فن قيادة الأوركسترا: أصوله وميزاته، وما عمل قائد الأوركسترا؟

لا يسعنا القول إلَّا الاعتراف بأنَّ الموسيقى شهدت تطوراً كبيراً وعظيماً في العقود الأخيرة الماضية، وخصوصاً في البلدان الأوروبية التي أحدثت نهضة عظيمة في عالم الثقافة والفنون بما فيها الموسيقى.



لا يمكننا أن نعزل تطور فن الأوركسترا عن تطور العلوم الموسيقية؛ فكلاهما يسيران بشكل متوازٍ وفي خدمة هدف واحد منشود وسامٍ هو الارتقاء بالمستوى الموسيقي وتقديم وجبة غنية ودسمة للجمهور بما يُرضي الذائقة العامة.

من يكون قائد الأوركسترا؟

قد لا يعرف بعضنا ماذا يمثل قائد الأوركسترا بالنسبة إلى الجوقة الموسيقية وهذا أمر طبيعي؛ وذلك لأنَّ الناس يسمعون اللحن ولا يهمهم مَن يقود الفرقة؛ إذ تلتفت أنظارهم إلى المغني والعازفين بشكل خاص؛ لذا دعني أقول لك عزيزي القارئ بكلمات مبسطة وسهلة من يكون قائد الأوركسترا:

هو العازف الذي لا يعزف على أي آلة، هو مدير الفرقة أو الجوقة الموسيقية المؤلفة من أكثر من عشرة عناصر أو عازفين، وهو العنصر الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو عزله خارج الفرقة؛ وذلك لأنَّه بطبيعة الحال لا يمكن للفرقة الموسيقية أن تنجز عملها دونه؛ بل تحتاج إلى قائد عظيم ومحترف يلوح بيديه ويرسل إشارات لكل عازف كيف يبدأ ومتى يبدأ، كما ينبه الكورال والكورس متى يشرعون بفتح أفواههم، ومتى تتصاعد طبقات صوتهم ومتى تنخفض.

إقرأ أيضاً: 10 أشياء عجيبة تحدث لجسمك عند الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية

ما هي أبرز اللمسات التي يضيفها قائد الأوركسترا؟

  1. ضبط الألحان وتقنيات العزف.
  2. إعطاء نكهة خاصة للعمل الموسيقي.
  3. توجيه الموسيقيين ومراقبتهم والانتباه إلى أي غلط سواء كان صغيراً أم كبيراً.
  4. الحفاظ على جمالية الأداء.
  5. التقيد بكل حرف مكتوب في النوتة.
  6. تقديم عمل موسيقي كامل متكامل محمَّل برسائل سامية وهامة وبجودة عالية.
  7. الدقة في الإتقان وتكثيف الجهد ومراقبة العازفين من أجل سلامة النص الموسيقي دون الخدش بروح المؤلف أو التأليف الموسيقي.
  8. العمل بأمانة وحرص وإحساس بالمسؤولية.
  9. الحفاظ على التوازن والانسجام بين مختلف الآلات الموسيقية على اختلاف ألوانها وأصنافها من آلات وترية نفخ شرقية وغربية.
  10. الحفاظ على التدرج والانتظام بين الألوان النغمية التي تصدرها كل آلة خشبية.
  11. القراءة السليمة والتأويل الصحيح لرموز المقطوعات الموسيقية وتقديمها الصحيح بما لا يتعارض مع رؤية المؤلف.
  12. تحويل العمل الفكري إلى عمل أو ملف صوتي على شكل موسيقى، ضمن مشهدية سمعية وبصرية في آنٍ معاً، وإضفاء الروح الأوركسترالية بعفوية وصدق.

ما هو المعنى الدلالي للمصطلح الموسيقي قائد الأوركسترا؟

قائد الأوركسترا: ويسمى أحياناً بالمايسترو، ويُوصف بأنَّه رأس السلطة أو رب العمل الموسيقي، وقد يكون مؤدياً أو مؤلفاً أو ملحناً أو مغنياً أو عازفاً ولكنَّه لا يعزف على أيَّة آلة، يمسك في يده عصا ويحركها بما يتناسب مع عضلات وجهه وتعبيراته الحسية، وتنساب العصا معه ضمن مسارات راقصة صعوداً أو هبوطاً؛ مما يضفي على المشهد الموسيقي هالة من السحر باذخ الجمال.

 

ما هي أصول فن قيادة الأوركسترا؟

  1. فهم وإتقان قراءة النوتة الموسيقية تبعاً إلى ما كتبه المؤلف.
  2. إعادة إحياء النوتة الموسيقية.
  3. تحويل الرموز المكتوبة على الورق وترجمتها إلى عمل صوتي على شكل طقطقات وأنغام وألحان.
  4. وظيفة المايسترو مثل مخرج العمل السينمائي؛ إذ عليه أن يمر على كل زاوية من زوايا العمل الفني ويحترم رؤية المؤلف ويضفي رؤيته الخاصة ويضيف لمسته الفنية على العمل الفني.
  5. معظم قائدي الأوركسترا في العالم كانوا عازفين، إذاً لا بدَّ من أن يكون المايسترو عازفاً لآلة واحدة على الأقل، ولا يشترط أن يكون قد جرَّب العزف على كل الآلات بل يكفي أن يملك الذائقة والثقافة الموسيقية الخاصة بكل آلة.
  6. التدريب المستمر على استخدام العصا وتحريكها بخفة ورشاقة ولطف بما يخدم العمل الفني ويساهم في رقي جمالية المشهدية الموسيقية.

ما هو عمل قائد الأوركسترا؟

  1. مراقبة آلية سير العمل الموسيقي بدقة وحذر.
  2. تدريب الموسيقيين وإعدادهم بشكل مسبق قبل بدء الحفل.
  3. الأمانة الموسيقية والفنية؛ فمن الضروري إيصال مادة راقية للناس دون الخدش بما كتبه المؤلف أو ارتكاب أخطاء فاضحة.
  4. تنظيم الألحان التي تصدر عن كل آلة من حيث الزمن والتدفق.
  5. إضفاء جو من البهجة والحالة الاستعراضية والأوركسترالية على المسرح.
  6. استخدام العصا لإيصال رسائل للموسيقيين كيف يبدؤون بالعزف ومتى.

تعريف الأوركسترا:

هي عبارة عن جوقة موسيقية ضخمة ومتشعبة تضم عدداً كبيراً من الأفراد، ومنهم العازفون والموسيقيون والكورال، يقودهم شخص واحد يدعى المايسترو، وفيها خمسة أنواع من العازفين يعزفون على الآلات الخمس المختلفة:

ما هي أصول قيادة الأوركسترا؟

1- القدرة على قراءة النوتة بشكل جيد:

المايسترو المتميز والمحترف هو الذي يتمكن من فهم رموز النوتة ومعالجتها وتفسيرها بما يتلاءم مع روح التأليف الموسيقي، وهنا يأتي دور الموصل وهو الشخص الذي يسعى جاهداً إلى إعادة إحياء الروح الموسيقية للنوتة من جديد؛ وذلك بشرط أن تتقاطع مع غاية المؤلف وإضفاء طابع الطزاجة والنكتة على العمل الموسيقي لإغناء اللذة والمتعة في أثناء أداء العمل.

2- إتقان العزف على آلة واحدة على الأقل:

جميع قادة الأوركسترا كانوا في الأساس موسيقيين مبتدئين وتعلموا مبادئ العزف على آلة من الآلات، وهذه النقطة تخدم المايسترو وتعزز إتقانه لفهم العمل الموسيقي وتحليل مفاتيحه بما يخدم النص ورؤية المؤلف والملحن معاً.

ليس من الضروري أن يكون المايسترو ملماً بالعزف على كل الآلات؛ وإنَّما ينبغي أن يكون مُطَّلعاً على خصائص كل آلة مع تقنيات العزف.

3- استخدام العصا وحركات اليدين:

إنَّ أهم ما يميز المايسترو هو عصاه السحرية التي تضفي على المشهدية الموسيقية هالة من السحر والألق؛ إذ إنَّه بيديه وعصاه يعطي الأمر للموسيقيين متى يبدؤون العزف ومتى ينتهون، ومتى وكيف تبدأ كل آلة بمعزل عن باقي الآلات.

إقرأ أيضاً: العلاج بالموسيقى: هل يمكن استخدام الموسيقى بديلاً عن الدواء؟

4- تقديم عمل موسيقي ناجح بامتياز:

من خلال الانتباه إلى كل جزئية صغيرة في المشهد الأوركسترالي لتقديم عمل موسيقي ناجح بامتياز لا يستخف بعقل المستمع.

متى بدأت موسيقى الجاز بالظهور والانتشار في أنحاء العالم المختلفة؟

إنَّ موسيقى الجاز نشأت من مزيج متنوع من الثقافات والأفكار والمعتقدات وليس من ولادة نوع واحد من الثقافة، ويُعزى سبب نشوئها لارتباطها القديم بطقوس القرع على الطبول والشعوذة أو ما يسمى بالسحر أو الخرافة، ويُنسب انتشارها إلى أشخاص مختلفين كان لهم الفضل في نشر هذه الموسيقى العظيمة في كل مكان وتعريف العالم والشعوب إليها.

من هو مكتشف موسيقى الجاز؟

يُعَدُّ بودي بولدن المكتشف الأول لموسيقى الجاز العظيمة، وهو قائد فرقة موسيقية من أصول إفريقية وأَطلق عليه الموسيقيون لقب رجل الجاز الأول.

تميزت موسيقى الجاز التي اكتشفها بودي بولدن بخاصية الارتجال، وقد كان مُكتشفها الأول يعزف باستخدام آلة البوق الشهيرة ضمن فرق موسيقية خاصة تُعنى بالموسيقى والرقص والاستعراض.

موسيقى الجاز الأوركسترالية:

تُعرَف موسيقى الجاز الأوركسترالية بأنَّها صنف من أصناف موسيقى الجاز؛ إذ تم العمل عليها وتطويرها في مدينة نيويورك الشهيرة، وذلك في حقبة العشرينيات من القرن الماضي، ويقوم هذا النوع من الموسيقى على تعزيز التكامل والانسجام بين خصائص موسيقى الجاز وهيكل الأوركسترا أو البنيان الموسيقي.

تاريخ تطور موسيقى الجاز الأوركسترالية:

لنعُد إلى البدايات فمنذ عام 1920 ميلادية أو قبل ببضع سنين، ابتكر المستوطنون الأمريكيون ذوو الأصول الإفريقية نوعاً جديداً من موسيقى الجاز، وأطلقوا عليها مصطلح موسيقى الجاز الأوركسترالية.

في تلك الحقبة من الزمن شهدت نيويورك تطوراً ملحوظاً في أنواع الثقافة والصناعات والفنون الشعبية والمعمارية وغيرها؛ مما شكَّل بيئة ملائمة لاحتضان الموسيقى وخاصة الموسيقى الجديدة المُحمَّلة بالإبداع والابتكار، وهنا لاقت موسيقى الجاز الأوركسترالية مكاناً واسعاً لها وإقبالاً كبيراً عليها من قِبل الموسيقيين والمستمعين والمتفرجين والذواقين للموسيقى بشكل خاص وللفن بشكل عام.

بمَ تميّزت موسيقى الجاز الأوركسترالية على صعيد النمط الموسيقي السائد؟

  1. تضم فرق أو جوقات موسيقية كبيرة وضخمة من حيث العدد والتنوع.
  2. أكثر إغناءً من حيث جودة الصوت وتقنياته وأدواته.
  3. أكثر تطوراً من باقي الحركات الموسيقية من حيث قوة وتعقيد البنيان الموسيقي وتماسكه.
  4. لم تعتمد على الارتجال في الأداء الموسيقي وحده.
  5. شكَّلَت عنصر جذب للشعوب من مختلف البقاع.
  6. تعتمد على إيقاع سليم متوازن ونفس مضبوط وأداء عالي الجودة.

من هو ملك الجاز؟

إنَّ ملك الجاز هو بول وايتمان، وهو موسيقي متدرب تدريباً كلاسيكياً جيداً من مدينة دنفر في كولورادو، وقد ذاع صيته وانتشر في فترة العشرينات من القرن الماضي، تعلَّم وايتمان العزف على الكمان وكان يعزف على هذه الآلة في دار الأوبرا وفي أثناء عرض السيمفونيات والفرق الأوركسترالية.

نظراً لاحترافه لموسيقى الجاز وكيف أنَّه تعامل مع الموسيقى الحديثة بطريقة مختلفة عن أقرانه وأكثر تحليلاً وعمقاً وابتكاراً؛ سُمِّيَ بإجماع من الموسيقيين بملك الجاز تقديراً لإبداعه وعبقريته وتفرده في موسيقى الجاز.

نبذة عن حياة قائد الأوركسترا الشهير كورت ماسور:

طوال ثلاثة عقود ونيِّف من الزمن كان المايسترو كورت ماسور المُلقب بالأسطورة الحية يواصل شغفه الموسيقي؛ وذلك من خلال تفننه في قيادة الأوركسترا وترك لمساته السحرية المتفردة في كل عمل موسيقي يوقع عليه.

في عام 2010 ميلادية شهد هذا العبقري تتويجاً لأعماله العظيمة من خلال حصده جوائز وتكريمات منها جائزة إيكو.

منذ طفولته حلم كورت ماسور بأن يصبح موسيقياً موهوباً وبدأ يتابع شغفه بشكل شبه يومي من خلال تعلُّمه العزف على آلة البيانو، وقد كان يحرص على تقديم أعمال موسيقية ذات رسالة نبيلة، ويؤكد أنَّ الفن رسالة والموسيقى شكل من أشكال الفنون، ويجب تقديم أعمال تحاكي عقل المشاهدين وذائقتهم الفنية وترسم نقطة نور بالغد الآتي.

إقرأ أيضاً: أهم المعلومات المتعلقة بالذكاء الموسيقي لدى الإنسان

في الختام:

إنَّ فن قيادة الأوركسترا علمٌ متخصص بإضفاء جمالية على المادة الموسيقية الفنية المقدمة للناس بما يخدم النص والرؤية الإخراجية، ولا بدَّ من الاهتمام بهذا العلم الواسع والعميق؛ وذلك لأنَّ الموسيقى وسيلة للتعبير والتواصل والعيش، وأنَّها تضفي على الحياة لوناً ونكهة ومذاقاً غريباً.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11




مقالات مرتبطة