كيف نعرف أنَّ مستوى الكلوريد لدينا منخفض وما علاج ذلك؟

هو إلكتروليت هام يعمل مع الصوديوم والبوتاسيوم للتحكم بتوازن الأحماض والأسس في جسمك، على الرغم من عدم وجود أيَّة أعراض في كثير من الأحيان على انخفاض مستوى الكلوريد أو "نقص الكلور في الدم" فمن المحتمل إذا كنت تتعرق كثيراً أو إذا كنت قد أصبت بنوبات متعددة من الإسهال أو القيء أن يكون لديك مستوى منخفض من الكلوريد، واختلال مستوى الكلوريد في الجسم هو أمر لا يجب التهاون معه أبداً؛ بل يجب التعامل معه بالكثير من الجدية والحذر وأن نوليه اهتمامنا جيداً.



لذلك سنستعرض في هذا المقال كيف يمكن رفع مستوى الكلوريد عند انخفاضه في أجسامنا، وكيف يمكننا أن نحصل على التشخيص الصحيح والدقيق له، وما هي دلالات النتائج غير الطبيعية لاختبارات مستوى الكلوريد في أجسامنا، فإذا كنت من المهتمين بهذا الأمر، فتابع معنا

كيف يمكننا تشخيص نقص مستويات الكلوريد في جسمنا؟

إنَّ تشخيص نقص مستويات الكلوريد في أجسامنا ليس بالأمر الصعب أبداً؛ بل يمكننا عبر ملاحظة بعض الأمور أن نعلم أنَّ لدينا انخفاضاً في مستوى الكلوريد لدينا؛ لذلك إليكم أبرز النصائح للتشخيص المبكر لنقص مستويات الكلوريد في أجسامنا، ألا وهي:

1. انتبه إلى الإسهال أو القيء:

على الرغم من أنَّ العديد من الأشخاص لا يلاحظون أيَّة أعراض لانخفاض مستويات الكلوريد، إلا أنَّ الإسهال والقيء شائعان عند نقص مستويات الكلوريد في أجسامنا، فقد تتسبب كلتا الحالتين أيضاً في فقدان السوائل، وهذا يؤدي إلى تفاقم اختلال توازن الكهارل لديك.

إذا كنت تعاني من أكثر من 4 نوبات من الإسهال أو القيء خلال فترة 24 ساعة فاتصل بطبيبك في أقرب وقت ممكن، فقد تلاحظ أيضاً ارتعاشاً في العضلات أو تقلصات أو زيادة العطش أو التهيج أو الرغبة في تناول الملح، كل ذلك دلالات على نقص مستوى الكلوريد لديك.

2. احصل على فحص كلوريد الدم من طبيبك المتخصص:

أخبر طبيبك عن أعراضك (إن وجدت) وشكوكك في احتمال انخفاض مستويات الكلوريد لديك، فيمكن لطبيبك في كثير من الأحيان تشخيص انخفاض الكلوريد بناءً على الفحص البدني، ولكنَّه سيطلب فحص دم لتأكيد وجود عدم توازن في الكهارل.

يُعَدُّ فحص الدم بالكلوريد جزءاً من لوحة الإلكتروليت وهو اختبار دم روتيني، وقد يُظهر الاختبار أيضاً نقصاً في الإلكتروليتات الأخرى التي تحتاج إلى العلاج، ونظراً لأنَّ البول يحتوي أيضاً على الكلوريد فقد يطلب طبيبك إجراء اختبار البول، إضافة إلى فحص الدم للحصول على مزيد من المعلومات المتعلقة بمستويات الكلوريد في جسمك.

3. راجع طبيباً اختصاصياً لتشخيص الاختلالات الطبيعية المحتملة:

يمكن أن يكون سبب انخفاض مستويات الكلور هو خلل في وظائف الكلى أو مشكلات في الغدد الصماء أو الجهاز الهرموني؛ لذا سيحيلك طبيب الرعاية الأولية الخاص بك إلى طبيب اختصاصي سيوصي بالعلاج المناسب لهذه المشكلات، وإذا تم العثور على خلل وظيفي منتظم فإنَّ علاج هذا الخلل الوظيفي عادةً ما يصحح مشكلتك بمستويات منخفضة من الكلوريد.

كيف نرفع مستوى الكلوريد في أجسامنا؟

توجد طرائق كثيرة لمعالجة نقص الكلوريد في أجسامنا ولعلَّ أبرزها ما يأتي:

1. شرب 2 إلى 3 كؤوس؛ أي من 1.9 لتر إلى 2.8 لتر من السوائل كل 24 ساعة:

في حين أنَّ هذا هو الحد الأدنى من الكمية التي يجب أن تشربها فقد تحتاج إلى المزيد إذا كنت منخرطاً في نشاط ما وخاصةً إذا كنت تتعرق كثيراً، فاستخدم الماء العادي بدلاً من المشروبات الأخرى؛ وذلك لأنَّه يرطب جسمك ترطيباً أكثر كفاءة.

جرب مشروبات معالجة الجفاف التي تحتوي على إلكتروليتات وخاصةً بعد التمرين المكثف أو إذا كنت تتعرق كثيراً في الشمس الحارقة، لكن اختر بحكمة ما الذي يجب أن تشربه؛ إذ يُعَدُّ المشروب الذي يحتوي على نسبة منخفضة من السكر والسعرات الحرارية ويحتوي على نحو 6-7% كربوهيدرات لكل وجبة هو الأفضل لصحتك العامة، لذلك حاول الإكثار من هذه المشروبات.

إقرأ أيضاً: 8 عادات خاطئة يجب أن تتجنّبها بعد تناول الطعام

2. تناوُل الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من الكلوريد:

يُعَدُّ ملح الهيمالايا من أفضل مصادر الكلوريد؛ وذلك لأنَّه يحتوي على 98% من كلوريد الصوديوم، كما تحتوي العديد من الخضروات بما في ذلك الأعشاب البحرية والخس والكرفس على كميات عالية من الكلوريد، وهناك أيضاً الجاودار والطماطم والزيتون من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكلوريد، وعادةً ستحصل على معظم الكلوريد من ملح الطعام (كلوريد الصوديوم)، لكن يمكن أن تؤدي إضافة الملح إلى الأطعمة أيضاً إلى زيادة مستويات الكلوريد في الدم.

3. التقليل من تناول الكافيين أو الكحول:

الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول يمكن أن تسبب اختلالات في الإلكتروليت، فهذه المواد الكيميائية لها أيضاً تأثير في تجفيف الكلوريد في الجسم؛ لذلك إذا كنت تحاول رفع مستويات الكلوريد المنخفضة فاترك المنبهات خارج نظامك الغذائي.

يمكن أن يتداخل الكافيين والكحول أيضاً مع الأدوية التي تتناولها لرفع مستوى الكلوريد في الجسم؛ لذلك تحدَّث إلى طبيبك عن الأدوية التي لا يجب أن تتناولها بعد أن تتناول طعاماً أو شراباً يحتوي على الكافيين أو الكحول.

شاهد بالفديو: 6 نصائح للتخلص من سيطرة الكافيين على جسدك

4. ضبط جرعات الأدوية التي تخفض مستويات الكلوريد:

تحقق عبر الإنترنت أو على الملحق المرفق مع أدويتك لمعرفة ما إذا كان الجفاف هو أحد الآثار الجانبية لهذه الأدوية، ويمكن لطبيبك أيضاً أن يخبرك ما إذا كان أي من الأدوية التي تتناولها حالياً سيؤثر في مستويات الكلوريد لديك، فإذا لم يكن هناك دواء بديل لهذا الدواء يمكنك تناوله، فقد يغير طبيبك حجم الجرعة للتخلص من هذا التأثير الجانبي.

إذا كنت تتناول مكملاً غذائياً أو عشبياً يمكن أن يقلل من مستويات الكلوريد لديك أو يسبب لك الجفاف، فقد يكون من الأفضل عدم تناوله على الإطلاق، لذلك تحدَّث إلى طبيبك عما إذا كنت تحتاج إلى هذا المكمل أو ما يمكنك تناوله بدلاً من ذلك لعلاج نفس المشكلة.

5. تجنُّب تناول مدرات البول أو المسهلات إلا في حالة الضرورة القصوى:

يمكن لمدرات البول والملينات أيضاً أن تستنزف الكلوريد من جسمك وتسبب الجفاف لك عموماً، فإذا كنت تعاني من مشكلات الإمساك فتحدث إلى طبيبك قبل تناول الأدوية، وخاصةً إذا كنت قلقاً بشأن انخفاض مستويات الكلوريد، واشرب الكثير من السوائل إذا كنت بحاجة إلى تناول مدر للبول أو ملين، وقد تتناول أيضاً مشروباً أو وجبة خفيفة مالحة لتعويض تأثيرات الدواء في مستويات الكلوريد لديك.

6. الحصول على محلول ملحي لتصحيح مستويات الكلوريد المنخفضة بشكل ملحوظ:

إذا كنت تعاني من الجفاف الشديد فسيبدأ طبيبك بحقنك بمحلول ملحي وريدياً لإعادة إلكتروليتاتك إلى مستوياتها الطبيعية، وعادةً يمكنك توقع قضاء بضع ساعات في استعادة ترطيب جسمك وتوازن الكهارل لديك، وغالباً ما تكون أدنى مستويات الكلوريد ناتجة عن القيء المطول الناتج عن بعض الاضطرابات مثل السكر أو القيء المستحث ذاتياً نتيجة اضطراب في أثناء الأكل.

بعد الحقن بمحلول ملحي قد يطلب طبيبك إجراء اختبارات متابعة منتظمة للتأكد من عدم انخفاض مستويات الكلوريد لديك مرة أخرى، وقد تكون مستويات الكلوريد المنخفضة المزمنة من أعراض حالة طبية أخرى.

إقرأ أيضاً: 20 حيلة لتناول طعام صحي خارج المنزل

ماذا تعني النتائج غير الطبيعية لفحص مستوى الكلوريد في الجسم؟

يسمى المستوى الأعلى من المعتاد من الكلوريد بفرط كلوريد الدم، فقد يكون راجعاً إلى بعض الأسباب، على سبيل المثال:

  1. مرض أديسون.
  2. مثبطات الأنهيدراز الكربونية التي تُستخدم لعلاج الجلوكوما.
  3. إسهال.
  4. الحماض الأيضي.
  5. قلاء تنفسي (معوض).
  6. الحماض الأنبوبي الكلوي.

لكنَّ المستوى الأقل من المعتاد من الكلوريد في الجسم يسمى بنقص كلوريد الدم، فقد يكون راجعاً إلى:

  1. متلازمة بارتر.
  2. الحروق.
  3. فشل القلب الاحتقاني.
  4. تجفاف.
  5. التعرق المفرط.
  6. فرط الألدوستيرونية.
  7. قلاء استقلابي.
  8. الحماض التنفسي (معوض).
  9. متلازمة إفراز هرمون مدر للبول غير مناسب.
  10. التقيؤ.

يمكن إجراء هذا الاختبار أيضاً للمساعدة على استبعاد بعض الأمراض، مثل:

  1. الورم الصماوي المتعدد.
  2. فرط نشاط جارات الدرقية الأساسي.

شاهد بالفديو: 8 نصائح هامة لتتمتع بأسلوب حياة صحية

نصيحة لا بد من معرفتها:

لا تعني مستويات الكلوريد الأقل من المعدل الطبيعي أنَّ لديك مشكلة طبية تحتاج إلى علاج متخصص، فقد تكون مصاباً بالجفاف فقط، فبعض الأدوية مثل مضادات الحموضة يمكن أن تسبب نتائج غير طبيعية في اختبارات لوحة الإلكتروليت، فتأكد من إخبار طبيبك بجميع الأدوية التي تتناولها ومن ذلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والمكملات الغذائية.

تحذير هام:

إذا كنت تعاني من الغثيان أو القيء أو الإسهال الذي لا يستجيب للأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، فاتصل بطبيبك المتخصص على الفور؛ إذ يمكن أن تؤدي مثل هذه الحالات إلى حالات من الجفاف الشديد الذي يمكن أن يتصاعد إلى مشكلات صحية أخرى أكثر وأشد خطورة.

في الختام:

يمكننا أن نقول إنَّ الجسم البشري هو مجموعة كبيرة من المركبات والعناصر، فعند اختلال أي من هذه المركبات والعناصر فإنَّ ذلك سوف يؤدي إلى مشكلة صحية تختلف خطورتها حسب نوع العنصر المفقود، لذلك يجب أن نكون على دراية بما يجري في جسدنا عبر الاختبارات الطبية والفحوص الدورية، ولكي نتمكن من الكشف المبكر للأمراض والمسارعة في علاجها، لذلك ننصح الجميع بمراجعة الطبيب بشكل دوري والالتزام بالقواعد الصحية التي يقولها لنا وعدم الاستهتار بها أبداً، وكما يقال: "العقل السليم في الجسم السليم".




مقالات مرتبطة