كيف تتخلص من القلق وتوظف خوفك لمصلحتك؟

قد يعيق الخوف تقدمنا، ويشل حركتنا حرفياً؛ وإذا بقينا رهينة له، قد نقيِّد أنفسنا ونشعر بعدم الرضا والإحباط؛ لكن من ناحية أخرى، هناك غاية من الخوف فيما يتعلق بالبقاء والنجاة، حيث يمنعنا الخوف من القيام بأشياء قد تكون مؤذية، مثل السير على حافة مبنى مرتفع. وقد يكون عاملاً محفزاً، فمثلاً: إذا وجَّهنا طاقتنا بالطريقة الصحيحة، يمكن أن يدفعنا الخوف من عدم تحقيق الأهداف أو التقصير في تحقيق الرؤية التي وضعناها إلى التحرك والبدء بالعمل.



لذا إليك بعض النصائح عن الخوف لمساعدتك على الاستفادة منه بدلاً من السماح له بالسيطرة عليك:

1. اعلم أنَّ معظم مخاوفك غير منطقية:

قد تتزاحم الأفكار والتخمينات في عقولنا أحياناً، إذ لدينا قدرة هائلة على التخمين والتخيل والتساؤل، وقد يكون هذا ثروة كون الإبداع هو منبع الابتكار؛ ولكنَّه قد يشكل عقبة في طريقنا أيضاً، خاصةً عندما نتخيل أشياء تثير خوفنا، حيث يمكننا تخيل أسوأ السيناريوهات، كما يمكن للتفكير في الاحتمالات أن يربكنا ويجعلنا عاجزين عن اتخاذ أي  إجراء.

قد تميل مثل بعض الأشخاص إلى التفكير في الجانب المظلم من الاحتمالات المطروحة؛ لكن في مرحلة معينة، عليك ببساطة أن تدرك أنَّ الأشياء التي تستحوذ على كل تفكيرك لن تحدث على الأرجح، وعليك التوقف عن التفكير فيها؛ وبدلاً من الاستسلام لهذه الرهبة في مخيلتك، فإنَّ مجرد تحليل الأشياء التي كنت تخاف منها في الماضي ولم تتحقق أبداً، يمكن أن يساعدك في التغلب على مخاوفك الحالية؛ وبمجرد أن تعرف أنَّ خوفك غير واقعي، ستتجاوز العقبات وتمضي قدماً.

2. اعلم أنَّ مخاوفك المنطقية لن تحدث غالباً:

حتى لو كانت مخاوفنا حقيقية وعقلانية إلى حد ما، فإنَّ الكثير من أمور الحياة ليست إلَّا معركة في مخيلتنا فحسب؛ فحتى السيناريوهات المبنية على تحليل منطقي لن تتحقق على أرض الواقع، ولن تقترب من ذلك حتى.

بالنسبة إلى الذين يرهقون أنفسهم بالتفكير في الاحتمالات المستقبلية، دعونا نضع في اعتبارنا أنَّها مجرد احتمالات؛ إذ لن تحدث معظم حالات الإحراج والخزي والمرض الرهيبة والموت، وعادة ما تكون المآسي في الحياة غير متوقعة ولا مفر منها؛ لذا توقف عن التفكير في هذه الأشياء التي قد تدمر حياتك.

لن يساعدك التسليم بهذا الأمر على الاسترخاء فحسب، بل قد يساعدك أيضاً على اغتنام فرص جديدة؛ فتخوض بالتخلي عن الشعور بدنو الهلاك غمار الحياة بحيوية أكبر.

إقرأ أيضاً: تعرّف على أكثر 5 مخاوف شيوعاً بين الناس

3. تقبَّل أنَّك ستواجه خوفاً حقيقياً أحياناً، لكنَّك ستتجاوزه:

تحدث الأشياء السيئة حتى للأفضل والأكثر حذراً والأكثر صحة منَّا؛ ولكن حتى عندما نواجه الخوف بشكل أو بآخر، فإنَّه على الأرجح ليس بالسوء الذي كنَّا نظنه.

على سبيل المثال: ربَّما فشلت في مقابلة عمل، أو أنَّك وجدت نفسك مساعداً تنفيذياً فاشلاً؛ لكن رغم أنَّ هذه الأشياء قد تكون مؤلمة في حينها، فإنَّ أي شيء -عدا الموت- ليس نهاية العالم.

ستتدبر أمرك، وتتجاوز كل هذه المحن، وتفقد هذه الكوابيس حدتها مع مرور الزمن، ويتلاشى خوفك منها؛ ففي معظم الأوقات، لا يكون الأمر أبداً بالسوء الذي كنت تخشاه؛ وعندما يكون الأمر كذلك، يتضاءل تأثيره بمرور الوقت، وتُفاجِئ نفسك بمدى مصداقيتك في مواجهة الأشياء الفظيعة.

شاهد بالفيديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

4. اعلم أنَّ مواجهة مخاوفك يُحسّن حالتك:

تساعدنا التجارب المؤلمة على تحديد ما لا نريده في حياتنا، فمثلاً: ربَّما لم يناسبك المناخ العام في ذلك المكتب الذي أجريت مقابلة توظيف من أجله، أو لم يكن ذلك الشريك ساحراً وجيداً كما كنت تتخيل؛ هنالك أمور أسوأ في الحياة، وربَّما قد اجتزت بعضها.

خذ هذه التجارب كوسيلة للتأمل والقول: "هذا لم ينجح، وذلك لم يناسبني؛ فماذا بقي إذاً لأفعله؟"، واعلم أنَّنا مخلوقون كي نتكيف؛ لذا احتضن هذه القوة، فهي هديتك الفطرية من الطبيعة، وستتغلب بذلك حتى على أسوأ مخاوفك.

5. اعلم أنَّك ستبلي بلاءً حسناً في الأشياء التي تؤجلها بسبب خوفك:

تمر في بعض الأحيان بمنعطف في حياتك يزيد من خبرتك، فلا تدعه يخيفك؛ إذ في الواقع، إذا كنت خائفاً بسبب التحدي أو لأنَّك مقبل على تجربة شيء جديد، فهذا رائع؛ إذ إنَّ عدم الراحة هو أحد الآثار الجانبية للنمو.

الحقيقة هي أنَّ الأشياء التي تعلمتها بالفعل في الحياة تتراكم وتتيح لك فرصة الاضطلاع بمهام جديدة في أثناء تطويرها، إذ لديك قدرة كبيرة على استيعاب معلومات جديدة، وهناك القليل جداً ممَّا لا يمكنك تعلمه، وربَّما تكون رائعاً في ذلك أصلاً.

الندم الوحيد الذي ستشعر به هو أنَّك لم تبدأ من قبل؛ إذ إنَّ تعويض الوقت الضائع صعب؛ لذا ابدأ فقط، وستكون بخير.

إقرأ أيضاً: 4 أمور عليك أن تطبّقها في حياتك حتّى لاتشعر بالندم

6. استخدم الخوف من ألَّا تكون جيداً بما فيه الكفاية في دفعك إلى بذل جهد أكبر:

أصعب جزء في أي شيء تُسخِّر له وقتك وطاقتك هو الإجراء الأول؛ فبمجرد أن تقوم بالخطوة الأولى، تكون قد بدأت المشوار، ولن تفكر كيف كانت البداية صعبة؛ فأنت في طريقك لإنجاز المَهمَّة. إنَّ مجرد تخيُّل بدء شيء جديد قد يكون أمراً محبطاً، وقد يمنعك الشك في نجاحك أو الحديث السلبي مع ذاتك من المحاولة؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّ الشعور بالفشل لن يطاردك كما يطاردك شعورك بأنَّك لم تنل شرف المحاولة.

عندما تبدأ الشك في نفسك، سيطِر على خوفك، ونمِّ رغبتك في تحقيق الأهداف؛ وبدلاً من الاستسلام والسماح للخوف بأن ينتشر في صدرك، أدرك أنَّه بمجرد أن تبدأ، ستختفي أصعب مشكلاتك، وتتحول إلى شيء يمكن التحكم به؛ لذا لا تقبل بالفشل أو الخنوع، واستخدم الخوف من تلك الأشياء لقهرها وتجاوزها.

7. استخدم الخوف من أنَّ شخصاً آخر يعيش حلمك للتركيز على أهدافك:

لقد تعلمنا أنَّ الغيرة والحسد سمات مؤذية، وهي كذلك إلى حد ما؛ ففي أي وقت تحرق فيه طاقة بانشغالك بحياة شخص آخر بدلاً من حياتك، فإنَّك تضيع الوقت ما لم تستخدم هذه المشاعر كوقود للتركيز.

هل ترى الناس يعيشون الحياة التي تريدها؟ هل تحسدهم على ذلك؟ لا تفعل، واعلم أنَّهم بشر مثلك، ويعانون من المآزق وانعدام الأمن، ولديهم ما لديهم من العيوب؛ فإذا كنت تريد أشياء معينة في حياتك، اسأل نفسك: "لماذا أشعر بهذه الطريقة؟"؛ فإذا كان الجواب: "أريد السفر، أو علاقة سعيدة، أو بدء عملي الخاص"، فستدرك جذور مشاعرك، وتحول انتباهك إلى أسئلة مثل: "ما الخطوات التي يمكنني اتخاذها لتحقيق هذه الأمور؟".

بمجرد أن تبدأ توظيف طاقتك لتحقيق أهدافك، ستجد أنَّك مشغول جداً لدرجة أنَّك لا تستطيع التركيز على إنجازات الآخرين؛ وعندما تكتشف ما ينوي أقرانك فعله، ستشعر بالسعادة من أجلهم؛ ذلك لأنَّ شعورك بالذنب وامتلاك العيوب لم يعد موجوداً.

8. اعلم أنَّ الإخفاقات أمر حتمي:

ستفشل من وقت إلى آخر، فالفشل جزء من العملية؛ وسيخبرك أي شخص ناجح أنَّه فشل مرة أو أخرى.

ترتبط قصص الفشل هذه أيضاً بنجاحات مذهلة لاحقاً، فقد قدم الفشل معرفة عميقة أو صحَّح طريقة خاطئة في التعامل مع مشكلة ما لديهم؛ إذ لا يوجد معلم مؤثر مثل الفشل، ولن يؤثر فيك شيء في هذه الحياة أكثر من رفض الآخرين لك، سواء في حياتك الشخصية أم العمل أم أي مجالٍ آخر من هذا العالم؛ حيث يشكل هذا دافعاً عظيماً للتغيير.

9. شجِّع نفسك:

قدِّر القوة التي تحتاجها للتعامل مع قلقك، وهنِّئ نفسك على ذلك، واستفد من تلك المعرفة كي تحصل على مزيد من القوة مستقبلاً، وانظر إلى الماضي، وفكر في الأشياء التي اعتدت أن تخافها وكيف تغلبت عليها، وحلل كيف كنت مخطئاً بشأن بعض الأشياء التي كانت تعيق تقدمك، وكيف كنت على صواب بشأن الأشياء التي كنت تعرف أنَّك خُلِقت للقيام بها؛ وستجد بعدها المخاوف الجديدة أقل ترويعاً، وتتخطى مخاوفك من خلال الإنجازات التي تحققها باستمرار.

المصدر




مقالات مرتبطة