كيف تدير فريقك بشكل أفضل؟

عندما توظِّف أشخاصاً جدداً، قد ترغب بدايةً في بناء شركتك بالاعتماد على الأشخاص الذين يُسعِدون الناس من حولهم؛ إذ إنَّه لمن الجيد أن يكون لديك أشخاص على استعداد دائم للمساعدة، وربما تعجبك أيضاً حقيقة أنَّ موظفك الجديد يريد استكشاف فرص جديدة، وأنَّه في إمكانك الاعتماد عليه جلَّ الاعتماد.



وإذا كنتَ محظوظاً - كما تفترض - فمن المحتمل أن يمتلك الموظف الجديد خبرات واهتمامات تشبه خبراتك واهتماماتك، وربما لن تقلق بشأن تسبُّبه في أيَّة مشكلة في المستقبل، كالتشكيكِ في مهاراتك القيادية مثلاً، ومن الناحية النظرية، يبدو هذا بالتأكيد وكأنَّه صفقة رابحة، ولكن من الناحية الواقعية، تُعَدُّ إحاطة نفسك بأشخاص يوافقون دائماً على كل ما يُطلَب منهم فكرةً سيئة.

مخاطر الناس الذين يوافقون دائماً على كل ما يُطلَب منهم:

العيب الرئيس في هذا النوع من الأشخاص هو أنَّهم يواجهون مشكلات في إدارة الوقت؛ لأنَّهم على استعداد لتقديم يد المساعدة أو تحمُّل مسؤوليات جديدة؛ لذا يتأخرون عن المواعيد النهائية التي قد حُدِّدَت لإنهاء العمل، كما قد ينتهي بهم الأمر إلى إرهاق أنفسهم للغاية؛ نظراً لأنَّهم لا يحبون رفض طلبات الآخرين.

وفي النهاية، تختفي الموثوقية التي جعلَت منهم مميزين، حتى إنَّهم قد يشعرون بالاستياء منك، ويجدون صعوبة في الاستمرار في عملهم دون تأخير، وعلاوة على ذلك، يواجهون أيضاً صعوبة في الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة؛ إذ يحتاج كل فرد منا - بغض النظر عن هويته - إلى وقت يمضيه بعيداً عن العمل، فهذه طريقة مجربة توفر الراحة واستعادة النشاط حتى يصل المرء إلى ذروة إنتاجيته الكاملة.

قد يتسبب الوجود في العمل طوال الوقت أيضاً في مشكلات في علاقاتهم الشخصية، وبدلاً من حضور تجمع عائلي، قد يكونون محاصرين في المكتب في أثناء العمل على العرض التقديمي للأسبوع المقبل، وقد لا يبدو هذا صحيحاً ولكنَّ العلاقات هي مفتاح السعادة، وإذا لم تكن سعيداً، فلن تكون منتجاً.

كما لو أنَّ هذا لم يكن كافياً، ويتَّسم الأشخاص الذين يوافقون دائماً على كل ما يُطلَب منهم بأنَّهم غير مستعدين لتقديم التغذية الراجعة الهامة لك؛ مما قد يمنعك من تصحيح الإجراءات التي تنفذها في مكان العمل، وقد يترددون أيضاً في تقديم اقتراحات حول كيفية تحسين المنتجات أو الخدمات التي تقدمها.

أيضاً، إذا لم يكونوا شفافين معك، فلا تتوقع منهم أن ينتقدوك، صحيحٌ أنَّ سماع النقد البنَّاء ليس بالأمر السهل، لكنَّه أمر ضروري إذا كنت تريد أن تنمو كشخص وكقائد، والحل كما صاغه الخبير في مجال التجارة ومؤسس شركة ريغلي للعلكة (Wrigley Chewing Gum) "والتر ريغلي الابن" (Walter Wrigley Jr): "عندما يتفق شخصان دائماً، يكون أحدهما غير ضروري".

إقرأ أيضاً: لا يبنى الحائط بحجرٍ واحد... العمل في جماعة وأهمية فرق العمل

بعبارة أخرى، لا تُحط نفسك بالأشخاص الذين يتفقون معك دائماً؛ بل أحط نفسك بدلاً من ذلك بفريق متنوع يتحداك لإبراز أفضل ما عندك من خلال اتباع النصائح التالية:

1. املأ الشواغر التي يحتاج إليها فريقك فعلاً:

راقِب الفريق واسأل نفسك: "ما هي المهارات التي تنقصه؟" و"ما مدى تنوع فريقك الحالي؟"، تُعَدُّ الإجابة عن هذين السؤالين بدايةً رائعة، فتعيين موظف بناءً على احتياجات محددة، أمرٌ واضح، فإذا احتجتَ مبرمجاً على سبيل المثال، فسوف تبحث عن أفضل مُبرمِجٍ متاح، لكنَّ السؤال الثاني قد يكون مُحيِّراً.

تقترح المُدوِّنة "تشونسيه مادوكس" (Choncé Maddox): "حتى لو كنتَ تمتلك الشركة، فلا تُركِّز على توظيف أشخاص من خلفيات معينة فقط، فعالم الأعمال ديناميكي للغاية، ولضمان قدرتك على التكيف مع التغييرات الحتمية، اجلب موظفين ينتمون إلى أكبر عدد ممكن من الخلفيات، فبقدر أهمية المكان الذي يأتي منه الموظف المعني، فإنَّ قدرته على النمو مع عملك هو ما يهم حقاً، وفي غضون خمس سنوات أو عشر سنوات فقط، ستتغير شركتك.

اسأل نفسك "كيف يفيد الموظف المعني الشركة بأكملها؟" وإذا كنت بحاجة إلى مزيد من المساعدة في تعيين فريق متنوع، فإليك 6 خطوات نشرها موقع "أيديال" (Ideal) وهي:

  • تدقيق عملية التوظيف الحالية الخاصة بك من ناحية اهتمامها بتنوع خلفيات الموظفين.
  • اختيار مقياس واحد في عملية التوظيف القائمة على التنوع وتطويره.
  • زيادة التوظيف من خلفيات متنوعة من خلال زيادة مصادر المرشحين.
  • النظر إلى ما هو أبعد من المعايير الاعتيادية، مثل الشركة السابقة التي عمل فيها المرشح أو مكان دراسته أو العلاقات الشخصية في أثناء مقابلة التوظيف.
  • زيادة تنوع الموظفين من خلال استخدام التكنولوجيا للتخلص من التحيز.
  • تقييم مقاييس برنامج تنوع الموظفين الخاص بك.

2. امنح الاستقلالية للموظفين:

في حين أنَّ هناك أوقاتاً قد تضطر فيها إلى إدارة الفريق إدارةً تفصيلية، إلَّا أنَّك في معظم الأحيان تحتاج إلى منحهم الاستقلالية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نوبة هلع إذا كنتَ من مهووسي السيطرة، ومع ذلك، فهذه الطريقة واحدة من أفضل الأساليب التي تؤدي إلى تعلُّم فريقك ونموه.

الأهم من ذلك، يبقيهم منح هذا النوع من الحرية متحمسين ومندمجين بالعمل، ومن جانبك ستخف أعباؤك؛ ببساطة، تُعَدُّ الاستقلالية مفيدةً للجميع، وعلى الرغم من مخاوفك، فمن السهل تطبيقها إذا قمتَ بما يلي:

  • شرح سبب أهمية العمل الذي يقومون به بوضوح، وعدم نسيان مشاركة الرسالة والرؤيا بشكل متكرر أيضاً.
  • السماح لهم بالتعبير عن آرائهم، وطلب التغذية الراجعة على أدائك، ويمكنك أيضاً ترك مساحة في نهاية الاجتماعات لمشاركة آرائهم، أو استخدام الأساليب القديمة بجمعها في صندوق الاقتراحات.
  • السماح لهم باختيار كيف يعملون ومتى وأين.
  • إتاحة الفرص لعرض نقاط قوَّتهم ومتابعة اهتماماتهم.
  • منحهم الأدوات والموارد المناسبة للنجاح.
  • الحرص على تفويض الشخص المناسب للوظيفة المناسبة.

3. أصغِ بفاعلية:

يقول "آندي ستانلي" (Andy Stanley): "القادة الذين لا يصغون سيُحاطون في النهاية بأشخاص ليس لديهم ما يقولونه"؛ حيث إنَّ إحدى أهم السمات التي يمكن أن يتمتع بها القادة هي الإصغاء فعلياً إلى ما يقوله الآخرون، وعلى الرغم من أنَّ هذا قد يكون سهلاً في بعض الأحيان؛ إذ لا يتطلب مثلاً سوى التحدث أقل وطرح الكثير من الأسئلة، إلَّا أنَّك في أوقات أخرى، قد تحتاج إلى استخدام تقنيات أعقد مثل عدم الدخول في محادثة محضرة مسبقاً.

عموماً، فإنَّ العودة إلى أساسيات التواصل هي أفضل مسار للعمل، بالإضافة إلى التواصل البصري وعدم الانشغال بالنظر إلى الهاتف مثلاً، وقد لا يعجبك ما تسمعه في بعض الأحيان، لكنَّ هذا ليس عذراً لتفقد أعصابك.

4. دع موظفيك يفشلون:

الفشل ليس تجربة ممتعة أبداً، وفي الوقت نفسه يدفعنا الفشل لأن نصبح أكثر مرونة، حتى إنَّه قد يكون أعظم معلم على الإطلاق، مع وضع ذلك في الحسبان، اسمح لفريقك بمواجهة الانتكاسات بين الفينة والأخرى، صحيحٌ أنَّ مجرد التفكير في هذا قد يجعلك قلقاً، لكنَّه سيشجعهم على النمو كأفراد وعلى التفكير بشكل مبتكر.

يقول لاعب كرة السلة الشهير مايكل جوردان: "لقد فشلتُ مراراً وتكراراً في حياتي، وهذا هو سبب نجاحي".

شاهد بالفديو: 6 دروس يجب أن تتعلمها من الفشل

5. ابحث عن وجهات نظر مختلفة في الحياة:

يجب أن تحيط نفسك أيضاً بأشخاص يتحدونك خارج العمل، وإلى جانب مساعدتك على تبني هذه السياسة في العمل، ستساعدك أيضاً على أن تصبح شخصاً أفضل خارجه، ويمكنك القيام بذلك عن طريق:

  • الانضمام إلى مجموعات تدريبية تشجعك وتعوِّدك على تحمُّل المسؤولية.
  • حضور المؤتمرات أو الاجتماعات خارج مجال تخصصك.
  • البحث عن جمعياتٍ إبداعية لتعلُّم شيء جديد أو اكتشاف اهتمام جديد.
  • التواصل والتفاعل مع الأشخاص الذين لديهم آراء متنوعة على الشبكات الاجتماعية.

المصدر




مقالات مرتبطة