طريقتان للحد من الإلهاء وإنجاز الأعمال

فرص التعلم كثيرةٌ من حولك، فكلُّ زلَّة تقوم بها، وكل مواجهة سلبية، أو يوم شاق في العمل، يحمل في طيَّاته دروساً كثيرة تتعلَّم منها، وكل جزء من هذه الأحداث يحمل معها شيئاً يمكنك اكتسابه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن "كوري فرادين" (Corey Fradin)، مؤسِّس مدونة "كويك بوست" (QuickBooost)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في الحدِّ من التشتيت ومصادر الإلهاء.

على سبيل المثال، أعمل حالياً من المنزل، وعادةً ما يكون مكان عملي مُعدَّاً بصورة رائعة، فأنا أجلس على مكتب أنيق بجوار نافذة كبيرة تطلُّ على وادٍ أخضر مورق، وعندما تُفتح هذه النافذة يهب نسيم دافئ في جميع أنحاء منزلي، أقوم بتشغيل الموسيقى على مكبِّر الصوت الأبيض الخاص بي ليبقيني في حالةٍ من التركيز، مع التركيز على الكتابة، وأكون بذلك شخصاً مُنتجاً.

التوازن:

لقد تغيَّرت حياتي مؤخراً (للأفضل)، فقد أنجبت زوجتي طفلتنا الأولى منذ بضعة أشهر ونستمتع بوقتنا معها كثيراً، ومع ذلك، نظراً لأنَّ موارد رعاية الأطفال لدينا محدودة حالياً، وكلانا يعمل من المنزل، فقد بدأنا العمل بتوازن جديد، وكأنَّنا نمشي على حبلٍ معلَّقٍ في الهواء، وكلانا يحاول أن يكون مثمراً قدر الإمكان مع التأكُّد من أنَّ ابنتنا تتعلَّم، وتستمتع، وتحظى بالحب والاهتمام اللذين تستحقهما.

لقد ولَّت أيام العمل الطويل والمتواصل:

أحاول الآن القيام ببعض التوازن، توازن بين الأب اليقظ، وصاحب العمل الفعَّال؛ لذلك لقد أصبح من السهل أكثر من أي وقت مضى أن أقع ضحية للإلهاء؛ لقد عرفتُ أنا وزوجتي كيف نتعامل مع الوقت، وأنشأنا شراكة متساوية لأنَّ كلينا والدان مشغولان وموظفان فعَّالان.

لقد بدأ الأمر بصعوبة قليلاً، لكن كل لحظة جديدة من التحدي، وعدم الراحة، هي بمنزلة فرصة للتعلم، والتكيُّف، والتواصل، والتطوُّر، ومن ذلك، أنشأنا شيئاً يناسبنا.

شاهد بالفديو: 8 حيل سهلة للتعامل مع عوامل التشتيت

طريقتان للتقليل من الإلهاء:

لا يعني تحقيقنا التوازن أنَّني قادر على التركيز كما اعتدت، فثمَّة كثير ممَّا يحدث أكثر من أي وقت مضى؛ وعلى الرَّغم من إدراكي لصعوبة ما أُقدم عليه، فإنَّني أفعل شيئين هامَّين جداً لتعزيز قدرتي على الاستمرار في الإنتاج خلال الأيام المليئة بالفوضى.

إذ يوجد شيئان يمكنك تسخيرهما لمصلحتك، ويمكنك استخدامهما عندما تنشأ المشتتات في حياتك:

1. وضع الحدود:

أحد مفاتيح التوازن الناجح الذي تمكَّنت أنا وزوجتي من تحقيقه (في الوقت الحالي)، هو من خلال وضع الحدود؛ ربما لا توجد حدود، وهي أشبه بالتوقعات، فنظراً لأنَّنا نعمل حالياً بدوام كامل ونرعى ابنتنا، كان يجب علينا رسم الخطوط بوضوح لمن يعمل، وماذا يعمل، ومتى؛ لذلك نجلس ونعمل معاً؛ إذ تأخذ زوجتي دور الرعاية لبضع ساعات، ثمَّ نقوم بالتبديل، فنحن نعلم بالضبط متى نملك الوقت لنكون منتجين ومتى لا نكون كذلك.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح لوضع حدود تنظم عملك من المنزل

سلاك (Slack):

يمكن العثور على مثال آخر لوضع التوقعات من خلال النظر إلى عملي؛ فمن بين أمور أخرى، أنا أساعد الأفراد على تحقيق أهدافهم من خلال تدريبهم، وحالياً أعمل مع مجموعة من ثلاثة أفراد؛ إذ إنَّها طريقة مجزية ومُمتعة جداً، نُجري مكالمات فيديو أسبوعية، ونتواصل أيضاً كثيراً عبر تطبيق الدردشة "سلاك" (Slack).

لكن، بعد البدء في استخدامه، علمتُ أنَّ هذا التطبيق هو مصدر إلهاء كبير، فمع ظهور الإشعارات باستمرار والمحادثات التي تجري على اليسار واليمين، أدركتُ أنَّني إذا لم أضع حدوداً في مكانها منذ البداية، فهذا التطبيق سيستهلك حياتي؛ لذلك قبل أن أبدأ البرنامج، كان علي تحديد التوقعات:

سأكون في بعض الأحيان متاحاً على تطبيق "سلاك" (Slack) طوال الأسبوع للإجابة عن الأسئلة، لكن لا يوجد وقت محدد؛ ومع ذلك لمدة ساعة واحدة في الأسبوع سأكون متاحاً بنسبة 100% على التطبيق لأي شيء تريد مناقشته، فإذا كان لديك شيء تريد التحدث عنه، ستعرف أين تجدني.

من خلال تعيين تلك الحدود البسيطة مقدماً، تعرف مجموعتي الرائعة شيئين:

  1. قد يجدونني على تطبيق "سلاك" (Slack) في أي وقت على مدار الأسبوع.
  2. لكن يمكنهم بالتأكيد الاستفادة مني خلال ساعات العمل المحددة.

لقد سمح لي هذا التوقع بالحد من الإلهاء الناجم عن تطبيق "سلاك" (Slack) مع الحفاظ على الإنتاجية والحفاظ على مشاركة مجموعتي.

الالتزام بالتوقعات:

يمكنك في حياتك أن تفعل الشيء نفسه، فبدلاً من السماح للأشخاص بالدخول إلى مكتبك في أي وقت، أو السماح للمكالمات والرسائل العشوائية بالسيطرة على حياتك، ضع حدوداً، أخبرهم متى يمكنهم توقع إصغائك لهم، والأهم من ذلك، متى لا يستطيعون ذلك، ومن ثمَّ التزم بهذا البرنامج الذي حدَّدته؛ أي إذا أخبرت عميلاً أنَّك لا ترد على المكالمات بعد الخامسة، فلا تفعل، وإذا أخبرت أصدقاءك أنَّك لا ترد على الرسائل إلَّا على الغداء، افعل ذلك على الغداء فقط.

ربما تقول لنفسك متسائلاً: "لا أحد يتصرف بهذه الصرامة"، وأنت على حق؛ إذ يمكنك الرد على تلك المكالمة أو الرد على تلك الرسالة وقتما تشاء، إذا لم تكن في الساعات التي حددت أنَّك لن ترد فيها على المكالمات والرسائل، فلا بأس بذلك؛ ما يهم هو أن تحدِّد التوقعات؛ لذا إذا كنت تريد الرد على المكالمة بعد الخامسة، فابدأ بذلك، أجب عنها؛ لأنَّك تريد ذلك، وليس لأنَّك تحتاج إلى ذلك.

إذا كنت تريد الإجابة عنها، أجب، لكن إذا كان هناك مشروع أكثر إلحاحاً ينتظر أن تبدأ به، فابق ثابتاً على الحدود التي وضعتها، وكن حذراً بشأن عوامل التشتيت الخاصة بك، وحدِّد التوقعات بشأن ما هو مسموح وغير مسموح.

شاهد بالفديو: 15 طريقة للحفاظ على التركيز أثناء العمل

2. حجب الضوضاء:

أنا أستمتع بالعمل في المقاهي؛ إذ إنَّه شعور رائع، لكن هل كلمة رائع هي الكلمة المناسبة لوصف هذا الشعور؟ لا يهم ما هي الكلمة المناسبة، كل ما يهم هو أنَّني أستمتع به.

أنا لا أعمل دائماً من المقاهي، لكن عندما أفعل ذلك، أتأكَّد من إحضار سماعات الرأس معي؛ لأنَّني عندما أعمل إذا سمعت ضوضاء بسيطة صادرة من المطبخ خلفي، أو سمعت شخصاً يتحدث على الهاتف، أُصبح مشتتاً تماماً، وينخفض مستوى تركيزي إلى الصفر، لكنَّ استخدام سماعات الرأس يعيدني إلى المسار الصحيح؛ إذ يمكنني فجأةً استئناف عملي وإحراز التقدم الذي أحتاج إليه؛ لذا فأنا أرتديهم دائماً.

عندما تعمل، يجب أن تكون متحكِّماً في بيئتك، فإذا كنت في مكتب مزدحم أو في مطعم صاخب، فإنَّ امتلاك القدرة على حجب الضوضاء حتى تتمكَّن من التركيز على ما هو أمامك أمر لا بدَّ منه؛ لذا عندما تجد عوامل خارجية تشتِّت انتباهك:

حتى لو لم تكن الموسيقى هي "الشيء" الذي يساعدك على التركيز، جرِّب هذه المحاولة في المرة القادمة التي تشعر فيها بالتشتُّت، وسوف تساعدك.

ملحوظة جانبية: تأكَّد من وضع قائمة تشغيل طويلة بإيقاع مرتفع وكلمات قليلة أو معدومة، فالكلمات ستشتِّت انتباهك، والموسيقى البطيئة قد تجعلك حزيناً، وستدفعك قوائم التشغيل القصيرة إلى البحث عن شيءٍ جديد تستمع إليه.

إقرأ أيضاً: هل فترة انتباهك قصيرة؟ إليك 15 طريقة لتحسينها

الاستمرار في العمل بأقل قدر من الإلهاء:

انظر إلى كل لحظة عصيبة بوصفها فرصة للتعلم والنمو، هل يصرفك زملاؤك عن العمل بصوتهم العالي؟ حاول استخدام سماعات الرأس، وهل يقودك مديرك إلى الجنون برسائله الإلكترونية "العاجلة" في وقت متأخر من الليل؟ ضع حدوداً لذلك.

في الختام:

اكتشف المشتتات التي تخرجك عن مسارك، وتعامَل معها بوصفها مجالات للتحسين؛ أزل الصعوبات، وأنشئ نظاماً يسمح لك بإنجاز عملك بالفعل، فإذا تمكَّنتُ من أن أكون منتجاً في المنزل مع طفلة في مرحلة التسنين، فلا عذر لك أنت أيضاً.




مقالات مرتبطة