كيف تصعد المستويات الخمسة للقيادة وتتربع عليها؟

أياً كان دورك في الحياة؛ سواء أكنتَ مدير شركة أم مدرب كرة قدم أم أستاذاً أم منسقاً متطوعاً أم والداً، فاعلم أنَّك قائد بحق. لكن أين وصلت في رحلتك القيادية، وإلامَ تطمح بعدها؟



يطرح الكثير من القادة هذا السؤال، حيث يرغب جميعهم بمعرفة موقعهم في سلم القيادة، وكيف سيصلون إلى المستوى التالي؛ لذا وُضعت 5 مستويات للقيادة لتساعدهم على زيادة فاعليتهم؛ وستتعرف في هذا المقال على المستوى الذي أنت فيه الآن، والخطوات الخمس لارتقاء سلم القيادة لتصل للمستوى الخامس والأخير.

المستوى الأول "المنصب الوظيفي؛ حيث يتبعك الناس مُرغمين":

يُعد المنصب الوظيفي أدنى المستويات في سلم القيادة، والمرحلة الأولى فيها؛ وهو المستوى الوحيد الذي لا يتطلب منك امتلاك أية قدرة أو بذل أي مجهود؛ وبإمكان الجميع في الواقع أن يتسلموا مناصب قيادية.

لا ضير في منصب القيادة، طالما أنَّك لا تريد استغلاله ليتبعك الآخرون، فهو لن ينجح إلا عندما تشتري بنفوذك ولاء متابعيك بإعطائهم الضمان الوظيفي والمرتَّب؛ إذ في هذا المستوى، يتبعك الأشخاص لاعتقادهم أنَّهم ملزمون بذلك.

لكن لا تقلق، ليس المستوى الأول بهذا السوء؛ فهو أول درجة تبدأ فيها استثمار نموك وإمكاناتك القيادية، لذا استثمر وقتك في هذه المرحلة لتتعلم كيف تقود الآخرين عبرَ الأولويات والانضباط الذاتي، وبذلك تكون جاهزاً للانتقال إلى المستوى الثاني.

إقرأ أيضاً: ما هو أسلوب القيادة الخاص بك؟

المستوى الثاني "الموافقة؛ حيث يتبعك الناس لأنَّهم راغبون بذلك":

في هذا المستوى، يتبع الأشخاص القائد بمحض إرادتهم. ولكي يصل القادة إلى هذا المستوى، عليهم أن يتعرفوا جيداً على الأشخاص الذين يتبعونهم ويتواصلوا معهم. فلا وجود لقادة دون تابعين، مما يعني أنَّ عليهم تعلُّمَ طريقة كسب محبة الآخرين كي يكونوا قادةً أكفاء.

عندما تحب الناس وتعاملهم كأفراد على قدر من الأهمية، تترك انطباعاً طيباً لديهم؛ وبذلك تتعمق ثقتهم بك، ويكنُّون لك الاحترام في نهاية المطاف. تُبنى في المستوى الثاني من القيادة علاقات وثيقة ودائمة تُشكِّل القاعدة الأساسية للمستوى الثالث.

المستوى الثالث "الإنتاجية؛ حيث يتبعك الناس بفضل ما قدمته للمؤسسة":

في هذا المستوى، يعزز القادة الذين يحققون النتائج تأثيرهم ومصداقيتهم، وتتحقق زيادة الإنتاجية بفاعلية القادة وقدرتهم على التغيير؛ فتُنجز الأعمال وتتعزز الأخلاقيات وتتزايد الأرباح وينخفض مستوى دوران العمالة وتتحقق الأهداف.

كلما تضاعفت إنتاجيتك، زادت قدرتك على معالجة المشكلات الصعبة ومواجهة القضايا الشائكة؛ فتصبح قيادة الآخرين والتأثير فيهم أمراً يُشعرك بالبهجة، فحينَ يمضي الجميع قدماً مع بعضهم بعضاً، يرتقي الفريق إلى مستوى آخر من الفاعلية.

يجب ملاحظة أنَّ الهدف من هذه المستويات الخمسة لا يكمنُ في الانتقال من مستوى إلى مستوى أعلى، إذ ترتكز هذه المستويات الخمسة على بعضها بعضاً؛ بمعنى آخر، لا يزال القادة في المستوى الثالث بحاجة إلى القيام بالأمور التي تضمن نجاح المستوى الثاني؛ فكل ما عليهم فعله هو إضافة استراتيجيات المستوى الثالث إلى المعادلة، وحالما يصبحون فاعلين في هذا المستوى، يكونون جاهزين لوضع أهداف المستوى الرابع.

إقرأ أيضاً: فن القيادة ومهارات القائد الناجح

المستوى الرابع "تنمية الأفراد؛ حيث يتبعك الناس لأنَّك شخص مفيد يساهم في تطورهم":

يتمحور دورك في هذا المستوى حول تحديد وتطوير أكبر عدد من القادة عبر استثمار مواهبهم ومساعدتهم على النمو. يحدث هذا لسبب بسيط؛ فكلما كثر عدد القادة الذين يعملون تحت جناح المؤسسة، استطاعت المؤسسة إنجاز أكبر عدد من المهام.

يُظهر الأشخاص الذين اخترتهم لتطوير أنفسهم إمكانية عظيمةً ليصبحوا قادة، مما يعني أنَّك قد عثرت على جواهر ثمينة، لكن تبقى الغاية الرئيسة هنا أنَّك تستطيع اكتشاف نفسك بمجرد استثمارك في مواهبهم؛ وكلما ساهمت بتطوير المزيد من القادة، تمكَّنت من تغيير حياة أعضاء فريقك.

المستوى الخامس "القمة؛ حيث يتبعك الناس إيماناً بك وبما تمثِّله على صعيد العمل والصعيد الشخصي":

إنَّ أعلى مستويات القيادة هي أصعبها بلوغاً؛ فهي تتطلب الديمومة والدأب؛ فليس باستطاعة أي كان بلوغ المستوى الخامس دون الرغبةِ في استثمار قدراته في حياة الآخرين على الأمد الطويل. إنَّ الالتزام بالوصول إلى القمة أمر هيِّن، وكذلك الأرباح التي ستجنيها منها.

يطور القادة في هذا المستوى مؤسسات ترقى إلى مستواهم؛ فهم يخلقون الفرص - على عكس القادة الآخرين - ويتركون إرثاً من الإنجازات، ويكسبون السمعة الحسنة؛ ونتيجةً لذلك، غالباً ما يسمو القادة في المستوى الخامس فوق منصبهم ومؤسستهم، ويتألقون في مجال عملهم أيَّما تألق.

في حال وضعت أهدافاً نُصب عينيك، فلن تحقق النجاح فحسب، بل ستعيش حياةً متميزةً لا مثيل لها، وترغب في صنع التغيير. يعتمد مستوى القيادة الذي تطمح لبلوغه اعتماداً أكبر على تأثيرك الشخصي، أكثر من أي عوامل أخرى؛ وبغضِّ النظر عن عدد الأشخاص الذين تؤثر في حياتهم، ما عليك إلا أن تطور هذا التأثير بحيث تستطيع انتهاز الفرص حالما تأتي بما فيه فائدتك؛ فإيَّاك أن تشكك يوماً بقدرات شخص مؤثر.

 

المصدر




مقالات مرتبطة