كيف تزيد قدرتك على مواجهة الضغوطات؟

يتطلب إدارة شركة ناشئة أو شركة صغيرة بذل الكثير من التركيز والطاقة، كون هذا النوع من الأعمال غالباً ما يكون مليئاً بالضغوط، وبما أنَّه لا يمكنك التخلص من الضغوطات تماماً؛ لذا حاول تعزيز قدرتك على التعامل معها، وذلك حتى تكون قادراً على مواجهة تحديات أكبر بثقة أكبر.



يوجد لدى كل شخص مستوى معيَّن يمكنه فيه الاستمتاع بتعامله مع الضغوط، لكن بتجاوز هذا المستوى تصبح الضغوطات ضارة وتؤدي إلى آلام جسدية وتعرِّضنا لخطر اتخاذ قرارات خاطئة، ويسمي علماء النفس مقدار الضغوطات الذي تستطيع التعامل معه بسلاسة، بالقدرة على تحمُّل الضغوط.

يقول عالم النفس "ديفيد بالارد" (David Ballard): "إنَّ تحمُّل الضغوطات هو القدرة على التعامل مع الصعوبات والضغوطات والعودة مجدداً إلى الوضع الطبيعي"، فكلما زادت قدرتك على تحمُّل الضغوط، أصبحَت هذه الضغوطات محفزة على العمل بالنسبة إليك.

يقترح "بالارد" ثلاث استراتيجيات لرفع مستوى تحمُّلك للضغط، وهي:

1. التعامل مع التحديات على أنَّها فرصة:

الضغوطات تجعلنا نفكر بشكل أحادي؛ لذلك نرى السلبيات ونتجاهل الإيجابيات، يقول "بالارد": "الهدف من الشعور بالتوتر هو جعلنا نركز انتباهنا وطاقتنا حتى نتمكن من التغلب على المشكلات"؛ إذ يُستخدَم هذا الأسلوب في معالجة القضايا ذات المخاطر العالية والحساسة للوقت، ولكن في المقابل، معظم الضغوطات التي نفكِّر فيها تكون بعيدة الأمد، وفي هذه الحالات يكون التركيز الحصري على المشكلة أمراً مربكاً وغير مجدٍ.

بدلاً من ذلك، فكِّر في الفرص التي تخلقها هذه الضغوطات، مثل كيفية جعل شركتك أكثر كفاءة أو تحسين التواصل؛ حيث تساعدك رؤية الإيجابية في الضغوطات على الشعور بالتفاؤل، يقول "بالارد": "الأشخاص الذين يجدون صعوبة في استعادة قوَّتهم، غالباً ما ينظرون إلى الصعوبات على أنَّها غير قابلة للحل"، بينما الحفاظ على تفاؤلك يساعدك على تحمُّل الضغوط.

إقرأ أيضاً: 84 اقتباساً عن المثابرة لمساعدتك على المضي قدماً في الأوقات العصيبة

2. النظر إلى الصورة الكبيرة:

عندما تواجه ضغوطاً متتالية، فمن المحتمل أن تلهيك المتطلبات الدائمة عن الهدف الأكبر؛ لذلك من المفيد أن تتذكر سبب اهتمامك بالعمل، فهذا يمنع الضغط من أن يسبب لك إرهاقاً، يقول "بالارد": "من الضروري التوقف قليلاً والتفكير فيما تحاول تحقيقه".

فكِّر في الهدف الذي تساعدك هذه الضغوطات على تحقيقه، وكيف يمكن لحل هذه الضغوطات أن يساعد على تحقيق هدفك، فمن خلال تأطير الضغوطات في مسعى تحقيق أهدافك، فإنَّك تستعيد إرادة المثابرة وتتخذ خيارات أفضل بشأن الوقت والطاقة اللذين تحتاج إليهما لحل المشكلة، فقد ترى أنَّ المشكلة لا تستحق كل هذا الاهتمام.

إقرأ أيضاً: الصورة الكبيرة بدلاً من الصغيرة

3. تخصيص وقت للتعافي:

تطورَت أجسامنا لتحمُّل الضغوطات فترات قصيرة؛ حيث يتم خلالها توجيه طاقتنا للتعامل مع الأوضاع الصعبة، ثم الاسترخاء عند عودة الوضع لطبيعته، كما تساعدنا فترات الاستراحة التي تتخلل الإجهاد على استعادة الطاقة، لكنَّ قلَّة من الناس يأخذون فترات استراحة، يقول "بالارد": "يسود جو الإجهاد المزمن الكثير من بيئات العمل اليوم؛ مما يؤدي إلى الإنهاك وسرعة الانفعال".

يؤدي اللجوء إلى التدخين والمشروبات الكحولية واستخدام الإنترنت والإفراط في الأكل، إلى تفاقم المشكلة فحسب؛ ذلك لأنَّ هذه النشاطات تخفف من التوتر بشكل آني، لكنَّها لا تعيد الجملة العصبية إلى حالة التعافي، أمَّا إذا أردت الاسترخاء بشكل فعَّال، فجرِّب هوايات منشطة كالرياضة أو العمل الطوعي، والنشاطات الخالية من التكنولوجيا كالتأمل واليوغا والقراءة، ثم احرص على النوم ست ساعات على الأقل يومياً.

بقدر ما تحافظ على هذه الممارسات الصحية، بقدر ما ترتفع قدرتك على التعامل مع الضغوطات.

المصدر




مقالات مرتبطة