صفات سلبية لدى الأطفال ونصائح للتعامل معهم

طفلي عنيد، طفلي مشاغب، طفلي عصبي، طفلي خجول وانطوائي، كثيرًا ما تتردد هذه الشكاوي على ألسنة الأمهات والآباء الذين يشعرون بالعجز والاستسلام من تقويم تلك السلوكات والصفات السلبية التي تسيطر على شخصية أطفالهم وتجعلهم أطفالًا مزعجين وغير مستقرين نفسيًا، لهذا سنحاول من خلال السطور التالية أن نقدم لك بعض الوسائل والنصائح الفعالة للتعامل مع الأطفال وتقويم صفاتهم السلبية:



أولًا: نصائح للتعامل مع الطفل المشاغب

يعاني العديد من الآباء من مشكلة التعامل مع طفلهم المشاغب الذي يتصرف بطريقةٍ سيئة وغير منضبطة على الإطلاق، سواءًا في المنزل أو المدرسة أو أثناء اللعب مع أصدقائه، وتشير الدراسات النفسية إلى أن سلوك المشاغبة الذي يقوم به الطفل يكون نتيجة عدة أسباب منها:

  1. محاولة الحصول على اهتمام الأهل ولفت نظرهم.
  2. شعور الطفل بالنقص والحرمان.
  3. العيش ضمن أسرة مفككة ومليئة بالمشاكل والصراعات.
  4. نقص الأمان وشعور الطفل بالغيرة.
  5. مشاهدة الطفل لأفلام العنف.

ولكي تتعامل مع طفلك المشاغب بشكلٍ صحيح يجب عليك أن تقوم بـ:

  1. وضع قواعد محددة وثابتة للتعامل مع الطفل وتحديد الممنوع والمسموح لكي يشعر الطفل بنوعٍ من الاستقرار النفسي بعيدًا عن التشتت.
  2. توجيه العقاب المباشر للطفل في حال قام بارتكاب أي فعل خاطئ، وعدم التساهل معه، لكن دون اللجوء إلى الضرب أو التعنيف.
  3. تنظيم وقت الطفل ووضع برنامج يومي له، كتحديد وقت معين للنوم والاستيقاظ، ووقت معين لتناول الطعام والاستحمام، ووقت معين لمشاهدة التلفاز واللعب.
  4. تجنب الصراخ على الطفل والتحدث معه بصوت منخفض لكي لا يصاب بضعف الثقة بالنفس التي تنعكس على نفسيته سلبًا وتدفعه إلى المشاغبة بغرض إثبات الذات.
  5. يجب على الأهل أن يتحاوروا مع طفلهم بإسلوبٍ بسيط وبلغةٍ واضحة تتناسب مع عقل الطفل وقدرته على الاستيعاب، وتفسير الأمور الخاطئة التي يقوم بها بكل هدوءٍ ومحبة دون أن تشعره بالخوف والرهبة.
  6. يقوم الطفل عادةً بتقليد سلوك أهله وتصرفاتهم، لهذا يجب عليك أن تكون قدوةً حسنةً لطفلك فلا تتصرف أمامه بعدوانيةٍ وعنف، واحرص فقط على التصرف بإيجابية.
  7. يجب على الأهل أن يتعاملوا بصدق مع طفلهم المشاغب، وعدم وعده بأي شيئ ونكث عهدهم فيما بعد، كأن تعده مثلًا بشراء لعبة جديدة له ولكنك في الحقيقة لا تنوي ذلك.
  8. عدم تخويف الطفل ببعض القصص المرعبة وببعض الشخصيات الخرافية والأسطورية لأنَّ هذا الأسلوب ينعكس سلبًا على شخصية الطفل ويزيد سلوكه العدواني.
  9. تشجيع الطفل على ممارسة بعض الهوايات التي تهذب النفس والروح كالموسيقى، والغناء، والرسم، والفروسية ومنعه من مشاهدة أي نوع من الأفلام الكرتونية التي تحرِّض على الشغب والقتال.

ثانيًا: نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

تُعَدُّ صفة العند من أصعب الصفات التي من الممكن أن يتصف بها الأطفال، حيث يعاني الأهل بسببها من فشل القدرة على التواصل الإيجابي مع طفلهم لتوجيهه وإرشاده إلى الطريق الصحيح، وعادةً يكتسب الطفل صفة العند نتيجة عدة أسباب هي:

  1. اتصاف الوالدين أو أحدهما بهذه الصفة السيئة، وتقليد الطفل لهم، باعتبار أنَّ الأهل يكونون عادةً قدوةً لطفلهم.
  2. عدم إشباع رغبات الطفل المنطقية، والتعامل معه بقسوةٍ وتعنيف، واستخدام أسلوب الإيذاء الجسدي والضرب أثناء العقاب.
  3. تلبية كل رغبات الطفل وتدليله بطريقةٍ مبالغٍ فيها، مما يدفعه إلى الشعور بالأنانية الزائدة وحب الذات الذي يجعله عنيدًا ومتسلطًا.
  4. عيش الطفل في أسرةٍ تعاني من بعض الاضطرابات، وفقدانه الحب والحنان، والتمييز بين الأطفال.
  5. تقييد الطفل داخل المنزل وعدم منحه الحرية الكافية في اللعب، مما يجعله عنيدًا ومزعجًا.
  6. إهمال احتياجات الطفل ومشاعره، كأن يبتعد الأهل عن التحدث مع طفلهم، ومناقشته في جميع مشاكله اليومية إن كان في المنزل أو المدرسة، مما يجعله يتبع أسلوب العناد كطريقة للفت الإنتباه.

ولكي تتعامل مع طفلك العنيد بشكلٍ صحيح عليك أن تقوم بـ:

  1. تقوية العلاقة بين الأهل وطفلهم لأنَّه كلما كانت العلاقة قوية بينهم كان طفلهم أكثر تقبلًا لأوامرهم وتوجيهاتهم، كما يجب على الأهل أن يتعاملوا مع الطفل العنيد بإسلوبٍ هادئ بعيدًا عن الصراخ واستخدام إسلوب النهي والأمر.
  2. إفساح المجال للطفل لكي يُعبِّر عن رأيه بأي موضوعٍ كان بحريةٍ تامة لكي يُخرج كل الأشياء المكبوتة من داخله ويشعر بالتحسن والاستقرار النفسي.
  3. عدم المبالغة في توجيهِ الأوامر إلى الطفل، حيث يجب على الأهل أن يتعاملوا بمرونةٍ عند مخاطبة الطفل أو عند طلب أي أمر منه.
  4. التحلي بالصبر والحكمة الشديدة عند التعامل مع الطفل العنيد، وتجنب استخدام الضرب الذي سيزيد من عناد الطفل يومًا بعد يوم.
  5. ضرورة اتباع إسلوب النقاش الإيجابي بين الطفل والأهل، والتعامل معه على أنَّه شخص ناضج وعقلاني.
  6. التعامل مع الطفل العنيد بإسلوبٍ يحفزه على إظهار عاطفته الداخلية الكامنة، كأن تقول له لو كنت تحبني لما اقترفت هذا الفعل، وإن كنت تحبني عليك أن تسمع كلمتي.
  7. اتباع إسلوب الحرمان في حال لم ينفع الكلام معه، لكن بشرط عدم القسوة، كحرمانه مثلًا من المصروف يومًا واحدًا، وحرمانه من مشاهدة التلفاز.
  8. تجاهل بعض التصرفات التي يقوم بها في لحظات عناده، وعدم توجيه أي أوامر له إلى أن يهدأ ويشعر بالراحة والسكينة.
  9. مكافأة الطفل وتقديم بعض الهدايا الرمزية له في حال خفف من عناده وأصبح يسمع الكلام وينفذ الأوامر دون أي تردد لكي تشجعه على الاستمرار بهذا السلوك الإيجابي الجديد.

ثالثًا: نصائح للتعامل مع الطفل العصبي 

يواجه الكثير من الآباء مشكلةً حقيقة في التعامل مع طفلهم العصبي الذي لا يكفُّ عن الصراخ والبكاء لا سيما في حال لم ينفذ الأهل بعض طلباته الخاصة، كشراء لعبة معينة، أوالذهاب في نزهة، أو في حال طلب الأهل منه أن يدرس، أو أن ينام، أو أن يرتب غرفته، وعادةً ما يكتسب الطفل صفة العصبية نتيجة عدة أسباب أهمها:

  1. القسوة في معاملة الطفل، وافتقاره إلى الحب والحنان.
  2. تفريق الأهل بين أطفالهم.
  3. تدليل الطفل بطريقةٍ مبالغٍ فيها وتلبية جميع مطالبه دون دراسة.
  4. التعامل بعصبية مع الطفل.
  5. سلوك الأهل غير المحسوب فيما بينهم، مما ينعكس على شخصية الطفل بشكل سلبي.
  6. مشاهدة البرامج التي تشجع على العنف.
  7. اتباع إسلوب الصراخ عند توجيه الأوامر للطفل.
  8. خلاف الأب والأم وصراخهم على بعضهم البعض أمام الطفل.

ولكي تتعامل مع طفلك العصبي بشكلٍ صحيح عليك أن تقوم بـ:

  1. يجب على الأهل أن يُعبِّروا عن حبهم الدائم لطفلهم لكن باعتدال دون إسرافٍ في المشاعر.
  2. حل المشاكل والخلافات العائلية بعيدًا عن مسامع الطفل، ويُفضَّل مناقشة هذه الأمور عندما يكون في المدرسة.
  3. منع الطفل من مشاهدة الأفلام التي تحرض على العنف والقتال، ومراقبة البرامج التي يتابعها باستمرار.
  4. التعامل مع الطفل العصبي بهدوءٍ وتروي بعيدًا عن العنف والعصبية.
  5. عدم التفريق بين الأخوة والتعامل معهم بعدل.
  6. تشجيع الطفل على المشاركة في الألعاب الرياضية وممارسة بعض الرياضات التي تساعده على تفريغ طاقته ومنحه الهدوء النفسي.
  7. سؤال الطفل بشكلٍ دائم عن كافة المشاعر والأفكار التي تدور داخله بإسلوبٍ سلس.
  8. تجاهل كل الأفعال التي يقوم بها في لحظات عصبيته.
  9. اتباع أسلوب الحوار والنقاش الإيجابي أثناء التعامل معه.

رابعًا: نصائح للتعامل مع الطفل الخجول

يُعَدُّ الخجل الزائد أو ما يسمى بالانطوائية من الصفات السيئة التي يعاني منها الطفل، والتي تجعله يبتعد عن الاختلاط بالناس وإقامة علاقات طبيعية معهم، مما ينعكس سلبًا على شخصيته وطريقة حياته، وعادةً ما يكتسب الطفل صفة الخجل نتيجة عدة أسباب أهمها:

  1. شعور الطفل بشيئٍ من النقص الذي يجعله يرى نفسه أقل من الآخرين ماديًّا، واجتماعيًّا، ودراسيًّا، وموازنة نفسه مع أصدقائه أوحتى عائلته وإخوته.
  2. معاناة الطفل من بعض المشاكل الجسمية الظاهرة، كالسمنة الزائدة والنحافة المفرطة، أو إذا كان من ذوي الإحتياجات الخاصة ويعاني من إعاقة جسدية.
  3. خوف الأهل الزائد على طفلهم وعدم السماح له بالإختلاط مع الآخرين أو بالقيام بأعماله الخاصة دون مساعدتهم.
  4. توبيخ الأهل لطفلهم أمام الآخرين وعدم احترام مشاعره، مما يسبب له الخجل والإحراج وافتقار الثقة بالنفس.
  5. تدليل الأهل الزائد لطفلهم.
  6. عدم السماح للطفل باللعب خارج المنزل مع أصدقائه والذهاب معهم في نزهات ورحلات ترفيهية.

ولكي تتعامل مع طفلك الخجول بشكلٍ صحيح عليك أن تقوم بـ:

  1. دعم الطفل والوقوف بجانبه عندما يتعرض لأي موقف جديد في حياته، ومنحه المزيد من الثقة بالنفس.
  2. عدم حبس الطفل في المنزل أيامًا متواصلة، وتشجيعه على اللعب مع الأطفال في الحدائق العامة، والقيام بالزيارات العائلية، والذهاب أيضًا في رحلاتٍ ترفيهية مع مدرسته.
  3. تشجيع الطفل على قراءة الكتب والروايات والقصص التي تتناسب مع المرحلة العمرية التي يعيشها لأنَّ القراءة تساهم في تعزيز مخيلة الطفل وقدرته على التواصل مع الآخرين بإيجابية والتحاور معهم بشكلٍ صحيح.
  4. دفع الطفل إلى تعلم بعض الرياضات الجماعية التي تساعده على التأقلم مع الآخرين والتحاور معهم ككرة القدم، وكرة السلة، والتنس، وسباق الدراجات.
  5. تشجيع الطفل على المشاركة في الأعمال التطوعية التي تُقام في المدرسة والتي تسمح له بتوسيع علاقاته الاجتماعية عن طريق الاختلاط بالآخرين والتحدث معهم دون خوفٍ أو خجل.
  6. فسح المجال أمام الطفل للتعبير عن مشاعره وأفكاره، وعدم الاستهزاء بها مهما كانت بسيطة.
  7. مدح الطفل أمام الآخرين وتسليط الضوء على النواحي الإيجابية من شخصيته، وغض النظر عن بعض الأمور السلبية.
  8. عدم التعامل مع الطفل الخجول بعصبيةٍ وعنف، وعدم توبيخه على الإطلاق أمام الآخرين في حال اقترف الأخطاء وحتى أمام إخوته.
  9. توجيه بعض العبارات الإيجباية التي تساعد على صقل شخصيته وتنميتها للقضاء على الخوف الذي يعاني منه كأن تقول له أنت قوي، وأنت شجاع، وأنت تتمتع بشخصيةٍ جيدة، وأنت لست خجول، وأنت شخص اجتماعي.

وفي النهاية ما عليك عزيزي القارئ إلَا أن تتقيَّد بكافة النصائح التي قدمناها لك، لتساهم في تقويم شخصية طفلك والقضاء على كل السلوكات الخاطئة التي يقوم بها في حياته اليومية.

 

المصادر:

  1. ابني مشاغب... كيف أتعامل معه؟
  2. أخصائية نفسية تقدم نصائح للتعامل مع الطفل العنيد
  3. كيف أتعامل مع طفلي العنيد والعصبي
  4. نصائح لتقويم سلوك الطفل الانطوائي



مقالات مرتبطة