كيف تتوقف عن تشتيت انتباهك وتستعيد تركيزك؟

الحياة العصرية مليئة بالعديد من مصادر التشتت، والتي من بينها أزيز الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، والأفكار الدخيلة التي تسيطر على عقولنا.



لا شك بأنَّ مشكلة التركيز يمكن أن تؤثِّر في أي شخص، وبحسب استطلاع أَجرَته مجلة هارفرد بيزنس ريفيو (Harvard Business Review)، يعاني نحو ثلاثة أرباع أصحاب الأداء العالي من الأفكار المشتتة في جزء من الوقت على الأقل؛ وهذا يعني أنَّه حتى زميلك أو رئيسك من المحتمل أن يتعامل مع عوامل التشتيت أيضاً.

لا شك أنَّ الحل هو معرفة كيفية التخلُّص من مصادر التشتيت التي تواجهها، وبالتأكيد يمكنك إيقاف تشغيل هاتفك وإيقاف تشغيل الكمبيوتر المحمول، ولكن ما لم تتخذ بعض الإجراءات المحددة الأُخرى المناسبة، فمن المحتمل أن تَمُرَّ بلحظات ينصرف فيها تركيزك عن المسار الذي رسمته، وتظن أنَّه لم يَعُد في إمكانك استخدام ذكائك للاستمرار في خطتك.

إذا كنت قد حاولت الاستمرار في التركيز دون أن ترى النجاح من قبل، فلا يتعيَّن عليك افتراض أنَّ هذه المهمة مستحيلة؛ حيث بوسع أي شخص أن يجني فوائد الشعور بمزيد من اليقظة الذهنية، بما في ذلك الفعالية المهنية؛ لذا ابدأ بتنفيذ أفضل الممارسات التالية:

1. التحكَّم بجدولك الزمني:

المزيد لا يعني أكثر؛ بل إنَّه أقل، خصوصاً عندما يتعلَّق الأمر بالتقويم المُجهد؛ حيث يُشير مقال رأي حديث من صحيفة نيويورك تايمز إلى أنَّ ملء برنامج الأطفال اليومي بالعديد من المهام والنشاطات غير مُجدٍ؛ بدلاً من ذلك يُشير المؤلِّف إلى أنَّه يجعل حياة الأطفال أكثر صعوبة، ويُشير إلى أنَّه عندما يُثقل كاهلهم بالنشاطات، يؤثر ذلك سلباً في صحتهم العقلية، فضلاً عن حياتهم الاجتماعية.

ربما لم تَعُد طفلاً يافعاً، ولكن يمكنك تدوين هذه الملاحظة التي قالها: قلِّص التزاماتك إلى الضروريات فقط، على سبيل المثال: افتح التقويم الخاص بك الآن، هل هو مكتظٌّ بالمهام؟ تخيل نفسك كالممرضات اللواتي يُطلَب منهن في حالات الطوارئ الشديدة تحديد المصابين الذين يُرجى شفاؤهم وأخذهم للعلاج وترك الميؤوس من حالتهم، ليَلقوا مصيرهم وابْدَأ بتصنيف ما هو مهم مقارنة بما هو غير مهم.

عندما تفكر في مسؤولياتك، اسأل نفسك عما إذا كان يمكن لشخص آخر أن يَحُلَّ محلك؛ وهل كل شيء ضروري حقاً؟ تساعدك معرفة المهام التي يُعَدُّ إكمالها تصرفاً لطيفاً والمهام التي يُعَدُّ إكمالها عملاً ضروريَّاً على تقليل واجباتك؛ فعندما تكون قائمة أعمالك أصغر حجماً، يمكنك التركيز أكثر على كل عنصر بدلاً من التسرُّع.

إقرأ أيضاً: أنجز أمورك الهامة من خلال الجدولة الزمنية

2. الانغماس في ممارسة التأمُّل:

يمكن أن تكون ممارسة تقنيات التأمُّل تحدياً كبيراً، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين اعتادوا عيش حياتهم بوتيرة سريعة، ومع ذلك، يمكن أن يساعدك التأمُّل على خفض مستويات الإجهاد عموماً وتهدئة ذهنك سريع الغضب؛ فأنت لست مضطراً إلى الذهاب إلى دروس اليوغا للتأمُّل أيضاً؛ بل يمكنك ببساطة ممارسة بعض التمرينات الأساسية التي تساعدك على تجميع أفكارك.

إحدى تقنيات التأمُّل ذات التصنيف العالي، والتي تُمارَس لمدة خمس دقائق تنطوي على إغلاق عينيك واسترخاء جسدك؛ حيث تجعل عقلك يفكر بحرية لمدة خمس دقائق كاملة، ولا تحاول أن تركِّز تفكيرك على أي اتجاه معيَّن.

يُحِبُّ بعض الناس الغناء بصوت منخفض في أثناء أداء تأملاتهم، ويُحِبُّ الآخرون الاستماع للموسيقى، ويُفضِّل الكثيرون الصمت أو أصوات الطبيعة، إذا كانوا يجلسون بالقرب من النافذة أو في الهواء الطلق، ينجح هذا النوع من حيل التأمل؛ وذلك لأنَّه يتحكم بدماغ الشخص؛ حيث إنَّ إجبار نفسك على التذكُّر، يمكن أن يمنعك من اتخاذ قرارات متسرعة، أو الإسراع في التوصُّل إلى حلول أو الشعور بالأسى، وإذا أعجبتك النتائج، فقد ترغب في الاستثمار في أحد تطبيقات التأمُّل الأعلى تقييماً مثل كالم (Calm) أو هيد سبيس (Headspace).

إقرأ أيضاً: 8 خطوات تساعد المبتدئين على تعلُّم رياضة التأمل

3. إعطاء الأولوية للحصول على قسطٍ صحيٍّ من النوم:

أنت تعلم أنَّه يجب أن تحصل على قسط كافٍ من الراحة في أثناء الليل، لكن لسوء الحظ، يَعتَرِفُ 11% من البالغين أنَّهم لا يحصلون على النوم الذي يحتاجون إليه، كما أنَّ 70% لديهم مشكلات في النوم على الأقل مرة شهرياً؛ فالحرمان من النوم - ولو قليلاً - يمكن أن يُضعف قدرتك العقلية على التركيز.

تذكَّر: لم تَعُد في الكلية كطالب بدوام كامل، قد يبدو السهر طوال الليل أمراً معقولاً، لكنَّه يؤدي إلى الملل في النهاية، بالطبع، قد يبدو اكتشاف كيفية الحصول على قسط كافٍ من النوم في غاية الصعوبة، أحد الحلول هو البدء بممارسة النوم الصحي؛ أي ابدأ بتطبيق خطوات ثابتة على روتين وقت النوم.

قد يكون أحد الأمثلة على نظام صحي قوي للنوم هو القراءة لمدة 20 دقيقة قبل الذهاب إلى الفراش في الساعة الحادية عشر مساءً، بعد ذلك، اضبط المنبه على الساعة السادسة صباحاً وتجنَّب الضغط على الغفوة، حتى إذا كنت تواجه صعوبة في النوم على الفور، فلا يجب أن تستسلم؛ حيث سيتكيف جسمك على ذلك في غضون ثلاثة أسابيع من ممارسة روتين يومك باستمرار، وستشعر بقدر أقل من تشتُّت انتباهك في أثناء نشاطاتك اليومية نتيجة الحصول على غفوة كبيرة؛ اعلم أنَّه لا يمكنك تَجنُّب كل مصادر التشتت في حياتك، ومع ذلك، يمكنك منع الكثير منها من النيل من رضاك الشخصي والمهني.

المصدر




مقالات مرتبطة