كيف تبدأ كتابة اليوميات لتزيد من نجاحاتك في الحياة؟

تُعَدُّ كتابة اليوميات أفضل الطرائق لتخفيف التوتر، واكتساب المزيد من الوضوح وتحسين الحياة. ومع سهولة هذه الممارسة؛ فإنَّها لا تُعطى قيمتها، وهذا ليس مفاجئاً، فالناس تستغرب من أن يكون لشيء بهذه السهولة كل هذه الفوائد الكبيرة، وبدلاً من ذلك يحاولون أن يجدوا حلولاً أخرى سحرية، يمكنها حل المشكلات جميعها، وتحسين نوعية حياتهم.



لكن في الواقع يكمن السر في كتابة اليوميات، ربما لن تحل كتابة اليوميات جميع مشكلاتك، لكن من المؤكد أنَّها تنقل تركيزك إلى المستوى الذي تجد فيه الإجابات داخل عقلك؛ لذلك إذا لم تكن قد مارستَ كتابة اليوميات من قبل، وتتساءل عن الطريقة التي يتم بها ذلك؛ فأنت وجدت المقال الذي سيخبرك عن فوائد الكتابة، وكيف تكتب يومياتك.

ما هي كتابة اليوميات؟

كتابة اليوميات هي نشاط شخصي للغاية، وتتمثل بأشكال مختلفة جداً، ولكن جميعها تتفق من حيث إنَّ فوائدها الرئيسة هي تخفيف التوتر، وتحسين الوعي الذاتي.

والسؤال هو: ما الذي تكتب عنه بالضبط؟ الأمر متروك لك كلياً، فالروعة في كتابة اليوميات أنَّها لا توجد فيها طريقة صحيحة أو خاطئة؛ فيمكنك الكتابة عن أحداث خلال يومك، أو ما تشعر به، أو عن أحلامك، أو رغباتك.

الحرية في ممارسة كتابة اليوميات هي أيضاً إحدى نقاط قوَّتها؛ إذ يمكنك؛ بل يجب عليك أن تخصص هذه الممارسة بما يفيدك ويلهمك أكثر، طبعاً ليس عليك أن تبدأ من الصفر فهناك العديد من التقنيات الشائعة في كتابة اليوميات التي يمكنك تجربتها، ويمكنك أيضاً ابتكار تقنية خاصة بك.

وهذه بعض التقنيات الشائعة لكتابة اليوميات:

  • يوميات الامتنان: هي الممارسة التي تكتب فيها عن الأشياء التي تشعر بالامتنان لوجودها في حياتك، مثل وجود مياه شرب نظيفة، وطعام على مائدتك.
  • يوميات التأمل: هي الممارسة التي تكتب فيها عن حدث معين لفهمه فهماً أفضل، وفائدتها أنَّ المشاعر لا تكون في القوة نفسها التي تكون فيها عند حصول الحدث؛ وهذا يعني أنَّ هذا النوع من الكتابة يؤمِّن لك منظوراً مختلفاً.
  • يوميات الطموح المستقبلي: هي ممارسة الكتابة التي تهدف إلى التعبير عن الشخص الذي تحلم أن تكونه في المستقبل، أو عن الأشياء التي تريد تحقيقها. تساعدك هذه الطريقة على تخيُّل النتيجة التي تريدها، وهي استراتيجية رائعة لإحداث تغيير إيجابي في حياتك.
  • يوميات القيم الأساسية: هي الكتابة التي تحدد فيها بعض القيم الأساسية خلال فترة محددة، وتسعى إلى تطويرها، ومن ثم تدوِّن يومياتك، كأن تُسجل التقدم الذي تحرزه نحو ترسيخ تلك القيم.

يوجد شكلان آخران لكتابة اليوميات، ولكن كما قلنا آنفاً، لا يتعين عليك اتباع طريقة واحدة صارمة في كتابة اليوميات؛ بل يمكنك ابتكار أفكار خاصة بك، أو الجمع بين العديد من هذه الأشكال؛ وهذا ما يجعل كتابة اليوميات أمراً ممتعاً للغاية.

يمكنك تجربة الأشكال المختلفة لكتابة اليوميات حتى تعثر على الشكل الذي يناسبك، لكن أهم شيء في كتابة اليوميات بالنسبة إلى المبتدئين هو إيجاد طريقة تُمكِّنهم من المواظبة على هذه الممارسة.

فوائد الاحتفاظ بدفتر يوميات:

هناك العديد من الفوائد لكتابة اليوميات، وهذه الفوائد متنوعة وتندرج في موضوعات مثل:

القائمة تطول أكثر من ذلك بكثير، لكنَّنا سنتناول أهم 6 فوائد لكتابة اليوميات؛ لذا ضع في حسبانك أنَّك قد تستمتع بالعديد أو القليل من هذه الفوائد؛ وذلك طبقاً للموضوع الذي تختار الكتابة عنه.

فعلى سبيل المثال: إذا كنتَ تكتب فقط عن الماضي، فقد لا تجد أنَّ كتابة اليوميات تفيد في تحقيق أهدافك، وبالمقابل إذا كنت تكتب فقط عن أهدافك فقد لا ترى أنَّ كتابة يومياتك تُحسِّن من وعيك الذاتي.

لكن إذا كنت تكتب في يومياتك عن مجموعة متنوعة من الموضوعات، فقد تحصل على جميع الفوائد الآتية:

1. تهدئة العقل:

ربما تكون قد اختبرت كيف يستمر العقل في توليد أفكار جديدة، حتى عندما لا تريد ذلك، وأحياناً لا تكون هذه الأفكار مرغوبة أو مفيدة.

غالباً ما تكون عقولنا فوضوية ومضطربة، ويكون من الصعب أن تتحكم بنفسك خلال الأوقات العصيبة، لكنَّ الكتابة يمكنها أن تساعدك على تهدئة العقل المضطرب وستلاحظ كيف يهدأ عقلك عندما تبدأ بالكتابة.

والسبب في هذا واضح، فالكتابة تتطلب من عقلك التنظيم والتركيز، وبينما يحاول عقلك إنتاج الأفكار بسرعة، فإنَّ الكتابة غالباً ما تكون أبطأ؛ إذ يضطر الدماغ إلى التمهل لمجاراة سرعتك؛ وهذا ما يجعل كتابة اليوميات ذات تأثير مُهدئ وحتى أنَّها علاجية.

ومع أنَّ الكتابة تتطلب بعض الجهد في البداية عندما تكون في مرحلة التعلم؛ فإنَّها نشاط رائع لتهدئة العقل، وهذه الفائدة هامة جداً، وتُشكِّل الأساس للفوائد الأخرى.

2. تخفيف القلق والتوتر:

عندما تتعرض للتوتر فإنَّ جسدك يتشنج، ويبدأ عقلك ببذل جهود مضنية في التفكير، ويطلِق جهازك العصبي العديد من الهرمونات في حالة التوتر، مثل الأدرينالين والكورتيزول؛ ونتيجة لذلك تشعر بالضيق وتتسارع دقات قلبك ويكون عقلك في حالة من فرط التركيز، ومع أنَّ التوتر مُفيد في بعض المواقف، فإنَّ التوتر المزمن ليس كذلك، وقد يسبب القلق والاكتئاب مجموعة متنوعة من المشكلات.

وتساعدك كتابة اليوميات على تهدئة نفسك؛ وهذا ما يجعلها ممارسة رائعة للتغلب على القلق والتوتر المزمنين، كما أنَّها تقلِّل من التوتر عن طريق طرد الأفكار السلبية؛ إذ تُعَدُّ كتابة اليوميات بمنزلة تحرير للعواطف، وتعمل عملاً رائعاً ضد المشكلات النفسية المزمنة.

3. توضيح رؤيتك:

غالباً ما يبذل الكثيرون جهوداً عظيمة لمعرفة الخيار الصحيح الذي يجب اتخاذه، أو في الحالات التي يكونون فيها أمام قرار هام جداً.

وكتابة اليوميات تساعدهم في هذه الحالات، فكتابة الأمور التي تشغل ذهنك، تنظِّم أفكارك على نحو مختلف عن التفكير المُجرد، وتجعلك تشعر بأنَّ عقلك ينطلق في آفاق واسعة؛ الأمر الذي يوسِّع خيالك ويزيد من وضوح أفكارك.

علاوةً على ذلك، عندما تكتب ما تفكر فيه، فإنَّك تضطر إلى أن تُنظِّم أفكارك، ويكون لهذه الآلية أثر سحري في جعل أفكارك أوضح، ومع أنَّ ما ذكرناه ليس حقيقة علمية؛ فإنَّ كتابة اليوميات لها هذه الفوائد التي يمُكن للجميع اختبارها، ولأنَّ الكتابة تنظم أفكارك وتجعلها أوضح؛ فإنَّها تساعدك على اكتشاف هدفك.

4. تطوير الوعي الذاتي:

بصرف النظر عن الموضوع الذي تختار الكتابة عنه في يومياتك، فلا بُدَّ أنَّه سيحسن وعيك الذاتي؛ فعندما تتعلم كيفية كتابة يومياتك بصفتك مبتدئاً، فإنَّك ستكون مضطراً إلى التريث في التفكير، وتعديل تفكيرك؛ الأمر الذي يساعدك على رؤية الأشياء من منظور مختلف، وهذا أيضاً يمنحك تصورات رائعة عن مشاعرك وأفكارك؛ إذ تمنحك الكتابة أيضاً منظوراً أكثر شمولية، وتساعدك على اكتشاف أنماط لم تكن تلاحظ وجودها من قبل.

أيضاً إحدى فوائد الكتابة هي أنَّك عندما تكتب عن شعور أو حدث ما، فإنَّ مشاعرك لا تكون بالشدة نفسها التي تكون عليها عند الحدث، فعلى سبيل المثال: قد تغضب من شخص ما، وقد يبدو لغضبك ما يبرره في تلك اللحظة، لكنَّك عندما تفكر في الأمر لاحقاً، فإنَّك تدرك أنَّ غضبك ربما كان مبالغاً فيه.

هذه الرؤى فعالة للغاية، ومنها يبدأ التغيير الشخصي، خاصةً عندما تتكون لديك هذه الرؤى عن سلوكك وأفكارك، وإضافةً إلى ذلك، فإنَّ اكتشاف أسرار نفسك ووعيك هو أمر ممتع.

إقرأ أيضاً: الوعي الذاتي: تعريفه، وأهميته، وطرق تعزيزه وتطويره

5. تعزيز الحماسة:

ستحصل على هذه الفائدة بأقصى درجاتها؛ وذلك عندما تمارس كتابة اليوميات، التي تُركِّز على مستقبلك، وقد تكون يومياتك تخصُّ أهدافاً كبيرة، أو أهدافاً يومية صغيرة، وفائدة هذا النوع من كتابة اليوميات هو أنَّك من خلالها تُركِّز على طموحاتك، ونحن نعلم أنَّ ما تفكر فيه معظم الوقت يتحول إلى واقع.

ومن باب التذكير فإنَّك عندما تفكر تفكيراً سلبياً طوال الوقت، فمن الصعب أن تشعر بالإيجابية، وأيضاً إذا كنت تفكر دائماً في الأشياء السلبية التي حصلَت لك في الماضي، فمن الصعب أن تصنع لنفسك مستقبلاً أفضل؛ لذلك ركَّز في يومياتك على المستقبل الذي تريد تحقيقه، وستتمكن من ضبط إيقاع تفكيرك لبقية اليوم.

6. تحسين التواصل مع الآخرين:

قد تكون هذه الفائدة مُفاجئة، لكنَّ كتابة اليوميات هي الممارسة الوحيدة من نوعها التي تُحسِّن تواصلك مع الآخرين، وللتواصل تواصلاً أكثر فاعلية، فأنت تحتاج إلى شيئين رئيسين:

  • القدرة على الإصغاء وفهم منظور الشخص الآخر.
  • القدرة على تقديم وجهة نظرك تقديماً واضحاً.

ومع أنَّ امتلاك هذين العنصرين يبدو أمراً سهلاً، فإنَّه من أصعب المهارات في العالم، وعدد قليل من الأشخاص يمتلكونه، ولكنَّ هذين العنصرين يمكن التمكن منهما من خلال كتابة اليوميات.

عندما تمارس النوع التأملي من كتابة اليوميات، وتقوم من خلاله بمراجعة لأحداث ماضية؛ فإنَّك ترى الأشياء من منظور مختلف، وتخرج من مجرد حالة تصوُّر ما حدث إلى حالة فهم واستيعاب وأخذ العبر والدروس، ومع أنَّ الكتابة هنا تنصب على أحداث من الماضي، لكنَّها تساعدك على تعلُّم الكثير من الدروس عندما تتأمل عن طريق كتابة اليوميات.

وبذلك، فإنَّك عندما تتعرض للموقف نفسه مستقبلاً، ستكون قادراً أكثر على التحكم بنفسك والتأثير في الآخرين؛ وهذا أمر هام لتحسين جودة حياتك.

5 نصائح لتبدأ بكتابة اليوميات:

تُعَدُّ كتابة اليوميات طريقة رائعة لزيادة وعيك الذاتي، والحصول على فهم عميق للحقائق الموجودة في الواقع، ومن خلال هذه النصائح الخمس ستتمكن من البدء بكتابة يومياتك.

1. استخدم دفتر يوميات:

قد تتساءل ما هي أهمية أن تكتب في دفتر يوميات؟ وما هو الفارق بينه وبين الكتابة في دفتر ملاحظات؟ بالطبع، لا يوجد من حيث المبدأ ما يمنع من استخدام دفتر ملاحظات لكتابة يومياتك، لكنَّ دفتر اليوميات له خصوصية وتأثير لا يحققه دفتر الملاحظات.

والسبب في هذا أنَّك عندما تكتب في دفتر يوميات؛ فإنَّ الأمر يبدو أكثر خصوصية من دفتر ملاحظات عادي؛ وهذا يساعدك على البقاء مُتحمساً لكتابة اليوميات، وهذه بعض الخيارات لدفتر اليوميات:

  • دفتر اليوميات ذو صفحات بيضاء؛ يُستخدَم للكتابة الحرة، ويكون خالياً من أي تنظيم.
  • دفتر يوميات مُنظَّم، يحتوي على تقسيمات للأهداف، والتقويم، وبعض المراجعات النفسية والشعورية.
  • دفتر يوميات العادات؛ هذا النوع يُستخدَم لتستطيع تنظيم هيكله بنفسك.
  • دفتر يوميات الخمس دقائق؛ يُستخدَم لكتابة الأشياء التي تُشعرك بالامتنان.
  • دفتر اليوميات المُخصص للإنتاجية؛ يُنصح به للأشخاص الذين يهتمون بأهدافهم.

2. اختر موضوعاً لتكتب عنه:

تكون كتابة اليوميات في العديد من الأشكال والطرائق والأنماط، إلى درجة قد تُشعرك بالإرهاق في البداية؛ فقد تتساءل: من أين تبدأ؟ وما هو أفضل وقت لكتابة اليوميات؟ وما هي الموضوعات التي ينبغي الكتابة عنها؟ والطريقة الوحيدة لمعرفة هذه الأجوبة هي عن طريق الممارسة.

يحب بعض الأشخاص الكتابة لمدة 20 دقيقة متواصلة دون قيود أو تصورات مسبقة لما يجب كتابته، ويحب بعضهم الآخر أن يكتبوا لمدة قصيرة وانتقاء موضوعات معينة ليكتبوا عنها، وقد تفضِّل أنت الكتابة الأسبوعية؛ بينما يفضِّل بعضهم الكتابة اليومية، وربما سترى أنَّه من المفيد المزج بين الكتابة الأسبوعية واليومية.

إذاً كما ذكرنا آنفاً، فإنَّه لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للقيام بذلك، وأفضل طريقة للعثور على ما تُفضِّله هي التجربة، وإليك بعض الموضوعات التي يمكنك الكتابة عنها، مع بعض التلميحات لمساعدتك بصفتك مبتدئاً:

  • الأهداف: ما هي الأهداف الثلاثة التي تريد تحقيقها اليوم؟
  • الامتنان: ما هي الأشياء الثلاثة التي تشعر بالامتنان لوجودها؟
  • التأمل الذاتي: ما هو آخر موقف حدث معك ولم تعجبك الطريقة التي تعاملتَ فيها مع الموقف؟ وكيف كان يمكنك التصرف تصرُّفاً مختلفاً؟ وهل ستكون النتيجة مختلفة أيضاً؟
  • العواطف: ما هي المشاعر التي أحسست بها اليوم؟ وما الذي أثار هذه المشاعر؟
  • السعادة: ما الذي جعلك تشعر بالسعادة اليوم؟
  • التطور الذاتي: ما هو الشيء الذي تعلمتَه اليوم؟
  • الطاقة: ماذا يمكنك أن تفعل اليوم لتنشيط نفسك؟
  • مهمة تريد إنجازها: إذا كان هناك شيء واحد في العالم تريد تغييره فماذا سيكون هذا الشيء؟

قد ترغب في تعديل هذه التفاصيل قليلاً بناءً على ما إذا كنت تنوي كتابة يومياتك في الصباح أو المساء؛ لذا جرِّب اثنين من هذه الموضوعات، ولكن يجب مراعاة القاعدة الآتية:

3. التزم بكتابة اليوميات لمدة 30 يوماً على الأقل:

في بداية تعلُّمك لكتابة اليوميات قد تشعر أنَّها لا تفيدك في شيء، وأنَّ لا شيء يتغير، فالأمر يشبه أيَّة ممارسة أخرى؛ فمثلاً، أنت لم تقرر أنَّ تمرينات الضغط مفيدة لو لم تجربها لفترة كافية حتى تبدأ النتائج بالظهور.

ومدة 30 يوماً، هي الوقت المثالي لمعرفة ما إذا كانت الموضوعات التي تكتب عنها في دفتر يومياتك تحقق لك النتائج المرجوة، أم أنَّك تحتاج إلى تغييرها.

4. ادمج موضوعات عدة:

عندما تنقضي مهلة الثلاثين يوماً، ستكون لديك فكرة أفضل عن الموضوعات التي ترغب في الاستمرار في الكتابة عنها وما إلى ذلك، ويكون من المُفيد عندها أن تدمج الموضوعات مع بعضها، وتُجري بعض التعديلات.

ربما ستقرر تغيير كل شيء وتجربة موضوع مختلف، وكلما كررتَ التجربة أكثر؛ فإنَّك ستحصل على فكرة جيدة عن الموضوع الذي يناسبك فعلاً؛ لذا يُنصَح في هذا السياق بتجربة الموضوعات التي تعتقد أنَّها غير مفيدة لك، فغالباً ما تكون هي أفضل الموضوعات وأكثرها فائدة.

قد تشعر من وقت لآخر برغبة في تغيير الموضوعات والأساليب التي تُفضِّلها، وإذا كنت من النوع الذي يحب التغيير؛ فقد يصبح المزج بين موضوعات عدة أمراً أساسياً لديك.

5. اضبط ممارستك:

لا يوجد طريقة مثالية لممارسة كتابة اليوميات بالنسبة إلى المبتدئين؛ لذا يجب أن تعلم أنَّ ما يكون مفيداً بالنسبة إلى شخص قد لا يكون كذلك بالنسبة إلى شخص آخر.

إذاً، لا توجد طريقة مثالية لكتابة اليوميات؛ والسبب هو أنَّنا نتطوَّر ونُحسِّن أنفسنا مع مرور الوقت، وكما تتغير أولوياتنا كذلك قد تتغير ممارسة كتابة اليوميات لدينا.

الخلاصة هي ألا تتشبث بطريقتك الحالية في كتابة يومياتك؛ بل اسعَ إلى تحسينها، وانظر إليها على أنَّها فن وتريد تطويره بناءً على أهدافك ورغباتك وأولوياتك، وعموماً، فكِّر فيما يناسب أسلوب حياتك واعتمده، وكنصيحة تختصر كل ما قلناه: حاول إيجاد أسلوب للكتابة يحقق لك المتعة ويجعل الكتابة أمراً ممتعاً على الدوام.

شاهد بالفديو: 6 تغييرات إيجابية على سلوكياتك ستغير حياتك بأكملها

نصائح سريعة للمبتدئين في كتابة اليوميات:

كتابة اليوميات هي ممارسة شخصية؛ أي إنَّه لا توجد طريقة تُعَدُّ خاطئة في ممارستها، مع أنَّك قد تشعر بأنَّك تفعل هذا على نحو خاطئ في البداية، فالتجربة هي خير طريقة لجعلك تعرف كيف تكتب يومياتك بالأسلوب الذي يلائمك؛ لذا جرِّب الموضوعات المختلفة، واكتشف ما يناسبك منها أكثر من غيره، وإليك 8 نصائح سريعة لمساعدتك على الانطلاق:

1. اختر الوقت الذي يناسبك:

يعتقد معظم الناس أنَّه يجب كتابة اليوميات في وقت محدد، لكن في الواقع، تستطيع فعل هذا في أي وقت تريده؛ إذ تستطيع كتابتها يومياً أو أسبوعياً أو مرة كل شهر.

وغني عن البيان أنَّ معدل ممارستك لكتابة اليوميات، يؤثر في الوقت الذي تبدأ فيه الفوائد بالظهور، لكن يجب أيضاً أن تُراعي أنَّ هذه الممارسة ينبغي أن تكون ممتعة في المقام الأول، ومناسبة لك ولنمط حياتك.

2. جرِّب تقنيات عدة مختلفة:

كتابة اليوميات ممارسة شائعة جداً؛ ولذلك ابتكر الناس تقنيات عدة، وهذه بعضها:

  • الكتابة الحرة.
  • الكتابة المُنظمَة التي تتضمن المهام والتقويم والملاحظات.
  • يوميات الصباح، وتقوم على تعداد أشياء تشعر بالامتنان لوجودها، أو أشياء تنوي تحقيقها.
  • أسلوب القوائم.
  • التأمل الذاتي.
  • الأهداف المستقبلية.
  • يوميات الامتنان.
  • يوميات الأحلام؛ تتضمن الأحلام التي تراها في أثناء النوم، والتصورات في أثناء اليقظة، ولها فائدة كبيرة في مجال الصحة النفسية.
  • اليوميات التي تأخذ شكل الرسالة.
إقرأ أيضاً: فن تدوين الملاحظات في العصر الرقمي

3. انطلق بقوة أو انطلق بتأنٍ:

هناك العديد من الموضوعات التي يمكنك الكتابة عنها، والكثير من التقنيات التي يمكنك استخدامها؛ لذلك قد تتساءل كيف تبدأ بداية فعالة؟ والجواب هو أنَّك تستطيع أن تبدأ بقوة أو أن تبدأ بتروٍّ.

عندما تنطلق بقوة، فإنَّك تستطيع أن تكتب عن موضوعات عدة مثل يوميات التأمل الذاتي، بالإضافة إلى يوميات أهداف المستقبل، والقليل من يوميات الامتنان، وبعض الموضوعات الأخرى.

ستستغرق هذه الانطلاقة منك وقتاً في البداية، لكن سرعان ما ستعرف ما هي الموضوعات التي تُلهمك، وتقوم بالاستغناء عن الباقي؛ إذ يمكنك أيضاً أن تبدأ بالقليل من الكتابة؛ وذلك من خلال تجريب الموضوعات الواحد تلو الآخر لتكتشف كل منها، ومع مرور الوقت ستكون قد اختبرت كل الموضوعات، وستفهم ما هو الأفضل بالنسبة إليك، فلكل من الطريقتين فوائدها وتستطيع الاختيار.

4. جرِّب الكتابة الحرة:

قد تكون الكتابة الحرة مُربكة بعض الشيء، فأنت قد لا تعلم عن ماذا تكتب، ومن أين تبدأ؛ لذلك ابدأ بهذه الفكرة: "أنا لا أعرف كيف أبدأ بالكتابة الحرة وأنا أفكر أنَّني أتساءل الآن من أين أبدأ؛ فهذا الأمر طريف حقاً، ويجعلني أتساءل إلى أين سيقودني تفكيري"، والآن، أطلق العنان لأفكارك، وسوف تتفاجأ كيف تتدفق على الورقة.

5. جرِّب موجِّهات الكتابة:

موجِّهات الكتابة هي طريقة رائعة لتوجيه تفكيرك، وهذه بعض الموضوعات التي يتضمنها هذا النوع:

  • اذكر ثلاثة أشياء رائعة حدثت اليوم.
  • ما هو الهدف الذي تريد تحقيقه اليوم؟
  • ما هو الشيء الذي تشعر بالامتنان لوجوده في حياتك؟

تعدُّ موجِّهات الكتابة نشاطاً رائعاً لتهيئة نفسك للسعادة والنجاح؛ والسبب هو أنَّك تبقى مُركِّزاً على الأشياء التي تَهمُّك، وكما قلنا إنَّ ما تفكر فيه كثيراً يتحول إلى مُعتقدات، والمعتقدات تخلق الواقع.

6. لا تقلق بشأن الكتابة الفوضوية:

تذكَّر أنَّك تكتب لنفسك؛ إذاً، لا أحد يهتم إذا كانت كتابتك فوضوية، ثمَّ إنَّ اللحظة التي تُسقِط فيها مشاعرك وأفكارك على الدفتر هي الأكثر أهمية؛ فقد تكتب ثمَّ نادراً ما تعاود قراءة ما كتبت، بالطبع أنت تستطيع ذلك، لكن لا تدع حكمك الذاتي على نفسك يمنعك من البدء بهذه الممارسة.

7. التزم بزمن معين للكتابة:

من الضروري عند تجربة شيء جديد أن تُجرِّبه لفترة كافية من الوقت حتى تعرف إذا كان مفيداً أم لا؛ بمعنى أنَّه يجب أن تحاول محاولة جادة.

الجيد في فترة الثلاثين يوماً التي تحدَّثنا عنها، هو أنَّك عندما تمارس كتابة اليوميات يومياً لمدة ثلاثين يوماً؛ فإنَّك أولاً لا تشعر بالإرهاق، وفي الوقت نفسه تكون هذه المهلة كافية لمعرفة إن كنت تستفيد مما تفعله أم لا.

8. اجعل كتابة اليوميات مُمتعة:

واظب على أي شيء يجعل من كتابة يومياتك أمراً ممتعاً؛ فقد يكون من الممتع تدوين الأهداف اليومية الصغيرة ثم شطب ما حققتَه منها ومشاهدة التقدم الذي تحرزه؛ لذا جرِّب أشياء عدة، وحافظ على المتعة في أثناء كتابة اليوميات.

ابدأ كتابة اليوميات مع تحدي:

الآن أصبحت لديك المعلومات التي تحتاجها للبدء بكتابة يومياتك؛ لذلك ابدأ باختيار موضوع لتكتب عنه، واكتب يومياً لمدة 30 يوماً، وإذا كنت لا تزال تجهل من أين تبدأ، فيمكنك البدء بهذه الأسئلة:

  • ما هي الأشياء التي تجعلك تشعر بالامتنان؟
  • ما هي الأهداف الثلاثة التي تريد تحقيقها اليوم؟
  • ما هو الشيء الذي يمكن أن يمنحك طاقة خلال هذا اليوم؟

وفي المساء اسأل نفسك:

  • اذكر ثلاثة أشياء جيدة حدثت معك اليوم.
  • ما هو الشيء الذي حدث معك اليوم وكان في مقدورك التعامل معه تعاملاً أفضل؟
  • ما هي أعظم مشكلة ترغب في حلها ولماذا؟

هذه الأسئلة سهلة وقصيرة، وقد ساعدت الكثيرين على التركيز على مستقبلهم الذي أرادوا أن يصلوا إليه، ونأمل أن تساعدك أيضاً على البدء بكتابة يومياتك.

المصدر




مقالات مرتبطة