كيف تنفصل عن الشريك باحترام وعقلانية

قرار الانفصال العاطفي عن الشريك أمر بالغ الصعوبة، فبعد سنين طويلة من العشرة والذكريات المشتركة يصبح موضوع إنهاء العلاقة مزعج ومربك فتراودك مشاعر الحيرة والتردّد وتتساءل هل قرار الانفصال صحيح؟ هل سأندم عليه فيما بعد؟ وبغض النظر عن الأسباب التي تدفعك لإنهاء العلاقة لابُدّ من أن تفكر بحكمة وبهدوء وتتعامل بطريقة راقية لإنهاء هذه العلاقة باحترام وعقلانية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المُدَوِّنة تينا سو، مؤسسة موقع (TSN)، والذي تخبرنا فيه عن الطرق الأفضل للانفصال عن الشريك، بناءً على تجربتها الخاصة. وفي حين أنه ستستخدم صيغة المؤنّث في هذا المقال، إلا أنَّه وبكلِّ تأكيد، موجَّهٌ لكلا الجنسين.

يمكن أن يكون الانفصال عن شريكٍ تحبُّه أحد أصعب الصِّراعات العاطفية التي قد تواجهها. وهو ما قد خَبِرتُهُ وتأكَّدتُ منه بنفسي مؤخراً. فقد مررت بتجربةٍ عاطفيَّةٍ عصيبة أثقلت كاهلي وفطرت قلبي لأنَّها كانت تتعلق بجزءٍ كبيرٍ من حياتيَ الشَّخصية. من دون الخوض في التفاصيل، لقد قررت أنا وشريكي طوال الأعوام السَّابقة، أن ننفصل.

لقد كانت ثلاثة أسابيع مؤلمة جداً، حيث امتزجت مشاعر التَّعاطف بالنَّدم والشُّعور بالذَّنب. إذ كنت أنخرطُ في بكاءٍ مريرٍ يصيبني من حينٍ لآخرَ على مدارِ اليوم. عندما كتبت مرَّةً عن "فن الحفاظ على العلاقة"، اقترح أحد أصدقائي أنَّه ربما يمكن للناس أيضاً أن يستفيدوا من مقال يتعلق بكيفية إنهاء العلاقة. وقد أعجبني اقتراحه جداً لدرجةٍ أنَّني قد دونته في سجل مهامي من دون أي تفكير.

لكن لم أكن أدرك حينها أنَّ ذلك المقال سيكون مبنيَّاً على تجربتي الشَّخصيَّة.

ونظراً لحساسية ذلك النَّوع من المواضيع، فقد وجدت صعوبةً في إيجادِ موارد حقيقية ومعمَّقة تتحدث عن الانفصال. وهدفي هنا هو التَّعريف بالفهم والحكمة اللذين اكتسبتهما جرَّاَء خوضي لتلك التَّجربة، لعلِّيَ بذلك أسلِّطُ الضَّوء على تجربةٍ يُحجمُ الكثيرُون منَّا عن الخوضِ فيها.

لمَ تنتهي العلاقات؟

بقدر ما تكون تجربة انتهاء إحدى العلاقات مؤلمة، بقدر ما تكون بمثابةِ درسٍ عميقٍ نستخلصه، ومصدرَ نموٍّ لنا على الصَّعيد الشخصي. فقد تعلمت بمرور السِّنين أنَّه كلما ارتحتَ لهذه الحياة، كلما ألقت في طريقك تحدياً يُقلق راحتك تلك. وغالباً ما يكون ذلك منبعَ كثيرٍ من التَّغيرات الكبيرة التي تجري في حياتنا.

وبدلاً من أن تنظرَ إلى هذه التحديات بعينِ الحسرة والإحباط، استفد منها وتعامل معها كفرصة تغييرٍ في اتجاه الوصول للحياة التي تريدها. وفي سبيل الوصول إلى ذلك، إليكَ بعض الدُّروس التي تعلمتها عن العلاقات وكيفية إنهاءها.

1. مفهومنا الخاطئ عن الفشل:

نحن نميل اجتماعياً إلى ربط نهاية أيِّ علاقة، بالفشل. للدّرجةِ التي تجعلنا نقول: "لقد فشلت في هذه العلاقة". وعبر وضعنا لنهاية العلاقة في هذا الإطار، فإنَّنا غالباً ما نترك انطباعاً سلبياً في أذهاننا وعلاقاتنا بشكلٍ عام. إذ إنَّ إنتهاء العلاقة ليس فشلاً فيها، بل هو محضُ إنتهاء فصلٍ من فصولِ سيرتنا في هذه الحياة. إذ من المقدر لنا أنَّ نعيش أيَّ علاقة بلحظاتها السَّعيدة والحزينة، كما هو مقدَّرٌ لنا أن نتعلَّم من التَّحديات التي تفرضها علينا.

خذ نظرةً أوسع من حولك، ألن تجدَ ميلادَ حياةٍ جديدة، وموتَ أخرى في كلِّ شيءٍ يحيطُ بك؟

قِسهَا على ذلك. أليسَ كلُّ شهيقٍ نأخذه يعتبر ولادة، وكلُّ زفيرٍ هو موت ذلك النَّفس الذي نأخذه؟ أَوَليسَ كلُّ شروقٍ للشمس هو ميلادُ يومٍ جديد، وغروبُها هو موت ذلك اليومِ الوليد؟

وهكذا تستمرُّ الحياة.

إقرأ أيضاً: 6 فوائد يمنحها الفشل للإنسان!

2. أن نكون صادقينَ تجاهَ احتياجاتنا:

إنَّه لمن المهم أن نفهمَ بوضوحٍ ما هي احتياجاتنا في أيِّ علاقة، وما هي الصِّفات التي نريدها في الشَّريك. كن صادقاً تماماً مع نفسك ولا تتساهل مع الصِّفات الضَّرورية لك. إذ إنَّ ما يحدث عادةً عندما نجد أنَّ إحدى الصَّفات التي تهمنا بشدة لا تتوفّر في شريكنا؛ هو أنَّنا نظنُّ أنَّه بمقدورنا دفعُ ذلك الشَّريك إلى أن يتغيَّر. لنكتشف لاحقاً بأنَّنا لا نقدر سوى على تغيير أنفسنا. فلا أحدَ بقادرٍ على أن يغير طباعَ النَّاسِ.

وبما أنَّ الأمور البسيطة سوف تتراكم لتكبرَ مع مرور الوقت، فعليكَ إذاً أن تحذر وتكون واعياً لأبسط الأمور، وتكون صادقاً تجاه نفسك. لذا افهم احتياجاتك، وكن صادقاً مع نفسك. فجميعنا لديه وقتٌ محدد ليعيشه في هذه الحياة؛ فاستفد من وقتك لأبعد حد.

3. الخوف والشُّعورُ بالذَّنب:

غالباً ما نقوم مدفوعين بخوفنا، بالحفاظ على علاقاتنا التي نكون مدركين أنَّها ليست مناسبةً لنا. إذ نخاف من أن نشعر بالوحدة، ونخاف أن نؤذي شريكنا، ونخافُ أن نضطَّرَّ إلى التَّعامل مع المواقف غير المريحة. أمَّا الذنب فيأتي عندما ندرك أنَّنا لا نكون صادقين مع أنفسنا؛ وبالتالي نكون غير منصفين في تعاملنا مع الشَّريك.

4. رغباتنا المستعارة:

في بعض الأحيان، وفي ظلِّ وجود شخصٍ يركز بالكامل بأن يحصل على ما يريده منك (محبَّتك مثلاً)، فإنَّ رغباتك تتأثَّر جرَّاء تواجدك بقربه. إذ قد تلتقطُ مشاعره القوية تجاهك، لتصبح رغباته رغباتكُ أنت أيضاً.

في علاقةٍ تكون فيها مشاعرُ أحد طرفيها أقوى من الآخر، فإنَّ هذه الرغبة القوية في بعض الأحيان تنتقل إلى الشَّخص الآخر. إذ بحضور الطَّرفِ "الأكثر اهتماماً"، سيشعر الطَّرف "الأقل اهتماماً" بأنَّ هذه العلاقة هي الشيء الصَّحيح بالنسبة له.

لذا، عند الانفصال في مثل ذلك النَّوع من العلاقات، يحدثُ أن يشعرَ الشَّريكُ الأقل اهتماماً، بأنَّه غيرُ مبالٍ حقاً باستمرار تلك العلاقة.

إقرأ أيضاً: 8 طرق للتوقف عن حب شخص لا يبادلك المشاعر

5. المحبة شيء، والحبُّ شيءٌ آخرُ تماماً:

يحدث في بعض الأحيان عندما تكون لدينا علاقةٌ قوية مع أحدهم، أن نحولها على الفور إلى علاقةٍ رومانسية، لينتهي بنا المطاف بالدخول في علاقة حبٍّ معه.

أعتقد أنَّنا مبرمجون اجتماعياً لنقرُنَ المحبَّة تجاه شخصٍ ما بالرومانسية. لكنَّ الحقيقةَ هي أنَّ المحبَّة التي نشعر بها تجاه الآخرين تنبع من مكان جميل بداخلنا. وهذا الشعور اللامتناهي عن الحب هو مجرَّدُ تعبيرٍ عن طبيعتنا الحقيقية، ولا دخلَ له بأشخاص آخرين.

وعليه يكون بإمكاننا أن نحب أحدهم من دون أن نقحمَ أنفسنا في علاقة رومانسية معه. وبدلاً من ذلك، يمكننا تكوين صداقة متناغمة وعميقة مع ذلك الشَّخص.

6. الضغوطات الاجتماعيَّة:

لقد شعرت بذلك عند التفكير في خياراتي. لأكتشف في نهاية المطاف أنَّ ذلك الضَّغط الاجتماعي منبعه الكبرياءُ والخوف من أن أظهرَ بمظهرٍ سيء. إذ بصفتي مدونة ومنشأة محتوى على الانترنت، قد كوَّنت لنفسي صورة عامة. وكنت أخشى ما قد يظنُّه الناس بي بعد أن يعلموا عن انفصالي. لذا رحتُ أسأل نفسي: ما الذي سوف يظنه قرائي بي، وأنا التي قد أنشئت موقعاً يُعنى بنشر روح الايجابية والنَّجاح في العلاقات مع الآخرين؟

ولم أخرج من تلك الحالة إلا عبر اكتسابي لحالةٍ من الوضوح العقلي وإدراكِيَ بأنَّني بحاجة إلى أن أكونَ صادقةً مع نفسي.

7. فقدان روح الصَّداقة:

عندما تنتهي العلاقات، فإنَّنا نميل غالباً إلى قطع كل الصِّلاتِ التي تصاحبها. لكن إنَّه لمنَ السُّخف أن نستنتج بعد علاقة دامت لأشهرَ وسنواتٍ مع أحدهم، بأنَّه إن تغيَّر أحد عناصر هذه العلاقة، فيجب قطع كلِّ العناصر الأخرى.

أَوَليسَ من الأسلمِ أن نبقيَ على الجوانب الأخرى للعلاقة بعد أن تُشفَى صدورنا؟ فالصَّداقة شيءٌ أثمنُ من أن يُفقَد.

8. الخيالُ تُغَذِّيهِ الرَّغبة:

نحن ندع عقولنا تتورط في فكرة، أو رؤية للكيفية التي ينبغي للشيء أن يكون عليها، لينتهي بنا المطاف بأن نعيش هذا الخيالَ بدلاً من الواقع. ونكرر تشغيل "مقاطع الفيديو" نفسها في أذهاننا، ونظنُّ أنَّنا سنكون سعداء عندما يتطابق وضع حياتنا، مع تلك المقاطع المتخيَّلة.

الأمر نفسه ينطبق على فكرتنا عن العلاقات. إذ من السَّهل أن نترك رغباتنا تعترض طريق واقعنا، لينتهي بنا المطاف سجناء في عالم خيالي بنيناه ضمن علاقتنا الحالية. إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي نستيقظ فيه من حلمنا هذا، ويكشِّر به الواقع عن أنيابه.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح تساعدك على التخلص من الآثار السلبيّة للطلاق

كيف تنفصل عن الشريك؟

بمجرد ما إن تقرر أنَّ طريق الفراق هو الحل الأفضل، يصبح القيام بذلك أمراً عصبياً، لأنَّ قلوب الناس تكون على المحك. لذا أقدم لك فيما يلي سلسلة من الخطوات لمساعدتك على ذلك. إضافةً لبعض الاقتراحات حول طرق تخفيف الألم الذي يصيب الشَّخص الآخر.

1. الوضوح:

تأكد من أنَّك تفهم لمَ تفعل ذلك. إذ قد لا يكون في بعض الأحيان، السَّبب الظاهري هو السَّبب الحقيقي. لذا تعمَّق في دواخل نفسك لإيجاد السَّبب الحقيقي. فعندما يحيط بك الموقف من كل جانب، يمكن لذلك أن يشوش حكمك على الأمور. لذا افصل نفسك عن الموقف، وأمضِ بعض الوقت بمفردك. هذا سيساعدك في الحصول على الوضوح الذي تحتاجه. أنا عن نفسيَ قد وجدت أنَّ تدوين اليوميات أداة فعالة للقيام بذلك.

2. الصِّدقَ مع الذات ومع الشريك:

التزم الصدق مع نفسك ومع الشخص الآخر. فالحقيقة ستحررك. لذا التزم الصِّدق بهذا الخصوص.

3. حدد موعداً تجتمع فيه مع الشَّريك:

قم بتحديد وقت مناسبٍ للحديث إلى شريك حياتك، في أقرب وقت ممكن. يعارض بعض الناس الانفصال عبر الهاتف. وأنا أعتقد أنَّ القيام بذلك وجهاً لوجه هو الأفضل دوماً؛ لكن إن كنت بعيداً جداً عنه، فمن الأفضل القيام بذلك في أقرب وقت عوضاً عن الانتظار.

4. كن رحيماً به:

قبل اجتماعك، ادخل في حالة من التَّعاطف مع الشَّريك. إذ عندما تتعاطف معه، سوف تُظهِرُ له الحبَّ والتَّفاهم، وهو ما ستحتاجه من أجل مساعدة الشَّريك على الشِّفاء. هنا بعض الاقتراحات لمساعدتك في الوصول إلى حالةٍ من التَّعاطف:

  • تنفَّس بعمق: قف بشكلٍ مستقيم، وأغمض عينيك وضع يدك على قلبك. وخذ نفساً عميقاً وازفره بعمق. بعد أن تأخذ نفساً آخر، احبس نفسك لمدة 5 ثوانٍ قبل أن تخرجه ببطء. كرِّر ذلك الأمر 15 مرة على الأقل.
  • اشعر بالامتنان: اجلس في مكان مريح، وأغمض عينيك وتصوَّر كلَّ شيءٍ تشعرُ بالامتنان لأجله. وستجد كيف أنَّ صور الأشخاص والمواقف والأماكن والأشياء في خيالك ستظهر واحدةً تلوَ الأخرى. أو حاول بدلاً من ذلك تدوين تلك المواقف بدلاً من تصوُّرها.
  • ركِّز على لحظات المودَّة: أغلق عينيك. وشغِّل بعض الموسيقى الهادئة التي تستمتع بها. وارجع بخيالك إلى جميع الأوقات التي شعرت فيها بالحب والمودة تجاه نفسك وتجاه الآخرين. تخيل نفسك كطفل صغير، تعيش لحظات الفرح والبهجة. قم بذلك لمدة 5-10 دقائق على الأقل.

5. اجتمع به:

ركز خلال ذلك الاجتماع على إيصال أسبابك بوضوح واحترام، في سبيل مصلحة الشَّخص الآخر. فيما يلي بعض النَّصائح الإضافية من أجل أن تتبعها عندما تقوم بشرح أسبابك خلال ذلك الاجتماع:

  1. عند شرح أسبابك، أوضح كيف دفعتك الأمور إلى هذا الشعور. وبهذا لن يتخذ الشَّريك موقفاً دفاعياً. واعمل على جعله يستوعب أنَّ الخطأ ليس خطأه، لأنَّ إلقاء اللوم لا يفيد في هذا الموقف.
  2. تحدَّث عن الأمور التي قد تعلمتها من هذه العلاقة، واذكر له الأمور التي تشعرك بالامتنان.
  3. كن صادقاً في كلِّ ما تقوله. فإن كنت لا تعنِ ما أنت مقدمٌ على قوله، فلا تقله أصلاً. إذ يمكن للنَّاس أن يحزروا متى لا تكون صادقاً.

6. كن حاضراً من أجله:

سيتأثَّر شريك حياتك بما ستخبره إيَّاه، وربما سينزعج بشدَّة. كما سيتأرجح بين الحالات العاطفية المختلفة. لذا يتلخَّص دورك في أن تكون حاضراً من أجله. وأن تراقب الوضع بهدوءٍ ووعيٍ ويقظة.

7. لا تأخذ الأمر على محملٍ شخصي:

عندما نشعر بالأذى ونصبح انفعاليين، يمكننا بسهولة أن نتحول لأشخاصٍ غير عقلانيين ونقول أشياء لا نعنيها. لذا لا تُفاجأ إن قام شريكك بتصرفاتٍ صبيانية وقال عنك أشياء بغيضة لا مبرر لها.

ولا تأخذ أيَّ شيء على محملٍ شخصي، فهو لا يقصد ذلك؛ كل ما هنالك أنَّه يشعر بالأذى ويحتاج لاهتمامٍ منك. لهذا راقب الموقف من دون أن تتفوَّه بكلمة، كي لا تتورط بما يُقَال وتقوم بردِّ فعلٍ نابعٍ من موقفٍ دفاعي.

8. أحبِبْه:

أحببه بغض النَّظر عن الموقف. فالشَّريك في نهاية المطاف بشر، ولديه مشاعر. وتذكر أنَّك يمكن أن تُحِبَّ الآخرين من دون الحاجة إلى أن تدخل في علاقة رومانسية معهم. لذا كن هناك من أجله، بغض النَّظر عن ردَّة فعله.

9. عبِّر عن مشاعرك بشكلٍ كامل:

إن كنت تشعر بالرَّغبة بالبكاء، فقم بذلك، وقم به بشكلٍ كامل. سيؤدي ذلك إلى تحرير الفوضى العاطفية التي تجتاح نفسك. فكما يقول المثل: الدموع تغسِلُ القلوب.

10. أجرِ أكثر من لقاءٍ من ذلك النَّوع:

يستغرق الأمر عدة أيام قبل أن يستطيع الشَّريك استيعاب ما سمعه منك بشكلٍ كامل. لذا لا تتوقع أنّ لقاءً واحداً معه سوف يُنهي الأمر. إذ تقع على عاتقك مسؤولية أن تكون حاضراً من أجله، على الأقل في فترة الانفصال.

11. امنحه الوقت الكافي:

امنحه وقتاً كافياً. إذ سيشعر بالألم أيَّاً كان مصدره، لذا حتى لو ظهر وكأنَّه يبلي بلاءً حسناً، إلا أنَّه يكون في حقيقة الأمر يشعر بالأذى. وكل ما يحتاجه الآن هو بعض الوقت. لكن قم بالاطمئنان عليه عدة مرات في البداية للتَّأكد من أنَّه بخير، ولإظهار كم يهمك أمره.

12. تخلَّص من شعورك بالذَّنب:

قد تعاني من الشُّعور بالذنب نظراً لأنَّك أنت من أراد الانفصال. وقد تظنُّ أنَّك تسببت بأذىً لشريكك، وهو ما قد يؤثر على حالتك.

فيما يلي بعض الأفكار التي تساعد على التَّخلص من هذا الشُّعور:

  1. التَّأمل.
  2. التَّنفس العميق.
  3. قضاءُ وقتٍ من العزلة.
  4. ممارسة التمارين الرياضية من أجل أن تتخلص من طاقتك السَّلبية.
إقرأ أيضاً: كيف تتغلبين على المشاعر السلبية بعد تجربة الإنفصال أو الطلاق؟

كيف تتأقلم مع رحيل الشَّريك:

لقد حصلت على نصيبيَ من الأسى، واختبرت كيف يشعرُ الطَّرف الآخر. انَّه لأمرٌ مؤلمٌ بحقّْ. إذ قد تشعر وكأنَّ عالمك قد انهار، وتتساءل كيف ستقدر على التَّغلب على ذلك. وستشعر بالألم واليأس. لكنَّني أعدك، سوف تتغلب على كل هذه المشاعر. والوقت هو المكوِّن السِّحريُّ في وصفتي هذه.

هنا بعض الخطوات لأولئك الموجودين على الطرف الآخر لحالات الانفصال:

  • تحدَّث مع أصدقاءك: ستكتسب من خلال التَّعبير عن أفكارك وخياراتك، فهماً ومنظوراً أفضل.
  • أَحِط نفسك بالطَّاقة الإيجابية: اجتمع بالعائلة والأصدقاء، وكن بقرب أناسٍ سعداء ومتفائلين. أناسٍ تحبهم وقادرين على جعلك تضحك.
  • أحبِبْ نفسك: إنَّ القيام بأمورٍ تجعلك تُقدِّر وتحب نفسك سيساعدك على اكتساب الثقة بالنفس والاستقلالية التي تحتاجها لتجاوز حالة الانفصال.
  • لا يضرُّ أن تبكي: في الحقيقة، أنا أوصي بذلك. قم بالتَّعبير عن عواطفك وألمك وأخرج كلَّ ما بنفسك، ولا تكبح جماحها وابكِ بالكامل. فلا بأس في البكاء.
  • ابحث عن درس تستخلصه من ذلك الموقف: أنا أؤمن بشدَّة بأنَّه من الممكن للخير أن يتأتَّى من أيِّ موقف، حتى لو اعتبرناه موقفاً سيئاً. لذا ركِّز على ما اكتسبته من دروس في هذه الحياة، تلك التي لن تتعلمها بطريقة أخرى.
  • عش الألمَ بشكلٍ كامل: عندما نشعر بالألم، تكون غريزتنا الأوليَّة هي تجنبه. لذا نلهي أنفسناً عبر القيام بمهام أخرى من أجل كبت ذلك الألم. لكن ذلك لا يجعل الألم يختفي. فكلما قاومنا ذلك، كلما اشتدَّ وعَظُم. وعلى هذا تكون أفضل طريقة للتعامل مع الألم؛ هي مواجهته بشكلٍ كامل.
  • اشعر بالامتنان: ضع يديك على قلبك وأغمض عينيك بلطف. واشعر بكل تلك النِّعم التي أنعمها الله عليك؛ مثل الصِّحة والمنزل الذي يأويك والعمل الذي يكفيك قوتَ يومك ويجنِّبُكَ سؤالَ الناس. فالامتنان يضعك في حالةٍ من الحبِّ والقبول والتَّفاهم.
  • ما هي الفائدة التي ستعود عليَّ من ذلك: ركز على الفائدة التي ستعود عليك من وضعك الجديد. فلعلَّك مثلاً سوف تمتلك الآن وقت فراغٍ تصرفه على القيام بشيء هامٍّ بالنسبة لك. أو ربما تصبح قادراً على الحصول على الاستقلالية والحرية اللذين ترغب بأن تختبرهما بنفسك.
  • الوقت يشفي: بعد انحسار الشُّعور بالصَّدمة الأولية، وقيامك بالتَّواصل والاطمئنان عدة مراتٍ على شريكك السَّابق، خذ وقتاً طويلاً للانفصال بشكلٍ كاملٍ ونهائيٍّ عنه. إذ إنَّه لمن الصَّعب أن تحصل على حالةٍ من الصفاء الذهني والاستقلالية إن كان يتم تذكيرك به باستمرار. لذا أوصيك بالذهاب في إجازةٍ لبضعة أسابيع تبتعد فيها، لا رسائل متبادلة ولا مكالمات هاتفية معه. وبمرور الوقت، ستلتئم جراحك.

وكما الوقت يشفي، فالصَّمت يشفي أيضاً. لذا اجلس بصمتٍ وراقب أفكارك وعواطفك، واجلب ورقةً وقلماً ودوِّن ما تشعر وتفكر به. واستخدم ذلك كأداةٍ تساعدك على فرز أفكارك، والحصول على صفاءٍ ذهنيٍّ ونفسي. واعلم أنَّ الانفصال صعب، وفي حين أنَّني لا أتمنى لأحدٍ كان أن يختبر ذلك، إلا أنَّه يكون في بعضِ الأحيانِ؛ شرٌّ لابدَّ منه.

ولتلك الحالات بالتحديد، كانت هذه المقالة، والتي أعطيتك فيها عصارة تجربتي لعلك تستفيد منها لو -لا قَدّرَ الله- حدث ذلك الشَّر.

المصدر.




مقالات مرتبطة