دور تطوير الذات في النجاح المهني

إنَّ التطوير الذاتي هو معرفة الفرد وإلمامه بنقاط ضعفه وقوَّته، وهي عملية تستمر مدى الحياة، فضلاً عن أنَّها تساعد على تقييم مهاراته، وتحديد أهداف حياته وطموحاته. ويتضمن التطوير الذاتي مهارات التواصل مع الآخرين، وتطوير القدرات الذهنية، والقدرات العملية. وفي هذا المقال، سنتحدث إليكم عن كيفية تطوير الذات في المجال المهني، وما له من دور في النجاح المهني؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



كيف تطور ذاتك في المجال المهني؟

1. التركيز في مهمةٍ واحدة وإنهائها:

إنَّ العمل على مهامَّ متعددة في الوقت نفسه، مثل: مراجعة رسائل البريد الإلكتروني والرد عليها، والإجابة على الهواتف، وتفقُّد الجدول اليومي للعمل؛ يسبب للموظف تشتتاً فكرياً وذهنياً حاداً، فضلاً عن أنَّه يقلل من معدل ذكائه، ويخفِّض من القدرة على مواجهة المشكلات ووضع الحلول المناسبة لها؛ الأمر الذي يضعه تحت ضغط نفسي وفكري، ويوقعه في كثير من المصاعب والمتاعب.

2. التعامل مع من يقاطعك خلال العمل:

من الطبيعي جداً، خلال ساعات العمل، أن تتم مقاطعة ما تقوم به من أعمال ومهام، سواءً من قبل المدير، أم أحد الموظفين والزملاء في العمل، أم أحد أفراد الأسرة، أم أحد العملاء؛ عندها، وفي حال كان الموضوع جاداً ولا يمكن تأجيله، فيجب تحديد آخر عمل كنت تقوم به، وإعادة إكماله بعد انتهاء المقاطعة. أمَّا في حال كان الموضوع غير مستعجل، فيمكن عندها تأجيل كل من أراد مقاطعتك، ومن ثم تحديد موعدٍ آخر يناسبك للاجتماع بهم، وسماع ما يريدونه، وتدوينه إن كان متعلقاً بالعمل.

3. تقسيم الأعمال والمهام الكبيرة إلى أجزاءٍ صغيرة:

من الأمور التي تساعدك على إنجاز مهامك الكبيرة، هي تقسيمها إلى أجزاءٍ ومهامَّ صغيرة، ووضع جدول زمني يبين الوقت اللازم لإنهاء كلٍّ منها، وبذلك لن تشعر بصعوبة ما تقوم به، بل سيصبح كل شيءٍ سهلاً وممتعاً، وسوف تنجز أعمالك على أكمل وجه.

4. البحث عمَّن يستطيع تعليمك:

إنَّ وجود شخص يعلِّمك أساسيات العمل وقواعده أمرٌ مهمٌ جداً، وذلك للأسباب الآتية:

  • تعزيز مهاراتك وقدراتك في العمل.
  • الحصول على رؤية جديدة في العمل.
  • سهولة الحصول على الخبرة اللازمة في العمل، من خلال ما يقدمه من توجيهات ونصائح.
  • إيجاد الطريق الصحيح للمعرفة، وللبحث عن كل جديد يتعلق باختصاصك وعملك.

5. الوضوح:

عند توليك المهام والأعمال المطلوبة منك، يجب التأكد من فهمك لها بشكلٍ تام. وفي حال وجود أي نقطة غامضة وغير مفهومة بالنسبة إليك، لا تتردد مطلقا في السؤال عنها، ومعرفة المطلوب منك بدقة. وعند العمل ضمن فريق، يجب التأكد من توزيع المهام بشكلٍ واضح وعادل، ليتمكن جميع أعضاء الفريق من الوصول إلى الهدف المنشود، وتحقيقه على أكمل وجه وبأسرع وقت.

إقرأ أيضاً: توزيع المهام على أعضاء الفريق

6. تحديد الأهداف والرؤية المستقبلية:

يجب أن تكون صادقاً مع نفسك، وأن تجيب عن جميع هذه التساؤلات، ما الأهداف التي تريد تحقيقها في عملك؟ أين ترى نفسك بعد مضي عدة سنوات في العمل؟ ما الأشياء التي تريد أن تغيرها أو تطورها في شخصيتك؟ وما الأمور التي تحبها وتحتفظ بها؟ حاول جاهداً أن تصبح كما تحب وتتمنى لنفسك أن تكون.

7. ترتيب الأشياء وتبسيط الأمور من حولك:

إنَّ كثيراً من الجهد والوقت يضيع لأنَّك تقوم بالأعمال والمهام التي يمكنك أنجزها ببساطة، بطريقةٍ فوضويةٍ ومعقدة؛ لذلك حاول تخصيص وقت معيَّن من كل أسبوع، لترتيب وتبسيط شيء معيَّن في حياتك، مثل: إعادة ترتيب وتنظيم مكتبك، وتصنيف رسائل البريد الإلكتروني، وغير ذلك.

8. تنظيم وتحديد الأولويات:

تحديد أولويات العمل وتنظيمها في جدول زمني، بحيث يكون لكل مهمة وقت محدد. وبعد انتهائك من إنجاز المهام والأولويات اليومية التي وضعتها، ستكون النتيجة رائعة.

9. إنهاء العمل الذي تم البدء به:

الكثير مِنَّا يبدأ عملاً ثم لا يكمله. كن صادقاً مع نفسك، كم مرة بدأت عملاً ولم تكمله حتى نهايته، أو أجلته، أو تخليت عنه؟ لتكون ناجحاً في حياتك المهنية، يجب أن تنهي أي عملٍ تبدأ به.

10. التفكير بعقلية مدير:

لتظهر لك الأهداف بشكلٍ أوضح، وترى الصورة كاملة، فكِّر بعقلية مدير؛ لأنَّ ذلك سيساعدك على إيجاد إجاباتٍ واضحة عن كثير من الأسئلة، مثل:

  • ما الهدف من هذه المهمة؟
  • ما الجزء الناقص الذي يجب إكماله في العمل ليصبح متكاملاً؟

وغيرها من الأسئلة التي تجعلك تعمل بشكلٍ أكثر إنتاجية وكفاءة.

11. الإصغاء الجيد:

تُعدُّ مهارات الإصغاء الجيد جزءاً مهماً من مهارات التواصل مع الآخرين، فضلاً عن أنَّها تؤدي إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية في العمل، مع وقوع أخطاءٍ أقل، وتحصيل معدلات رضا أعلى للعملاء، وزيادة الإبداع والابتكار؛ لذا حاول أن تفكر في طريقة استماعك، وكن مستمعاً جيداً.

إقرأ أيضاً: كيف تحسن مهارات الإصغاء وتعزز التواصل الفعال في مكان العمل؟

دور تطوير الذات في النجاح المهني:

يلعب تطوير الذات دوراً مهماً جداً في النجاح المهني، وتعود أهميته إلى:

1. دور تطوير الذات في النجاح المهني على الصعيد الفردي:

1. 1. تحقيق توازن أفضل بين الحياة العملية والشخصية:

إنَّ تطوير الذات له دورٌ مهمٌ جداً في توضيح الرؤية حول الأهداف والطموحات المراد تحقيقها، علاوة على أنَّه يساعد على تحديد الأولويات وتنظيمها؛ الأمر الذي يساهم بشكلٍ فعَّال في تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية.

1. 2. تعزيز مهارات العمل:

إنَّ تطوير الذات في العمل يساعد على زيادة الثقة بالنفس، وتحسين وتعزيز المهارات التي تتمتع بها، وهو يساعد أيضاً في تحقيق إنتاجية جيدة في العمل، ويساهم في التخلص من الضغط الذهني والنفسي؛ الأمر الذي يؤثر إيجاباً في زيادة التركيز، للقيام بالمهام والأعمال المطلوبة منك بشكلٍ أفضل.

1. 3. دافعية جيدة للعمل:

إنَّ معرفة المراد تحقيقه على الصعيد المهني، وتحديد الأهداف بدقة، يساهم بشكلٍ فعَّالٍ جداً في تحفيز الدافعية للاستمرار في العمل، وبذل جميع الإمكانيات والقدرات لإتمامه؛ الأمر الذي يُعدُّ ضرورياً لتحقيق مخططات العمل طويلة الأمد في الحياة المهنية.

2. دور تطوير الذات في النجاح المهني على صعيد الشركات والمؤسسات:

  1. إنَّ برامج تطوير الذات الهادفة تُحقِّق للشركة إنتاجية أعلى للموظفين، وأداءً أفضل بكثير، وذلك تبعاً إلى نوعية المهارات والخبرات العملية والشخصية التي يمكن أن يكتسبها الموظف من خلال هذه البرامج.
  2. يُعدُّ التطوير الذاتي للعاملين فرصةً مهمة جداً للإدارة، لاكتشاف قدرات وإمكانات العاملين ومواهبهم؛ حيثُ إنَّ إيجاد موظف متميز داخل الشركة، أقل تكلفة وأسرع وقتاً من استقدام موظفٍ جديدٍ ذي خبرة.
  3. يساهم تطوير الذات في المجال المهني بشكلٍ كبير في تخفيض الصراع والتوتر بين العاملين في الشركة نفسها، لأنَّه يحسِّن مهارات التواصل والتعامل بين الموظفين.
  4. إنَّ عملية التطوير الذاتي للعاملين تساهم بشكلٍ كبير في خفض النفقات وضغطها على المدى الطويل، وذلك من خلال:
    • زيادة فاعلية العاملين وإنتاجيتهم.
    • تقليل الحركة الوظيفية، مثل: ترك، أو استقالة.
    • تقليل نسبة حدوث الأخطاء في العمل، نتيجة زيادة الكفاءة والحصول على مهاراتٍ جديدة.
    • تعزيز انتماء العاملين في الشركة أو المؤسسة.
إقرأ أيضاً: أساليب تطوير الذات: 14 طريقة لتطوير مهاراتك الشخصية

عبارات عن تطوير الذات:

  1. يصعد ماء البحر المالح إلى السماء بخاراً، فيكون غماماً، ثم يعود إلى الأرض غيثاً عذباً نقياً؛ لذا اصعد بأخلاقك عالياً، وانظر كيف سيكون المردود.
  2. بدلاً من اشتغالك بتصحيح ظنون الناس بك، أو إقناعهم بالإيمان بقدراتك، اشتغل بعملك، وبإنجاز ما سيغير ظنونهم تلقائياً.
  3. عندما يرحل أحدهم، فذلك لأنَّ أحداً آخر على وشك الوصول، تفاءل دائماً.
  4. الحياة ليست بحثاً عن الذات، ولكنَّها رحلة لصنع الذات؛ لذا اجعل من نفسك شيئاً يصعب تقليده.
  5. الحياة أقصر من أن تهدرها مع أشخاص تبرر لهم أفعالك طيلة الوقت؛ إذ إنَّ مَن يحبك سيرى الخير فيك، ومن يبغضك لن تستطيع إرضاءه.
  6. لا تقارن نفسك بأيِّ شخصٍ في العالم، إن فعلت ذلك فأنت تُهين نفسك.
  7. إذا كنت ستهتم بكل ما يقوله الآخرون، فسوف تصبح أسيراً لديهم؛ لذا لا تستمد تقديرك لذاتك من شخصٍ آخر، وكُن مستقلاً بذاتك.
  8. سأظلُّ أتعلم من الحياة، حتى أصل إلى مستوى يليقُ بي، وسأظلُّ أخطئ حتى أتقن ما أريد أن أتعلَّمه.
  9. لا تقل قط إنِّي سأفشل، فإنَّ عقلك الباطن لا يأخذ الأمر بشكلٍ هزلي، وإنَّما يشرع فوراً في تحقيقه.
  10. أن تتحلى بإرادة الفوز، والرغبة في النجاح، والدافع لتصل إلى أقصى ما يمكن أن تبذله؛ هذه هي المفاتيح التي ستفتح باب تحقيق التفوق الذاتي.
  11. أعظم مجدٍ لنا، ليس في عدم السقوط أبداً، وإنَّما في النهوض كل مرة نسقط فيها.
  12. لا تمشِ أبداً على الطريق المرسوم، لأنَّه يقودك حيث ذهب الآخرون.
  13. كي تكون ناقداً بارعاً، عليك البدء بانتقاد نفسك.
  14. يرى الناجح حلاً لكل مشكلة. أمَّا الفاشل، فيرى في كل حلٍّ مشكلة.
  15. محاولة النهوض من السقوط، أفضل من أن تُداس وأنت مرمي.

وبذلك أعزاءنا القرَّاء نكون قد حدثناكم عن كيفية تطوير الذات في المجال المهني، وما له من دور في النجاح المهني.




مقالات مرتبطة