أولًا: نصائح لتزيد من ثقتك بالله سبحانه وتعالى
- على المؤمن أن يعلم علم اليقين بأنّ الله قدّر له رزقه في الدنيا، ولن يمنعه أي شيئ من الحصول على هذا الرزق، وأنّ عليه أن يسعى ويبذل كل جهده ليحصل على هذه الأرزاق مع التوكل الكامل على رب العالمين، وهذا ما جاء في آيات القرآن الكريم حيثُ قال الله تعالى (إنّ الله هو الرّزاق ذو القوة المتين)، كما وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف (لو أنّكم تتوكلون على الله تعالى حقّ توكلهِ لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خِماصًا وتروح بطانًا).
- لكي يزيد الإنسان المؤمن من ثقته بربّ العالمين، عليه أن يؤمن بفكرةٍ مهمة، وهي أنّ كل المحن والمصائب التي يعيشها في حياتهِ، هي عبارة عن أقدار مكتوبة من الله تعالى، وعليهِ فقط عند وقوع هذهِ الأقدار أن يصبر ويتحمّل ويشكر الله على كل حال، وبذلك سيحصل على أجرٍ وثوابٍ مضاعف من رب العالمين، حيث قال الرسول الكريم محمد عليهِ الصلاة والسلام في حديثهِ الشريف: (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليُصيبكَ).
- على المؤمن أن يواظب على تقديم الطاعة لرب العالمين، والإخلاص لمحبة الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، والمواظبة على القيام بالأعمال الصالحة التي تمنحه المزيد من الحسنات والأجر العظيم، وذلك لكي يتقرّب أكثر من رب العالمين وينال رضاه عنه في الدنيا والأخرة، حيث قال الله تعالى في آياتهِ الكريمة: (والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عند ربكَ ثوابًا وخيرٌ أملًا).
- ابتعاد المسلم المؤمن عن كل الملذّات التي نهى عنها الله تعالى، والحرص على أداء العبادات المفروضة، والابتعاد عن رفاق السوء الذي يجرونه للمعاصي وللقيام بالأفعال السيئة.
- يستطيع الإنسان أن يتقرّب من الله تعالى ويزيد ثقته به، من خلال تذكرهِ للمواقف الصعبة التي حدثت معه أو مع أي أحدٍ كان، وكيف استجاب الله لدعائهِ عندما طلب منه المساعدة وأنجاه من الوقوع بالأذى والضرر.
- ليزيد الإنسان من ثقته برب العالمين وقدرتهِ على القيام بأعمالٍ لا يستطيع الإنسان ولا أي مخلوق في هذا الكون أن يقوم بها، عليه أن يتعرّف على قصص الأنبياء والصالحين، وكيف استطاع الله أن يُنجدهم من كوارث ومصائب كبيرة، فقط بسبب إيمانهم القوي بقدرة الله تعالى وبالقضاء والقدر، وكنماذج من هذهِ القصص يُمكن العودة إلى قصص الأنبياء كقصة سيدنا يونس عليهِ السلام الذي التقمهُ الحوت، وقصة سيدنا إبراهيم الذي نجاه الله من النار، وقصة ميلاد السيد المسيح عليهِ السلام، وكيف برأ الله تعالى مريم العذارء، وكيف نجّى الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام وقومهِ من موتهم على يد فرعون.
ثانيًا: إرشادات ونصائح مهمّة لتقوّي صلتك بالله تعالى
1- قراءة القرآن الكريم:
لا شيئ من الممكن أن يُقوّي من صلة الإنسان المؤمن بربّ العالمين أكثر من قراءة القرآن الكريم، والتمعّن بكل الأحداث والأخبار التي يحتويها، وذلك لأخذ العبرة والحكمة منها، بالإضافة إلى أنّ القرآن الكريم يُعزّز من محبّة العبد لله سبحانهُ وتعالى، ويزيد من إيمانه وتعلقهِ بهِ.
2- أداء الصلاة في وقتها:
إنّ الصلاة تعتبر من أركان الإسلام الأساسيّة التي حثّ الله تعالى كل مسلم على أدائها في وقتها المناسب ودون أي تأخير، وذلك لأنّ الصلاة تقرّب المؤمن من رب العالمين وتجعلهُ يستجيب لهُ كل ما يتمناه.
اقرأ أيضاً: الفوائد الصحيّة والنفسيّة التي تمنحُها الصلاة للإنسان
3- الدعاء لرب العالمين:
لكي يتقرّب الإنسان المؤمن إلى رب العالمين عليه أن يواظب على التوجّه له بالدعاء الصالح كل يوم، هذا الدعاء الذي يبثّ الطمأنينة والراحة في قلب المسلم، ويُبعد عنه كل مشاعر التعب والإرهاق الناتج عن مشاكل وصراعات الحياة اليوميّة.
اقرأ أيضاً: أدعية لتفريج الهموم
4- التحلّي بالأخلاق الحميدة:
إنّ الأخلاق الحميدة هي كالتاج الثمين الذي يوضع على رأس كل إنسان مؤمن ومُحبّ لله سبحانه وتعالى، وهو الوسيلة التي تقربهُ من رب العالمين وتجعله يستجيب له كل أدعيتهِ، لهذا على المؤمن أن يتحلى بكل الأخلاق الحميدة التي أوصى الله بها كالصدق، الأمانة، الإخلاص، الإلتزام، الوفاء بالعهود، وبر الواليدن، والابتعاد عن كل المعاصي التي نهى الله عنها كشرب الخمر، الميسر، الزنا، الربا، السرقة، تناول لحم الخنزير، الكذب، وإلحاق الضرر والأذى بالأخرين.
5- التقرّب من الأشخاص الصالحين:
لتزيد من إيمانك برب العالمين، عليك أن تسعى للتقرب من الأشخاص الصالحين، الذين يُساهمون في تعزيز فكرة الإيمان داخلك، وأن تبتعد عن مرافقة الأشخاص السيئين الذين لا يؤمنون بالله، ولا يقومون بالعبادات اليوميّة.
6- المواظبة على عمل الخير:
إنّ عمل الخير يُعتبر من أهم الوسائل التي تساعد في تقريب الإنسان المؤمن لرب العالمين لينال المزيد من الأجر والثواب العظيم، لهذا يجب على المؤمن أن يواظب على عمل الخير يوميًا، كتقديم العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين، العناية بالمرضى والمُسنين، ودعم الجمعيات الخيريّة والتصدق لها بشكلٍ دوري.
اقرأ أيضاً: عمل الخير وآثاره الإيجابية على الفرد والمجتمع
7- أداء صلاة النوافل:
وهي من أهم العبادات والطاعات التي تقرّب الإنسان من الله سبحانه وتعالى، ليحصل على ثوابٍ مضاعف، وهذه الصلاة تساعد على تسهيل أمور الإنسان في الحياة، وتبعد عنه الأمراض والمشاكل.
8- عقد النيّة:
عند إقدام الإنسان المسلم على أي عملٍ كان، عليهِ أن يعقد النية الصالحة التي تساعدُ على التقرب من الله تعالى، وتدفعه للعمل بجدٍ واجتهاد أكثر وأكثر، حيثُ قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).
ثالثًا: آيات قرآنية تدلّ على أهمية الثقة بالله سبحانهُ وتعالى
- قال الله سبحانهُ وتعال: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ).
- قال الله سبحانهُ وتعالى: (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِن ْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ، قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ).
- قال اللهُ سبحانهُ وتعالى: (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).
- قال اللهُ سبحانهُ وتعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرا).
- قال اللهُ سبحانهُ وتعالى: (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم).
- قال الله سبحانهُ وتعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ).
- قال اللهُ سبحانهُ وتعالى: (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
- قال اللهُ سبحانهُ وتعالى: (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ).
- قال اللهُ سبحانهُ وتعالى: (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ).
- قال اللهُ سبحانهُ وتعالى: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).
- قال اللهُ سبحانهُ وتعالى: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
- قال اللهُ سبحانهُ وتعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
- قال اللهُ سبحانهُ وتعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ).
رابعًا: أحاديث نبوية شريفة تدل على أهمية الثقة والتوكل على الله تعالى
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا).
- عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤسنا ونحن في الغار، فقلت يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه، أبصرنا تحت قدميه، فقال: يا أبا بكر، ما ظنك باثنين، الله ثالثهما.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني.
- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أ حد،ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد.
- عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال: كيف تجدك ؟ قال: أرجو الله يارسول الله وأخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا اعطاه الله مايرجو، وأمنه مما يخاف.
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، أطلق ناقتي وأتوكل؟ ،أو أعقلها وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل.
وأخيرًا ما عليك عزيزي إلّا أن تتوكل على الله سبحانه وتعالى، وأن تثق ثقةً كاملة بقدرتهِ الكبيرة التي لا يمتلكها أي مخلوق أو كائن على هذهِ الأرض.
المصادر:
أضف تعليقاً