كيف تصبح كوتش أعمال ناجح؟

"أنا لن أنصح أي شخص أبداً بشيء لم أختبره أو أفعله بنفسي من قبل"، هذا أول ما أخبره لزبون عندما أتعامل معه، وفي عالم مليء بالخبراء وقادة الفكر والكوتشز التنفيذيين، ندرك بَعد خيبة أمل كبيرة أنَّه من الصعب حقاً العثور على شخص يمكِنك الوثوق به والاعتماد عليه، وقد يكون لدى هؤلاء الذين نصَّبوا أنفسهم خبراء الكثير من المعرفة، لكنَّهم يفتقرون إلى الحكمة.



لنعترف أنَّنا نعيش في عالم جديد، ينتقل من اقتصاد قائم على المعرفة إلى اقتصاد قائم على الحكمة؛ إذ لم يَعُد الأمر يتعلق فقط بما تعرفه، إنَّما بما تفعله، واعتقدنا في كثير من الأحيان أنَّ الحكمة تأتي مع تَقدُّم العمر، لكنَّ الأمر لم يَعُد كذلك، فنحن نعيش الآن في عصر التخصيص (الشخصنة)، حيث يحدد الفرد العمل ويضفي طابعه الشخصي عليه، لأنَّه يملك طموحات ولا يرغب في العمل وفقاً للمعايير القديمة التي عفا عليها الزمن والتي حددَتها المؤسسة، سواء كنتَ موظفاً أم مستهلكاً، فإنَّ الفرد هو المسؤول الآن، ومع أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، إليك 4 عوامل نجاح حاسمة للكوتشز التنفيذيين ورواد الأعمال:

1. الخبرة ليست كافية:

لم تَعُد بحاجة إلى 20 عاماً من الخبرة، لتُقبَل في وظيفة معيَّنة، فقد ولَّت هذه الأيام؛ بل ومن الممكن أن تكون ذات أثر سلبي عليك، إذ يتغير دليل الأعمال بسرعة، وإذا لم تكن قد طورتَ طريقة تفكيرك خلال كل تلك السنين في العمل، فأنت بعيد جداً عن متطلبات الواقع الجديد. أيضاً، لم يَعُد من الحكمة الاستفادة من علاقاتك السابقة مع الشركات الكبيرة على أمل أن تمنحك المصداقية، فتلك الأيام قد ولَّت أيضاً، وما قصص النجاح التي كنتُ جزءاً منها في الماضي ليست هامةً كثيراً في عالم اليوم الذي طغى عليه الطابع الشخصي؛ بل الأكثر أهميةً بالنسبة إليك هو الدروس التي تعلَّمتَها من تجربتك، ومن فشلك، وطريقة التفكير الجديدة التي اكتسبتَها، فتواضَع واستخلص الحكمة من تجاربك لتتمكن من توجيه عملية الكوتشينغ التنفيذي التي تُقدِّمها، ولا تسمح للمعتقدات الخاطئة أن تقف في طريق تقدُّمك.

إقرأ أيضاً: 9 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي

2. الانغماس في العمل:

يجب أن تخوض في النشاط التجاري بقدر ما تقوده، والآن بعد أن عرفتَ حدود تجربتك - إلا إذا قمتَ بتحويلها إلى حكمة - يجب على أفضل الكوتشز التنفيذيين أن يؤدوا عملهم بطريقة صحيحة، إليك ما أقصده:

  • لا تشارِك فقط وجهات نظرك وأبحاثك؛ بل اطَّلِع على ما يقوله الآخرون وعلى أبحاثهم، واطرح دائماً وجهات نظرٍ شاملة.
  • وسِّع دائرة معارفك، فهدفك هو تعزيز دائرة معارفك على صعيد العمل وليس على الصعيد الشخصي فقط، وعليك الإيمان والاهتمام والثقة بنفسك من أجل فتح آفاق جديدة لتحسين نوعية عملائك.

3. التعرف إلى العملاء بشكل فردي:

يتعرف أفضل الكوتشز التنفيذيين إلى عملائهم بشكل فردي، ومن المنطقي ألَّا يكون في إمكانك أن تنصح شخصاً لا تعرفه، ولكن إذا كنتَ تعرف عملاءك عن كثب، يصبح من السهل مساعدتهم لتحقيق أهدافهم والوصول إلى النجاح الذي يبحثون عنه، ما يتيح لك رفع مستوى مشاركتك من خلال توجيه عملائك نحو إيجاد شيء ذو أهمية؛ أي أكثر استدامة وموجَّه ذاتياً، ويجب أن تكون هذه مسؤوليتك النهائية ككوتش تنفيذي، فإنَّ رؤية عملائك ومعرفتهم بشكل فردي يعني أنَّك بدأتَ هذه العملية من خلال التأكد من أنَّهم يعرفون عنك: رحلتك، ونقاط ضعفك، وإخفاقاتك، وعائلتك، وما إلى ذلك، وعندما يراك عميلك ويعرفك، يشجعه ذلك على أن يفعل الشيء ذاته، ويقودك أيضاً إلى الجزء الأكثر أهميةً في العلاقة، وهو الجزء الذي يعمل فيه كل منكما كمرشد للآخر، ما يمكِّنكما من العمل بحكمة أكبر وزيادة الفرص في العمل.

4. بناء شبكة معارف قوية:

نظراً لأنَّني ذكرتُ أهمية توسيع دائرة معارفك، فمن الهام معرفة كيفية تدريب عملائك على توسيع دائرة معارفهم. ففي العام الماضي، أعددتُ وقدتُ مؤتمراً استمر ثلاثة أيام، ولقد قمتُ بإعداد وتدريب 46 مديراً تنفيذياً لدعم استراتيجية المحتوى وتحقيق الأهداف وما يتطلبه نجاح المؤتمر، وبعد انتهائه، كان الجزء الأول من التعليقات التي تلقيتُها من المتحدثين هو: "جلين، لقد علَّمَتني هذه العملية أنَّ شبكة معارفي الشخصية والمهنية غير مناسبة لمساعدتي في تحقيق أهدافي للسنوات الخمس أو العشر القادمة"، وعندما سألتُ أحدهم عن السبب، أجاب: "لقد تعلمتُ بناء علاقات مع الأشخاص الذين يشبهوني في التفكير، الأشخاص الذين لديهم الوظيفة نفسها / المنصب الذي كنتُ أقوم به، ولم أُدرِك أبداً مدى قوة التواصل مع الآخرين الذين أطمح إلى التعلم منهم ومن حكمتهم طوال الوقت".

يُعدُّ بناء شبكة معارف قوية أمراً صعباً عندما يتطلب منك الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، ولكن هذا ما يتطلبه الأمر في عصر التخصيص اليوم، فنحن جميعاً طلاب ومعلمون، ولا أحد يعرف الإجابات كلها، كما يجب أيضاً أن تنظر إلى دائرة معارفك على أنَّها دائرة الحكمة المحيطة بك.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح للتشبيك في مجال الأعمال: كيف تُنمِّي شبكتك المهنية؟

الفرص موجودة في كل مكان، فعليك فقط أن تكون متيقظاً لاغتنامها، ولا يتطلب الأمر الكثير من العمل لإدارة الفرص، إنَّما يتطلب الحكمة لمعرفة ما ينتظرك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة