كيف تحل مشكلاتك بمهارة وذكاء؟

حتى لو لم يَبدُ أنَّ مجال عملك يتطلب الإبداع، ستلاحظ أنَّ مديري التوظيف يبحثون غالباً عن موظفين يتحلون بالإبداع والابتكار؛ إذ يترافق وجود الإبداع مع الفضول وسيساعدانك معاً على النجاح في عملك، عبر حل المشكلات واستخدام أساليب مبتكرة؛ لذا من المفيد استثمار هذه المهارة الناعمة الهامة.



اليقظة الذهنية هي واحدة من أهم النصائح لتعزيز الإبداع؛ وذلك لأنَّها تساعد على تحسين جودة التفكير والمرونة الذهنية، لكنَّ هناك طرائق أخرى لتحسين قدراتك الإبداعية وتفكيرك النقدي ومهاراتك في حل المشكلات، وسنشرح في هذا المقال سبب كون الإبداع أحد أهم المهارات الشخصية.

أهمية المهارات الناعمة:

تشير المهارات الناعمة غالباً إلى سمات الشخصية ومهارات التعامل مع الآخرين، وتعني طرائق التواصل والعمل مع الآخرين بشكل بنَّاء وبفاعلية؛ حيث إنَّ مهارات التواصل والعمل الجماعي الفعالة أساسية وتتطلَّب جميع أماكن العمل تقريباً التمتع بها، ويبحث أرباب العمل عن أشخاصٍ يثبتون أنَّهم يتمتعون بها.

في الواقع، توقَّعت منظمة "المنتدى الاقتصادي العالمي" (World Economic Forum) أنَّ التفكير النقدي وحلَّ المشكلات والإبداع سيكونان من بين أهم المهارات الشخصية في مكان العمل بحلول عام 2025؛ وذلك لأنَّ هناك حاجة إلى استخدام المهارات الناعمة يومياً في مكان العمل وتطويرها ضروري للتميُّز أمام أرباب العمل؛ حيث تساعدك المهارات الناعمة في مكان العمل على:

  • زيادة الإنتاجية وإنجاز المهام بكفاءة أكبر.
  • تحسين مهارات العمل الجماعي كي يتعاون الموظفون بشكل أفضل.
  • التواصل الفعال في مكان العمل؛ مما سيؤدي إلى تنفيذ العمل بسلاسة أكثر.
  • زيادة رضا الموظفين بفضل قدرتهم على التواصل والتعاون جيداً.

كما أنَّ المهارات الناعمة هامة خارج مكان العمل أيضاً؛ إذ تُعَدُّ المهارات الناعمة ضرورية لتكوين روابط دائمة مع الآخرين والتعبير عن احتياجاتك ورغباتك، ويمكن تطبيق تقنيات حل المشكلات واتخاذ القرار على المستوى المهني والشخصي.

الإبداع:

هو القدرة على التفكير في مَهمة أو مشكلة ما بطريقة مختلفة، وهو عملية استخدام حدسك لمحاولة الوصول إلى أفكار جديدة، ويمكن أن يساعدك الإبداع على حل المشكلات المعقدة وإيجاد طرائق مختلفة ومميزة للتعامل مع المهام المختلفة، لكن قد يستغرق الانفتاح على الابتكار بهذه الطريقة واكتساب هذه الدرجة من المرونة الذهنية بعض الوقت ويتطلب بذل الجهد؛ حيث يدور فهم الإبداع حول معرفة كيف ومتى يمكنك استخدام هذه المهارة في مكان العمل، إضافةً إلى ذلك، سيلاحظ أرباب العمل المرشحين الذين يمكنهم استخدام هذه المهارة بأشكال مختلفة لحل المشكلات.

أهمية الإبداع:

الإبداع ضروري لحل المشكلات في الكثير من الأحيان ضمن مكان العمل وخارجه؛ إذ يثبت حل المشكلات بإبداع أنَّك قادر على التعامل مع المشكلة من جوانبها كلها عوضاً عن محاولة حلها بأسلوب منطقي بسيط واحد.

مع ظهور أعداد كبيرة من التقنيات وطرائق العمل الجديدة بوتيرة سريعة، يجب على الشركات الاستفادة من الطاقة الإبداعية لموظفيها كي تنمو، ويساعد حل المشكلات الإبداعي الفِرق على تحفيز الابتكار في مجالات عدَّة، مثل اكتشاف أساليب جديدة للتعامل مع المشكلات أو تطوير منتجات جديدة أو تحسين العمليات الحالية.

أمثلة على الإبداع في مكان العمل:

ألقِ نظرة كيف يمكنك استثمار طاقتك الإبداعية في مكان العمل، وعرضها في أثناء مقابلة أو طلب وظيفة في 4 أمثلة عن الإبداع في مكان العمل:

1. الإبداع في القيادة:

يتبنى أفراد الفريق طريقة تفكير أكثر ابتكاراً حين يلهمهم قادة مبدعون؛ مما يزيد ولاءهم وقيمة مكان العمل؛ حيث سيُلهِم قائد الفريق المبدع الآخرين ليكونوا مبدعين في العمل، وسيؤدي هذا بدوره إلى مشاركة أعضاء الفريق أفكارهم بأريحية.

2. ضمن الفريق:

يُعبِّر كل شخص عن إبداعه بطريقة مختلفة، ويمكن زيادة الإبداع في سير العمل؛ وذلك عند معرفة نقاط القوة والضعف المختلفة تلك، وفهمها وتقويتها لدى كل فرد من أعضاء الفريق؛ مما سيخلق مساحةً آمنة للتعبير الإبداعي.

3. تشجيع الإبداع:

قد يخشى العديد من الموظفين فكرة الحرية الإبداعية المطلقة، لكن إذا وفَّرتَ لهم "شبكة أمان" نفسية من نوع ما، مثل وجود فريق آخر جاهز لمساعدتهم إذا فشلوا، فسوف يشعر الموظفون براحة أكبر في استخدام إبداعهم، ويُعَدُّ الفشل أحد أكبر المخاطر التي تهدد الإبداع، لكن عند الشعور بالأمان، سيكون الموظفون مستعدين استعداداً أكبر للمخاطرة.

4. طرح الأسئلة:

أكثر أساليب التي تستثمر طاقتك الإبداعية فاعليةً وأفضلها لتشجيع الآخرين على التفكير بإبداع والتأمل في الحلول هي العصف الذهني وسماع آراء متنوعة، خاصةً من أشخاص لا يشعرون أنَّ أحداً يعيرهم انتباهاً، وهذه طريقة ممتازة لإلهام الإبداع وحل المشكلات.

إقرأ أيضاً: كيف يؤثر أسلوبك في القيادة على الإبداع وحل المشكلات في شركتك؟

الإبداع والابتكار:

سيرشدك الإبداع والابتكار إلى طريق تقديم إنتاجية أعلى وتحسين العمليات والتناغم الداخلي في الشركة، وسيؤدي استثمار هذه المهارات الناعمة معاً إلى تحقيق نجاحات أكبر، فأحدهما يكمل الآخر؛ إذ يتطلب الابتكار التطبيق؛ لذا استخدِم طاقاتك الإبداعية وفكِّر في النتائج، وكما هو حال الإبداع، قد يكون من الصعب ملاحظة الابتكار في فريقك؛ وذلك لأنَّ الأفكار الإبداعية والمبتكرة قد تخطر لأيِّ أحد، ومهمتك هي رعاية هذه الأفكار والابتكار متى أمكن، ولكن في حين أنَّ وجود أحدهما يعزز وجود الآخر، ويجب أن تترك لهما مساحة للنمو بشكل مستقل عن بعضهما بعضاً.

كيف تُحسِّن مهاراتك الإبداعية؟

المهارات الإبداعية مرغوبة بالنسبة إلى أرباب العمل؛ وذلك لأنَّها مفيدة جداً في مكان العمل؛ لذا من الذكي تحسين مهاراتك الإبداعية، وسنستعرض فيما يلي 5 طرائق مختلفة لفعل ذلك، لكن يجدر الذكر أولاً أنَّ كلاً منا قد يُعبِّر عن إبداعه ويطوره بأشكال مختلفة؛ لذا في حين أنَّ بعض هذه الطرائق قد تكون مفيدة لأفراد معينين، إِلا أنَّ بعض الأشخاص الآخرين قد يناسبهم أساليب مختلفة:

1. تعزيز الإدراك الذاتي:

الخطوة الأولى لتصبح مُبدِعاً ومُبتكِراً هي إدراك الذات والاعتراف بمحدودية عمليات تفكيرك فيما يتعلق بالإبداع، ومعرفة ما يمكنك فعله وفهمه ثم التصرف بناءً على ذلك.

2. ممارسة التعاطف:

التعاطف هو عنصر أساسي في الذكاء العاطفي؛ وذلك لأنَّه يسمح لك بفهم وجهات نظر الزبائن والعملاء وزملائك في العمل، وستؤدي ممارسة التعاطف الإبداعي إلى الوصول إلى حلول مبتكرة أفضل للمشكلات التي تواجهها.

شاهد بالفديو: كيف تستخدم التعاطف بفاعلية في العمل؟

3. توسيع معرفتك:

حين تصبح خبيراً في مجالك، ستفهم جوانب المشكلة كلها، فكلما زادت معرفتك، زادت قدرتك على التفكير بطرائق مختلفة لاستكشاف حلول للمشكلات، حتى إنَّك قد تكتسب مهارة ملاحظة المشكلات المحتملة قبل وقوعها.

4. الاستفادة من تجاربك السابقة:

تذكَّر التجارب التي مررت بها في الماضي واستفِد من تاريخك الشخصي كي تنظر إلى الموقف الحالي من المنظور الصحيح، وفكِّر في نتيجة المشكلات السابقة المشابهة التي واجهتَها، وكيف يمكنك تحقيق نتائج أفضل؟ وتعلَّم من الماضي وطبِّق تلك الدروس.

5. التعاون مع الآخرين:

هذه إحدى أفضل طرائق الوصول إلى حلول مُبتَكرة، وملاحظة الحلول التي قد تكون واضحة، لكنَّك لم تجربها من قبل.

مهارات حل المشكلات:

تطرَّقنا إلى أهمية الإبداع في حل المشكلات، وسننتقل الآن إلى مهارات حل المشكلات؛ إذ يمكن أن تساعدك تقنيات حل المشكلات واتخاذ القرار على العثور على حل سريع لأيَّة مشكلة قد تواجهها، وهي المهارات الأساسية التي يبحث عنها أرباب العمل عند التوظيف.

تتضمن مهارات حل المشكلات تحديد الموظف للمشكلات بسرعة، والتوصل إلى حلول مناسبة لها، وتطبيق تلك الحلول، ثم تحديد مدى فاعليتها؛ لذا تبحث الشركات عن أشخاص يمكنهم تقييم المشكلات المحتملة بدقة، والتوصل إلى حلول.

سبب أهمية حل المشكلات:

يبحث أرباب العمل غالباً عن موظف ماهر في حل المشكلات؛ ذلك لأنَّ هذا يعني أنَّه يتمتع بمجموعة متنوعة من السمات المختلفة، مثل المنطق والمرونة والإصرار والمخيلة والإبداع؛ حيث تخطر الأفكار الجيدة عادةً للأشخاص الماهرين في حل المشكلات؛ وذلك لأنَّهم يفكرون بطرائق مختلفة أو أفضل لإنجاز المهمة، كما يمكن أن تساعدك مهارات حل المشكلات الجيدة على شرح المشكلات المعقدة للموظفين الآخرين كي تتمكنوا من النظر إلى المشكلة بشكل أفضل ومن الجوانب كافةً، ومع تقبُّل عالم الأعمال للتقنيات الجديدة، تزداد أهمية استخدام الإبداع لحل المشكلات؛ وذلك لأنَّ هناك احتمال أكبر لحدوثها.

خطوات حل المشكلات في مكان العمل:

يُعَدُّ حل المشكلات مهارة ناعمة وليس مهارة صلبة، على الرغم من أنَّك تستطيع تعلُّم قسم كبير من كيفية التعامل مع حل المشكلات، علاوة على ذلك، قد تكون اكتسبتَ هذه المهارات الأساسية بالفعل من تجاربك السابقة؛ حيث سنلقي نظرة على 5 خطوات لحل المشكلات:

1. تحديد المشكلة:

هذه هي الخطوة الأولى في حل المشكلات؛ إذ تساعدك معرفة طبيعة المشكلة على فهم الخطوات التي يجب أن تتخذها لحلها، وإذا أمضيتَ وقتاً كافياً في تعلُّم تفاصيل مجال عملك، فقد تتمكن من توقُّع المشكلة قبل أن تقع.

2. التفكير في الحلول:

ستتمكن من التوصل إلى حل مناسب للمشكلة المطروحة معتمداً على خبراتك السابقة، إضافة إلى التواصل مع أعضاء الفريق الآخرين؛ إذ إنَّ التعاون مع الآخرين بطريقة سلسة وبنَّاءة، ضروري في حل المشكلات.

3. تقييم الحلول:

الخطوة التالية هي تقييم الحلول التي توصَّلتَ إليها أنت وفريقك، واتِّخاذ القرار النهائي لاختيار الحل الأكثر فاعلية وكفاءة، ويمكن أن يساعدك التفكير الإبداعي على التفكير في أمور لم تخطر لك.

4. تطبيق الحل:

تتضمَّن هذه الخطوة تنفيذ الحل الذي اخترتَه، ويعني العمل مع فريق أنَّه يمكنك فعل ذلك في الوقت المناسب دون تأخير، وإذا ركَّزتَ على المهارات الفردية التي يتمتع بها كل عضو في الفريق، فسوف تتمكن من حل المشكلة بسرعة وسهولة.

5. تقييم الحل:

قيِّم مدى فاعلية الحل الذي اخترتَه، وما إن كان قد تعاملَ مع المشكلة بفاعلية وفي الوقت المناسب، لكن ضع في حسبانك الخيارات التي اتَّخذتَها، وتعلَّم من حالات النجاح والفشل واستفِد منها في المستقبل.

إقرأ أيضاً: المهارات الصلبة مقابل المهارات الناعمة: سبب أهميتها في حياتك المهنية

نصائح لتحسين مهاراتك في حل المشكلات:

صقل مهاراتك في حل المشكلات طريقة رائعة لتمييز نفسك عن الآخرين عند التقدُّم للوظائف وحضور المقابلات؛ وذلك لأنَّها تُعلِّمك الوصول إلى حلول مبتكرة وفعَّالة لأيَّة مشكلة قد تواجهها، إضافة إلى معرفة ما يجب القيام به قبل اتخاذ أي إجراء، فليس هناك داعٍ لأن يكون تحسين مهاراتك في حل المشكلات عملية طويلة وصعبة؛ بل يمكن أن تبدأ في الواقع بشيء بسيط مثل إعادة صياغة المشكلة، على سبيل المثال: إذا كانت مشكلتك هي أنَّك لا تستطيع تشغيل المشروع دون أي مال، فحاول إعادة صياغتها للتفكير كيف يمكنك تشغيل المشروع دون أموال، وفيما يلي 4 نصائح لتحسين مهاراتك في حل المشكلات:

1. ركِّز على الحل وليس المشكلة:

في كثير من الأحيان نُركِّز على المشكلة بين أيدينا؛ مما يولِّد السلبية ويعوق عملية حل المشكلات، لكن بمجرد الاعتراف بالمشكلة والتركيز على العثور على الحل، ستتمكن من بدء وضع خطة عمل.

2. حدِّد المشكلة ببساطة:

غالباً ما نميل إلى تعقيد الأمور التي هي في الواقع بسيطة للغاية، ولتجنُّب ذلك، فكِّر في سبب المشكلة، ثم حلِّلها بتفاصيلها وبهذه الطريقة تصل إلى حل أسهل.

3. تعاوَن مع أعضاء الفريق وتبادَل الأفكار:

بمجرد تحديد المشكلة، اجمع فريقك وفكِّروا في أكبر عدد ممكن من الحلول المختلفة التي يمكنك التوصل إليها، ولا تخشوا من طرح أيَّة فكرة في هذه المرحلة؛ لذا احرص على أن تكون منفتحاً وشجِّع فريقك على استخدام جانبهم الإبداعي.

4. تعلَّم من الماضي:

حين تحاول التعامل مع مشكلة ما، لاحِظ أوجه التشابه التي قد تكون موجودة مع مشكلة تمكنتَ من حلها في السابق، وحاول تذكُّر ما الذي فعلتَه لحل تلك المشكلة وسواءً نجحتَ أم فشلتَ، تعلَّم من تلك التجربة السابقة وحاول تحقيق نتائج أفضل.

شاهد بالفديو: 7 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي

في الختام:

مهارات الإبداع وحل المشكلات أهم اليوم مما كانت عليه في الماضي؛ إذ يبحث أرباب العمل عن موظفين محتملين يتمتعون بالإبداع والابتكار، إضافةً إلى مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات وأثبتوا ذلك، ويمكن أن تؤدي زيادة معلوماتك وتحسين فهمك في هذين المجالين إلى إحداث فارق كبير في طريقة عملك وكيفية تعاونك مع الآخرين، وخاصة أنَّ العمل الجماعي هام جداً في مكان العمل اليوم.

يشير "تقرير المواهب العالمية المرغوبة" (Global Talent Trend Report) لعام 2019 الصادر عن موقع "لينكد إن" (LinkedIn) إلى أنَّ 92% من المديرين يعتقدون أنَّ المهارات الناعمة لا تقل أهمية عن المهارات الصلبة، وهذا سبب آخر في تحسين مهاراتك في الإبداع وحل المشكلات.

المصدر




مقالات مرتبطة