دور الموارد البشرية في تخفيف الضغط عن الموظفين في فصل الصيف

يعطي فصل الصيف فرصةً للمزيد من الوقت العائلي والتسلية على الشاطئ وساعات العمل المرنة، لكن إمكانية المغادرة باكراً يوم الجمعة أو قضاء الوقت مع الأطفال في المنزل لا تُترجَم دوماً إلى راحة؛ إذ يلقي استطلاعٌ حديثٌ للأعضاء العاملين في إحدى الشركات والبالغ عددهم 30000 عامل، الضوء على هذه القضية كاشفاً عن توجُّه مفاجئ: يبدو أنَّ الموظفين أكثر ضعفاً أمام تحديات الحياة في أشهر الصيف.



تدنِّي الإنتاجية:

في مقال لمجلة "نيويورك تايمز" (New York Times) بعنوان "أسباب كرهك للعمل"، يناقش الصحفيان "توني شوارتز" (Tony Schwartz) و"كريستين بوراث" (Christine Porath) كيف أنَّ الحاجة الملحة إلى وقتنا تتجاوز قدرتنا وتستنزف منَّا الطاقة التي نحتاج إليها لإحضار مواهبنا ومهاراتنا كاملةً إلى الحياة.

بصرف النظر عن روعة ساعات العمل المكتبية في الصيف، تُظهِر الأبحاث أنَّ تعرُّضنا للتوتر بسبب سوء إدارة الوقت شهد منحى تنازلياً بمقدار 12% في أوقات الصيف.

ولتخفيف هذا التوتر، يمكن لقادة الموارد البشرية توصية الموظفين بالآتي:

  1. التركيز على الأولويات: يكون ذلك من خلال إنشاء قائمةٍ وتحديد الأولويات اليومية؛ إذ يمكن للموظفين التركيز على ما يجب فعله، وبالطبع، لن يسعفنا الوقت لإنجاز جميع المهام، لكنَّ استثمار الوقت في الضروري منها سيشعر الموظفين بالإنجاز.
  2. تعلُّم تقبُّل الحدود: مع أنَّ القوائم تساعد الموظفين على ترتيب الأولويات، فلن يستطيعوا إنجاز كلِّ شيءٍ يومياً؛ إذ إنَّ معرفة حدودهم وقدراتهم وتقبُّلها هي الأداة الأكثر قوةً التي يمكنهم الاستفادة منها، ومن الهام وضع أهدافٍ ممكنة البلوغ، وبذلك يُحقَّق النجاح حتى وإن كان بطريقةٍ محدودةٍ بالنسبة إلى الفرد.
  3. تشجيع الموظفين على الاسترخاء: من الهام محاولة الاسترخاء قدر المستطاع عند الخروج من المكتب، وبذلك يعود الموظفون إلى العمل بكامل نشاطهم وطاقتهم، ويصبحون بالنهاية أكثر إنتاجية، كما ينبغي لقادة الموارد البشرية تشجيع الموظفين على إيقاف البريد الإلكتروني الخاص بالعمل أو تقييده إن استطاعوا في حال وجودهم خارج المكتب.

شاهد: طرق تعامل المدير الناجح مع الموظفين

تضاؤل التركيز:

تُظهِر البيانات انخفاضاً بنسبة 7% في قدرة الموظفين على التركيز في أشهر الصيف، ومفتاح الحفاظ على التركيز هو إعارة الانتباه للهدف النهائي.

يتولَّى الموظفون غالباً أعمال زملائهم ممَّن هم في إجازة؛ الأمر الذي يمنحهم شعوراً بأنَّ قائمة مهامهم لا تنتهي؛ إذ يمكن لقادة الموارد البشرية المساعدة على جعل المشاريع الكبيرة سهلة المنال من خلال تقسيم عملية التركيز إلى مراحل:

  1. مساعدة الموظفين على التخطيط المسبق: يكون ذلك عبر إدراك وجود مهمة مقبلة ربَّما تحتاج إلى القليل من الاهتمام الإضافي؛ إذ يمكن للموظفين الاستعداد والارتقاء إلى مستوى التحدي.
  2. بناء ثقافةٍ تشجِّع على طلب المساعدة: عندما يصارحك الموظفون بما يمكنهم إنجازه من عدمه خلال يومٍ أو أسبوع، فإنَّ ذلك يساعدهم على تخصيص طاقتهم للمهمات الرئيسة، ثم إنَّ إنشاء ثقافةٍ يمكن للموظفين فيها الشعور بالراحة عند طلب المساعدة سينمِّي قوى عاملةً أكثر إنتاجيةً.
  3. تأسيس المسؤولية: ينبغي للموظفين العمل مع القيادة لإنشاء قائمة تحقُّق ضمن المشاريع الكبيرة؛ وهذا يسمح لهم برؤية التقدم الذي يحرزونه بوضوحٍ، والتأكُّد من قيامهم بالعمل الذي يخدم أهدافهم.
إقرأ أيضاً: نجاح المنظمة من نجاح الـموارد البشرية (HR)

علاج مشاعر التوتر:

في حين يزداد الاهتمام بموضوع الضغوطات في مكان العمل، تُظهِر الاستطلاعات وجود عدة عوامل خارجية تؤثر في الضغوطات في فصل الصيف؛ إذ تُظهِر النتائج تناقص قدرة الموظفين على معالجة الضغوطات خلال فترة الصيف بنسبة 16%.

عندما يسيطر القلق، يمكن للموارد البشرية توفير الدعم بالطرائق الآتية:

  1. التركيز على الصحة العاطفية: تُعَدُّ الشركة الصحية شركةً سعيدةً؛ إذ يبذل الموظفون الأصحاء جهداً أكبر، وقد أُثبِت أنَّهم أكثر كفاءةً، وينبغي لمحترفي الموارد البشرية تصميم برامج تدريب على تأمُّل اليقظة الذهنية وبناء المرونة، التي تؤهِّب الموظفين لتحديد الأسباب الجذرية لضغوطاتهم تحديداً أفضل، ومن ثم إعطائهم الأدوات التي تساعدهم على مواجهةٍ أفضل للتحديات.
  2. تشجيع المشاركة: يؤدي التوتر غالباً إلى ضعف المشاركة في برامج السلامة والعافية، لكن عندما يشارك كلٌّ من الموارد البشرية وقادة الشركة في هذه البرامج، يحفِّزون الموظفين على المشاركة فيها؛ ومن ثم، يحصل الجميع على فوائد طويلة الأمد بدلاً من حلول سريعة ومؤقتة للتوتر في مكان العمل.
  3. تنمية الحافز: يلجأ الموظفون غالباً إلى عائلاتهم وأصدقائهم بالتحديد بحثاً عن الدعم العاطفي، وليس إلى مكان العمل؛ لذا إنَّ ترسيخ الأهداف والمرونة وتقدير الموظفين هو ما سيدفع الموظفين إلى مواظبة العمل بجد، ويخفف من شعورهم بالتوتر.
إقرأ أيضاً: 9 طرق لمواجهة الاحتراق الوظيفي

في الختام:

تؤدي الموارد البشرية دوراً حيوياً في ضمان السلامة النفسية لقواها العاملة، ويمكنها أن تكون مصدراً رئيساً لتمكين الموظفين عندما يشعرون بالاحتراق الوظيفي، ومع أنَّ العديد يرون الصيف بوصفه وقتاً أكثر بهجة وسعادة، إلا أنَّه ينبغي لقادة الموارد البشرية خلاله إيلاء اهتمامٍ خاصٍّ لضعف موظفيهم تجاه التوتر.

المصدر




مقالات مرتبطة