كيف تدير فريقاً فاشلاً أو ضعيف الأداء؟

هل تواجه صعوبات في إدارتك فريقاً فاشلاً أو ضعيف الأداء؟ لا أحد يحب الحديث عن الفشل؛ لذلك يتطلَّب الحديث عنه أن نكون منفتحين وصادقين وضعفاء حتى، كما ويقتضي اشتراكنا في هذا الحوار التفكير في الدور الذي أديناه في ذلك الفشل، وسيتبع شروعنا بالحديث عن الأمر واكتشاف الأماكن التي أخفقنا نحن والآخرون فيها مشاعر عميقة؛ وهنا يجب علينا تحديد الإجراءات اللازمة لتغييرها بمجرد أن نعلم السبب الكامن وراء انهيار الأشياء، وعلينا أن ندرك أنَّ تجاهل الفشل يمثِّل بداية مرحلة الموت لأي منظمة أو فريق.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "جيم بورغون" (Jim Burgoon)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية إدارة فريق فاشل.

قد تكون إدارة فريق مُخفِق عملية صعبة للغاية؛ لذلك ما سيُحدِّد ما إذا كان الفريق قد فشل أم لا هو كيفية إدارتك، فيمكنك أخذ موقف سيئ وتحويله تماماً إذا كنت تدير فريقك إدارة صحيحة؛ إذاً، كيف تدير فريقاً فاشلاً؟ حسناً، لا يمكنك أن تفعل هذا بمفردك؛ إذ يمكن لشخص واحد أن يسبِّب مشكلة، لكن يتطلَّب الأمر فريقاً كاملاً للخروج منها.

أسباب ممكنة لفشل فريقك:

إمَّا سيؤدي الفشل إلى تدعيم الابتكار أو أن يُخيفك لدرجة أن يضعك في حالةٍ من الشلل والتقاعس عن العمل، وبصفتك قائداً، تقع على عاتقك مسؤولية قيادة فريقك خلال إخفاقاته، حتى وإن كنت أنت سبب فشل فريقك، فمن مسؤولية القائد إدراك التحديات، ثمَّ العمل مع الفريق للتغلُّب عليها؛ لذلك ستحدِّد كيفية إدارتك لفريق فاشل إذا كانت مؤسستك ستستمر في الوجود أم لا.

فيما يأتي 5 من الأسباب الشائعة التي تكمن ربما وراء فشل فريقك:

1. عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب:

لنقل إنَّ فريق العمل كالسيارة؛ فستسير السيارة سيراً جيداً عندما يتمُّ صيانتها جيداً، لكن عندما تعاني السيارة من الإهمال أو من استخدام أجزاء غير مناسبة في الأماكن الخاطئة، فإنَّها ستتوقَّف عن العمل بشكل صحيح.

وينطبق الأمر نفسه على فريقك؛ لذلك تتميَّز الفِرق عالية الأداء بكونها فِرقاً يُوظَّف أعضاؤها توظيفاً مناسباً؛ إذ يعملون في نطاق يوظِّفون فيه نقاط قوَّتهم، بينما يعتمدون على الآخرين لتغطية نقاط ضعفهم في مكان آخر؛ لذلك، عند إدارتك لفريق فاشل، ابدأ بالبحث لمعرفة إذا كان أعضاء فريقك يعملون في المكان المناسب داخل هيكل الفريق؛ إذ إنَّ هناك احتمالات كبرى بأنَّ فريقك قد يواجه فشلاً بسبب وضع الموظفين في غير مكانهم.

إقرأ أيضاً: أسلوب قيادة نقاط القوة: فهم نقاط القوة ونقاط الضعف

2. الافتقار إلى المهارات المطلوبة للقيام بالمهمَّة:

سيكون إحدى الأسئلة الأولى التي سنطرحها عند إدارة فريق فاشل، إذا كان الفريق يمكنه أداء المهام المطلوبة، وبسبب سهولته، قد تكون الاستجابة الأولية لهذا السؤال بإشاحة النظر أو أخذ تنهُّد عميق؛ إذ إنَّ الأداء غير الملائم للمهمَّة هو السبب وراء عديد من حالات الإخفاق والفِرق الفاشلة.

3. الافتقار إلى التطوير الشخصي المستمر:

إنَّ الافتقار إلى المهارة شيء، والافتقار إلى التطوُّر الشخصي هو مشكلة أخرى تماماً؛ إذ يستطيع أعضاء الفريق تأدية مهامهم بحسب مستوى تطوُّرهم الشخصي؛ لذلك، يجب عليك البحث في مستوى التطوير الشخصي والمهني لدى الفريق في حال وجدت ثغرات في مجموعة مهاراتهم أو قدرتهم القيادية؛ وذلك لأنَّ القدرة القيادية لك ولفريقك هي الأساس الذي يمكن للفريق البناء عليه على النحو الأمثل.

وإذا رأيت أنَّ فريقك يُخفِق، فخصِّص بعض الوقت لتقييم ما إذا كنت قد ساعدتهم على رفع مستواهم من خلال التطوير الشخصي المُركَّز أم لا.

4. المشكلات الشخصية:

تغيب غالباً فكرة مواجهة المشكلات الشخصية عن المحادثة عندما نتحدَّث عن إدارة فريق فاشل، لطالما كان التركيز في عالم القيادة التنظيمية والإدارة وامتلاك الأعمال على الإنتاجية واستكمال المهام الموكلة.

وتتَّجه العقلية النموذجية السائدة للاعتقاد أنَّنا يجب أن نترك حياتنا الشخصية بعيدة عن حياتنا المهنية، ومع ذلك، يرفض معظم الناس حقيقة أنَّنا لا نستطيع فصل حياتنا الخاصة عن حياتنا العامة؛ لذلك ستحتاج في حال إخفاق فريقك؛ إلى تقييم مستوى الصحة العقلية والعاطفية الحالي لهم.

وقد يعتقد عديد من أرباب الأعمال والقادة والمديرين أنَّ الصحة العاطفية والعقلية شأن خاص لا علاقة له بالعمل، ومع ذلك، ونظراً لأنَّ فريقك يتكوَّن من أشخاص تقودهم عواطفهم، فهناك احتمال كبير أنَّه في حال فشل فريقك، ستكون المشكلات الشخصية التي تؤثر في صحتهم هي السبب.

5. ضعف المعنويات:

إنَّ تدهور الروح المعنوية هي مؤشر آخر يدل على فشل الفريق؛ إذ يتكلَّم الكاتب "جيم بورغون" (Jim Burgoon) عن تجربته: "لاحظت وجود نزعة معيَّنة في أثناء خدمتي في الجيش؛ إذ كانت الإنتاجية والنجاح مرتبطين ارتباطاً مباشراً بمستوى الروح المعنوية لطاقم العمل، وكانت الإنتاجية عالية عندما كانت معنويات الطاقم مرتفعة، والعكس صحيح؛ فعندما كانت الروح المعنوية للطاقم منخفضة انخفضت الإنتاجية، لقد شهدت حدوث هذا الأمر مراراً وتكراراً"، فإن كنتَ تدير فريقاً فاشلاً، فقد حان الوقت لاكتشاف مستوى الروح المعنوية داخل بيئة فريقك.

كيف تدير فريقاً فاشلاً؟

الشيء الأساسي الذي يجب أن نأخذه بصفتنا قادة على مَحمل الجد هو أنَّ أداء الفِرق المضطربة وظيفياً سيكون ضعيفاً وغير منتج، والحقيقة هي أنَّ الفريق الضعيف وظيفياً هو فريق فاشل، وبعد معرفتنا بذلك، سينبغي لنا التحوُّل من الموقف التفاعلي إلى الموقف الاستباقي إذا أردنا لفريقنا أن يكون ناجحاً، كما سيتعيَّن علينا البدء بطرح الأسئلة الصعبة.

وبوصفنا قادةً يرغبون في تعزيز أداء الفريق، يجب السؤال عن كيفية إدارة فريق فاشل؛ إذ لا ينصبُّ التركيز من خلال هذا السؤال على الفشل بحدِّ ذاته؛ وإنَّما على كيفية التعامل مع فريق فاشل وتعديله ليصبح ناجحاً.

وفيما يأتي الاستراتيجيات السبع التي يمكنكم اتِّباعها لمساعدتكم في إدارة فريق فاشل (ملاحظة: لا يوجد ترتيب لهذه القائمة، تستطيعون تطبيق أيٍّ من الاستراتيجيات التي تناسب احتياجاتكم):

1. تعريف النجاح:

يُسجِّل لاعبو كرة القدم الأهداف عند عبورهم إلى المنطقة النهائية، ويُعرَف الفائز بأكبر عدد من النقاط في نهاية اللعبة من خلال عدَّاد الأهداف الموجود على اللوحة، فإذا لم يتم تحديد منطقة النهاية بوضوح، فلن تكون هناك أي طريقة لمعرفة ما إذا كان اللاعب قد سجَّل هدفاً أم لا، وعليه لن يتمكَّن الفريق من الفوز إذا لم يتمكَّن اللاعب من التسجيل.

تكمن مشكلة معظم الفِرق في أنَّها تهدف إلى تحقيق هدف غير مُعرَّف؛ ولذلك يفشل الفريق كونه لا يعرف إلى أين يُصوِّب، فإذا لم يكن الفريق يعرف ما هو هدفه، فلا أمل لهم في فهم كيفية تحقيق الفوز، وفي حال رغبة القائد في إدارة فريق فاشل وتحويله إلى فائزين، ينبغي للقائد تحديد شكل الفوز وكيف يمكن للفريق أن يحقِّق الأهداف.

شاهد بالفديو: كيف ترسم لنفسك خارطة طريق إلى النجاح؟

2. التدريب" (Coaching) و"التوجيه" (Mentoring):

إنَّ الفَرق الأكثر أهمية الموجود بين "الكوتشينغ" و"المنتورينغ" هو مستوى العلاقة، ومع أنَّ كليهما يتطلَّبان مستوىً مُعيَّناً من العلاقة، فدعونا نقل إنَّ "المنتورينغ" يتطلَّب صلةً أعمق، وإذا أردنا توضيح الأمر بسهولة أكثر، نستطيع القول إنَّ نموذج "الكوتشينغ" يعتمد اعتماداً أكبر على "المنهج السقراطي" (Socratic Method) - الذي يتَّبع طريقة طرح الأسئلة - لتوجيه تفاعلات الفريق.

في حين يستدعي "المنتورينغ" تطوير علاقة تسمح بتبادل الآراء بإخلاص بين الشخصين، التي تدفع المرء إلى النمو بسرعة؛ لذلك من الضروري بالنسبة إلى القادة القيام بالأمرين؛ تقديم "الكوتشينغ والمنتورينغ" للفريق، فإنَّ رغبتك في إدارة فريق فاشل وتحويله إلى النجاح، تقتضي منك قضاء وقت كافٍ في تقديم "الكوتشينغ والمنتورينغ" له.

3. حل المشكلات:

من السهل جداً العثور على المشكلات؛ إذ إنَّ هناك شيئاً ما بداخلنا قادراً على التعرُّف على الفور إلى الخطأ الموجود في أمرٍ ما، ربما يكون السبب الذي يكمن وراء ذلك هو صدمة مكبوتة أو عقلية ضعيفة.

وما أن يُدرِك القادة والمديرون وجود مشكلة، سيشتكي عديد منهم على الفور من الموقف؛ وهذا ما يُسبِّب فشل معظم الفِرق؛ إذ إنَّهم غير قادرين على تغيير منطقة تركيزهم من إيجاد المشكلات إلى إيجاد الحلول.

لذلك، في حال كنت تريد إدارة فريق فاشل بطريقة ناجحة، فغيِّر طريقة تفكيرك، وأنشئ ثقافة قائمة على إيجاد الحلول؛ فعلى سبيل المثال، إذا أتى إليك شخص ما بمشكلة، فعليه أيضاً أن يُقدِّم لك بعض الاقتراحات عن كيفية حل هذه المشكلة؛ إذ إنَّ قيامك بتدريب فريقك ليكونوا أصحاب تفكير قائم على الحلول، فأنت تُعلِّم الفريق أن ينظُرَ إلى كل مشكلة على أنَّها فرصة جديدة للابتكار.

4. القيادة:

أتذكَّر المرة الأولى التي شاركتُ فيها في إقامة حفل ربيعي في مدرستي الثانوية، كان تحوُّلاً شديداً في نظرتي للأمور، كنتُ مجرد واحد من كثيرين بصفتي عازف بوق.

كان يقتصر عملي على أن أؤدي الدور الذي كُلِّفت به، لكن عندما أخذت عصا المايسترو، وقفت هناك وأصبحت الشخص الذي يبحث عنه كثيرون من أجل التوجيه والإرشاد، وبصفتي قائد الفرقة الموسيقية، كانت وظيفتي هي التأكُّد من أنَّ كلَّ شخص يؤدي دوره، بالإضافة إلى أنَّ الجزء الآخر من وظيفتي كان التأكُّد من أنَّ كل شيء يسير في تناغم، لقد كان عملاً هائلاً لشخص بذاك العمر الصغير، لكنَّني أبديت استعداداً لتلك المهمَّة.

وإذا فكَّر المديرون وتصرَّفوا كقائدي الأوركسترا، فإنَّ الفريق الفاشل سوف يعود إلى الطريق الصحيح، ويجب عليك بصفتك مديراً لفريق مُخفِقٍ، أن تنظُرَ إلى كل شخص والأدوار المخصَّصة له وكيف ينبغي لهذه الأدوار أن تعمل معاً، ومن هذا المنظور، يجب أن تبدأ برؤية الأساليب التي تبرز حينذاك، وكون هدفك يكمن بإدارة الفريق الفاشل من خلال مساعدتهم على تحقيق النجاح، سينبغي لك عندما تبدأ هذه الأنماط بالظهور، أن تُقيِّم بسرعة ما إذا كان هذا النمط المُعيَّن يساعد فريقك أو يؤذيه.

يمكنكم بصفتكم قادة تغيير الأنماط غير الصحية وتقوية الصحية منها، ولأنَّ النجاح كالموسيقى في عالم الأعمال، سينجح الفريق بجميع عناصره عندما يتمكَّن المدير من قيادة فريق فاشل نحو النجاح من خلال تجميع كل الأجزاء معاً بالطريقة الصحيحة.

5. اتِّخاذ القرارات الصعبة:

كما ذكرنا آنفاً، قد تكون إدارة فريق فاشل أمراً صعباً، وواحدة من أكثر المهام صعوبة التي سيتعيَّن على المديرين التعامل معها هي معرفة الوقت المناسب للسماح لعضو من الفريق بالمغادرة.

ومن الناحية المعرفية، قد نُقنِع أنفسنا بمدى سهولة إخبار أحد أعضاء الفريق بكونهم لم يعودوا مناسبين للفريق، كما وأنَّه أمر سهل القيام به منطقياً؛ إذ إنَّ إزالة الشخص - أو ربما الأشخاص - الذين يخفضون من أداء الفريق، هو القرار الصحيح الذي يجب إجراؤه، لكنَّ الأمر لا يسير بالطريقة نفسها من الناحية العاطفية.

فإنَّ الأشياء ليست دائماً واضحة وخاصَّةً عندما يتعلَّق الأمر بالناس، فالأشخاص يتأذَّون والمنظمة تعاني؛ ولهذا السبب، يحاول معظم القادة والمديرين تجنُّب اتِّخاذ هذه القرارات الصعبة؛ إذ لا يرغب المديرون الدخول في صراعات، كما وأنَّهم لا يريدون أن يُعانوا من الشعور بالذنب إثر اضطرارهم إلى إنهاء مسيرة شخص ما؛ لذلك، لتضع بالحسبان أنَّه إذا كنت ستدير فريقاً فاشلاً، فسيتعيَّن عليك إجراء بعض القرارات الصعبة.

لنفترض أنَّه تمَّ تشخيص إصابتك بالسرطان، وأخبرتك طبيبتك أنَّه لديك شهرين فقط للعيش إلَّا إذا غيَّرت نظامك الغذائي ومارست الرياضة وبدأت بأخذ جلسات العلاج الكيميائي، ما الذي كنت ستفعله؟ حسناً، ربما تعلم جيداً أنَّك ستفعل بالضبط ما أوصَت به الطبيبة، ستفعل كل ما في وسعك للقضاء على ما كان يقتلك حتى تعيش حياة طويلة وصحية.

طبِّق الآن هذا الأمر على فريقك، إذا كان العضو - أو الأعضاء - هو سبب فشل فريقك، ألا تريد أن تفعل كل ما هو ممكن لنقل هذا الفريق من الفشل إلى النجاح؟ تحلَّ بالشجاعة لإجراء القرارات الصعبة حتى يتمكَّن فريقك من الانتقال من موضع الفشل إلى النصر، واتخِذ القرارات الصعبة، حتى لو اضطررت إلى التنحِّي جانباً والسماح لشخص آخر بالقيادة.

6. التواصل:

لا يوجد شيء أفضل من التواصل بكثرة، خاصة عندما تُدرك أنَّ الناس نادراً ما ينتبهون، مع صعود تطبيقات مثل "تيكتوك" (TikTok)، و"يوتيوب شورتس" (Youtube shorts)، و"انستغرام ريلز" (Instagram Reels)، ومؤخَّراً "فيسبوك" (Facebook) أو "ميتا ريلز" (Meta Reels)، فلا عجب بأن تتقلَّص فترة اهتمام معظم الموظفين.

وقد يصبح الحفاظ على انتباه الموظفين عملية أكثر صعوبة، عندما يعيشون حياة تُحسَب العائدات المالية فيها بمعدل 30 ثانية، الأمر الذي يجعل من رفع مستوى التواصل أمراً ضرورياً، فإنَّنا لا نحتاج إلى تحسين التواصل فحسب؛ بل يجب أيضاً أن نصبح أكثر إبداعاً في الوسائل التي نستخدمها لإيصال الرسالة التي نودُّ إرسالها.

يقول أحد المستشارين: "يتذكَّر الناس رسالةً معيَّنةً عندما يملُّون من سماعها". هل سئم فريقك من سماع التوقُّعات الخاصة بالعمل؟ وهل سئموا من سماعك تتحدَّث عن تعريفك للفوز؟ وهل يصابون بالإحباط عندما يستمعون إلى ما يحتاجون إليه لتحقيق النجاح؟

فإذا كانت إجابتك نعم، فاستمر في التواصل! إذا كانت إجابتك لا، فقد حان الوقت لتكثيف جهودك.

شاهد بالفديو: 6 مفاتيح أساسية للتواصل بشكل فعّال مع الآخرين

7. المبادرة:

أتذكَّر رؤية سلسلة من الإعلانات التجارية حول حرائق الغابات، كان نجم الإعلان "سموكي ذا بير" (Smokey The Bear)، وكانت كلماته الشهيرة "أنت فقط من يستطيع منع حرائق الغابات"، وكانت شخصية "سموكي ذا بير" (Smokey The Bear) موجودةً منذ عام 1944، ولطالما كانت رسالته هي نفسها: "كن مبادراً، كي لا تضطر لأن تُبدي ردات فعل".

والمقصود من ذلك أنَّ منع النيران أيسر من إطفائها، ومع ذلك، فإنَّنا ما نزال نرى أنَّ مديري هذه الفِرق الفاشلة يواصلون إخماد الحرائق بدلاً من تعلُّم كيفية تجنُّبها، وإنَّ القادة لم يوجدوا ليكونوا رجال إطفاء؛ إذ يعيش القائد التفاعلي بناءً على الظروف الآنية؛ لذلك تراهم باستمرار في وضعٍ طارئ، لا يمكن أن يحدث النمو، ولن تعود الفِرق إلى مسارها الصحيح طالما أنَّ القائد يدير فريقه وكأنَّهم في أزمة دائمة، ينبغي أن يُجري تحوُّلاً من هذه الناحية إذا كنتَ تأمل في إدارة فريق فاشل بطريقة صحيحة.

فبدلاً من العيش باستمرار في حالة أزمة، ابدأ بإنشاء أنظمة تساعدك على تجنُّبها، وابنِ هيكلاً وثقافةً تقتصر على التقدُّم والوقاية بدلاً من تلك المبنية على رد الفعل والعاطفة، فكلما تحوَّلت تحوُّلاً أسرع من الموقف التفاعلي إلى الموقف الاستباقي، زادت فرصتك في إدارة فريقك الفاشل بشكل فعَّال وتحويله نحو النجاح.

إقرأ أيضاً: أهمية المبادرة في الحياة والعمل

في الختام:

الأمل موجود حتى وإن كنت تدير فريقاً فاشلاً، ليس على فريقك مواصلة السير على طريق الفشل، وتقع مسؤولية تحسين أداء الفريق على عاتقك بصفتك قائداً؛ فكن قائداً يستحقُّ السير وراءه، وخذ الوقت الكافي لتقييم وضعك، وأنشئ مناهج تساهم في تغيير اتجاهك الحالي وتقود أعضاء فريقك من حالة النجاة إلى الازدهار.

المصدر




مقالات مرتبطة