طريقة التعامل مع الانتقال من المدرسة الثانوية إلى الجامعة (الجزء الثالث)

لقد بدأتَ للتو الدراسة في المدرسة الثانويَّة؛ إنَّها بداية مغامرة تستغرق سنوات، وآخر أمر كنتَ ترغب في القيام به هو البدء بالتفكير في الجامعة، ولكنَّ هذا بالضبط ما يجب أن تفعله، ويبدأ الإعداد الحقيقي للجامعة في الصف الأول من المرحلة الثانوية. 



لقد تحدثنا في الجزء الثاني من المقال عن بعض الخطوات للتأكُّد من أنَّ العمل الذي تقوم به الآن سيؤتي ثماره لاحقاً، والتي تشمل الحصول على درجات جيِّدة وتحدِّي النفس والاستفادة من المستشار التوجيهي والنشاطات الخارجية واللغة الأجنبية والعمل على مهارات القراءة والكتابة وامتحانات المستوى المتقدِّم (AP Exams) واختبارات سات الموضوعية (SAT Subject Tests) والبدء بالتفكير في الجامعات والاستفادة من الصيف بحكمة، وسنتحدَّث في هذا الجزء الثالث والأخير من المقال عن التحضير للجامعة في الصف الثاني والثالث الثانوي، فتابعوا معنا.

التحضير للجامعة في الصف الثاني الثانوي:

في الصف الثاني الثانوي ما يزال لديك متَّسع من الوقت حتى الجامعة، لكن يجب أن تُفكِّر دائماً في الصورة العامة، وما تفعله الآن سيكون له تأثير في تحديد الجامعة التي ستلتحق بها في نهاية المطاف؛ إنَّه وقت جيِّد لبدء التفكير في المدرسة الثانوية من حيث ما سيأتي بعدها وإلى أين تريد أن تذهب.

توجد أمور كثيرة يمكنك القيام بها في الصف الثاني الثانوي لتحضير نفسك جيداً للجامعة، وفي هذه العملية ستصبح طالباً أفضل، فلن تعزز سيرتك الذاتية في المدرسة الثانوية فحسب؛ وإنَّما ستُهيِّئ نفسك إلى النجاح في التعليم العالي.

1. الحفاظ على درجاتك مرتفعة:

توجد العديد من العناصر المختلفة التي تدخل في طلبك للالتحاق بالجامعة؛ مثل النشاطات اللا منهجيَّة؛ إذ يسهل نسيان أنَّ الدرجات هي أهم شيء على الإطلاق، وبغضِّ النظر عمَّا تفعله، يجب ألَّا يكون على حساب درجاتك أبداً.

سيكون لدى العديد من فصول الصف الثاني الثانوي عبءُ عملٍ أكبر ممَّا اعتدتَ عليه، ومن الهام أن تُديرَ وقتك جيداً وتتعلَّم ترتيب أولويات النشاطات المختلفة في حياتك؛ إذ يُرجَّح أنَّك ستصبح أكثر انشغالاً مع المضي في مرحلة المدرسة الثانوية.

لا تقلق إذا حصلتَ على درجة سيِّئة في بعض الأحيان، فكلُّ ما يجب عليك فعله هو التركيز في التحسُّن في تلك المواد، واحصل على تغذية راجعة من معلميك بسرعة، وتحدَّث إلى والديك أو المنتور أو أي شخص بالغ آخر حول الفصل الذي تجد صعوبةً فيه.

2. الانضمام إلى دروس صعبة:

لا يجب الحصول فقط على درجات جيدة؛ وإنَّما يجب الانضمام إلى دروس صعبة أيضاً، فإنَّ الحصول على علامات ممتازة في الدروس الأساسية له تأثير محدود في مرحلة التعليم العالي، أمَّا الحصول على علامات ممتازة في مواد صعبة هو ما يُميِّز طلب التحاقك بالجامعة.

في الواقع ستتجاهل العديد من أقسام القبول في الجامعات الدرجات في بعض المواد الاختيارية وغير الأكاديمية؛ مثل الموسيقى والتربية البدنية والدراما، وستنظُر إلى ما هو أبعد من معدلك وتُقيِّم مدى تحديك لنفسك ومدى نجاحك.

3. اكتشاف النشاطات اللا منهجيَّة:

النشاطات اللا منهجية هي أفضل طريقة لتعزيز سيرتك الذاتية في الجامعة، لكن يمكن أن تكون أكثر من ذلك؛ إذ إنَّ ما يبدأ كدرس دراما يمكن أن يؤدي إلى شغفٍ دائم بالمسرح، وتركز مرحلة المدرسة الثانوية في اكتشاف ما تحبه وما تجيده، وتُعَدُّ النشاطات اللا منهجية طريقةً رائعةً لاكتشاف ذلك.

يواجه بعض الطلاب صعوبةً في العثور على شيء يحبونه، وإذا كان الأمر كذلك، فابحَث عن الأمور التي تقدِّمها مدرستك، وابحَث عن الأندية أو المنظمات أو فرص التطوُّع في منظمات محليَّة أو أَنشِئ مجموعتك الخاصة سواء كانت فرقةً موسيقيةً أم نادياً للكتاب.

يمارس الطلاب الآخرون العديد من النشاطات اللا منهجية وينشغلون بها، وتوجد مجموعة كبيرة من الألعاب الرياضية والنوادي والنشاطات الأُخرى في المدرسة الثانوية هذه الأيام؛ لهذا السبب تُعَدُّ إدارة الوقت أمراً بالغ الأهمية لنجاحك.

بدلاً من ممارسة القليل من كل نشاط يثير اهتمامك، ركِّز فقط في بضعة نشاطات معيَّنة، وحتى إذا كان لديك نشاط رئيس واحد خارج المدرسة، فإنَّ الجامعات تفضِّل التزامك بنشاطٍ معيَّن تبرع فيه.

شاهد بالفديو: 9 عادات دراسية بسيطة لتحسين التعلم

4. اللغة الأجنبية:

يبحث كل مسؤول قبول جامعي عن إتقان الطالب للُّغة الأجنبية، فهي توضِّح أنَّك على مستوى عالٍ من التفكير المعرفي والتواصل، ناهيك عن أنَّه يمكنك تعلُّم شيء يصعب تعلُّمه على أي شخص يزيد عمره عن 6 سنوات.

من الهام جداً أن تختار لغةً وتلتزم بها؛ إذ تبحث الجامعات عن الكفاءة، وعادةً ما يستغرق ذلك عامين أو أكثر، وإذا كنتَ تتنقَّل من لغة إلى أخرى، فستبدو طالباً غير ملتزم.

تتطلَّب معظم الكليات خبرة عامين فقط من الدراسة الثانوية للُّغة الأجنبية باستثناء بعض الجامعات المرموقة، لكن إذا كنتَ ترغب في الالتحاق بجامعة جيِّدة، فيجب أن تحاول الحصول على المزيد؛ إذ إنَّ دراسة لغة أجنبية لمدَّة ثلاث سنوات أو أكثر ستؤكِّد تفانيك وحبَّك للتعلُّم.

إذا كنتَ تتقن إحدى اللغات بالفعل، فقد تتمكن من إثبات كفاءَتك في اختبار المستوى المتقدم (Advanced Placement exams)، كما تُعَدُّ دراسة لغة أجنبية ثانية لتلبية متطلبات مدرستك الثانوية فكرةً جيدةً أيضاً.

5. إجراء اختبارات سات التمهيدية (PSAT) واختبارات سات الموضوعية (SAT II):

إذا كان يوجد موضوع تتفوق فيه، فقد ترغب في إجراء اختبارات سات التمهيدية والموضوعية، وهذه الاختبارات موحدة وقائمة على أسلوب الاختيار من إجابات متعددة وخاصة بموضوع واحد؛ مثل الأدب أو التاريخ أو علم الأحياء أو أيَّة لغة أجنبية، وهي ليست مطلوبة ولكنَّ العديد من الطلاب يجرونها لتعزيز طلباتهم للالتحاق بالجامعة.

6.  البدء بالبحث عن الجامعات:

الطلاب الذين يبدؤون البحث عن جامعتهم الآن قبل أن يبدأ الضغط بالتزايد، عادةً ما يكونون ممتنين إلى فعلهم ذلك، وأنت لا تحتاج إلى أن تكون جاداً جداً، وكل ما عليك القيام به هو إجراء بعض الأبحاث عبر الإنترنت حول الجامعات التي تثير اهتمامك لأي سبب كان.

في أثناء قيامك بالبحث، ضَع في حسبانك بعض الأمور المتعلقة بك؛ ما المواد التي تهتم بها حقاً؟ هل تنجذب إلى القراءة والكتابة والتواصل أم تنجذب إلى المزيد من المجالات التقنية التي تشمل الرياضيات والعلوم؟ هل ترى نفسك في كليَّة بحثية كبيرة أم في كليَّة فنون صغيرة؟ هل تفضِّل جو المدينة أم الريف؟ هل تفضِّل أن تكون موجوداً قريباً من البيت أم بعيداً عنه؟ لست مضطراً إلى الإجابة الآن، فقط ابدأ بطرح الأسئلة.

إذا كان ذلك ممكناً، فزُر بعض الجامعات، ويمكنك البدء بالجامعات المحليَّة أو الكليات الحكومية أو حتى كليات المجتمع، وإذا كنت مسافراً، فاغتنِم الفرصة لقضاء ساعة أو ساعتين في حرم الجامعة المحلي، وتستضيف معظم الجامعات جولات افتراضية عبر الإنترنت يمكن أن تمنحك لمحة عمَّا تقدمه.

7. التقدُّم المشترك (Common Application):

تَستخدِم مئات الكليات والجامعات التقدم المشترك، بما في ذلك العديد من الجامعات الكبرى، ويمكنك استخدام التقدم المشترك للحصول على فكرة أفضل عمَّا تبحث عنه الكليات في الطلاب، وستساعدك معرفة ما يجب ذكره في طلب الالتحاق بالجامعة على التخطيط مسبقاً للتأكُّد من أنَّك تستوفي جميع الأساسيات.

8. تحقيق الاستفادة القصوى من الصيف:

بعد عام دراسي طويل ومُرهِق، من المغري قضاء الصيف في الاسترخاء، ولكنَّ الطلاب الطموحين يستثمرون الصيفَ لفعل شيء جدير بالاهتمام.

لا توجد وصفة محددة؛ إذ يمكنك متابعة أي شيء من شأنه أن يضيف إلى تجربتك كشخص بالغ، ويمكن أن تكون وظيفة أو فصل تدريبي أو مغامرة ترفيهية أو رحلة إلى الخارج، وقد ترغب في التطوُّع في منظمة محليَّة أو بدء مشروع مع الأصدقاء، ومهما كان ما ستختاره، ففكِّر في الأمر من منظور التطور الشخصي.

إقرأ أيضاً: كيف تستعد للصيف؟

التحضير للجامعة في الصف الثالث الثانوي:

1. درجات الصف الثالث الثانوي:

فيما يتعلق بطلبات الالتحاق بالجامعة، تُعَدُّ درجاتك في الثالث الثانوي هامة للغاية، وسيولي مستشارو القبول في الجامعة أكبرَ قدرٍ من الاهتمام لأدائك الأكاديمي في الصف الثالث الثانوي؛ وذلك لأنَّك تمتلك في هذه المرحلة أحدث المعلومات التي ستشير إلى ما إذا كانت درجاتك تزداد أم تتناقص.

يعاني العديد من الطلاب من الانتقال إلى المدرسة الثانوية؛ والذي يتزامن مع سنوات المراهقة المبكرة المتقلبة، وربما تكون في الصفين الأول والثاني الثانوي ما تزال تبحث عن طريقك كطالب، وإذا حصلتَ على درجات دون المستوى، فلا تقلق، سيبقى لديك الوقت لتحسين معدلك في السنوات القادمة.

يتطلَّع مستشارو القبول في الجامعة إلى معرفة أنَّك اكتشفت ذلك بحلول الصف الثالث الثانوي، وأنت الآن أكبر سناً قليلاً ويجب أن تكون قد تعلَّمت بعض مهارات الدراسة القيِّمة لتصبح طالباً جيداً، ولديك هدف الالتحاق بالجامعة لتحفيز نفسك على التفوق.

من الهام أن تستفيد من هذا العام بدراسة مواد صعبة وإثبات أنَّك تسعى جاهداً إلى تحقيق النجاح كطالب، وسيبحث مستشارو القبول عن تزايد في درجاتك، وعندما تقدم طلبات الالتحاق بالجامعة العام المقبل، ستخضع درجات الصف الثالث الثانوي إلى أكبر قدر من التدقيق.

2. اختبار سات التمهيدي (PSAT):

لا يتضمَّن طلب الالتحاق بالجامعة نتائجَ اختبار سات التمهيدي؛ لذلك ليس لديك ما تخسره في هذا الاختبار التدريبي، لكن توجد العديد من الأسباب الوجيهة لإجراء هذا الاختبار في الصف الثالث الثانوي.

يُعَدُّ اختبار سات (SAT) واختبار إيه سي تي (ACT) من الاختبارات الصعبة للغاية، وستكون ممتناً إلى أنَّك خضتَ هذه التجربة، وسيؤدي إجراء تلك الاختبارات إلى تقليل ضغوطات الدراسة لامتحانات الصف الأخير من المرحلة الثانوية، كما أنَّ التوتر يجعل من الصعب الاحتفاظ بالمعلومات والأداء الجيد في الاختبارات.

إذا كانت نتائجك جيدة في اختبار سات التمهيدي (PSAT)، فقد ترغب في التسجيل في اختبار سات أو اختبار إيه سي تي في ربيع العام الجديد، ويمنحك ذلك الوقتَ لإعادة إجراء أي من الاختبارين في الصف الأخير من المرحلة الثانوية إذا شعرت بالحاجة.

يمكنك استخدام درجاتك في اختبار سات التمهيدي لمعرفة الجامعات التي يمكنك والتي لا يمكنك الالتحاق بها، وتنشر جميع الكليات ملفات تعريف وتذكُر المعدل ودرجات اختبار الطلاب المستجدين، فاستخدِم هذا لتحديد ما إذا كانت الكلية ستكون مناسبةً لك؛ ممَّا يعني أنَّه يجب أن تتطابق درجاتك ونتائج الاختبار مع درجاتها.

3. الانضمام إلى دروس صعبة:

يُعَدُّ الحفاظ على درجاتك عاليةً أمراً هاماً، لكن لا تنضم فقط إلى الفصول الدراسية السهلة؛ إذ يجب عليك أن تثبت أنَّك تتحدى نفسك، وحاوِل دراسة المواد الصعبة، وأَجرِ اختبار المستوى المتقدم (AP) ودورات أخرى عالية المستوى.

في هذه الأيام يحصل المزيد من الطلاب على اعتمادات جامعية (college credit) بينما هم ما يزالون في المدرسة الثانوية، وستُترجَم النتيجة الجيدة في امتحانات المستوى المتقدِّم إلى اعتماد جامعي، وتمتلك العديد من المدارس أيضاً برامج مع جامعات محلية تسمح للطلاب بأخذ دورات جامعيَّة فعلية.

إذا كان في إمكانك الالتحاق بهذه الدورات في الصف الثالث الثانوي، فستكون لديك ميزة لإضافتها إلى طلب الالتحاق بالجامعة، ويُعَدُّ هذا الأمر ذا قيمة خاصة إذا حصلتَ على درجات عالية في اختبارات المستوى المتقدم؛ إذ يُظهِر أنَّك تمتلك بالفعل مهارات القراءة والكتابة والتفكير النقدي المطلوبة لمستوى الجامعة.

شاهد بالفديو: 6 عادات يمارسها الأشخاص الذين يتقنون التعلُّم

4. النشاطات الخارجية:

النشاطات اللا منهجية هامة، لكن لا ينبغي أن تأتي على حساب الدرجات، ومن الهام وضع جدول متوازن يمكنك التعامُل معه، ومن الجيِّد أن تكون قد اكتشفتَ طريقة تحقيق هذا التوازن في السنوات السابقة.

يُعَدُّ الصف الثالث الثانوي وقتاً جيداً للتوسُّع في مشاركتك اللا منهجية واستكشاف فرص القيادة، وسيتأثر القبول الجامعي في الأدوار القيادية.

ليس عليك أن تكون الأفضل في أمر ما لتكون قائداً، فربما لستَ جيداً بما يكفي لتكونَ قائد فريق كرة السلة؛ لكن توجد الكثير من فرص القيادة الأُخرى المُتاحة.

ابحَث عن النوادي الطلابية أو العمل التطوعي في المنظمات المحليَّة أو اتِّحاد الطلاب، وقد ترغب حتى في افتتاح النادي الأكاديمي أو الرياضي أو الثقافي الخاص بك، أو تنظيم مشروع لجمع التبرعات لقضية محليَّة، والأمر الهام هو أن تكون مبدعاً وتأخذ زمام المبادرة.

يُعَدُّ الصف الثالث الثانوي أفضل فرصة لك لإظهار أنَّك كبرتَ وانتقلتَ من مرحلة الطالب المراهق إلى القائد الشاب البالغ.

5. اللغة الأجنبية:

اللغة الأجنبية تحتل مكانة فريدة في الأوساط الأكاديمية، فهي مطلب أساسي للمدرسة الثانوية، لكن من حيث القبول في الجامعة يمكن أن تعني أكثر من ذلك بكثير، فهي تُشير إلى أنَّه يمكنك إتقان موضوع صعب وأنَّك تهتم بثقافة مختلفة وتفهمها.

قد يكون تعلُّم لغة أجنبية أمراً مُحبطاً للغاية، ولا سيما في الفصول الدراسية، لكن عندما تلتزم بتعلُّمه ستكون سعيداً لأنَّك فعلتَ ذلك، ويجعل إتقان اللغة طلب التحاقك بالجامعة متميزاً وسيخدمك لاحقاً في الحياة؛ ممَّا يفتح فرص العمل أمامك.

تتطلَّب العديد من المدارس الثانوية والكليات خبرةً في اللغة الأجنبية لمدَّة سنتين أو ثلاث سنوات فقط، وعلى الرغم من أنَّ هذا هو الحد الأدنى، فمن الأفضل دائماً دراسة المزيد، وسيرى الطلاب الذين يطمحون حقاً إلى الالتحاق بالجامعة هذه فرصةً سهلةً لتعزيز سجلهم الأكاديمي، وسيتعيَّن عليك الاستمرار في دراسة لغة أجنبية بمجرد وصولك إلى الجامعة؛ لذلك يجب عليك ممارستها باستمرار. 

من الأفضل أيضاً الالتزام بلغة واحدة والتعمُّق فيها قدر الإمكان، ولا تنتقل من لغة إلى لغة فمن المُحتمل أن تكون التجربة مُحبطة ولن تتذكرها بعد سنوات. ترغب الكليات في رؤيتك تتقدَّم في دراستك على مسار خطِّي، وحتى لو لم تكُن اللغة شائعة مثل الإسبانية أو الصينية، فإنَّ الوصول إلى السنة الثالثة أو الرابعة سيُظهِر أنَّك حققتَ مستوى من الإتقان في هذا الموضوع.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح تساعدك على تعلّم اللغات الأجنبية بسهولة

6. اختبار سات (SAT) وإيه سي تي (ACT):

غالباً ما يربط الناس اختبار سات وإيه سي تي بالصف الأخير من المرحلة الثانوية، ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ العديد من الطلاب يُجرون هذه الاختبارات في ربيع الصف الثالث الثانوي، فالقيام بذلك سيمنحك العديد من المزايا.

تماماً مثل درجة اختبار سات التمهيدي (PSAT) الخاصة بك، فإنَّ معرفة طريقة أدائِك في الامتحانات ستمنحك فكرةً أفضل عن المكان الذي ستكون موجوداً فيه والكليات التي يمكنك الالتحاق بها، وعندما تبدأ بالبحث عن الجامعات، ستعرف كيف ستتميَّز عن بقية الطلاب الجدد. 

إذا لم تحصُل على نتيجة جيِّدة في الصف الثالث الثانوي، فيمكنك الاستفادة من الربيع والصيف للدراسة، وتوجد العشرات من الكتب والفصول التحضيرية الخاصة بهذه الاختبارات؛ إذ يقضي بعضُ الطلاب شهوراً في الدراسة تحديداً لهذه الاختبارات، وإذا أجريتَ الاختبار مبكراً، فمن المُحتمل أن يقلَّ شعورك بالقلق بشأن العملية برمتها.

7. البدء بالبحث عن الجامعات:

قد تشعر بأنَّ لديك الكثير من الوقت، ولكنَّ البحث عن الجامعة المناسبة عملية طويلة ومعقدة، ولكي تمنح نفسك مُتَّسعاً من الوقت، ابدأ البحث في الصف الثالث الثانوي، إن لم يكُن قبل ذلك.

أَجرِ بعض الأبحاث عبر الإنترنت؛ فهي طريقة سريعة وسهلة لتعلُّم أساسيات كل جامعة، وإذا أثارَ الأمرُ اهتمامَك، يمكنك طلب المزيد من المعلومات التي سترسلها إليك الجامعة عبر البريد الإلكتروني.

ركِّز في تطوير معاييرك الخاصة في أثناء البحث عن جامعات مختلفة؛ هل تريد الالتحاق بجامعة كبيرة أم صغيرة؟ ما المواضيع التي تهمُّك؟ حتى إذا كنتَ تريد حقاً السفر بعيداً عن المنزل، فتحقَّق ممَّا هو متاح في بلدك.

إذا كنتَ قد أجريتَ بحثك خلال المرحلة الإعدادية، فستكون جاهزاً لزيارة بعض الجامعات في الصيف التالي، ولا ينبغي زيارة الحرم الجامعي لمعرفة ما إذا كنتَ ستُحبُّ الجامعة؛ وإنَّما عليك معرفة ذلك قبل الزيارة، فأَجرِ أبحاثك حتى تكون مستعداً لطرح أسئلة مُفصَّلة عندما تكون هناك، وإذا أُتيحَت الفرصة للقيام بالرحلة في وقت مبكر، فافعَل ذلك.

سيوفِّر عليك بدء البحث عن الجامعة مبكراً قدراً كبيراً من التوتر الذي سيواجهك فيما بعد، فابدأ بقائمة الجامعات التي تعجبك، ويجب ألَّا تزيد عن 25 أو 30 جامعة، وحاوِل الاحتفاظ بالقائمة ضمن هذا النطاق، وفي النهاية ستختزل القائمة إلى عشر جامعات، لكن في الوقت الحالي لا بأس في إبقاء نطاق البحث واسعاً.

8. الاستعانة بمستشاري التوجيه:

اجلس مع مستشار التوجيه الخاص بك في وقت ما خلال الفصل الدراسي في الربيع، واحرص على استيفاء جميع متطلبات الشهادة الثانوية العامة الخاصة بك، وإذا كان يوجد أي شيء لا تفهمه، فلديك وقتٌ في الصف الأخير من المرحلة الثانوية.

يمكن أن يُمثِّل مستشار التوجيه الخاص بك قيمةً لا تُقدَّر بثمن لمساعدتك على البحث عن الجامعة المناسبة، وإذا كنتَ قد أجريتَ بالفعل بعض الأبحاث وبدأت بقائمة الجامعات، فأَحضِر هذه القائمة إلى اجتماعك مع المستشار، ومن المفيد دائماً أن تكون لديك تفاصيل، وسيساعدك مستشارك على تقدير مزايا الجامعات المُختلفة والتأكُّد من أنَّك تتعامل مع العملية بطريقة بنَّاءة.

إذا لم تكُن قد فعلت ذلك بالفعل، يمكنك أن تسأل مستشارك عن اختبار المستوى المتقدِّم (AP) وفصول ما قبل الجامعة، ويمكن أن تكون هذه طريقة رائعة للحصول على الاعتماد الجامعي مُبكراً، وستكون لدى مستشارك كل المعلومات الضرورية المُتاحة بسهولة.

9. الاستفادة من الصيف:

استفِد من الصيف بعد الصف الثالث الثانوي بحكمة، وخطِّط إلى بعض الرحلات لزيارة الحرم الجامعي، وربما تحصل على وظيفة أو تطوُّع، واحضَر ورشةَ عمل أو معسكراً صيفياً أو سافِر إلى مكان ما، ومهما كان الأمر، ففكِّر في الطريقة التي ستساهم بها في تجربتك كطالب شاب وقادر في العالم.

استفِد من هذا الوقت للدراسة من أجل اختبار سات (SAT) أو اختبار إيه سي تي (ACT)، بالإضافة إلى مواصلة البحث في الجامعات المختلفة، وعندما تبدأ الصف الأخير من المرحلة الثانوية، ستنشغل بالواجبات المدرسيَّة والنشاطات المختلفة، ومع حلول هذه المرحلة ستتسارع عملية تقديم الطلبات إلى الكلية بصورة كبيرة، وفي الوقت الذي يبدأ فيه العام الدراسي للصف الأخير من المرحلة الثانوية، ستكون مستعداً، فالجامعة قاب قوسين أو أدنى.




مقالات مرتبطة