كيف تتغلب على خوفك من التغيير وتغير حياتك؟

تشير الدراسات إلى أنَّ 80٪ من الناس يتخلون عن قراراتهم في غضون ستة أسابيع؛ ولفهم سبب عدم قدرة الكثير من الناس على تغيير حياتهم، عليك أن تأخذ معتقداتهم في عين الاعتبار؛ حيث يرغب معظم الناس في تغيير شيء ما في حياتهم، لكنَّ المخاوف والشكوك الذاتية الناجمة عن معتقداتهم الخاطئة تثبط عزيمتهم؛ فإذا كنت راغباً في تغيير حياتك، فيجب أن تكون مستعداً للتغلب على خوفك من التغيير.



أين يخفق معظم الناس؟

إذا كنت ترغب في تغيير حياتك، فأنت بحاجة إلى إقناع نفسك أنَّ هذا التغيير سيكون نحو الأفضل؛ وهذا هام جداً لأنَّه سواء اعترفت بذلك أم لا، فأنت تستمتع بنمط حياتك الحالي.

فكر في شخص يعاني من مشكلات صحية متنوعة مثل: الدوخة، والصداع، والخدر في القدم؛ فيخبره الطبيب أنَّه بحاجة إلى تغيير نظامه الغذائي، واستبدال رقائق البطاطا وكعكة الشوكولاتة بالفواكه والخضروات.

إذا كنت قد حاولت تغيير عاداتك الغذائية مسبقاً، فأنت تعلم أنَّ هذا ليس بالأمر السهل؛ حيث يعرف معظمنا مسبقاً أنَّ النظام الغذائي والتمرينات الرياضية يحسنان نوعية الحياة بشكل جذري؛ ومع ذلك، إنَّ القول ليس كالفعل أبداً.

رغم أنَّك تعرف منافع اتباع نمط الحياة الصحي، إلَّا أنَّك تخشى من أنَّ هذا التغيير سيحرمك تناول كعكة الشوكولاتة التي تحبها؛ وبعبارة أخرى: يرتبط خوفك من التغيير بفقدان تلك المكافأة التي تنعم بها؛ ومع أنَّك تدرك حقيقة أنَّ تناول هذه الكعكة ليس الخيار الأفضل بالنسبة إليك، إلَّا أنَّك استمتعت دون وعي -أو بوعي تام بالنسبة إلى الكثيرين منَّا- بكل قضمة منها.

ستجد في كثير من الأحيان أنَّ خوفك من التغيير مرتبط بفقدان المكافأة؛ فرغم أنَّك قد تعرف عواقب أشياء مثل: تناول الحلويات، أو التدخين، أو الاستمرار في علاقة غير صحية؛ لكنَّ عقلك يركز على المتعة لا غير.

إقرأ أيضاً: تعرّف على آلية مواجهة الأفكار السلبية لعيش حياة إيجابية وسعيدة

كيف تتغلب على خوفك من التغيير؟

1. أنشئ نظام مكافآت:

كي تتمكن من تغيير حياتك بنجاح وقهر خوفك من التغيير، يجب أن تكافئ نفسك؛ لذا فكر في الأمر بهذه الطريقة: إذا كان عقلك يظن أنَّك تلغي نشاطاً يستمتع به، فما مدى احتمالية موافقته عليه؟

لتسهيل الانتقال إلى حياتك الجديدة، يجب أن تقنع عقلك بأنَّه لن يخسر، بل سيكسب مكافأة إضافية؛ ومن خلال المواظبة على مكافأة نفسك، فإنَّك تشجعها على الاستمرار.

إنَّ الخطأ الذي يرتكبه معظم الناس هو أنَّهم يحاولون التغلب على الخوف بالخوف؛ ولن ينجح هذا كما يظنون؛ لذا عليك تشجيع نفسك على السعي نحو المتعة، بدلاً من حث نفسك على الهروب من الألم.

ستغيِّر من خلال التركيز على السعي إلى كسب المتعة طريقة تمييز عقلك للمكافأة تدريجياً، ولن ترى بمرور الوقت أنَّ تناول كعكة الشوكولاتة أمر مغرٍ مثل تناول طبق سلطة لذيذ كما كنت تفعل دوماً.

2. حدد التغيير الذي تنشده:

في حين قد يبدو تغيير حياتك وكأنَّه مجازفة كبيرة، يمكنك أن تسهل الأمر على نفسك من خلال البحث في التغييرات التي تريد إجراءها؛ فعندما يقرر معظم الناس تغيير حياتهم، فإنَّهم يركزون فقط على النتائج.

في حين أنَّ النتائج تشكل حافزاً للبدء، إلَّا أنَّها نادراً ما تكون كافية للمتابعة؛ وعندما تماطل في تغيير حياتك، فيعني هذا عادة أنَّك تخشى الخطوة التالية.

شاهد بالفديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

3. اسأل نفسك "ما الذي تخاف منه؟":

إنَّ خوفك من التغيير مرتبط بعدم اليقين.

فكر في شخص يريد تغيير عمله، كونه يعلم أنَّ وضعه الحالي ليس مناسباً له؛ وهو يمتلك فكرة عن نوع العمل والأجر الذي يرغب فيه؛ ومع ذلك، ليس لديه أي فكرة عن كيفية الانتقال من وضعه الحالي إلى حيث يريد أن يكون، ويخلق له هذا شعوراً بالإرهاق لأنَّه غير متأكد ممَّا إذا كان بإمكانه تحقيق هدفه.

كي تتغلب على خوفك من التغيير في هذا السيناريو، تحتاج إلى إعداد قائمة بمخاوفك، والبحث عن طرائق للتخفيف منها.

إذا كنت قلقاً بشأن فقدان مكانتك الوظيفية والبدء من جديد، فاسأل مدير التوظيف عمَّا يقدِّره أكثر في موظفيه الجدد؛ ثمَّ بعد ذلك، يمكنك إعداد خطة لإحراز منفعة فورية لتُظهِر قيمتك وقدراتك.

ربَّما تشعر بالقلق بشأن العلاقة مع مشرفك الجديد؛ وإذا كان الأمر كذلك، فادعُه لتناول الغداء أو القهوة للتعرف عليه بشكل أفضل، حيث من الضروري في هذه الحالة أن تكونا صادقين قدر الإمكان؛ وإذا كان أيٌّ منكما يتصرف على غير طبيعته، سيتعارض ذلك مع الغاية من هذا اللقاء.

بينما تنظر في مصداقية مخاوفك، ستعرف ما إذا كان عليك القيام بهذه الخطوة أم لا، حيث أنَّ الخطأ الذي يرتكبه معظم الناس هو أنَّهم لا يعالجون مخاوفهم بشكل صحيح، بل يسمحون للخوف من التغيير أن يتنامى ويتحول إلى شيء يخنق طموحاتهم.

من خلال سرد وعرض كل مخاوفك، فإنَّك تخلق الفرصة للتغلب عليها.

4. تجنَّب التفكير في الماضي والمستقبل:

عندما تثبط مخاوفك وشكوكك الذاتية رغبتَك في تغيير حياتك، فأنت لا تعيش الحاضر؛ وعندما تشعر بالتوتر والإرهاق، فأنت تعيش في الماضي أو المستقبل؛ وإذا كنت تعيش في الماضي، فأنت تذكر نفسك بأخطائك السابقة، وتصبح قلقاً من تكرارها، ويجعل هذا الاستمرار صعباً.

في أوقات أخرى، قد لا تكون الأخطاء السابقة هي أخطاؤك؛ فإذا شارك أحدهم إخفاقاته السابقة معك، فقد يكون ذلك كافياً لتثبيط رغبتك في الاستمرار؛ فأنت تسمح في كلتا الحالتين لتجاربك السابقة بتثبيط عملك الحالي.

إذا كنت تركز كثيراً على المستقبل، ستشعر بالقلق إزاء النتائج المحتملة؛ فعلى سبيل المثال: لن تتقدم بطلب للحصول على ترقية لأنَّك قلق بشأن زيادة عبء العمل، وقد تجد نفسك تتجنب العلاقات الجديدة لأنَّك تخشى التعرض إلى الأذى مرة أخرى؛ لكن مهما كان التغيير الذي تنشده في حياتك، لا تسمح لعدم اليقين المرتبط بهذا التغيير أن يتسبب بتأجيله.

إقرأ أيضاً: 9 طرق للتعامل مع التوتّر اليومي

5. ارتبط بالحاضر:

عندما تعيش اللحظة الحالية، لن يكون لديك ما يدعو للقلق أو التوتر؛ فبدلاً من النظر إلى التحديات على أنَّها مصدر قلق، ستجدها فرصاً للنمو.

إذا كنت قد خرجت سابقاً من علاقة فاشلة، فماذا تعلمت عن نفسك من تلك التجارب؟ هل يمكن أن تنجذب إلى نوع من الأشخاص يكون له نتائج عكسية على أهدافك؟ أو هل من الممكن أن تكون في مكان مختلف في حياتك ولديك قائمة أولويات مختلفة؟ وهل حدث شيء في علاقتك تسبب بفشلها؟

إنَّ هدفك الوحيد من هذه التساؤلات هو خلق الفرص لاتخاذ قرارات أفضل؛ إذ يجب ألَّا تخشى التغيير المرتبط بالانتقال من "علاقة فردية" إلى "علاقة ملتزمة"؛ وبدلاً من ذلك، يجب أن تبحث عن الفرص للعثور على الشخص المناسب لك.

ينطبق المبدأ نفسه على مثال الترقية؛ فبدلاً من عدم التقدم للحصول على ترقية لأنَّك قلق بشأن عبء العمل، حدد متطلباتك منذ البداية، حيث سيضمن هذا أنَّك أنت ومدير التوظيف متفقان على كل التفاصيل؛ وإذا أخبرتهم أنَّك ستعمل فقط لعدد محدد من الساعات، فالأمر متروك لهم لقبول اقتراحك أو لا.

عندما تعيش الحاضر، فإنَّك تتيح لنفسك اتخاذ أفضل قرار باستخدام المعلومات المتاحة؛ لكن عندما تركز على الماضي أو المستقبل، فليس لديك الفرصة لتقرير أي شيء؛ وبدلاً من ذلك، تشعر بالقلق فقط بشأن النتيجة "الحتمية" التي تتصورها، سواء كانت هذه النتيجة ناجمة عن إخفاقاتك السابقة أم خوفك من سيناريو أسوأ في المستقبل.

6. احرق الجسور التي تعيدك إلى الماضي:

لنفترض أنَّك فعلت كل ما نوصي به حتى هذه اللحظة، لكنَّك ما زلت تشعر كما لو أنَّ تغيير حياتك هو عمل يومي شاق.

إن وجدت نفسك في هذا الموقف، فعليك تطبيق التغييرات عملياً لتسهيل الحفاظ على التغييرات التي تريدها؛ وقد يبدو ذلك أمراً صعباً، ولكنَّك ببساطة تحرق الجسر الذي يعيدك إلى حياتك القديمة.

عندما يحبط خوفك من التغيير تقدمك، يمكنك جعل التراجع عنه أكثر إحباطاً من خلال تطبيق التغييرات عملياً بشكل صحيح؛ حيث تجعل بذلك التقدم في خطة التغيير أكثر صعوبة من العودة إلى حياتك السابقة.

إقرأ أيضاً: كيف نتخلّص من الماضي المرير؟

7. اختر من يشاركك المسؤولية:

إذا أردت الانضمام إلى نادٍ رياضي بسبب رغبتك في الحفاظ على صحتك ولياقتك، وإذا كان الشيء الوحيد الذي فعلته هو شراء عضوية شهرية؛ فلا تندهش إذا وجدت نفسك تلغي عضويتك بعد بضعة أشهر؛ بدلاً من ذلك، فكر في شراء عضوية سنوية.

سيساعدك هذا على الشعور كما لو كنت قد استثمرت قدراً كبيراً من الموارد في عملية التغيير، حيث يمكنك بعد ذلك الشراكة مع شخص يستمتع بالتمرين كي يكون شريكك في المساءلة.

ستكلفه بمسؤولية الاتصال بك كل صباح للتحقق من أنَّك تمارس الرياضة؛ وإذا لم تجب، فأنت بذلك تمنحه القدرة على التأثير في حياتك؛ كأن تعطيه مالاً يمكنه الاحتفاظ به لنفسه إذا لم تلتزم معه بالذهاب إلى الصالة الرياضية؛ ومن ناحية أخرى، عندما تفي بالتزاماتك، سيمنحك مكافأتك المحددة مسبقاً؛ إذ إنَّك من خلال تحديد شريك مساءلة في رحلتك لتغيير حياتك تزيد بشكل كبير احتمالات الحفاظ على أهدافك وقراراتك.

في الختام:

تحتاج إلى خطة شاملة للتغلب على الخوف من تغيير حياتك؛ لذا خصص وقتاً كافياً لفهم دوافعك، والبحث في مخاوفك، ووضع الترتيبات المناسبة في مكانها الصحيح.

المصدر




مقالات مرتبطة