كيف تسيطر على القلق المرضي بعد انتهاء الحجر الصحي؟

سيلاحظ الكثيرون منا تغيُّر حياته اليومية في الأشهر المقبلة لتعود إلى سابق عهدها قبل الجائحة، حيث تهدف الحكومات إلى تخفيف القيود الوقائية المفروضة على المجتمع تدريجياً، كما ستفتح المطاعم أبوابها مرحِّبةً بزوارها، وستغدو مراكز التجميل مزدحمةً بزبائنها لإصلاح ما أفسدوه في مظهرهم خلال الحجر الصحي، وأخيراً سنكون قادرين على الاجتماع وتبادل الأحاديث مع عائلاتنا ومعارفنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "ماكسين علي" (Maxine Ali)، والذي تحدِّثنا فيه عن تغيُّرات المجتمع وظهور اضطراب القلق المرضي بعد انتهاء الحجر الصحي.

في حين أنَّ بعضنا يبدو متلهفاً للعودة إلى الحياة اليومية السابقة، يُظهر بعضنا الآخر حماساً أقل، ويبالغون في التفكير في مخاطر الاندماج في مجتمع ما بعد الحجر الصحي، ما يبثُّ مشاعر الخوف والقلق في نفوسهم. وفي هذا السياق، أفادت دراسةٌ حديثةٌ أجرتها المملكة المتحدة حول استعداد مواطنيها للاندماج في المجتمع من جديد، مبيِّنةً أنَّ 67% من المشاركين يشعرون بالقلق بشأن احتمالية رفع أو تخفيف القيود الاحترازية أو احتمالية الإصابة بالفيروس، كما أنَّ الحضور في زحام الأماكن العامة، والذهاب إلى المناسبات الاجتماعية، والعودة إلى روتين ما قبل الحجر الصحي، تُعَدُّ أكبر مخاوف المشاركين في الإحصائية، علماً أنَّه من المنطقي جداً أن تشعر بأنَّك الآن أكثر وعياً وقلقاً على صحتك؛ وذلك تزامناً مع وجود تهديدٍ مستمرٍ في الانتشار مثل جائحة فيروس كورونا.

ومع ذلك، فإنَّ استيلاء القلق على حياتك بشكلٍ يؤدي إلى إيقاف نشاطاتك اليومية والخوف من الاندماج مرة أخرى يؤثر حتماً في سلامتك العقلية. في حين أنَّ الآثار المستقبلية لتخفيف القيود الاحترازية لا تزال غير مؤكَّدة، وإليك بعض النصائح للمساعدة في التحكم بالقلق المرضي والحفاظ على صحتك العقلية:

1. التركيز على ما يمكِنك التحكم به:

إنَّ اتِّباع إرشادات الصحة العامة، واعتماد السلوكات الوقائية كارتداء كمامة في المتاجر ووسائل النقل العامة، وغسل اليدين بانتظام، ليست سوى طرائق بسيطة للشعور بمزيد من الثقة والتحكم في سلامتك وسلامة الآخرين. ومن المفيد لمَن يعاني من القلق المرضي كتابة قائمة بمخاوفه الخاصة، ثمَّ التساؤل حول مدى واقعية هذه السيناريوهات المخيفة، وبطبيعة الحال لن تستطيع التحكم في كل شيء، ولكن بإمكانك العمل لإيجاد حلول عملية لمخاوفك، وممارستها تدريجياً ضمن روتينك اليومي.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم التخلي عمَّا لا يمكنك التحكم به؟

2. التوقف عن جذب المرض إليك:

على الرغم من أهمية أخذِ الحيطة والحذر من ظهور أعراض جديدة، والأخذ بتوصيات "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" (NHS) للأشخاص الذين يعانون من أي أعراض لفيروس كورونا بعزل أنفسهم والحصول على اختبار للتحقق من علامات المرض بشكلٍ دوري، إلا أنَّ هذا الإجراء قد يزيد من مشاعر القلق لديهم، وتوصي "أمانة هيئة الخدمات الصحية الوطنية" (NHS Foundation Trusts) بوضع خطة للحد من الهوس وتقليل عدد مرات الفحص بشكل تدريجي، فإذا كنتَ تقيس درجة حرارتك مراراً خلال اليوم، فضع لنفسك خطةً للحد من هذه الإجراءات الاحترازية بمعدل مرتين يومياً فقط.

3. مشاركة الآخرين مخاوفك:

عندما تبدأ في استئناف الأنشطة العادية، سيساعدك الانفتاح حول مخاوفك في وضع حدودٍ لها. فشارِك احتياجاتك مع الأشخاص في الأماكن التي تنوي الخروج إليها، وتأكَّد من اتباع تدابير وقائية لجعل زيارتك أكثر راحةً ومتعةً، ولا تتردد بالسؤال عن الإجراءات المتَّبَعة والتوقعات بشأن ازدحام الأماكن التي تخطِّط لزيارتها، فهذا حقك.

4. عدم السماح لأحد بالتلاعب بك:

قد تبدأ بالتشكيك في صحة مخاوفك خاصةً بعد رؤية الآخرين يعودون إلى نشاطاتهم العادية بسهولة، ولكنَّ السيطرة على مخاوفك لا تشمل استبعادها؛ وإنَّما معالجتها من خلال فهمها وتحديد مصدرها، حيث يساهم التعاطف مع الذات وأخذِ الوقت الكافي لاستيعاب المخاوف في حلِّها؛ لذا من الطبيعي أن تشعر بالإرهاق من وقت لآخر، فلا تقسُ على نفسك وخذ وقتك.

إقرأ أيضاً: كيف تقف في وجه الأشخاص المتلاعبين؟

5. اتِّباع طريقتك الخاصة في فعل ما تحب:

قد يشكل رفع التدابير الوقائية في المجتمع، وسرعة بعض الناس في التأقلم من جديد، ضغطاً نفسيَّاً، ولكن ليس عليك الاندفاع مباشرةً لمعاودة نشاطك السابق والرجوع لعاداتك اليومية قبل جائحة فيروس كورونا. فلقد مكَّنَ اتِّباع المجتمع لمجموعة من التدابير الوقائية الكثيرين من التخفيف من نظام حياتهم سريع الوتيرة؛ وبالتالي فإن العودة إلى الحياة العمليَّة بشكل كامل لن يحدث بين عشية وضحاها، فخُذ وقتك ولا تعرِّض نفسك للضغط بمحاولة تقليد الآخرين فلكل منا وتيرته الخاصة، ولا بُدَّ أن تصل إلى هدفك يوماً ما.

المصدر




مقالات مرتبطة