دليلك الشامل للأسئلة الأكثر شيوعاً في مقابلات التوظيف - الجزء (4)

لقد تحدَّثنا في الجزء الأول والثاني والثالث من هذا المقال عن ثلاث أنواع من أسئلة مقابلات التوظيف، وهي الأسئلة التقليدية، والأسئلة التي تتعلَّق بتاريخك المهني، وأسئلة تتعلَّق بشخصيتك وأهدافك، وسوف نناقش بقيَّة الأسئلة في هذا الجزء الرابع والأخير.



أسئلة حول الوظيفة:

جلُّ ما يريده مديرو التوظيف هو التأكُّد من أنَّك ستكون مناسباً لهذه الوظيفة؛ وهذا ما يجعلهم يطرحون أسئلة تتعلق بالوظيفة للتأكد من ملاءمتها لتواقيت عملك والعوامل الأخرى، مثل الراتب المنشود وطبيعة العمل التي تفضلها، كما قد يحثُّوك على تخيُّل ما ستفعله بعد البدء بالعمل.

1. كيف ستبدو الشهور الأولى بالنسبة لك في هذه الوظيفة؟

يريد رئيسك المستقبلي المحتمل -أو أي شخص آخر يطرح هذا السؤال- أن يعرف أنَّك قد أجريت بحثك حول الوظيفة، وفكَّرت إلى حدٍّ ما في كيفية البدء، وأنَّك ستكون قادراً على أخذ زمام المبادرة إذا وُظِّفت؛ لذا فكِّر في المعلومات والجوانب التي يجب أن تعرفها عن الشركة والفريق وزملاء العمل الذين ستتعامل معهم، كما يمكنك اقتراح مشروع تمهيدي محتمل لإثبات أنَّك مستعد للانخراط في العمل والمساهمة في وقت مبكر.

ليس بالضرورة أن يكون هذا أول شيء تفعله إذا حصلت على الوظيفة، ولكنَّ الإجابة الجيدة ستُظهر أنَّك تفكِّر وتهتم بسير العمل منذ البداية.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات لتقدّم نفسك للآخرين في الوظيفة الجديدة

2. ما هي توقعاتك حول راتبك؟

تتلخَّص القاعدة الأولى للإجابة عن هذا السؤال في معرفة متطلبات راتبك في وقت مبكر؛ لذا أجرِ بحثاً حول أجور الأدوار الوظيفية المماثلة باستخدام مواقع مثل "باي سكيل" (PayScale)، واحرص على وضع خبرتك وتعليمك ومهاراتك واحتياجاتك الشخصية في الحسبان أيضاً.

 تقترح الكوتش المهنية "جينيفر فينك" (Jennifer Fink) اختيار استراتيجية من ثلاثة احتمالات، وهي:

  • وضع نطاق للراتب يتراوح بين المتوسط والمرتفع.
  • الإجابة بطرح سؤال، كأن تقُول على سبيل المثال: "هذا سؤال رائع، يُستحسَن أن أعرف نطاق المرتب لهذه الوظيفة، فهل يمكن ذلك؟".
  • إرجاء الإجابة، وإخبار المحاور بأنَّك ترغب في معرفة المزيد عن المنصب أو التعويضات المتاحة قبل مناقشة أمر الراتب.

شاهد بالفديو: كيف تتفاوض على راتبك: أهم 10 نصائح مقدمة من المدراء

3. ما الذي تعتقد أنَّه بإمكاننا فعله على نحو أفضل أو مختلف؟

قد يعيق هذا السؤال طريقك للحصول على الوظيفة؛ إذ يجب أن تجيب إجابة صارمة دون انتقاد الشركة أو -الأسوأ من ذلك- الشخص الذي تتحدث معه؛ لذا خذ نفساً عميقاً، ثم ابدأ بقول شيء إيجابي عن الشركة أو المنتج المحدَّد الذي طُلب منك مناقشته، وعندما تصبح مستعداً لتقديم تغذية راجعة بنَّاءة، دعِّم وجهة نظرك بمقدمة ملائمة، واشرح سبب إجراء التغيير الذي تقترحه استناداً إلى التجارب السابقة أو أيَّة أدلة أخرى، وإذا أنهيت ردَّك بسؤال، فقد يُظهِر ذلك أنَّك مهتم بالشركة أو المنتج وأنَّك منفتح على وجهات نظر أخرى؛ حيث يمكن أن تقول على سبيل المثال: "هل فكرت في هذا النهج؟ أود أن أعرف أكثر عن رأيك في هذا الأمر".

4. متى يمكنك البدء بالعمل؟

يجب أن يكون هدفك هنا هو وضع توقعات واقعية تناسبك وتناسب الشركة في آن معاً، ويعتمد هذا على وضعك الحالي، فإذا كنت مستعداً للبدء على الفور لأنَّك لا تعمل حالياً، فيمكنك عرض البدء في غضون أسبوع، ولكن إذا كنت لا زلت تعمل في وظيفة أخرى ويجب عليك إخطار رب العمل الحالي، فلا تخشَ من قول ذلك؛ إذ سيتفهَّم الناس الأمر ويحترمون أنَّك تخطط لإنهاء الأمور بصورة صحيحة.

كما أنَّه من الجائز أيضاً أن تأخذ استراحة بين الوظائف، وهنا يمكن أن تقول أنَّ هناك التزامات مجدولة مسبقاً عليك الاهتمام بها، ولكن حاول أن تكون مرناً ومتاحاً إذا كانوا بحاجة إلى شخصٍ ما للبدء في وقت أقرب مما تخطط له.

5. هل أنت مستعد للانتقال إلى بلدة أخرى؟

قد يبدو هذا السؤال بسيطاً ويسهُل الإجابة عنه بنعم أو لا، ولكنَّه في الواقع أكثر تعقيداً مما تظن؛ إذ قد لا توجد مشكلة إذا كنت مستعداً للانتقال من أجل الحصول على هذه الفرصة، ولكن إذا كانت الإجابة لا، أو على الأقل ليس في الوقت الحالي، يمكنك إعادة ذِكر كم أنت متحمس لهذه الوظيفة، وشرح سبب عدم قدرتك على التنقُّل في هذا الوقت بإيجاز.

كما عليك تقديم بديل، مثل العمل عن بُعد أو في مكتب محلي، أو يمكنك أن تقول إنَّك تفضِّل البقاء في مكانك لأسباب تتعلق بكذا وكذا، ولكنَّك ستكون على استعداد لإعادة التفكير في أمر الانتقال للحصول على هذه الفرصة.

الأسئلة التي تختبرك شخصياً:

قد يسألك المحاور أسئلة غريبة للغاية لاختبار طريقة تفكيرك في شيء ما على الفور، ويعتمد هذا على أسلوب المحاور والشركة، ولكن لا تتوتَّر؛ بل خذ وقتك للتفكير ثم أجِب، وتذكَّر أنَّه لا توجد إجابة أو نهج واحد صحيح.

6. كم عدد كرات التنس التي يمكنك وضعها في سيارة ليموزين؟

قد تُطرح عليك أسئلة محفِّزة للدماغ مثل هذه، خاصةً في الوظائف التي تتعلَّق بالحسابات أو التفكير التحليلي، ولكن تذكَّر أنَّ المحاور لا يريد رقماً دقيقاً بالضرورة، ولكنَّه يريد التأكُّد من أنَّك تفهم ما يُطلب منك، وأنَّ بإمكانك طرح طريقة منهجية ومنطقية للرد؛ لذا خُذ نفساً عميقاً وابدأ التفكير في صيغة رياضية لحساب المطلوب، ولا بأس في طلب قلم وورقة.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتحسين المهارات التحليلية والاستفادة منها

7. إذا كنت حيواناً، فما الحيوان الذي تريد أن تكونه؟

قد يسأل مدير التوظيف أسئلة اختبار الشخصية العشوائية هذه ليرى كيف يمكنك الرد على بعض الأمور دون تفكير مُسبق؛ حيث لا توجد إجابة خاطئة هنا أيضاً، ولكنَّك ستحصل على نقاط إضافية فوراً إذا كانت إجابتك تساعدك على إبراز نقاط قوتك أو شخصيتك أو مهارتك في التواصل مع مدير التوظيف.

نصيحة احترافية: اتَّبع أسلوب المماطلة لكسب بعض الوقت للتفكير، على سبيل المثال: "نعم، إنَّه سؤال رائع، أعتقد أنَّني لو كنت حيواناً، أفضِّل أن أكون ... "

8. هلا بِعتَني هذا القلم؟

إذا كنت تُجري مقابلة لوظيفة مبيعات، فقد يعطيك مدير التوظيف قلماً على الطاولة، أو مفكِّرة، أو زجاجة ماء، أو أي شيء آخر، ويطلب منك أن تحاول بيعه له ليختبر كيفية تعاملك مع موقف تحت ضغط عالي؛ لذا حاول أن تظل هادئاً وواثقاً من نفسك، وأن تستخدم لغة جسدك من خلال التواصل البصري والجلوس مستقيماً للتعبير عن قدرتك على التعامل مع هذا الأمر، واحرص على فهم احتياجات "عميلك" والإصغاء إليها، وعلى أن تكون واضحاً بشأن ميزات العنصر وفوائده، وأنهِ عملية البيع البسيطة هذه بكفاءة كما لو كنت تنهي صفقة حقيقية.

أسئلة ختامية:

عندما يحين وقت انتهاء المقابلة، قد تمتلك فرصة لإضافة أي أفكار أخيرة، وسيكون هذا بالتأكيد هو الوقت الذي يمكنك فيه طرح الأسئلة التي ستساعدك على تحديد ما إذا كانت هذه الشركة وهذا المنصب سيكونان مناسبين بالنسبة لك، وإذا لم يترك لك المحاور وقتاً خاصاً بك لطرح أي أسئلة في أي من مقابلاتك، فقد يكون ذلك بمثابة إنذار في حد ذاته.

9. هل هناك أي شيء آخر تريدنا أن نعرفه؟

قد يسألك المحاور هذا السؤال في نهاية المقابلة، ولكن لا تقلق؛ فهو ليس سؤالاً خادعاً، كما يمكنك استثماره كفرصة لاختتام الاجتماع اختتاماً لائقاً بإحدى طريقتين: أولاً، أن تقول شيئاً يرتبط بالموضوع، ولم تُتَح لك الفرصة لذكره، أو يمكنك تلخيص مؤهلاتك بإيجاز، على سبيل المثال، يمكن أن تقول: "أعتقد أنَّ حديثنا غطَّى معظم الأمور، ولكن باختصار، يبدو أنَّك تبحث عن شخص يمكنه حقاً العمل بسرعة ونشاط، ومن خلال خبراتي السابقة في كذا وكذا. أعتقد أنَّني سأكون الشخص المناسب".

إقرأ أيضاً: 7 أسئلة يمكنك أن تبهر بها المسؤولين عن مقابلة العمل معك

10. هل تريد أن تسأل أي أسئلة؟

ربما تعلم بالفعل أنَّ مقابلة التوظيف ليست مجرد فرصة لمدير التوظيف لاستجوابك؛ بل هي فرصة لك أيضاً لمعرفة ما إذا كانت الوظيفة مناسبة لك أم لا؛ وبالتالي، يجب أن تعرف في المقابلة كل ما تريد معرفته عن الوظيفة، والشركة، والقِسم، والفريق؛ كما تُعدُّ الأسئلة التي تستهدف المحاور رائعة بصورة خاصَّة، مثل: "ما الذي تحبه في العمل هنا؟"، أو الأسئلة التي تتعلَّق بتطوُّر الشركة، مثل: "هل يمكنك إخباري عن المنتجات الجديدة التي تتوقع أن تطرحها الشركة أو خطط النمو المستقبلية المحتملة؟"، وإذا كنت تجري مقابلة لوظيفة عمل عن بُعد، فقد تكون هناك بعض الأسئلة ذات الصلة التي ربما ترغب في طرحها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة