل وسائل الإعلام الاجتماعية على وجه الخصوص خطورةً بسبب الإدمان، والصورة النمطية التي ترسمها للعالم والقيمة الذاتية، وسيجد الكثيرون أنفسهم في نقدٍ دائم أو حسدٍ لحياة الآخرين ومظاهرهم بدلاً من الانشغال بالعمل على تحسين حياتهم الخاصة.

إذا وجدت صعوبة في الكف عن الإفراط في استخدام الإنترنت، فاستخدام التقويم الافتراضي لتعيين بعض الأهداف للتحكم باستخدام وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي هو الحل الأمثل، فجدولة توقيت تصفح وسائل التواصل الاجتماعي هي إحدى الطرائق التي يمكن أن تبقيك ضمن الحد المعقول؛ لذا ابذل جهداً للتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلا إذا كنت قد خصَّصت وقتاً لذلك؛ مما سيقلل التصفح بلا هدف على طول اليوم.

إقرأ أيضاً: تعرّف على الآثار السلبية لشبكة الإنترنت

تمتلئ الحياة بالراحة والمتعة إذا عزَّزنا ذكاءنا العاطفي؛ لذلك يجب المسارعة إلى استثمار الوقت في اتخاذ الترتيبات لتحديد أولويات الذكاء العاطفي وستبدأ النتائج الإيجابية بالظهور بسرعة بدءاً بالشعور بالرضا عن الذات وعن العالم.




مقالات مرتبطة