صفات ومهارات ترفع مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً

يميل الإنسان بفطرته السوية إلى أن يكون محبوباً ومقبولاً من قِبل المحيطين به، إنَّه نوع من السلوك الغريزي يوجِّهه نحو القيام بتصرفات تجعل من رفقته ومشاركته مراحل الحياة شيئاً مفضلاً من قِبل الآخرين عموماً ودائرته المقرَّبة خصوصاً، ومع إدراك الإنسان لأهمية وجوده في الحياة والدور الذي يمثله والرسالة التي يؤديها تتعاظم أهمية كونه اجتماعياً ومحبوباً؛ لذا انصب اهتمام معظم البشر على تصدير صورة إيجابية عن أنفسهم تكسبهم مكانة اجتماعية مرموقة واحترام الناس، إلا أنَّ الجزء الغالب منهم فشل.



إذا كنت من الفئة التي تطمح إلى ذلك وتواجه صعوبة في تحقيقه، نقدم لك في هذا المقال بعض الصفات والمهارات التي ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً.

صفات ومهارات ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً:

اختر شخصاً تعرفه يتمتع بمكانة اجتماعية ويحبه الآخرون، وسوف تجد بأنَّه يتمتع بهذه الصفات والمهارات:

1. الذكاء العاطفي:

قد تسأم من رؤية مصطلح الذكاء العاطفي في كل نصيحة تخص الكائن البشري، إلا أنَّ هذه الصفة أثمن وأكثر مفعولاً من أن يتم حصرها بوصفها واحدة من الصفات والمهارات التي ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً، ويمكن تصنيفها بأنَّها جوهر النجاح الاجتماعي للإنسان كونها تحقق ما يأتي:

الذكاء العاطفي يساعد الإنسان على فهم مشاعره وتصنيفها:

ومن ثمَّ فإنَّه يكون واعياً لما يشعر، وإذا ما تساءلت عن علاقة هذا بمحبة الآخرين واحترامهم فسنجيب عبر المثال الآتي: "إذا ما قمت أنت وصديقك بتقديم سيرتكما الذاتية المتقاربة إلى جهة موظِّفة وتم قبول صديقك ورفضك، فأنت بلا شك ستشعر بمشاعر سلبية نوعاً ما، بالتأكيد ستفرح لصديقك إلا أنَّك ستأسى على نفسك كونك رُفضت؛ إنَّها مشاعر الغيرة".

بعض الناس قد يتخذ موقفاً عدائياً تجاه صديقه على الرغم من أنَّ الأخير ليس مذنباً بما حدث، وبعضهم الآخر لن يفعل ذلك؛ بل سيذم نفسه ويجد أنَّه صديق سيئ لمجرد إحساسه بالغيرة، ولكنَّ الذكاء العاطفي يا صديقي سيسمح لك بإدراك شعورك وتعريفه وتحديد سببه والتسامح مع نفسك، كون المشاعر غير قابلة للتحكم بها. إلا أنَّ سلوكك يمكن السيطرة عليه، فلا تقم بتصرفات تسيء إلى العلاقة بينكما، وهنا ستسمو في عين نفسك وفي عين صديقك وستكسب المزيد من محبته واحترامه.

الذكاء العاطفي يحول ردود فعلك إلى استجابات:

فإذا امتلكت مهارات الذكاء العاطفي فإنَّك عند استقبال البريد الإلكتروني لن تغلق شاشة حاسبك المحمول بعصبية وتصرخ في وجه صديقك الذي تم قبوله في العمل وتخرب عليه فرحه بقولك "بماذا أنت أفضل مني ليتم اختيارك ورفضي؟"؛ بل ستهدئ نفسك وتتمنى له التوفيق والنجاح مدركاً بأنَّ لكل إنسان نصيبه في الحياة، وربما تخبئ لك الأيام فرصة أفضل.

الذكاء العاطفي يساعدك على فهم مشاعر الآخرين كونك قادراً على فهم شعورك:

وفي المثال السابق ستضع نفسك مكان صديقك وتتخيل لو تم قبولك ورفضه، فأي شعور بالحرج أو التردد في إظهار الفرح سينتابه خوفاً من جرح مشاعرك، وهنا ستقول له "مبارك لك، أنت تستحق هذه الفرصة وجدير بها، ادعني إلى الغداء لنحتفل"، وهنا ستكسب محبة صديقك والغداء أيضاً.

الذكاء العاطفي يساعدك على إنشاء تواصل فعال مع الآخرين:

كونك تستطيع فهم مشاعر ودوافع وتفكير الطرف الآخر، فإنَّك ستكون قادراً على إدراك الطريقة الأنسب للتواصل معه والمفردات الأجدى في التحدث إليه.

إقرأ أيضاً: الذكاء العاطفي وأهميته في العلاقات مع الآخرين

2. الاستماع الجيد:

تصنَّف مهارة الاستماع أو الإصغاء ضمن الصفات والمهارات التي ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً، ففي كثير من الأحيان يحتاج الطرف الآخر منك أن تكون منصتاً إليه، وهذا يجعله يستفيض في طرح رأيه أو مشكلته، وهذا بدوره يتيح لك فهم أبعاد الموضوع بوضوح، ومن ثمَّ إعطاء الرأي أو القيام بالتصرف الأنسب، أو فقط الاكتفاء بالاستماع لهذا التفريغ الذي بثه لك صديقك أو ابنك أو موكلك أو تلميذك.

تخيل أنَّك تتحدث لشخص عن موقف ما أزعجك وقام الأخير باستخدام هاتفه المحمول أو مقاطعتك لسؤالك من أين اشتريت قميصك أو ضبطته شارداً في عالم آخر، كيف سيكون شعورك؟ أن تكون مستمعاً جيداً يعني أن تصغي لا أن تصمت فقط، وأن تشير بلغة جسدك إلى اهتمامك وتركيزك مع المتحدث، ومن ثم التعبير عن رأيك حين يحين دورك أو يطلب منك.

3. عدم إطلاق الأحكام أو التعميم:

لا تستهن بهذه الصفة ودورها في التأثير في شخصيتك الاجتماعية؛ وذلك لأنَّها من أهم الصفات والمهارات التي ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً، فإذا كنت محامياً هل ستعبِّر عن كثرة حالات الطلاق بين الشباب التي ترد إليك وتقول: "جيل سخيف وسطحي"؟ وهل تستطيع أن تطلق صفة على ملايين الأشخاص ضمن فئة عمرية محددة؟ وهل تعرُّضك للنشل في "نيويورك" يعني أنَّ جميع سكان المدينة نشالون؟

يدل التعميم على ضعف في المحاكمة المنطقية للأمور وكذلك إطلاق الأحكام، فإذا ما وعدك صديقك بأنَّه سيأتي إليك مساءً ليقرضك المبلغ الذي طلبته ثم تخلَّف عن موعده فستحكم عليه بأنَّه مخادع، لكن قبل أن تقول هذا وتتحدث به أمام الآخرين فكر في نفسك بأنَّه ربما قد حدث معه شيء أعاقه عن الحضور.

في الحقيقة عدم إطلاق الأحكام على ما يظهره الآخرون ما هو إلا تطبيق للحديث الشريف: "التمس لأخيك سبعين عذراً"؛ لذا حاول دائماً أن تبرر للغائب سبب غيابه، وتوضح لمحدِّثك وجهة نظر الطرف الآخر التي قد تغيب عن ذهنه، وستجد نفسك محاطاً بالناس ومحبوباً كونك تحسن الظن دائماً.

4. الإيجابية والتفاؤل:

التفاؤل من الصفات والمهارات التي ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً، فهل تحب مجالسة المتشائمين المتطيرين الذين يشعرونك بأنَّ الحياة مليئة بالكوارث والمصائب؟

إنَّ التفاؤل والتفكير الإيجابي نابعان من حسن الثقة بالله، فإذا ما بكى أخوك بسبب رسوبه فأخبره بأنَّ هذا اختبار حياتي يريد الله به خيراً، وربما رسوبه أفضل من حصوله على علامات لا تؤهله لدراسة الفرع الذي يحب، وإذا ما حزن جارك على فراق ابنه الذي سافر للعمل في الخارج فأخبره بأنَّه يؤسس لحياة مهنية ناجحة وأنَّ الله سيتعهده برحمته وعطفه ويهوِّن عليه غربته.

شاهد بالفديو: 7 طرق لتبنّي التفكير الإيجابي كمنهج حياة

5. الابتعاد عن اللوم والشماتة، والعفو عند المقدرة:

من الصفات والمهارات التي ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً نذكر التسامح والعفو، فمثلاً إذا ما تجاهل مديرك تحذيراتك من القيام بخطة تسويقية معينة وقام بها وفشلت، إياك أن تشمت به أو تلمه على تجاهل رأيك، فإنَّه في قرارة نفسه نادم فلماذا تريد إشعاره بانكساره وانتصارك؟ إنَّك بذلك تمحي محبتك من قلبه بكلماتك.

إذا ما أصر طفلك على الركض في طريق وعر على الرغم من تحذيرك له ثم سقط أرضاً وتألم إياك أن تقول له: "أنت تستحق، ألم أحذرك من الركض؟"، فهو قد تعلَّم من خطئه بنفسه، وإذا ما جاءك شخص قد أساء إليك في الماضي معتذراً، فتقبَّل طبيعة البشر الخطَّاءة وافتح للغفران باب قلبك، وهنا ستُفتح لك أبواب قلوب الآخرين.

6. تقبُّل الآخر:

يوجد عدد لا نهائي من نقاط الاختلاف بين البشر، ويوجد آلاف البشر لا يعبدون ما تعبد ولا يعتقدون بما تعتقد ولا يستسيغون ما تستسيغ، فهل يعني ذلك إشهار السيف في وجوههم أو تجاهل وجودهم في الحياة؟

يُعَدُّ التقبل من أهم الصفات والمهارات التي ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً؛ وذلك لأنَّه ينطوي على التعامل بإنسانية مع الآخرين بصرف النظر عن دينهم أو عرقهم أو لونهم أو خلفياتهم الثقافية وانتماءاتهم السياسية وتقسيماتهم الطبقية.

7. الابتسامة:

إنَّ الابتسامة مفتاح الدخول إلى القلوب، والابتسامة من أسهل الصفات والمهارات التي ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً، فابتسم في وجه جارك وأنت تلقي تحية الصباح، وابتسم في وجه مديرك والبقال وعامل النظافة والعصافير، وابتسم في وجه والديك وأبنائك وزوجتك.

8. اللطف:

اللطف من الصفات والمهارات التي ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً، ويمكن تجسيده في قول العبارات المحببة التي نرغب جميعاً أن نسمعها مثل: "شكراً، من فضلك، أعتذر"، فأجلس المسنين مكانك في الحافلة، واشترِ الحلوى والبالونات لأطفال الحي، وساعد جارك على حمل الأغراض التي اشتراها من السوبر ماركت.

9. محبة الآخرين واحترامهم:

وفق مبادئ الكارما فإنَّ كل ما تقدمه للحياة ستعيده إليك بطريقة أو بأخرى، فإذا ما أردت محبة الناس فأحببهم، وإذا ما أردت احترام الناس فاحترمهم، ولا تقل هذا سمج وهذا متعجرف وهذا رأسه مربع وأنا لا أحب الرؤوس المربعة.

إياك أن تسمح إلا لمشاعر المحبة أن تملأ قلبك وروحك؛ وذلك لأنَّ الله هو المحبة المطلقة، والحب والتعبير عنه من أهم الصفات والمهارات التي ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً، فلا يكفي الشعور بالحب فقط؛ بل التعبير عنه واجب وضرورة لكل من نكن لهم هذا الشعور.

إقرأ أيضاً: قواعد مهمة لاحترام المساحات الشخصيَّة للآخرين

10. الابتعاد عن الظلم:

إنَّ العدالة وقول الحق من الصفات والمهارات التي ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً، فالناس لا يحبون من يأكل مال اليتيم، أو يشهد زوراً في المحكمة، أو من يسرق جهد زميله وينسبه إلى نفسه مهما كانت الأسباب والمغريات.

في الختام:

إنَّ الصفات والمهارات التي ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً كثيرة وعديدة، ويمكن استخلاصها من صفات الأنبياء وتعاليم الأديان السماوية التي بُعثت لتُوجِّه السلوك البشري نحو المزيد من الرحمة والتعاطف والتسامح والمحبة، ونأمل أن نكون في مقالنا هذا قد وُفقنا في إرشادك نحو أبرز الصفات والمهارات التي ترفع من مكانتك الاجتماعية وتجعلك محبوباً في محيطك.




مقالات مرتبطة