كل ما تود معرفته حول داء مينيير: أبرز المشاهير المصابين به

على الرغم من أنَّ الأطباء اكتشفوا داء مينيير منذ زمن بعيد، لكن بقي هذا الداء غامضاً ومجهولاً، وظلت الأبحاث والدراسات تطلق نظريات متعددة حول أسبابه وآلية حدوثه.



وضعت الأكاديمية الأمريكية لعلوم الأذن والأنف والحنجرة معايير لتشخيص داء مينيير بالإضافة إلى تصنيف المرض إلى نوعين فرعيين هما: داء مينيير القوقعي؛ أي دون دوار، وداء مينيير الدهليزي؛ أي دون نقص سمع.

سنقدِّم إليك في هذا المقال نبذةً مختصرة حول داء مينيير، تعريفه وأعراضه وطرائق علاجه، وأساليب التغلُّب على أعراضه المزعجة:

1. ما هو داء مينيير؟

هو خلل في جهاز الأذن الباطنة، يؤدي إلى اضطرابات في حس التوازن والسمع بدرجات متفاوتة؛ حيث يعاني المريض من الطنين والدوخة والدوار وتدهور في حاسة السمع، ويؤثر الداء في المرضى بشكل متفاوت، وقد تختلف في شدتها من الانزعاج البسيط إلى الإعاقة المزمنة التي تظلُّ مع المريض حياته كلها.

2. ما هي أعراض داء مينيير؟

تختلف شدة الأعراض من مريض إلى آخر، ولا يعاني كل مرضى مينيير من الأعراض ذاتها، ومع ذلك يمكن تبويب الأعراض الأساسية بالبنود التالية:

  • نوبات متكررة من الدوار أو الدوخة: التي من الممكن أن تكون شديدةً جداً، وتُسبِّب العجز، ولا يمكن للمريض أن يتوقعها، وتستغرق مدة حدوثها من دقائق عدَّة إلى ساعات، لكنَّها عموماً لا تستمر أكثر من 24 ساعة، وعلى الرغم من ذلك، يوجد بعض المصابين الذين قد يعانون من حدوث نوبات طويلة من الدوار تستمر أيام عدة.
  • نقص سمع: يُعَدُّ نقص حاسة السمع من الأعراض الأولى التي يشعر بها المريض؛ إذ يشعر بهبوط مفاجئ في قدرته السمعية، وفي بعض حالات المرض قد يحصل خلال دقائق عدَّة أو ساعات، ويكون متبدلاً ومتقلباً مع الوقت، وأكثر ما يكون على الترددات المنخفضة.
  • طنين: في أذن واحدة أو في الاثنتين، عندما يكون الطنين هو العرض الأول للمرض، فإنَّه يكون في أذن واحدة فقط، ثمَّ يزداد خلال أيام عدَّة ويخفُّ خلال بضعة أسابيع.
  • إحساس بالامتلاء: الضغط في أذن واحدة أو في الاثنتين؛ حيث يعاني بعض المصابين مما يسمى بشكل غير علمي "نوبات السقوط"، وهي نوبة شديدة ومفاجئة من الدوار، تؤدي إلى سقوط المصاب دون إخطار مسبق، وتحدث نوبات السقوط في مرحلة متقدمة من المرض، ولكنَّها قد تحصل في أيَّة مرحلة.

قد يعاني المريض أيضاً من الشعور بأنَّه يتم دفعه أو سحبه، وفي بعض الحالات قد يجد بعض المصابين صعوبةً في الوقوف لفترة من الزمن حتى بعد نهاية النوبة أو بداية تأثير الأدوية.

وبالإضافة إلى ضعف حاسة السمع، يسمع المريض الأصوات كأصوات معدنية أو مشوشة، وقد يشعر بحساسية غير عادية للضجيج، وقد يعاني المريض في بعض الحالات من الرأرأة، وهي حركات تشنجية لا يمكن ضبطها، وتكون حركتها أفقيةً.

3. ما هي أسباب داء مينيير؟

يُعَدُّ داء مينيير مرضاً مجهول السبب، لكن يُعتقد أنَّ السبب الأساسي هو استسقاء اللمف الباطن: ويعني هذا زيادة في كمية السوائل الموجودة بشكل طبيعي في الأذن الباطنة؛ حيث يفسر الأطباء آلية المرض بأنَّ سائل اللمف الزائد يخرج من مناطقه الطبيعية، ليسري في الأماكن المجاورة التي توجد فيها مراكز السمع والتوازن مؤدياً إلى اضطراب عملها، ويُطلَق على هذه الحدثية اسم الاستسقاء.
يحتوي التجويف الغشائي للأذن - وهو مجموعة من الأغشية تبطِّن الأذن - على سائل يُدعى اللمف الباطن، وقد تتمدد هذه الأغشية مثل البالون عندما يزداد الضغط ضمنها؛ مما يؤدي إلى إعاقة جريانها ومن ثمَّ حدوث الاستسقاء، كما من الممكن أن يحدث انسداد لقناة اللمف البطن من جرَّاء نسيج ندبي أو قد يكون السبب تضيقاً خلقياً.

ويمكننا تلخيص أسباب داء مينيير فيما يلي:

4. ما هي محرضات داء مينيير؟

  • حصول إنتان في الأذن الوسطى.
  • صدمات على الرأس.
  • إنتان في القنوات التنفسية العلوية.
  • تناول الأسبرين.
  • تناول الكحوليات.
  • وقد تتفاقم أعراض منيير بالتناول الزائد لملح الطعام عند بعض المرضى.

5. ما علاقة داء مينيير بالشقيقة؟

هناك احتمال الإصابة بالشقيقة بشكل أكبر عند المصابين بداء مينيير، بالإضافة إلى أنَّ الشقيقة تؤدي إلى زيادة قابلية الإصابة بداء مينيير، والفرق بين الدوار المرافق للشقيقة وداء مينيير هو أنَّ الدوار المرافق للشقيقة قد يستغرق مدة أكثر من 24 ساعة.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة تساعد في التخفيف من نوبات الشقيقة

6. كيف يُشخَّص داء مينيير؟               

يُشخَّص داء مينيير من خلال القيام بالعديد من الفحوصات كما يلي:

  • فحص نوبات الدوار؛ حيث تستغرق نوبات الدوار مدة 25 دقيقة ولا تتخطى 14 ساعة.
  • فحص حاسة السمع؛ وذلك من خلال اختبارات السمع التي تقيِّم القدرة على سماع الأصوات على مختلف الترددات.
  • فحص الطنين واضطراب التوازن؛ وذلك من خلال القيام باختبارات عدَّة نوعية، مثل: اختبار الكرسي الدوار، والتخطيط الكهربائي للقوقعة.
  • يجب إجراء فحوصات أخرى لنفي أمراض مرافقة؛ حيث يتم القيام بتحاليل دم وصور شعاعية لنفي الإصابة بأمراض أخرى.

7. علاج داء مينيير:

لا يمكن أن شفاء المريض تماماً من داء مينيير؛ لذا فإنَّ العلاج الأساسي هو التخفيف من الأعراض، ففي الحالات الشديدة والمعندة، قد يكون من الضروري تخريب خلايا المشعر الدهليزية باستخدام صاد حيوي هو الستربتوميسين أو استئصال جزء من تجويف الأذن من أجل تقليل الشعور بنوبات الدوار العنيف.

وهنا لدينا بعض العلاجات التي تقوم بتخفيف الأعراض:

  • معاكسات الهستامين المضادة للإقياء، مثل ميكيلوزين ودايأمين هيدرينيت.
  • الأدوية المضادة للإقياء، مثل ثلاثي ميتو بنزاميد.
  • الأدوية المضادة للدوخة والدوار، والأدوية المضادة للقلق، مثل البيتاهستين والديازيبام.
  • المداواة بالأعشاب، مثل الزنجبيل، فقد يكون مفيداً.

8. ما هو العلاج الطبيعي لداء مينيير؟

يؤدي اختصاصي المعالجة الطبيعية دوراً هاماً في دعم قدرة المريض على التعامل مع داء مينيير؛ حيث يقوم المعالجون في عيادة إعادة التأهيل الدهليزي باستخدام تقنيات علاجية من أجل تثبيت النظر وتخفيف الدوار وتحسين التوازن الوضعي خلال ممارسة نشاطات الحياة اليومية، وبعد القيام بفحص دهليزي كامل، يقوم المعالج الطبيعي بوضع خطة علاجية وفقاً لحالة كل مريض.

يمكن إعادة تأهيل الجهاز العصبي المركزي بسبب المرونة التي يتمتع بها، لذلك خلال إعادة التأهيل الدهليزي، يستفيد المعالجون من هذه الميزة للجهاز العصبي المركزي من خلال تحريض أعراض الدوخة أو انعدام التوازن مع حركات الرأس خلال استقبال البيانات التي تصل إلى الجهاز البصري والجهاز الحسي الجسمي والجهاز الدهليزي، ويؤدي ذلك إلى الأعراض تخفيفاً ملحوظاً.

على الرغم من إجراء دراسات كثيرة حول إعادة التأهيل الدهليزي في الكثير من الأمراض، إلا أنَّ القليل من هذه الدراسات كانت حول داء مينيير، ومع ذلك فإنَّ العلاج الطبيعي الدهليزي يُعَدُّ الآن جزءاً من أفضل الإجراءات في التعامل مع المرض.

إقرأ أيضاً: أسباب الدوار الدهليزي وطرق علاجه

9. تعرَّف إلى أبرز المشاهير الذين أُصيبوا بداء مينيير:

1. سو يو:

وهو قائد قوات التحرير الشعبية الصينية، والذي هزم الشيوعيين في معارك الحرب الداخلية في الصين؛ حيث دخل إلى المستشفى إثر معاناته من نوبات دوار شديدة، وقامت القيادة بتعيين "ماو تسي تونغ" خلفاً له.

2. مارلين مونرو:

الممثلة الأمريكية المشهورة، وأيقونة الجمال العالمية؛ حيث كانت الصحف تتناقل أخباراً عن معاناتها من الدوار وضعف حاسة السمع المصاحبة لداء مينيير.

3. تشارلز داروين:

يعتقد بعض الأطباء أنَّه عانى من داء مينيير، وقد تمَّ بناء هذه المعلومة على أساس مجموعة شائعة من الأعراض التي كان يعاني منها "دارون" مثل الطنين والدوار والدوخة ودوار الحركة والتقيؤ والتعب والإرهاق المستمرين.

إلا أنَّ عدم معاناته من ضعف السمع والإحساس بامتلاء في الأذن - كما وصل إلينا من أخبار تلك الحقبة - يجعل تشخيص داء مينيير بعيداً.

فقد كان "دارون" يعتقد أنَّ أغلب اضطراباته الصحية سببها رحلته التي استغرقَت أربع سنوات مع دوار البحر، بعد ذلك لم يستطع أن يطيق السفر بالمركبات، وأصبح ركوب الحصان هو وسيلة النقل الوحيدة التي لا تزعجه.

4. مارتن لوثر كينغ:

حيث كان يكتب في مذكراته عن معاناته من الدوار والدوخة، وظنَّ أنَّ الشيطان هو السبب.

5. يوليوس قيصر:

تقول المصادر التاريخية إنَّه كان يعاني من "دوار السقوط" وفقاً لما ذكر "بلورتاخ" في كتابه "الحيوات المتوازية"، وقد وثَّق "شكسبير" ذلك؛ حيث يذكر أنَّ يوليوس قيصر لم يكن يستطيع السماع بشكل جيد بأذنه اليسرى.

6. فينسنت فان كوخ:

طُرِحَ اسم الهولندي فينسنت فان كوخ كأحد الذين قد عانوا من مرض مينيير، إلا أنَّ هذا يُعَدُّ اليوم أمراً حدسياً.

10. كيف يمكن الوقاية من نوبات داء مينيير؟

  • يعتقد العلماء أنَّ بعض التغيرات البيئية والغذائية تقوم بتخفيف شدة أو تكرار نوبات داء مينيير.
  • ينصح معظم الأطباء مرضاهم بالالتزام بحمية منخفضة الصوديوم بحيث لا يتجاوز 1 غرام إلى 2 غرام يومياً.
  • ينصح الأطباء بالابتعاد عن الكحول والكافيين والتدخين؛ حيث تؤدي هذه الأشياء إلى مفاقمة أعراض المرض.
  • غالباً يصف الطبيب للمريض دواءً مدراً للبول بشكل خفيف مع فيتامين B6 أحياناً.
  • يُجرى اختبار الحساسية للعديد من المرضى من أجل إعطائهم أدوية لعلاج الحساسية؛ حيث أُثبِت أنَّ الحساسية تؤدي إلى مفاقمة أعراض داء مينيير.
  • إعطاء الأدوية التي تعمل على تخفيض الضغط داخل الأذن الباطنة مثل: معاكسات الهيستامين ومعاكسات الكولين والستيرويدات ومدرات البول.
  • ويبدو أنَّ هناك مستقبل مشرق للأدوات التي تولِّد نبضات ذات ضغط معيَّن يُطبَّق على غشاء الطبل، وتُستخدَم الآن على نطاق واسع لعلاج داء مينيير.

في الختام:

نأمل أن تكونوا قد أغنيتم معلوماتكم حول هذا المرض، وأساليب علاجه المختلفة والتأقلم معه، فمن الهام لكم مراجعة طبيبكم في حال معاناتكم من هذه الأعراض؛ حيث يُعَدُّ الدواء مخففاً لجميع الأعراض المزعجة.

المصدر: مقرر الأذن والأنف والحنجرة، جامعة تشرين.




مقالات مرتبطة