كيف تفاوض على زيادة الراتب بطريقة فعَّالة؟ (الجزء الثاني)

4. افهم وضع الشركة:

عليك أن تطَّلع على الوضع المالي في الشركة، وفي حال أنَّها شهدت نمواً خلال المراحل الماضية، فعلى الأرجح أن يتم قبول العلاوة التي طالبت بها، أما إذا كانت تشهد هبوطاً أو تمر بمرحلة انتقالية، فإنَّ التدفقات النقدية ستكون أقل مرونة.

يمكنك أن تطلب زيادة أيضاً في الظروف غير المثالية بناءً على المكاسب التي يمكن أن تحققها للشركة، والخدمات التي يمكن أن تعرضها على رب العمل لتلبية احتياجات المؤسسة والمساهمة في تحقيق أهدافها.

عليك أن تطالب بالزيادة اعتماداً على وضع الشركة، فإذا كان النمو بطيئاً، عليك النظر بطلب زيادة أقل، وتأجيل العلاوات الكبيرة إلى أن تتحسن الأوضاع المالية لرب العمل.

5. حدِّد موعد مفاوضات الرَّاتب في الوقت المناسب:

تجري العادة بأن تتم المطالبة بعلاوة جديدة بعد مضي ما يزيد عن السنة على العلاوة السابقة، مع الأخذ في الحسبان احتياجات الشركة، وتحديد موعد المفاوضات في الوقت المناسب من السنة الضريبية.

على سبيل المثال، يمكن أن تحدث المطالبة بالزيادة قبل أن تقوم الأقسام بتقديم الموازنات السنوية فارق كبير في مفاوضات الرَّاتب، وذلك لأنَّهم يستطيعون إضافة المزيد من النفقات عند تقديمك لطلب التعويض قبل إنهاء تخطيط الميزانية، أمَّا في حال مطالبتك بالزيادة بعد الانتهاء من تخطيط الميزانية، لن يكون ثمَّة مجال للتفاوض وسيُطلَب منك الانتظار للسنة المقبلة.

لذلك عليك أن تستفسر من قسم الموارد البشرية، أو مديرك، أو زملائك الذين يعرفون توقيت إجراء تخطيط الميزانية.

كما يجدر بك النظر في أعباء عمل مشرفك، والمدير، ومدير التوظيف، وجميع المعنيين بمفاوضات الرَّاتب، حتى لا تقاطع جداول أعمالهم المزدحمة في أوقات انشغالهم بالعديد من المسائل الأخرى.

تجنَّب تحديد موعد اجتماع المفاوضات في بداية الأسبوع، إذ يميل الناس في هذا الوقت إلى العمل بإنتاجية عالية وبدء الأسبوع بقوة، كما يجب تجنُّب إرهاق نهاية الأسبوع وتحديد الاجتماع في منتصفه فيكون التوقيت مثالياً في هذه الحالة.

يمكن أن يساعدك تحديد موعد الاجتماع في وقت متأخر من الصباح أو وسط النهار حتى تتجنَّب ذروة الانشغال الصباحي وإرهاق نهاية الدوام.

شاهد بالفيديو: كيف تحفّز موظفيك في العمل؟

6. استعدَّ لمحادثات التفاوض:

يجب أن تعتمد في تحضيراتك لاجتماع التفاوض على فكرة المطالبة بزيادة أنت في صدد إثبات حقك فيها، وليس الأمر مجرد رغبة أو أمنية أو حاجة لهذه الزيادة.

من الهام تنظيم محاور النقاش التي ستشمل نطاق الرَّاتب الذي بحثت فيه، والمساهمات التي تقوم بها في الشركة، والتدريبات التي تلقَّيتها والشهادات التي حصَّلتها، وغيرها من المعلومات الهامة في إثبات حقك بالزيادة.

عليك أن تتمرَّن على أسلوب طرح أفكارك أمام المدير أو المشرف، ويمكنك أن تتعامل مع هذه المفاوضات بنفس أسلوب عرض المبيعات، ولكن يستحسن من ناحية أخرى أن تبقيها ضمن إطار المحادثة، ولا بأس بإحضار الملاحظات للاجتماع ولكن من دون تقديم عرض شرائح، أو جعل المفاوضات أشبه بإلقاء محاضرة على الأطراف الباقية.

يجب التفكير بشتَّى الاحتمالات والافتراضات التي يمكن أن تحدث في أثناء الاجتماع، كالأسئلة التي قد تتعرض لها، ورفضهم أو قبولهم لمطلبك، والاستفسار عن تلقِّيك لعروض عمل أخرى، أو طلب المزيد من المعطيات عنك، أو الاستعلام عن عرضك النهائي.

يمكن أن تتمرَّن مع أحد أفراد العائلة أو مع صديق موثوق من خارج الشركة، ويستحسن أن يكون سبق أن خاض تجربة الإدارة أو تقدَّم بطلب علاوة من قبل، لتطلب منه تقديم تغذية راجعة عن لغة جسدك، ودرجة ثقتك بنفسك، وقدرتك على الإقناع، والموقف الإيجابي.

يمكن أن يسهم تجنُّب عبارات معينة في إقناع رب العمل بمنحك علاوة، ويمكنك الاستعانة بالملاحظات الآتية في هذا الصَّدد:

• بدلاً من قول: "أحتاج إلى زيادة في الرَّاتب، قل: "أنا أطالب بزيادة في الرَّاتب".
• بدلاً من التعميم كقول: "مزيد من المال"، اطلب مقداراً محدَّداً.
• بدلاً من قول: "أعتقد أنِّي أستحق هذه الزيادة بسبب..."، قل: "أنا أستحق هذه الزيادة بسبب...".
• بدلاً من قول: "كنت آمل أن..."، قل: "بناءً على الفكرة (س)، أتوقَّع أن...".

7. أحسِن إدارة النقاش:

يجب أن تتحلَّى بالثقة بالنفس، والمرونة، والإيجابية في أثناء الاجتماع، وتُعلِم الطرف الآخر أنَّك تودُّ المطالبة بزيادة في الرَّاتب وطرح وجهات نظرك بهذا الصدد باقتضاب.

تذكَّر أن تفسح المجال لمديرك أو للأطراف الأخرى للرد وطرح الأسئلة أو تقديم تغذية راجعة، فقد يحتاج مديرك إلى بعض الوقت للتحدُّث إلى قسم الموارد البشرية أو المسؤولين التنفيذيين في الشركة قبل اتخاذ القرار النهائي.

من الهام أن تختم حديثك بوجهة نظر إيجابية، وتكون مستعدَّاً للردِّ على قبولهم أو رفضهم لطلبك.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح تساعدك في التفاوض على الراتب المناسب بثقة

كيف ترد على قبولهم لطلب زيادة الرَّاتب؟

في حال قبل رب العمل طلب زيادة الرَّاتب، عندئذٍ يمكن أن تبدأ المفاوضات بطلب زيادة كبيرة ولكن ضمن الحدود المعقولة، وتنتظر أن يقدِّم الطرف الآخر عرضه المقابل.

لا بدَّ أنَّ معظم المديرين سبق أن خاضوا مفاوضات على الرَّاتب من قبل، وتجري العادة أن يتم اقتراح راتب أدنى من المطلوب، وهنا عليك أن تقابل عرضهم بطلب راتب أعلى آخذاً بالحسبان الرَّاتب المستهدف.

ستفضي المفاوضات في النهاية إلى عرض نهائي يستحسن أن تقبله بامتنان، وتبقي الأجواء إيجابية، وتعرب عن تقديرك للعلاوة، ثمَّ عليك أن تستمر بتنفيذ عملك بجودة ممتازة خلال السنة التالية حتى يعرف رب العمل أنَّك تستحق الزيادة، ويكون موقفك قوياً عندما تطالب بها مجدَّداً في السنة التالية أو عندما يحين الوقت المناسب.

كيف ترد على رفضهم لطلب زيادة الرَّاتب؟

عليك أن تبقي على موقفك إيجابياً عند رفض طلب الزيادة، فهذا لا يعني أنَّك لن تحصل عليها في المستقبل.

بدلاً من قول: "شكراً جزيلاً لكم في مطلق الأحوال"، حاول أن تستفسر عن الوقت المناسب لطرح موضوع الزيادة مجدَّداً، وتستعلم عن المعايير التي ينظر فيها المدير لتحديد استحقاقك للزيادة، فقد تشمل هذه المعايير التحسُّن في مهارات معيَّنة، أو تلقِّي تدريبات متقدمة، أو المزيد من الخبرة على سبيل المثال.

قد يعني ذلك أيضاً أنَّ الشركة ينبغي أن تتجاوز حالة الركود الاقتصادي أو تزيد المبيعات، وفي هذه الحالة عليك أن تستعلم عن التفاصيل لتحديد الجوانب التي يجب أن تركِّز وقتك، وجهدك، واهتمامك عليها قبل أن تطالب بعلاوة أخرى مستقبلاً.

في حال أعرض رب العمل عن تزويدك بالتفاصيل، عندئذٍ عليك أن تنظر في البحث عن وظيفة جديدة يتم تقدير مساهماتك فيها، وتقديم التعويض المكافئ لإمكاناتك.

عليك أن تفكِّر أيضاً بالمزايا الأخرى التي يمكن أن تطالب بها، إذ قد يكون الرفض نتيجة عجز الشركة عن تقديم تعويضات مالية، وفي هذه الحالة يمكنك طلب مزايا أخرى تعزِّز شعورك بالتقدير.

يمكن أن تشمل هذه المزايا خيارات الحصول على حصة في الأسهم، أو الإجازات، أو تسديد تكاليف التعليم، أو تحديث المكتب أو التجهيزات، أو خيارات العمل من المنزل أو العمل الهجين، أو إمكانية الوصول المجاني للمؤتمرات أو التدريبات، أو ساعات العمل المرنة على سبيل المثال.

عليك أن تأخذ جميع الجوانب في الحسبان وتختم مفاوضات الرَّاتب بوجهة نظر إيجابية.

في الختام:

بعد أن أصبحتَ مُلمَّاً بأساليب مفاوضات زيادة الرَّاتب، عليك أن تستخدم هذه الاستراتيجيات في المرة المُقبِلة التي تطالب فيها بعلاوة، وتنظِّم محاور النقاش وتصل للأهداف التي تُؤهِّلك للمطالبة بعلاوةٍ أكبر.