سايكولوجيا النجاح المهني والوظيفي: ابدأ من مقابلة العمل

لا شك في أنَّ مقابلة العمل يجب التحضير لها على مستويات عدة، بدءاً من التحضير للمقابلة وانتهاءً بالطريقة التي تتصرف بها خلال المقابلة أو الاجتماع، وقد يكون هناك عدة مراحل قبل الوصول إلى العمل؛ لذا يجب أن يتم التعامل مع كل مرحلة بالشكل المناسب، بصرف النظر عن طبيعة العمل أو طبيعة المقابلة.



لذا سنقدم لك في هذا المقال أهم الخطوات البسيطة والهامة للتعامل مع مقابلة العمل بطريقة تزيد فيها من فرصك في النجاح، من خلال إقناع صاحب العمل أو مسؤول التوظيف بأحقيتك وجدارتك، وأنَّك ستكون إضافة هامة للشركة أو المؤسسة التي ستعمل بها.

أهمية الوصول الباكر إلى مقابلة العمل:

يمكن لنوع أو طبيعة المقابلة أن تفرض عليك سلوكاً معيناً وتحضيراً مختلفاً؛ وهذا يساعدك على الدخول بثقة إلى المقابلة؛ على سبيل المثال، عندما يكون مكان المقابلة خارج المكتب؛ أي في مطعم أو مقهى، من الهام أن تصل قبل القائم على المقابلة؛ وذلك من أجل إعطاء إشارة واضحة عن اهتمامك بالعمل والتزامك به، ومن المفيد أن تقوم بتصفح قائمة الأطعمة والمشروبات المقدمة ومحاولة ما هو مناسب لطبيعة المقابلة، وقد يساعدك البحث المسبق عن الجو الخاص بالمطعم الذي تم اختياره ليكون مكان المقابلة، على معرفة ما يمكن ارتداؤه من ملابس تتناسب مع المكان.

التأكد من التجهيزات التقنية قبل مقابلة العمل:

عندما تكون المقابلة من خلال الهاتف أو عبر شبكة الإنترنت، يجب عليك أن تتأكد من وجود التغطية المناسبة في المكان الذي تود إجراء المقابلة فيه، كما ينبغي عليك انتقاء غرفة هادئة بعيدة عن الضجيج وعن احتمالية المقاطعة ودخول أحد الأشخاص فجأة؛ لذا قد يكون من المفيد إخبار أفراد العائلة بذلك، ولا يضر أن تقوم بقفل باب الغرفة من الداخل، لنفي احتمالية أيَّة مقاطعة غير مقصودة.

ما هي أفضل طريقة لتلافي الارتباك في مقابلة العمل؟

قد تقول لنفسك إنَّك سيئ في مقابلات العمل، وقد تكون مرتبكاً أو خجولاً أو قليل الثقة بنفسك، كما قد يكون صوتك ضعيفاً أو قوياً أكثر من اللازم، وقد تشعر بالقلق خلال المقابلة، وتشعر بأنَّك تريد الانتهاء فقط، فلا عليك، فهذا أمر عادي لأنَّ له حلاً بسيطاً جداً.

فإنَّ كل هذه المخاوف أو المشكلات قد تكون موجودة في المقابلات الأولى، لكن مع تكرار المقابلات سوف تقل هذه الصعوبات، ولا بد أنَّك تقول الآن في نفسك: "يا إلهي يجب عليَّ انتظار مقابلات عدة، فقد لا أستطيع الحصول عليها في أشهر أو حتى في سنوات"، لا عليك، قلنا لك إنَّ الحل بسيط، وهو التدريب المستمر على إجراء مقابلات العمل من خلال الاستعانة بصديق أو فرد من العائلة ليؤدي دور القائم على المقابلة، ومحاولة تخمين أهم الأسئلة المتوقعة لمقابلة العمل هذه، والتدريب على الأجوبة من أجل سردها بسلاسة وترتيب دون ارتباك أو تقطعات.

ما هي أهم الأسئلة التي تُطرح خلال مقابلة العمل؟

من أجل تسهيل المهمة عليك خلال المقابلة، يمكنك أن تَعُدَّ قائمة بأهم الأسئلة الشائعة التي عادةً ما تُطرَح خلال المقابلات، وإليك الأمثلة الآتية:

  1. لأنَّ هذا هو لقاؤنا الأول، حدثني عن نفسك قليلاً.
  2. كيف سمعت بوجود فرصة عمل لدينا؟
  3. لماذا تريد هذه الوظيفة بالذات؟
  4. لماذا تعتقد أنَّه يجب علينا قبولك في العمل؟
  5. ما هي أهم نقاط قوَّتك؟
  6. بحسب وجهة نظرك، ما هي نقاط ضعفك؟
  7. ماذا تعرف عن أهم الخدمات التي تقدمها شركتنا؟
  8. ما هي طبيعة بيئة العمل التي تفضلها؟
  9. أين ترى نفسك بعد عشر سنوات؟
  10. ما هي أهدافك في الحياة؟
  11. ما هي الطريقة التي تفضل من خلالها التعامل مع الخلافات في بيئة العمل؟
  12. ما هي أفضل طريقة للتعامل مع ضغوطات العمل؟
  13. هل يوجد في ذهنك أي أسئلة تود طرحها؟

بعد إعداد قائمة بهذه الأسئلة، والتفكير في أفضل الأجوبة الممكنة، لا تنسَ إعداد أسئلة خاصة بك، تستفسر فيها عن أهم النقاط التي تهمك المتعلقة بالعمل، وإياك أن تكتفي بالإجابة عن الأسئلة؛ بل كن فاعلاً وحاضراً بقوة من خلال طرح الأسئلة والاستفسارات.

لتنجح في مقابلة العمل، كن محترفاً من اللحظة الأولى:

عندما يكون اللقاء في مكتب أو في مقر الشركة، يجب عليك أن تتعامل بمهنية وحرفية من اللحظة التي تدخل فيها من باب الشركة، فمن اللطيف جداً أن تقوم بإلقاء التحية على موظف الاستقبال أو حتى عمال النظافة، فأنت لا تدري أبداً من يشاهدك، وقد تكون مثل هذه المواقف اللطيفة ذات دلالات عميقة بالنسبة إلى القائم على التوظيف؛ لذلك حاول أن تتعامل بلطف واحترافية من البداية إلى النهاية، ويمكنك أن تتدرب على ذلك من اللحظة التي تخرج فيها من باب منزلك، فكن لطيفاً في جميع أحوالك، فقد تُختار بسبب لطفك ولباقتك.

شاهد بالفديو: طرق ذكية لتنجح في مقابلة العمل بسهولة

اجمع المعلومات عن الشركة قبل مقابلة العمل:

من المفيد أن تدخل إلى موقع الشركة على شبكة الإنترنت أو إلى حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، للاطلاع على نشاطاتها وخدماتها وطبيعة الجو وبيئة العمل السائدة، كما يمكنك البحث عن أرقام هواتف أو حسابات بعض الموظفين، والاتصال بهم، من أجل أن يعرفوا أكثر عن طبيعة العمل، فذلك يساعدك جداً على أن تكون أسئلتك موجهة وهادفة، وتعطي انطباعاً بأنَّك على علم ودراية بالشركة.

أهمية الانطباع الأول في مقابلة العمل:

لا شكَّ في أهمية الانطباع الأول، وتأثيرها في الطريقة التي ينظر بها مدير التوظيف إليك؛ لذلك احرص على ارتداء ملابس جديدة تتناسب مع طبيعة اللقاء وأهميته؛ إذ أثبتت جميع الدراسات التأثير القوي لأناقة اللباس في الانطباع الأولي الذي قد يكون سبباً هاماً من أسباب قبولك في العمل، فتأكد أنَّ ملابسك تعطي طابع الجدية والاحترام والالتزام بالعمل، ويُفضَّل ارتداء إكسسوارات بسيطة، وتجنب ارتداء الملابس التي تكثر فيها الطيات وتلك التي تحتوي على ثقوب.

إقرأ أيضاً: أربعة مفاتيح لتحصل على انطباع أولي ممتاز!

ما هي الأحاديث الجانبية التي يمكن القيام بها على هامش مقابلة العمل؟

في بعض الحالات قد ينخرط مدير التوظيف في حديث شخصي وصغير؛ لذا من المفيد أن تستعد لمثل هذه الأحاديث، فيمكنك أن تتدرب على بعض موضوعات الأحاديث الصغيرة التي غالباً ما تكون حيال المناسبات أو الأعياد أو بعض الحوادث الاستثنائية، وذلك يفيدك في تعزيز وتقوية شعور الثقة بالنفس لديك، في حال تحولت المقابلة إلى حديث غير رسمي.

إليك أهم الموضوعات الصغيرة التي من الممكن أن تتحدث فيها إلى مدير التوظيف، وطبعاً يخضع الأمر إلى طبيعة اللقاء:

  1. قد يكون مفيداً أن تبدأ بحديث بسيط يخص البيئة التي توجدان بها؛ على سبيل المثال، يمكنك التعليق على موقع الشركة وتصميم المكتب.
  2. يمكنك توجيه المديح إلى مدير التوظيف عند رؤيتك لأحد الجوائز التي حاز عليها.
  3. من الهام أن يكون حديثك متعلقاً بالمصالح المشتركة التي يمكنك تحقيقها من خلال العمل مع الشركة، فليس من السليم أن تتكلم على مصلحتك الشخصية فقط وتظهر كأنَّك شخص أناني، وليس منطقياً الكلام فقط على مصلحة الشركة، لتظهر بمظهر المنافق.
  4. حاول خلال أي حديث تطرحه سواء كان متعلقاً بالعمل أم غير متعلق به، أن تكون إيجابياً وتحمل كلماتك نزعة تفاؤلية، مع الابتعاد كل البعد عن أي كلام سلبي أو نظرة تشاؤمية.

شاهد بالفديو: 6 طرق لزيادة فُرص النجاح في مقابلات العمل

كيف تستطيع مواجهة القلق الذي ينتابك قبل مقابلة العمل؟

لا بد من وجود بعض القلق قبل يوم من المقابلة، وهو أمر طبيعي ونسبي ويختلف من شخص إلى آخر؛ لذلك قد يكون المفيد أن تساعد نفسك على البقاء في حالة هدوء من خلال استخدام تقنيات إدارة التوتر، وذلك من خلال:

  1. الحضور في وقت مبكر، من خلال القدوم إلى مكان المقابلة قبل نحو 15 دقيقة من الوقت المحدد، وهي تقنية لتجنب زيادة التوتر الذي قد ينتابك عند الشعور بأنَّك قد تتأخر عن الموعد، وهذه طريقة لإظهار حرفيتك واهتمامك.
  2. من المفيد أن تقود سيارتك قبل فترة كافية من الموعد المحدد، من أجل استكشاف المنطقة، وتفادي أسباب التأخير من ازدحام مروري وما إلى ذلك.
  3. في حال وصلتَ إلى مكان المقابلة وشعرت ببعض التوتر، يمكنك أن تذهب إلى الحمام وتأخذ نفساً عميقاً، أو أن تشرب بعض الماء.
  4. في حال لم تفهم السؤال، يمكنك طلب إعادته بكل لطف، أو طلب بعض التوضيحات، وخذ الوقت الكافي لإعطاء أفضل إجابة ممكنة.
إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من الخوف قبل مقابلة العمل؟

في الختام:

لا بد من التنويه إلى معلومة في غاية الأهمية، وهي أنَّ إتقان فن التحضير لمقابلات العمل لا يمكن إتقانه بين ليلة وضحاها؛ بل هو عملية مستمرة وطويلة؛ لذا ننصحك بعدم رفض القيام بمقابلة عمل لأنَّك لا تمتلك الخبرة الكافية؛ بل يجب عليك أن تنخرط في أيَّة مقابلة عمل؛ وذلك لأنَّ التجربة العملية على أرض الواقع هي ما تعطيك الخبرة الحقيقية التي لا يعطيك إياها أي مقال أو كتاب.

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة