كيف تستعيد زمام الأمور حينما تفقد السيطرة على حياتك؟

هل شعرت يوماً أنَّ الحياة عبارة عن قطار سريع من المحاسن والمساوئ والضغوطات والانفعالات؟



يمكن أن ننشغل في بعض الأحيان بسلسلة من الأحداث التي نُحِسُّ معها بالإرهاق وبأنَّ بعض الأمور خرجت عن السيطرة، وقد نشعر أحياناً أنَّه يتعين علينا استعادة حياتنا قبل أن نفقد السيطرة على كل شيء آخر.

قد تبدو الحياة وكأنَّها عبارة عن قطعة قماش تالفة، وإذا سحبت خيطاً واحداً منها فقد تتلف كلها، لذا وبدلاً من إهمال أهدافك والشعور بالهزيمة، تسمح لك هذه التغييرات السلوكية السبعة والخطوات الصغيرة باستعادة السيطرة في حياتك؛ حيث سنقدم إليك فيما يلي 7 خطوات لاستعادة زمام الأمور:

1. استعادة طاقتك في العمل:

غالباً ما يرتبط الإحساس بفقدان السيطرة بالحياة المهنية، وقد ينبع من رؤية أشخاص آخرين يتفوقون ويُرَقَّون بينما أنت تراوح في مكانك دون التفوق في أي مجال ودون إحراز أيَّة ترقية، فإذا كان الأمر كذلك، فقد تسأل نفسك: "هل أنا أبذل جهداً كافياً؟ وهل أعمل بجد وذكاء؟".

بمجرد تقييم إجاباتك عن هذه الأسئلة، فكر في تطوير المهارات التي تمنحك المزيد من النفوذ في وظيفتك؛ مثل تحسين طريقة كتاباتك، أو الانضمام إلى مجموعة تواصل لتحسين قدرتك على التحدث أمام الناس، أو أن تصبح أكثر تنظيماً مع إمكانيات إدارة الوقت؛ حيث سيسمح لك إتقان إحدى هذه المهارات بالشعور بمزيد من السيطرة، مما يساعدك على تولي المزيد من المهام والأدوار القيادية.

يمكن أن يكون شعور الخروج عن السيطرة ناجماً عن السعي إلى التميز في مكان العمل، لا سيما عندما تكون وظيفتك افتراضية، فقد يكون من الصعب أن تستوعب الملاحظات من خلال اجتماع عبر الهاتف أو اجتماع عبر تطبيقات مثل زوم (Zoom)، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بأنَّك مُشوَّشُ الأفكار.

لاستعادة طاقتك وتميزك أمام رئيسك في العمل، يمكنك إرسال رسالةٍ إلكترونيَّةٍ تستعرض آخر المستجدات، أو المبادرة إلى إجراء عملية البحث حينما يتعلق الأمر بمشروعٍ جماعي، وقد تفكر في إرسال هديةٍ بسيطة مع رسالةٍ تشكر فيها المدير على الدعم الذي قدَّمه للجميع في أثناء فترة وباء كورونا.

في الاجتماعات الافتراضية، يمكنك تبوُّء دورٍ قيادي من خلال اقتراح إلقاء اقتباس تحفيزي في كل اجتماع، حيث تمنحك لفتة صغيرة كهذه طريقة للتميز، ويمكنك أن تفخر بمعرفة أنَّك تُحدِثُ فارقاً في التجربة الإجمالية لفريقك.

شاهد بالفيديو: 8 تقنيات لزيادة الحافز في مكان العمل

2. تقييم الضغوطات المالية:

عندما تشعر أنَّ الأمور خارجة عن سيطرتك، فقد يكون ذلك بسبب وضعك المالي، فربما تكون غارقاً في الديون أو تكون غير قادر على سدادها، فإذا كانت هذه هي الحالة، فستحتاج إلى التوقف مؤقتاً وإلقاء نظرة على السلوكات التي تسبب هذه الظروف.

ربما تفرط في الإنفاق على منتجات باهظة الثمن عندما تكون هناك بدائل أرخص وجيدة، أو ربما تدفع النقود مقابل اشتراكك في خدمات لا تستخدمها أبداً؛ وبمجرد معرفة العادات التي تؤثر في أموالك، يمكنك وضع خطة لاستعادة السيطرة في هذا المجال وتحسين وضعك المادي.

من ناحية أخرى، قد تكون ضغوطاتك المالية نتيجة عدم التخطيط الكافي، فإذا كنت تفكر في بدء مشروعك التجاري، فكن حريصاً على التعرف إلى كامل التكاليف المتعلقة به وحدد فيما إذا كان الأمر يستحق تراكم الديون؛ فمن خلال تقييم خياراتك والحصول على توصيات، تكون أكثر استعداداً من الناحية المالية.

إذا كنت تفكر في الحصول على شهادة جامعية أو شهادة دراسات عليا، فحاول التخطيط مسبقاً، كما يمكنك البحث عن مسارات مهنية بديلة، مثل الحرف المتخصصة التي لا تتطلب شهادات تخرج بعد 4 سنوات ولكنَّها تعد مصدر دخل موثوق به؛ فإذا كنت تمتلك خطة قوية، فيمكنك تحمل المسؤولية عندما تشعر أنَّ الأمور خارجة عن سيطرتك.

3. التخلص من العلاقات التي لم تعد تخدمك:

يُعَدُّ فهم احتياجاتك واحتياجات الآخرين جزءاً من عملية استعادة زمام الأمور حينما تخرج الحياة عن السيطرة، ففي العلاقات، قد تتغير الرغبات أو أساليب الحياة، وإذا حدث هذا الأمر فقد تشعر أنَّ الأمور خارجة عن سيطرتك، فإذا كان هذا هو الحال، فذكر نفسك أنَّه يمكنك تحديد فيما إذا كانت هذه هي العلاقة التي تريد التمسك بها.

من خلال تقييم احتياجاتك أولاً، قد تجد أنَّ العلاقة لم تَعُد تناسبك. ليس ضروريَّاً أن تُنهي الشراكة، بل امتلك القوة اللازمة لتغيير طبيعتها.

أما مع الصداقات، فقد يستمتع أصدقاؤك بالاجتماع معاً في نهاية كل أسبوع، في حين تفضل تكريس ذلك الوقت والمال في دروس الطبخ؛ لا بأس في التركيز على نفسك فأنت لا تنهي صداقاتك، وإنَّما تتحكم بشكل أكبر في وقتك.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى العلاقات الأسرية، فربما كنت تدفع فواتير أحد أقاربك بشكل دائم، لكنَّ ذلك لم يعد ممكناً بالنسبة إليك؛ ضع في اعتبارك إخبار أحد أفراد عائلتك بأنَّه لم يعد بإمكانك إعالته مالياً، لكنَّك ستدعمه بطرائق أخرى.

على الرغم من أنَّ هذا الأمر قد يبدو صعباً، إلا أنَّه من الهام أن تهتم بمصلحتك أولاً، حيث يجب أن تفكر في نفسك أولاً قبل التفكير بالآخرين، فعندما تفهم ما هي العلاقات التي تخدمك بشكل أفضل، تشعر بمزيد من السيطرة في حياتك.

إقرأ أيضاً: هل أنت متمسكٌ بعلاقاتٍ تُعيقُ تقدُّمَك؟

4. ممارسة الحديث الذاتي الإيجابي:

عندما تخرج الأمور عن نطاق السيطرة، فمن السهل أن تستصغر نفسك أو أن تقسو عليها، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالإرهاق والعجز؛ ولاستعادة حياتك ابتكر شعاراً يمكنك قوله عندما تمتلك فكرة سلبية أو تشعر بالتوتر، على سبيل المثال عندما لا يحدث شيء ما بالطريقة التي تريدها، أخبر نفسك بصوت عالٍ: "هذه هي الحياة، انسَ الأمر" أو إذا كان عقلك مليئاً بمجموعة من الآراء المُحبطة، فحاول الصراخ قائلاً: "فلترحل هذه الأفكار"، وستجد أنَّك تشعر بحرية أكبر في استعادة طاقتك.

حتى قضاء بضع لحظات أمام المرآة كل يوم لقول كلمات مشجعة يمكن أن يكون أمراً فعالاً للغاية، فعندما تشجع نفسك وتقول عبارات مثل: "اليوم سيكون يوماً رائعاً" أو "سوف نتجاوز هذا الأمر"، يمكن أن يغير ذلك طريقة تفكيرك، وسوف تكتسب ثقةً أكبر.

كما أنَّ النظر إلى عينيك في المرآة والقول: "أنا فخور بنفسي"، يمكن أن يرفع سقف توقعاتك ويغير نظرتك تجاه موقف صعب، فقل في المرة القادمة التي ستقدم فيها عرضاً "يمكنني القيام بذلك" ثلاث مرات على الأقل؛ حيث سيشجعك هذا الحديث الإيجابي مع النفس على بذل قصارى جهدك حتى عندما تشعر بأنَّ الأمور خارجة عن سيطرتك، وإذا كانت أفكارك إيجابية وكنت لطيفاً مع نفسك، فستكون قادراً على استعادة حياتك بشكل أفضل.

5. البحث عن أشخاص يمكنك الاعتماد عليهم:

إنَّ وجود أشخاص في حياتك يمكنك الاعتماد عليهم أمر لا يقدر بثمن؛ حيث نستفيد جميعاً من الدعم الذي يقدمونه، أو النصائح التي يقدمها أحد الأصدقاء لتذكيرنا بأنَّه ليس علينا معالجة كل عقبة بمفردنا، فإذا مررت بلحظة شعرت فيها بأنَّ هناك الكثير من الأمور التي تحدث معك، فابحث عن الشخص الذي يمكنك الاتصال به للحصول على التوجيه أو التنفيس عن غضبك.

يمكن لأشخاص مختلفين في حياتك أن يكونوا "كوتشز" بالنسبة إليك بطرائق مختلفة، فقد يكون لديك شخص معين يمكنك التواصل معه عندما تواجه تحديات وظيفية؛ ذلك لأنَّه يركز بالفعل على الحياة المهنية، وعندما تحتاج إلى شخص يدعمك ويتعاطف معك، ابحث عن الرفيق الحساس الذي تعرف أنَّه أفضل من يمنحك إحساساً بالراحة.

يمكن أيضاً أن يكون أحد أفراد الأسرة المقربين هو السبب لمساعدتك؛ حيث يمكنهم مساعدتك في تصفية ذهنك وإخراجك من المشكلات من خلال تقديم وجهة نظر جديدة وتذكيرك بأنَّك شخص قوي؛ فغالباً ما تكون عائلتك على علم بأفضل ما لديك، وستدعمك دائماً، كما يمكن حتى للحيوانات الأليفة أن تساعدك عندما تحتاج إلى التعبير عن غضبك أو انزعاجك.

إنَّ وجود الأشخاص الذين تحبهم في حياتك، مثل هؤلاء الذين يجعلونك أقوى ويشجعونك في أوقات الحاجة سيجعل من السهل عليك السيطرة عندما تصبح الحياة صعبة.

إقرأ أيضاً: ما الصفات التي يجب أن تبحث عنها في المنتور؟

6. إنعاش طاقتك:

لاستعادة حياتك عندما تشعر بالإرهاق، حاول اكتشاف طرائق لتجديد شبابك؛ فإذا كنت تعمل من المنزل وتجلس وراء مكتبك لساعات، ففكر في أخذ استراحات لمدة 5 دقائق من خلال التحرك، قد يكون ذلك عن طريق المشي بسرعة في منزلك لرفع مستوى طاقتك، أو حتى القيام بـ 10 قفزات وبعض تمارين الضغط.

فكر في شراء مكتب يمكنك العمل خلفه واقفاً يمنحك حرية أن تكون نشطاً في أثناء القيام بالعمل، حيث ستساعد الحركة في ضخ الدم، وبدلاً من الشعور بالتعب والتراخي، ستكون متحمساً للتغلب على أي شيء.

كما يعد تحفيز حواسك الخمس طريقة أخرى لإنعاش طاقتك؛ وقد يجعلك تشغيل جميع الأضواء تشعر بمزيد من النشاط والتحفيز أو قد يساعدك تخفيف الإضاءة وإنارة شمعة على التركيز، كما أنَّ فتح النافذة، واستنشاق الهواء المنعش، وسماع الأصوات من الخارج يمكن أن يجدد نشاطك أيضاً، وحتى إضافة صور العائلة إلى مكتبك أو وضع ملصق مُلهم على الحائط يمكن أن يحفزك بصرياً ويزيد من طاقتك، وقد تفضل الاستماع إلى الموسيقى التي تثير حماسك في أثناء العمل، حيث ستكون أغانيك المفضلة ممتعة وتساعدك على التعامل مع يومك؛ فإنَّ العثور على الطاقة والتحفيز سيضعك على طريق النجاح ويساعدك في السيطرة على الحياة.

7. تخصيص وقت للتفكير:

في بعض الأحيان، تبدو الحياة خارجة عن نطاق سيطرتنا؛ ذلك لأنَّنا مشغولون دائماً ومحاطون بالضجيج والإزعاج؛ لذا يجب عليك أن تجد مكاناً هادئاً بحيث يمكنك التفكير والتأمل في حقيقة مشاعرك؛ قد يكون هذا عند غسل الأطباق أو طي الغسيل، كما يمكن أن يمنحنا العمل الروتيني مساحة لمعالجة ما يحدث في حياتنا، فإنهاء مهمة هو أمر علاجي ويسمح لنا بالشعور بحرية أكثر.

حتى قيادة السيارة إلى العمل يمكن أن تمنحك وقتاً هادئاً للتفكير قبل الانتقال إلى النشاط التالي، فذلك يخلق فرصة للتخطيط الذهني والاستعداد لما هو قادم، كما يعد حوض الاستحمام مكاناً يمكنك توليد أفضل الأفكار فيه؛ حيث يمكننا التخلص من يوم مليء بالتوتر والخروج ونحن نشعر بالانتعاش واليقظة.

عند التفكير في ماضيك أو مستقبلك، فكر في تقسيمه إلى أشياء يمكنك التحكم فيها خلال اليوم، واسأل نفسك عمَّا إذا كنت سعيداً أو فيما إذا كانت هناك عادات أو أنشطة تريد تغييرها، قد تقرر أنَّك غير راضٍ عن وزنك أو عاداتك الغذائية، فبمجرد إدراك ذلك فأنت تستعيد جزء من حياتك.

أفكار أخيرة:

لم يفت الأوان بعد لاستعادة حياتك، فقد تشعر أنَّك لن تخرج أبداً من ضائقتك المالية، ولكن هناك طرائق عدة للحصول على المساعدة؛ حيث يمكن تأجيل تسديد الديون، ويمكنك التفاوض دائماً، وإذا شعرت أنَّك عالق في علاقة راكدة، فيمكنك أخذ استراحة من هذا الشخص أو الذهاب إلى جلسات الاستشارة أو بدء علاقة جديدة.

لم يفت الأوان أبداً لمتابعة أهدافك الشخصية، فإذا كنت ترغب في السعي وراء عرض ترويجي أو بدء هواية جديدة، فلا يوجد وقت أنسب من الآن، وتذكر أنَّك تمتلك الخيارات دائماً والحياة رحلة مستمرة؛ فلو كان كل شيء يسير على ما يرام، لما كان لدينا تلك القصص البطولية من الأوقات التي عملنا فيها على تحسين أنفسنا بعد الإخفاقات التي واجهتنا.

من خلال ممارسة هذه النصائح السبع، ستشعر بالاستعداد للتعامل مع الحياة وتقبُّلِها عندما تشعر أنَّها خارجة عن سيطرتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة