انعكاسات سلبية على الطرفين:
أشارت دراسة كندية حديثة قام بها باحثون من جامعتي (تورنتو) و(ماكستر) شملت 400 عائلة لديها أطفال تتراوح أعمارهم بين 2- 5 أعوام - إلى امتداد آثار معاملة الأطفال بشكل سلبي، أو بتمييز طفل على آخر، إلى بقية الأطفال في العائلة، علاوة على انعكاس ذلك سلباً على الطفل الذي عُومل بشكل سيئ، كما أكدت تعرض الآباء – الذين يميلون لمعاملة أطفالهم بتمييز – لضغوط نفسية بسبب ذلك.
دوافع كامنة:
لم يقتصر تركيز الدراسات على الآثار السلبية المختلفة على الطفل الذي يعاني من التمييز، لكنها ركزت على بقية أطفال العائلة، وحاولت معرفة الدوافع والأسباب التي قادت الوالدين لهذا النوع من المعاملة، مما مكَّنها من ملاحظة التفاعل السلوكي النفسي لجميع أفراد العائلة (الوالدان، والطفل المعاني من التمييز، وبقية الإخوة ). كما اهتمت الدراسة على نحو خاص بالأم، وقام الباحثون فيها برصد المعلومات عن الأمهات من حيث تعليمهن، وانحدارهن الأسري من عائلات سوية أو غيرها، وإن كُنَّ عانين من ضغوط نفسية في حياتهن الماضية، إضافة إلى معاناة الأسرة ( حالياً ) من صعوبات مادية، أو ضغوط نفسية، أو تعرَّض الأم للإهانة والضرب من قبل الأب.. وكشفت الدراسة أن الأمهات اللواتي عانين من ضغوط أكبر تزيد احتمالية تفريقهن في المعاملة بين أبنائهن، مقارنة بغيرهن من الأمهات، ممن تعرضن لضغوط أقل، لأنهن – نتيجة تراكم الضغوط – يصبحن غير قادرات على التحلي بدرجة الصبر المناسبة مع الأطفال المشاغبين، ما يعني إقدامهن على تعنيفهم، وربما يصلن لمرحلة إيذائهم بدنياً، مما يؤثر سلبياً على الأطفال الذين يعانون من التمييز وعلى بقية الأطفال في الأسرة، علاوة على إصابة أولئك الأمهات بمشكلات نفسية جراء ذلك، كالميل للعدوانية، ونقص التركيز، واضطراب مشاعرهن تجاه بقية الأبناء الذين لم يتعرضوا للتمييز، وكذا لمن حُظِيوا بتمييز إيجابي!
مشاعر سلبية للتمييز الإيجابي!!
أرجع الباحثون اضطراب سلوك الطفل – الذي يحظى بتمييز إيجابي من والديه أو أحدهما دون الآخرين – إلى شعوره بالذنب بسبب التعامل غير العادل، ما يجعل الاضطراب السلوكي لديه بمثابة اعتراض على هذه المعاملة، ورسالةً لا شعورية منه لبقية إخوته، مفادها أنه بريئ ولم يشارك في عملية التمييز ضدهم، الأمر الذي يُمهِّد لمشاعر سلبية خطيرة بين كل أفراد الأسرة.
أسباب التمييز:
هناك بعض الأسباب التي تدفع الآباء إلى الاهتمام بطفل دون آخر تبعاً لعوامل مختلفة منها:
- عمر الطفل.
- معاناة الطفل من مرض مزمن.
وفي حال قام الوالدان بتفضيل الطفل الأصغر سناً، بسبب حاجته لهما، واعتماده بشكل كامل على أمه، فينبغي عليهما إعلام إخوته الأكبر سناً بضرورة توفير الرعاية له حتى يكبر، ويصبح مثلهم، وينطبق الأمر مع الطفل المصاب بمرض مزمن، فلا بد أن يقوم الوالدان بتفسير رعايتهما واهتمامهما الزائد على أنه ناتج عن الظرف الاستثنائي الذي يمر به، وسيتفهم بقية الأطفال وجود الدافع الحقيقي، ولن يشعروا بأي تمييز ممارس ضدهم.
أضرار نفسية سيئة:
تتلخّص أهم النتائج السلبية لمشكلة التمييز في معاملة الأبناء لدى الطفل الذي يتعرض للتمييز في الآتي:
- فقد الثقة بالنفس، والإحساس بالإهمال وعدم القيمة.
- الشعور بالدونية، وأنه أسوة إخوته، من خلال عقد مقارنة بينه وبينهم.
- زيادة فرص وقوعه أكثر من غيره فريسة عادات سيئة عند بلوغه فترة المراهقة، كالتدخين، وإدمان المخدرات، وشرب الكحوليات، وربما التورط في ممارسة أعمال إجرامية كالسرقة، وغيرها من الأفعال.
- اللجوء للخداع والتحايل، والتفكير – أحياناً – بالانتحار.
أضف تعليقاً