كيف تدفع نفسك للمضي قدماً وتحقيق النجاح؟

تقف الحدود حجر عثرة بينك وبين نجاحك، حيث ستواجه مقاومة شديدة عند محاولة تخطيها، وقد تكون هذه المقاومة هي الخوف الذاتي، أو الشك، أو تدني احترام الذات، أو الإعاقات الجسدية والذهنية؛ كما يمكن لها أن تجتمع وتشكل حواجز ضخمة في طريق تحقيق أهدافك.



للأسف، يجد معظم الناس صعوبة في تخطي هذه الحدود، ويستسلمون في النهاية أو يقبلون بالوضع الراهن؛ لكن إذا كنت ترغب في حياة مليئة بالنجاح، عليك أن تواجه مخاوفك وتتخطى هذه الحدود، حيث سيؤدي عدم القيام بذلك إلى اختزال حلمك وتعطيل أهدافك.

مراحل الحياة الثلاثة:

في الحياة ثلاثة مراحل ننتقل فيما بينها باستمرار، وهي: مرحلة الاندفاع، ومرحلة المبالغة في العمل، ومرحلة التراخي. قد يعتمد دفع نفسك أو التراخي في ذلك على المرحلة التي يمكن أن تجد نفسك فيها من هذه المراحل؛ لذا دعنا ندرس هذه المراحل بالتفصيل:

1. مرحلة الاندفاع:

تشعر بالحماس تجاه حياتك وبيئتك والأشياء بشكل عام، فتخرج من منطقة راحتك؛ الأمر الذي يجده بعض الناس صعباً جداً. سيؤتي هذا الإجراء ثماره خلال تقدمك، ويكون زخمك في هذه المرحلة مرتفعاً، وقد تشعر بالإرهاق بعد استخدام طاقتك في إنجاز المهام.

2. مرحلة المبالغة في العمل:

تضطلع  في هذه المرحلة بمهام تفوق طاقتك، وتقول "نعم" لكل مَهمَّة تُكلَّف بها، ولا ترفض أي أمر يُوكَل إليك، وقد تكون متوتراً أيضاً لأنَّك تشعر بعجزك عن الالتزام بالمواعيد النهائية للمشروع. هذه هي المرحلة التي تسبق الإنهاك الوظيفي، حيث تصبح الحياة قاسية؛ لذلك تتطلب هذه المرحلة إدارة مناسبة، وهو الأمر الذي سنتحدث عنه في المرحلة التالية.

3. مرحلة التراخي:

حان الوقت التفكير واستعادة توازنك؛ فإذا كنت تفرط في العمل عند دفع نفسك، فقد آن أوان الراحة.

عليك أن تطرح على نفسك أسئلة هامة مثل:

  • هل أنا راضٍ عن هذه الوظيفة؟
  • هل أعمل بما يتناسب مع قيمي الأساسية؟
  • هل أنا سعيد في علاقتي؟

إذاً، ما المرحلة الصحيحة التي يجب أن تكون فيها؟

في الواقع، لا يجب أن تبقى في مرحلة واحدة؛ ومع ذلك، فإنَّ مرحلة الاندفاع هي المكان المثالي؛ فالحياة صعبة، وتُحتِّم عليك أن تبقى منخرطاً فيها، ويتطلب هذا الأمر دفع نفسك لتحقيق أقصى استفادة من الموقف الذي تمر به في الحياة.

إقرأ أيضاً: 9 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي

لماذا يجب أن تدفع نفسك؟

ربما تسأل بعد معرفتك كل هذه الأشياء: لماذا يجب أن أدفع نفسي؟ فيما يأتي 8 أسباب لتفعل ذلك:

1. لكي تخرج من منطقة راحتك:

يعتقد بعض الناس أنَّ بإمكانك النجاح في منطقة الراحة بشكل أفضل من استكشاف آفاق جديدة؛ وفي حين أنَّ هذا قد يبدو صحيحاً، لكنَّك لن تحقق شيئاً هاماً في حياتك ما لم تكن جريئاً؛ فالحياة مملة في منطقة الراحة. يجب عليك خوض تجارب جديدة، ورؤية العالم والحياة من منظور آخر؛ وإذا أردت الحصول على نتائج جديدة، عليك أن تقوم بالأمور مراراً وتكراراً بطرائق مختلفة؛ إذ تكافئ الحياة فقط أولئك الذين يملكون الجرأة، وليس أولئك الذين يعقدون الآمال.

2. لكي تستثمر قوتك الداخلية:

إن لم تواجه التحديات في حياتك، فلن تجد فرصة لاكتشاف إمكاناتك الخفية؛ لذا لا تنتظر هذه التحديات كي تدفعك إلى فعل شيء ما، بل ادفع نفسك بنفسك.

لديك قوة غير مستثمرة للتغلب على أي عقبات أكثر ممَّا تتخيل؛ لذا استخدم هذه القوة، وارفض أن تعيش حياة اعتيادية ومتواضعة.

3. لتتعلم أشياء جديدة:

لا يمكنك الاستكشاف حتى تدفع نفسك، حيث يتطلب الأمر الاستكشاف حتى تتعلم أشياء جديدة؛ لذا ابدأ مشروعاً جديداً، وكن جاهزاً لاغتنام فرص جديدة؛ ومهما كان الشيء الذي تفعله، تأكد من أنَّك تتعلم وتنمو وتدفع نفسك للمضي قدماً باستمرار.

4. كي تحافظ على لياقتك:

يؤثر اندفاعك على جسمك أيضاً، حيث تصبح رشيقاً عندما ترفض البقاء في حالة راحة لا تنتهي.

على سبيل المثال: يمكنك استخدام الدرج بدلاً من المصعد، حيث يمكنك أن تحرك جسدك وتحافظ على لياقتك، خاصة خلال الحجر الصحي الذي قيَّد تحركاتنا؛ فقد كشفت الدراسات أنَّك تحرق سعرات حرارية تزيد بنسبة 6 إلى 15٪ عندما تمارس تمرينات أكثر قسوة.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لتَزيد من لياقتك البدنيّة

5. لكي تحقق المزيد:

تُنتِج أمجاد الماضي مكافآت مستقبلية؛ لذا ادفع نفسك لكسب نتائج أكثر من تلك التي حصلت عليها بالأمس، واكتشف ما يمكنك القيام به أكثر حتى لو كان بسيطاً؛ فعندما تبذل جهداً إضافياً لإضافة قيمة إلى حياتك أو حياة الآخرين، سوف تتعلم وتنمو بما يتجاوز حدودك وقدراتك.

6. حتى تكتشف هويتك:

لن تعرف قيمتك وقدراتك حتى تستخدم إمكانياتك جميعها؛ فأنت المنافس الوحيد لنفسك؛ وعندما تعمل بجد، تدرك معتقداتك وحدودك ونقاط قوتك، فيساعدك دفع نفسك على معرفة هويتك الحقيقية.

7. لكي تكتسب الزخم:

لا سعادة في الراحة، فهل تفضل يا تُرَى أن تكون ماء راكداً أم نهراً متدفقاً؟ أنت بحاجة إلى زخم مستمر لتحقيق أهدافك في جميع جوانب حياتك، ويمكنك بناء هذا الزخم من خلال بذل جهد إضافي في سبيل تحقيق أهدافك.

8. حتى تعرف حدودك:

كيف ستعرف حدودك فعلاً إذا لم تدفع نفسك؟ في المرة القادمة التي تدفع فيها نفسك، ستدرك أنَّه يمكنك تخطي هذه الحدود بالفعل.

كيف تدفع نفسك كي تتجاوز الحدود وتحقق النجاح؟

قد يكون البقاء في منطقة راحتك أسهل من أن تكون جريئاً وتكتشف آفاقاً أوسع؛ بالإضافة إلى ذلك، سيحرمك عدم دفع نفسك من النمو الشخصي أو الفرص المهنية أو التجارية، فضلاً عن الخبرات الحياتية؛ لذا، إليك بعض النصائح كي تخرج من شرنقتك، ولا تنسَ أن تبدأ بالجزء الأصعب:

1. ابدأ بالخطوة الأولى:

ما تحتاج إليه للبدء هو اتخاذ الخطوة الأولى، وقد لا يكون هذا سهلاً في البداية، إذ لا شيء يأتي بسهولة.

إنَّ اليوم الأول في العمل ممل، تماماً مثل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية لأول مرة؛ ولكن عندما تستمر في بناء قدرتك على التحمل، تصبح تمريناتك أسهل بالتأكيد؛ لذا اتخذ الخطوة الأولى لتحقيق حلمك.

2. ألهم نفسك:

لا تنتظر حافزاً خارجياً للقيام بالخطوة الأولى، واكتشف دوافعك الداخلية؛ فقد يلهب عزيمتك مقطع فيديو تحفيزي أو محادثة مع صديق أو مجرد نزهة في الحديقة. تأكد فقط من أنَّه شيء يدفعك إلى اتخاذ إجراء ما؛ فالإلهام هو أداة تحفيزية تساعدك على دفع نفسك.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتحفيز النفس وتشجيعها على اتّخاذ خطوات جريئة

3. اصنع بيئتك الخاصة:

أنت بحاجة إلى البيئة المناسبة للنجاح واتخاذ خيارات جيدة، ومن الأفضل أن تقرأ على مكتبك بدلاً من أن تقرأ على سريرك؛ وإذا كنت ترغب في الحفاظ على صحتك ولياقتك، ضع الأطعمة الصحية والماء بالقرب منك، وتجنَّب الأطعمة الضارة، ومرِّن عضلاتك يومياً، وتجنَّب العلاقات السامة، وتواصل مع الأشخاص الذين يذكِّرونك باستمرار بأهدافك وطموحاتك.

4. تجنَّب الخيار الآمن:

يمكنك تقسيم اختياراتك إلى فئتين: الآمنة، أو التي تحمل طابع التحدي. اختر الفئة التي ستمكِّنك من تحدي المستحيل وتعلِّمك دروساً قيِّمة، إذ لا يمكنك النمو بالخضوع إلى خيارات أكثر أماناً؛ لذا اخرج من منطقة راحتك، واستكشف آفاقاً جديدة.

5. تخيَّل المستوى التالي:

كيف سيبدو الأمر لو كنت سعيداً بحياتك الزوجية، وناجحاً في عملك ومهنتك، ومؤثراً في حياة الآخرين؟

تخيَّل تلك الأحلام؛ حيث يمكِّنك التخيل من التركيز بشكل أكبر على أهدافك، وتحقيق النجاح، ومعرفة ما تريده، وما عليك القيام به للوصول إليه.

6. تعلَّم من منتصرين آخرين:

مهما كان مستوى النجاح الذي تريد الوصول إليه، فقد وصل إليه شخص ما قبلك بالفعل؛ لذا تعلَّم منهم، والتقط الإشارات والدروس التي مكَّنتهم من تخطي العوائق، واقرأ كتبهم ومجلاتهم على الإنترنت ومقابلاتهم وملفاتهم الصوتية.

7. افعل ما يخيفك:

اسأل نفسك عندما تقوم بمشاريع جديدة: "هل تخيفني هذه المَهمَّة؟"؛ فإذا كانت الإجابة: "نعم"، فافعلها؛ حيث ستواجه بذلك خوفك وتنتصر.

انظر إلى كل مَهمَّة صعبة على أنَّها "ضفدع"، ثمَّ كل ذلك الضفدع؛ ولن تشعر بعدها بما هو أسوء من ذلك على الإطلاق.

8. اعمل على نقاط ضعفك:

هناك حدود مفروضة ذاتياً، ومعظمها نتاج ضعفنا، والتي يمكن أن تكون عادات سيئة، أو سوء تقدير للذات، أو قيوداً جسدية.

قد ترى نقاط الضعف هذه بمثابة جبل عالٍ لا يمكن تسلُّقه، وأنَّها تحد من قدرتك على تحقيق النجاح الذي ترغب فيه؛ ومع ذلك، يمكنك تحويل نقاط ضعفك إلى نقاط قوة للوصول إلى ما تريد.

9. اطلب المساعدة:

يمكن للقليل من المساعدة أن يكون هاماً جداً في مواجهة المقاومة؛ إذ يمكن لوجود شخص يدعمك أن يوازن تأثير أي نمط تفكير سلبي قد يحد من قدرتك، ويمكن أن يكون هذا الشخص مدرباً في أمور الحياة، أو معلماً، أو زوجاً، أو صديقاً، أو والداً، أو شريكاً في المسؤولية؛ حيث يمكن لهؤلاء تقديم الدفع الذي تحتاجه للخروج من منطقة الراحة والمضي قدماً لتحقيق مبتغاك.

أفكار أخيرة:

عليك أن تدفع نفسك لتخطي الحدود والوصول إلى أهدافك؛ فأنت لن تصل إلى العظمة ما لم تضحي براحتك، وتنجز الكثير في سبيل ذلك.

لا تكافئ الحياة الخنوع أو الوسطية؛ ولكن من خلال دفع نفسك، يمكنك اختراق الحواجز والسير في طرق لم يطرقها أحد من قبلك؛ وبمجرد تجاوز هذه الحدود، ستُدهَش بقدراتك على قهر التحديات وتحقيق ما كنت تخشى حتى التفكير فيه؛ لذا اقبل حدودك حتى تتمكن من تجاوزها.

شاهد: كيف تدفع نفسك للمضي قدماً وتحقيق النجاح؟

المصدر




مقالات مرتبطة