طفل أو مراهق قليل الاحترام: 5 أشياء لا تفعلها كوالد

إدارة العينين والتلفُّظ بالشتائم والإهانة والتحدُّث من وراء الظهر وإطلاق الألقاب البشعة وتجاهُل الطلبات والتعليقات غير الجميلة، قد يظهر عدم الاحترام عند طفلك أو المراهق بأنماط مختلفة، فإذا كنت تعاني من سلوك أطفالك غير المحترم فلا تظن أنَّك الوحيد، فهذه المشكلة من أشيع المشكلات التي تحدث في العائلات.



إنَّ السلوك غير المحترم هو أحد الطرائق غير المناسبة التي يحاول عن طريقها الأطفال - وخاصةً المراهقون - حل مشكلاتهم، فقد يشعر الأطفال بالعجز عند مواجهة القواعد وعدم تلبية التوقعات، والتحدث من وراء الظهر وإظهار عدم الاحترام؛ إَّنها من الطرائق التي يحاولون بها استعادة بعض القوة، فإذا كان بإمكانهم جرك إلى الجدال فهذا أفضل، فأنت الآن تتجادل حول الاحترام بدلاً من التركيز على عدم السماح لهم بالخروج أو حول أداء واجباتهم المدرسية.

تشمل الأسباب الكامنة وراء السلوك غير المحترم العملية الطبيعية والصحية تماماً لطفلك وهو يكبر ويبتعد عن هويته بصفته طفلاً أصغر سناً، فقد يسعى المراهقون سعياً طبيعياً إلى مزيد من الاستقلالية مع تقدُّمهم في السن، وعدم الاحترام المعتدل هو من طرائق التعبير عن الاستقلال.

لكن كما كتب "جيمس ليمان" مبتكر برنامج (The Total Transformation): "في حين أنَّه من الهام السماح بعملية الانفصال الطبيعية التي تحدث خلال سنوات المراهقة، يجب على الآباء أيضاً التأكد من تحديد وتحدي أيَّة سلوكات غير محترمة أو مؤذية أو وقحة أو مهينة للآخرين تظهر لدى طفلهم"، لذلك في حين أنَّه قد يكون صحياً وطبيعياً في بعض الحالات، فإنَّ السلوك غير المحترم ليس شيئاً تريد تركه دون رادع، وفي الواقع يمكن أن يؤدي تجاهله تماماً إلى تصعيده وازدياده سوءاً.

ما الذي يصعِّد من التصرف بشكل غير محترم لدى المراهقين؟

فيما يأتي خمس نصائح شبه مضمونة يمكنك من خلالها تشجيع طفلك عن غير قصد على السلوك غير المحترم، وما يمكنك فعله بدلاً من ذلك:

1. لا تأخذ كل شيء على محمل شخصي أو تبالغ في رد فعلك:

كل المراهقين إلى حد كبير يلوحون في آبائهم بلا هوادة معربين عن إحباطهم بطرائق مختلفة، فإدارة العينين والسخرية والابتسام والضحك هذه كلها أدوات في ترسانة المراهقين تبيِّن مدى تجاهلهم، وكما نعلم جميعاً يمكن لهذه السلوكات المعتدلة والمزعجة أن تستفز الآباء؛ إذ يبحث الأطفال عن نقاط الضعف؛ تلك الأماكن التي يمكنهم فيها جرك واستفزازك للدفاع عن نفسك أو قواعدك.

إن أخذت الأمر بمنحى شخصي يصبح من الصعب عليك التعامل بشكل صحيح، فإذا كنت تتفاعل مع كل واحدة من هذه السلوكات على حدة، فمن غير المحتمل أن ترى أي تغيير لدى طفلك، في حين أنَّ هذه الأشياء مزعجة وغير محببة، إلا أنَّها ليست شيئاً ينبغي تصحيحه بالضرورة.

يتكلم "جيمس ليمان" عن محاولة تجاهل الأفعال القليلة غير المحترمة التي يقوم بها الطفل وخاصةً إن امتثلت بطريقة أو بأخرى لضوابطك وقواعدك، فالطفلة التي تتمتم فيما بينها وهي تقوم بما طُلب منها تتصرف مثل أي طفل عادي.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

حدد السلوكات التي ستركز عليها وأيها يمكنك تجاهلها، وتذكر أنَّ تلك السلوكات المزعجة بشكل معتدل ليست متعلقة بك؛ بل إنَّها مجرد تعبير عن الإحباط، ويكون واجبك هو في القدرة على التعامل مع سلوك طفلك الصغير أو المراهق بجدية وموضوعية قدر ما يمكن، وهذا لا يعني أنَّك لن تغضب، وابحث فقط عن طرائق للتعامل مع هذه المشاعر بعيداً عن التفاعلات مع طفلك إن أمكن واستمر في التركيز على الموضوع المطروح.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لتنمية الذكاء الاجتماعي للطفل

2. لا تتكلم عن الآخرين بسوء أمام أطفالك:

الحياة مرهقة في بعض الأحيان، فالمديرون والرؤساء يمثلون تحدياً والجيران يصرخون ويضجون كثيراً، وقد يكون أفراد الأسرة مزعجين، وبصفتك أحد الوالدين سيكون لديك الكثير من الفرص لتظهر لأطفالك كيف تدير سلوكك عندما تكون منزعجاً أو مستاء، فالأطفال يراقبوننا لأنَّهم يروننا قدوةً لهم، كما يقول "ليمان": "إذا تحدثت بشكل سيئ عن الآخرين أو تعاملت مع الآخرين بقلة احترام، فلا تتفاجأ إذا كان طفلك يتبعك ويتصرف مثلك".

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

يجب على الأهالي أن يكونوا قدوة لأطفالهم في سلوكهم وتصرفهم، فتذكر أنَّهم يراقبونك حتى لو بدا أنَّهم لا يهتمون بما تفعله، وإذا كنت تقدِّر الاحترام، فكن نموذجاً للسلوك المحترم.

3. لا تنحاز إلى طفلك:

ستسأل "ما هي علاقة اتخاذ جانب طفلك وانحيازك له بالسلوك غير المحترم؟"، لنفترض أنَّ طفلك يشكو من كثرة واجباته المدرسية ويطلق ألقاباً على المعلم ويتصرف بعدم الاحترام تجاهه عموماً، فقد توافقه الرأي على أنَّ هذا المعلم بالذات يعطي الكثير من الواجبات المنزلية.

إذا كنت تأخذ جانب طفلك وتنحاز له في هذه الحالة، فقد تقول إنَّك توافق على قوله إنَّ المعلم غبي وإنَّه يقوم بعمل سيئ، وأنت توافق على أنَّ طفلك لا يتعين عليه القيام بكل هذه الواجبات المنزلية لأنَّه من الواضح أنَّ المعلم مخطئ.

عندما تنحاز إلى طفلك فأنت تنضم إليه في سلوكه غير المحترم، فأنت تُظهر له أنَّك لست مضطراً لأن تحترم شخصاً لا تتفق معه، والرسالة التي يسمعها طفلك هي "إذا كنت تعتقد أنَّ شخصاً ما على خطأ، فمن حقك أن تكون وقحاً".

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

الحقيقة هي أنَّه لا يتعين عليك أنت أو طفلك تقبُّل شخص ما لمعاملته باحترام، وحتى إذا كنت تعتقد أنَّ المعلم أو المدرب أو المدير أو غير ذلك مخطئ، فأخبر طفلك أنَّه بصرف النظر عن شعوره ما يزال بحاجة إلى إيجاد طريقة للتصرف بشكل مناسب.

تتمثل إحدى فوائد هذا النهج في أنَّ طفلك سيواجه على الأرجح الكثير من الأشخاص في حياته البالغة لن يتفق معهم، فساعده على تعلم المهارات التي يحتاجها للتعامل مع تلك الخلافات بهدوء وبشكل مناسب.

إقرأ أيضاً: 8 قواعد لآداب تعامل الطفل مع الآخرين

4. لا تنسَ أن تلاحظ سلوكه الجيد:

ربما تفكر "طفلي يتصف بقلة الاحترام بشكل دائم؛ لذا يجب أن أقمعه إذا أردته أن يتغير"، فإنَّك تصحح وتعيد توجيه كل فرصة تحصل عليها، وفي بعض الأحيان يتمكن طفلك من القيام بذلك بشكل صحيح، ولكنَّ الأوقات السيئة تفوق بكثير أي تقدُّم.

الأطفال مثل الكبار تماماً، فالتصحيح المستمر يولد الاستياء، وإذا كنت توبخ طفلك دائماً بسبب اختياراته السيئة، فقد يقرُّ بعدم وجود طريقة للفوز، وإذا لم تعترف أبداً بالأوقات التي تمكَّن فيها من التحكم بسلوكه، فقد يتوقف عن المحاولة، وقد يبدو الأمر غير بديهي، ولكنَّ الانتباه المستمر للفشل مع عدم الاعتراف حتى بالنجاح البسيط قد يزيد من سلوك طفلك غير المحترم.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

يستجيب الأطفال جيداً للمدح، ولا يقتصر الأمر على الشعور بالرضى عن الثناء فحسب؛ بل إنَّه يمنح طفلك أيضاً ملاحظات هامة، فالاعتراف بالسلوك الجيد يعزز هذه المهارات، وإذا لاحظت أنَّ طفلك يفعل شيئاً جيداً يمكنك القول: "كان تصرفاً لائقاً منك أنَّك ذهبت إلى غرفتك بدلاً من شتم أختك، وأعلم أنَّك حاولت ضبط أعصابك حين تكون غاضباً، وأنا أقدِّر ذلك".

شاهد بالفيديو: 10 خطوات ليتعلم الأطفال من أخطائهم

5. لا تطلب الاحترام:

"أنا أبوك ومن الواجب عليك احترامي"، وسؤال شائع عند الآباء "كيف نجعل أطفالنا يحترموننا؟"، والحقيقة هي أنَّ الكثير من الأبناء لا يحترمون آباءهم من تلقاء أنفسهم، وفي الواقع من الطبيعي أن يعتقد ابنك المراهق أنَّه يعرف أكثر مما تعرفه، فهذا من ذلات مرحلة المراهقة.

لا يمكنك جعل شخص ما يحترمك، فالاحترام هو شعور ولا يمكنك فرض المشاعر على شخص ما، ومحاولة إجبار طفلك على احترامك لن تنجح، لكن إذا كنت لا تستطيع المطالبة باحترامهم، فكيف يمكنك منعهم من التصرف بهذا السوء؟ تكمن الإجابة في التعامل مع سلوكهم وليس مشاعرهم، وحتى مشاعرهم تجاهك.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

لا يمكنك المطالبة بالاحترام، لكن يمكنك أن تطلب من طفلك أن يتصرف باحترام بصرف النظر عن شعوره تجاه الموقف، فإحدى الطرائق الرائعة للقيام بذلك هي استخدام أحد اقتراحات "جيمس" و"جانيت ليمان"، فعندما يتصرف طفلك بطريقة غير محترمة، يمكنك إخباره: "ليس هاماً أن تعجبك القواعد، لكن عليك الامتثال لها، ولمجرد أنَّك غاضب لا يعني أنَّه يمكنك مناداتي بألقاب سيئة".

تذكر استمر في التركيز على السلوك واترك المشاعر وشأنها، ومع مرور الوقت سترى أنَّ طفلك بدأ باحترامك أكثر عندما تحافظ على هدوئك وتضع قواعدك وضوابطك باستمرار، وإذا رأيت نفسك في أي من هذه الأمثلة المذكورة آنفاً، من فضلك لا تقلق.

يُعَدُّ التعرف إلى طريقة فعالة للتعامل مع عدم الاحترام خطوة رائعة، فعندما تصبح أكثر وعياً بالأشياء المناسب فعلها ستكون قادراً بشكل أفضل على اتخاذ إجراءات متسقة وفعالة لتغيير الوضع، وسيستغرق الأمر وقتاً وممارسة، لكن يمكنك مساعدة طفلك على تعلم التصرف بطرائق أكثر احتراماً.

إقرأ أيضاً: أشهر سلوكيات الأطفال الخاطئة وطرق علاجها

في الختام:

تنطبق هذه النصائح على عدم الاحترام الخفيف إلى المتوسط ​​من طفلك، فإذا كان السلوك الذي تراه أكثر تطرفاً من ذلك، فيرجى التأكد من التواصل مع متخصصين للحصول على مزيد من الدعم، "لا يوجد عذر لإساءة المعاملة" وقد مرَّ معظم الأهالي بنفس التحديات؛ لذا لا تشعر أنَّك الوحيد.




مقالات مرتبطة