كيف تفعل ما هو حقيقي لتحقيق أهدافك؟

نحن جميعاً لدينا أهداف نريد تحقيقها، كما أنَّنا جميعاً لدينا مجموعة من القيم التي نحيا وفقاً لها، إلَّا أنَّ هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تعترض طريقنا ومن بينها الانشغال والكسل والخوف من الفشل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "مايك دونغيا" (Mike Donghia)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في أن يكون على سجيته.

أريد أن أشارك عبارة بسيطة ساعدَتني فعلياً على إحراز تقدُّم نحو أهدافي وجعلَت حياتي أكثر بساطة؛ ألا وهي: "إذا كانت أهدافك غير واقعية أو لم تكن على استعداد لبذل أي جهد، فإنَّني أخشى أنَّك لن تجد ما تبحث عنه فيما يأتي أدناه".

ولكن، إذا كنت تبحث عن نهج أبسط بكثير لإحراز تقدُّم فعلي في حياتك؛ أي نهج يعمل بنسبة 100% تقريباً من الوقت، فلدي عبارة واحدة لك: "افعل ما هو حقيقي"؛ وهذا كل شيء.

توقَّف عن القراءة عن الموضوع أو البحث عن الخيارات أو وضع خطط معقدة أو أي شيء آخر قد تفعله لتهيئة نفسك وافعل ما هو حقيقي.

المرآب:

طلبَت مني زوجتي مؤخراً وضع وإنشاء مجموعة من الرفوف لطابقنا السفلي؛ فبدلاً من البدء في عطلة نهاية الأسبوع هذه، قمت بإنشاء قائمة ذهنية بكل الأشياء التي "يجب" القيام بها أولاً.

كان مرآبي في حالة من الفوضى؛ لذا بالطبع، كان من الضروري تنظيفه، لكن عند التنظيف، أدركتُ أنَّ المشكلة الحقيقية لا تكمن في الفوضى؛ بل في وجود الكثير من الأشياء؛ لذا كنت بحاجة إلى القيام بعملية تنظيف شاملة وواسعة النطاق.

لكنَّ بعض هذه الأشياء لا يمكن التخلص منها، فببساطة كان لدينا الكثير من الآلات، مثل عربات الأطفال والدراجات والمزيد؛ لذا فكرتُ في تعليق المزيد منها على الجدران، وتخزين بعضها في الخارج، كما أنَّني بحثتُ عن إنشاء أسقف مخصصة لوضع الآلات والعربات.

لقد فعلتُ كل شيء تقريباً يمكن للمرء أن يتخيَّله إلى جانب المهمة التي طلبَت مني زوجتي القيام بها، وبعد أسابيع عدة، بينما كنتُ أفكر في الكثير من الخيارات، تذكرتُ: افعل ما هو حقيقي.

1. التصرُّف قبل أن تشعر بالاستعداد لذلك:

ماذا لو بدأتَ بافتراض أنَّه لن ينتابك أبداً الشعور بأنَّك على استعداد للقيام بأمر ما؟ قد يكون هذا أمراً مبالغاً فيه، لكنَّه على الأرجح أقرب إلى الحقيقة مما نود أن نتخيله.

لن تشعر أبداً بأنَّك على استعداد كامل لتلبية دعوة جارك الجديد لتناول وجبة العشاء، ولن تشعر أبداً أنَّك على استعداد للبوح عن فكرة تراودك لأنَّها غير مثالية، كما أنَّك لن تشعر أبداً أنَّك على استعداد لتنفيذ خطتك المثالية لمواجهة الفوضى التي تعاني منها في حياتك، لكن من قال إنَّ هذا يجب أن يكون أمراً سيئاً؟

لذا، يجب ألا نَعُدَّ عدم اليقين أمراً يجب تجنبه؛ بل يمكننا اختيار رؤيته كنوع من المغامرة؛ لذلك تقبَّل فكرة التصرف قبل أن تشعر أنَّك على استعداد لذلك، وراقب الفرص الجديدة التي تظهر أمامك.

إقرأ أيضاً: الفرص الفريدة ليست واضحة

2. التقليل من وضع الخطط المُسبقة:

يُعَدُّ التخطيط المُفصل مجرَّدَ وسيلة للمماطلة أو افتراض أنَّنا نعرف عن العالم أكثر مما نعرفه فعلياً؛ حيث إنَّ النهج الأبسط والأكثر تواضعاً هو أن تبدأ من حيث أنت وبكمية المعرفة التي لديك الآن.

يبدو هذا الأمر مخيفاً، لكن من المحتمل أن تفاجئ نفسك بمقدار التقدم الذي يمكنك إحرازه، وعندما تحرز هذا التقدم، سيكون لديك نوع من ردود الفعل الواقعية التي تسمح لك بالتخطيط للمرحلة اللاحقة من رحلتك بسهولة.

3. التعلم على طريقتك الخاصة:

الرغبة في التعلم هي إغراء آخر؛ حيث إنَّنا نريد أن نحشو أدمغتنا بأكبر عدد ممكن من الحقائق كي نبقى على استعداد لتلبية أيَّة حاجة قد تظهر فجأة، ويبدو هذا الأمر عملاً حقيقياً، لكنَّه أكثر أماناً؛ وذلك لأنَّه يفتقر إلى مخاطر التعرض للفشل، كما أنَّه لا يوفر أيَّة فائدة واقعية تساعدنا على التعلم والنمو.

على سبيل المثال: عندما بدأتُ في تعلُّم الاستثمار في مجال الأسهم، كنتُ أعلم أنَّني بحاجة لقراءة بعض الكتب لإنشاء نمطٍ أعتمد عليه عند اتخاذ أي قرار، لكنَّني سرعان ما تجاوزتُ ذلك؛ حيث استمررتُ في القراءة، ولكنَّني لم أستثمر في مجال الأسهم.

إنَّ النظريات تجعل العالم يبدو بسيطاً جداً، لكنَّها لا تعير انتباهنا إلى حجم التوتر الذي نتعرض له والأمور التي علينا أن نضحي بها في العالم الحقيقي، فكلما انتظرتَ طويلاً لفعل ما هو حقيقي، تأخرتَ عن اكتساب التعلم الحقيقي.

4. عدم انتظار الدافع:

من المألوف بالنسبة إليَّ أن أكون متحمساً عموماً للقيام بشيء ما، ولكن ليس لدي أي دافع خاص لتنفيذه في الوقت الحالي؛ لذا بدلاً من كتابة مقال - والذي أستمتع به عموماً بمجرد أن أبدأ - أقوم ببعض الأعمال الأخرى، مثل تحديد فكرة مقالي اللاحق، أو البحث عن اقتباس لاستخدامه في المقال، أو قراءة بعض المدوَّنات عن الموضوع نفسه.

إذا اعتمدتُ اعتماداً كاملاً على امتلاك الدافع لأجعله سبباً كي أكتب المقال، فربما ينتهي بي الأمر كأفضل متصفِّح للمقالات في العالم، لكن لحسن الحظ، إنَّ الثقة في حقيقة بسيطة مكَّنَتني من إنجاز عمل حقيقي؛ وهي أنَّه إذا فعلتُ ما هو حقيقي، فإنَّ الدافع سيظهر تباعاً.

كل ما عليك فعله هو أن تبدأ فيما تريد فعله، وتستمر في ذلك لمدة 10 دقائق، فبمجرد أن بدأتُ في كتابة هذا المقال، شعرتُ برغبة متزايدة في إنهاء العمل، فلم يكن في إمكاني خلق هذا الشعور لو حاولتُ، لكن لأنَّني كنت أعرف أنَّه سيظهر، تمكَّنتُ من تجاوز تلك اللحظات الأولى من عدم اليقين.

إقرأ أيضاً: ما هو الدافع الذاتي وكيف يعمل؟

5. تجنبَّ حساب الاحتمالات:

هناك وقت ومكان لمواجهة الصعاب، لكنَّني لا أعتقد أنَّه يجب أن يكون حتى قضاء الكثير من الوقت في فعل ما هو حقيقي، ووفقاً للنظريات العامة، ليس لدينا فعلياً فكرة عما سينجح وما لن ينجح؛ فنحن لا نعرف حتى الأجزاء التي سنستمتع بها وأيها ستكون جيدة، وبالتأكيد لا نعرف ما يكفي كي نتوقف عن العمل.

نظراً لأنَّني وزوجتي نبدأ بكتابة مدوَّنة، فليست لدينا أيَّة فكرة عما ستصبح عليه المدوَّنة، فلا يمكننا التأكد مما إذا كنا سنحب التدوين أو مجرد فكرة التدوين، حتى إنَّنا لسنا متأكدين مما إذا كنَّا جيدين في ذلك، أو إذا شعر الناس أنَّنا نقدِّم قيمة مقارنة بجميع المدونات الرائعة الأخرى الموجودة بالفعل.

لكن من الأشياء التي قررناها وسط حالة عدم اليقين هذه هو أنَّنا لا نعرف ما يكفي لنقول إنَّ الأمر لن ينجح، وكنا على استعداد للمغامرة، فنحن ملتزمان بنشر المحتوى والعمل على موقعنا لمدة عام كامل قبل اتخاذ قرار بشأن المستقبل.

في الختام:

لا يهم إذا كنتَ تتعلم مهارة جديدة، أو تسعى جاهداً إلى تحقيق هدف معين، أو تحاول أن تنمو وتتقدم في حياتك الشخصية، فإنَّ فعل ما هو حقيقي هو أبسط طريقة وأكثرها موثوقية للبدء.

المصدر




مقالات مرتبطة