كيف تحافظ على هدوئك في العمل؟

يمكن أن يكون العمل مُرهِقاً، خاصةً إذا كنت تتولى منصباً إدارياً أو تعمل في مجال يرهقك كثيراً؛ فآخر شيء ترغب في حدوثه هو أن يُفسِد مزاجك علاقتك بالآخرين، أو يكلفك الأمر خسارة وظيفتك، أو يضرُّ بسمعتك وسمعة عملك، وحتى إذا لم تكن تعاني من وجود أيَّة مشكلات في السيطرة على الغضب، فينبغي أن تتخذ الاحتياطات اللازمة حتى تحافظ على هدوئك دائماً، وستساعدك النصائح التالية على ضبط عواطفك؛ حيث لا تُعرِّض عملك، أو سمعتك، أو قيمك الذاتية للخطر.



1. امنح نفسك وقتاً للراحة بين مهامك:

يبدأ الحفاظ على هدوئك بالعمل بجدولة الأعمال التي تريد تنفيذها؛ حيث ستؤدي المستويات العالية من الضغط إلى انهيارك، ولكنَّ هناك إجراءات يمكن اتخاذها لمنع نفسك من الانهيار؛ فتخصيص وقت للراحة هو العامل الرئيس لتحقيق ذلك.

بدلاً من جدولة كل موعد واجتماع كل ساعة، خصِّص لنفسك بعض الوقت بين كل التزام؛ حيث سيكون ذلك مفيداً عندما تستمر الاجتماعات لفترة طويلة، أو عندما تتسبب ظروف غير متوقعة في تغيير جدولك الزمني، بالإضافة إلى ذلك، سوف يمنعك ذلك الفاصل من الشعور بالاضطراب في أثناء الفترة الفاصلة بين اجتماع وآخر؛ وذلك لأنَّك تعلم أنَّك تتحلى ببعض المرونة التي تُمكِّنك من الانتقال من التزام إلى آخر.

إذا كان يومك يسير بسلاسة ولا تحتاج إلى أخذ راحة، فخطِّط لبعض النشاطات لملء وقتك؛ حيث يمكنك استخدام الوقت الإضافي لمراجعة الملاحظات الخاصة باجتماعك المقبل أو الرد على بعض رسائل البريد الإلكتروني، وبهذه الطريقة، وبغضِّ النظر عما يحدث، فإنَّ فترة الراحة تخدمك.

إقرأ أيضاً: أهمية أخذ استراحة قصيرة في أثناء العمل وفقاً للأبحاث

2. مارس التأمل والتنفس العميق:

إذا كنتَ تشعر بأنَّ المشاعر السلبية تسيطر عليك، فإنَّ أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها هو التوقف عن كل ما تفعله وأخذ بعض الأنفاس العميقة، فالتنفُّس بطريقة عميقة وبطيئة يساعدك على التفكير بوضوح، فالكثير من الأخطاء تُرتَكَب على عجل عندما تكون المشاعر متأججة.

يمكنك تعلُّم العديد من تمرينات التنفس، ولكنَّ أهم شيء يجب أن تفعله هو أن تخفض معدل ضربات قلبك وتتجاهل أيَّة أفكار سلبية، بعد ذلك يمكنك أن تأخذ أنفاساً عميقة أو تتابع مقطع فيديو أو مقطعاً صوتياً ليرشدك خلال التمرين.

إنَّ التأمُّل له تأثير مماثل، وغالباً ما يتضمَّن تمرينات التنفس كجزء من الروتين، بالإضافة إلى ذلك، يتضمن التأمُّل عبارات تشجيعية تطمئنك، وغيرها من الحيل الذهنية الأخرى لإعادة صحتك النفسية إلى مسارها الصحيح.

إقرأ أيضاً: تمارين اليوغا والتنفس وفوائدها للصحة

3. خذ استراحة:

عندما لا تكفي جلسة التنفس العميقة أو التأمل لتهدئتك، فإنَّ أخذ استراحة قصيرة يمكن أن يُعوِّض الفارق، وفي حين أنَّه من المثير للإعجاب أن تتحلى بأخلاقيات عمل لا تتنازل عنها، فلا مانع من أخذ فترات راحة بشكل دوري على مدار اليوم، فإنَّ أخذ فترات راحة قصيرة من 10 إلى 15 دقيقة وتناول وجبة غداء جيدة يساعد على تقليل الإرهاق ويضمن امتلاك الطاقة اللازمة لتكون شخصاً مُنتِجاً طوال مدة مناوبتك.

بالإضافة إلى زيادة الإنتاجية، فإنَّ الرجوع إلى الوراء لجمع أفكارك واستعادة رباطة جأشك سيُبقي عواطفك تحت السيطرة، وفي بعض الأحيان، يكون مجرد الابتعاد عن المواجهة أو المشكلات هو كل ما عليك القيام به لتطوير حل فعال.

4. خذ إجازة:

لا يقلُّ أخذ إجازة من العمل - من وقت إلى آخر - أهميةً عن أخذ فترات راحة طوال أسبوع العمل، فمن المفترض أن تستخدم هذه الإجازة في النهاية؛ حيث يسمح لك ذلك إعادة ضبط حالتك الذهنية بالكامل، فلا تبقى عواطفك مكبوتة لفترة طويلة جداً.

خصِّص بعض الوقت في تقويمك للأيام التي تأخذ فيها إجازة من العمل، على سبيل المثال: اذهب إلى منتجع صحي، أو نم قليلاً، أو تمتَّع بنزهة هادئة في الطبيعة بحثاً عن بعض أشعة الشمس والهواء النقي.

قد يكون هذا هو الوقت المناسب للتواصل مع بعض الأصدقاء، إذا كنت بحاجة إلى شخص ما للتحدث معه أو ببساطة تتوق إلى جو اجتماعي خارج مكان العمل.

يمكنك أيضاً أن تستثمر وقت إجازتك لتكون منتجاً، مثل العمل على مشروع جديد أو القيام ببعض الأعمال المنزلية، فقط تأكَّد من أنَّك تقضي وقتك في القيام بالنشاطات التي تجذب مشاعر إيجابية مثل الرضا، والتشجيع، والسلام، وإذا كانت أيام إجازتك تسبب لك الإرهاق بالقدر نفسه الذي تشعر به في عملك، فسوف تعود إلى العمل وتشعر بحالة أسوأ مما كنتَ عليه عندما غادرت.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لطلب إجازة في العمل والحصول عليها

5. تحدث عن مخاوفك وأفكارك:

يفقد الكثير من الناس أعصابهم في أثناء العمل؛ وذلك لأنَّهم لا يتحدثون إلى أي أحد عن مشكلاتهم، فكبت المشاعر يؤدي إلى عواقب لا تُحمَد عقباها؛ لذا حتى قبل أن تبدأ الشعور بالغضب والقلق في داخلك، يجب أن تتحدث إلى الآخرين عن أفكارك ومخاوفك.

لا تتحدث إلى زملائك في العمل عن الآخرين الذين قد يزعجونك في العمل، فذلك عبارة عن نميمة، وليس تصرفاً احترافياً أبداً، وبالمثل، فإنَّ منح الثقة للمدير وإخباره كيف يقوم زميلك في العمل بإلقاء القمامة في غرفة الاستراحة أو عدم إنهاء مَهمته بالسرعة الكافية هو أمر لا داعي له، فالمطلوب منك هو التحدث عما يدور في ذهنك من أفكار فقط.

ربما فكرتَ في التحدُّث مع مستشار أو معالِج نفسي بعد قراءة ذلك، وهذا أمرٌ جيد تماماً؛ حيث إنَّ زيارة اختصاصي الصحة النفسية بانتظام ليست علامة تدل على الضعف، على العكس من ذلك، يمكن أن تساعدك معرفتهم وخبرتهم على التخلص من همومك الكثيرة المتعلقة بالعمل أو حتى بحياتك الشخصية والتي قد تنعكس على حالتك في المكتب.

لا يتعيَّن عليك التظاهر بعدم وجود أي مشاعر سلبية، أو أنَّه غير مسموح لك بالشعور بها، فالحياة مليئة بالنجاح والإخفاق، والهام هو تعلُّم كيفية التنقل عبر مراحل الحياة الصعبة والخروج منها كشخص أفضل.

المصدر




مقالات مرتبطة