خمس نصائح لممارسة الرياضة للمصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي

التهاب المفاصل الروماتيزمي هو اضطراب مُزمنٌ في المناعة الذاتية يصيب ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ويسبب التهاباً وألماً في المفاصل، وهذا يجعل من الصعب أداء النشاطات اليومية، مثل التمرينات الرياضية، ومع ذلك فإنَّ النشاط البدني المنتظم ضروري للتحكم في أعراض التهاب المفاصل الروماتيزمي والحفاظ على الصحة العامة.



في هذا المقال سوف نستكشف الطرائق المختلفة لأداء مجموعة من التمرينات الآمنة والفعالة للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، وسنقدم أيضاً نصائح لمساعدتك على البدء ببرنامج تمرين والحفاظ عليه على الأمد الطويل، وذلك من خلال دمج هذه التمرينات في روتينك، وبذلك يمكنك تحسين حركة المفاصل، وتقليل الألم والالتهابات، وتحسين نوعية حياتك عموماً، فإذا كنت من المهتمين بذلك، فتابع معنا.

ما هو التهاب المفاصل الروماتيزمي؟

التهاب المفاصل الروماتيزمي (RA) هو مرض مناعي ذاتي مزمن، يؤثر في المقام الأول في المفاصل، ويسبب الالتهاب والألم والتصلب، وفي التهاب المفاصل الروماتيزمي يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ أنسجة الجسم، وخاصة الغشاء الزليلي الذي يبطن المفاصل وينتج سائلاً يقوم بتزليقها، وهذا يسبب التهاباً يؤدي إلى تلف المفاصل وتآكل العظام وتشوهها.

يمكن أن يؤثر التهاب المفاصل الروماتيزمي في أي مفصل في الجسم، ولكنَّه يؤثر عادةً في المفاصل الصغيرة في اليدين والمعصمين والقدمين، ويمكن أن يؤثر أيضاً في الرقبة والكتفين والمرفقين والوركين والركبتين والكاحلين، وتشمل أعراض التهاب المفاصل الروماتيزمي آلام المفاصل وتورمها، إضافة إلى التعب والحمى وفقدان الوزن.

لا يوجد علاج لالتهاب المفاصل الروماتيزمي، ولكنَّ خيارات العلاج تشمل الأدوية لتقليل الالتهاب والألم، والعلاج الطبيعي لتحسين وظائف المفاصل، والجراحة لإصلاح أو استبدال المفاصل التالفة، ويمكن أن يساعد التشخيص والعلاج المبكران على إدارة الأعراض وإبطاء تقدُّم المرض.

النصيحة الأولى: مارس بعض الرياضات البسيطة

عندما يتعلق الأمر بممارسة الرياضة مع التهاب المفاصل الروماتيزمي (RA)، فمن الهام اختيار النشاطات ذات التأثير المنخفض التي لا تسبب ضغطاً كبيراً على المفاصل، ويمكن أن تكون الرياضات البسيطة ذات التأثير المنخفض، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات أو اليوغا، خيارات جيدة للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، وإليكم السبب:

  1. يمكن أن تساعد النشاطات منخفضة التأثير على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية وتقوية العضلات، دون زيادة الضغط على المفاصل، كما يمكن أن يساعد ذلك على تحسين مستويات اللياقة البدنية عموماً، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، التي تعد مرضاً مشتركاً شائعاً لدى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي.
  2. غالباً ما تكون الرياضات البسيطة أسهل في الأداء، ويمكن أن تكون أكثر إمتاعاً من الرياضات الأكثر تعقيداً، التي يمكن أن تساعد على زيادة الدافع لممارسة الرياضة بانتظام.
  3. يمكن أن تساعد النشاطات منخفضة التأثير أيضاً على تحسين حركة المفاصل ومدى الحركة، وهو أمر هامٌّ للحفاظ على الوظيفة وتقليل الصلابة لدى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي.
  4. يمكن أيضاً ممارسة الرياضات البسيطة في المنزل، التي يمكن أن تكون مريحة للأشخاص الذين قد يجدون صعوبة في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو نادي اللياقة البدنية.

عموماً يمكن أن تكون الرياضات البسيطة ذات التأثير المنخفض وسيلة فعالة وآمنة للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي لممارسة الرياضة، وهذا يؤدي إلى تحسين الحركة وتقليل الألم والإرهاق، ونتائج صحية أفضل عموماً، ومن الهام العمل مع مقدِّم الرعاية الصحية لتطوير خطة تمرين مصممة خصيصاً لاحتياجاتك وقدراتك.

التهاب المفاصل الروماتيزمي

النصيحة الثانية: مارس الرياضة مع طبيب اختصاصي

يمكن أن تكون ممارسة التمرينات مع طبيب اختصاصي، مثل اختصاصي أمراض الروماتيزم أو المعالج الطبيعي جزءاً هاماً من إدارة التهاب المفاصل الروماتيزمي (RA)، وإليكم السبب:

  1. يمكن للاختصاصي الطبي المساعدة على تطوير خطة تمرين مصممة خصيصاً لاحتياجاتك وقدراتك الفردية، ويمكن أن يساعد ذلك على التأكد من أنَّك تمارس الرياضة بطريقة آمنة وفعالة، وتتناسب مع مستوى آلام المفاصل لديك وتيبُّسها وحركتها.
  2. يمكن للاختصاصي الطبي أيضاً المساعدة على مراقبة تقدمك مع مرور الوقت، وإجراء تعديلات على خطة التمرين حسب الحاجة، ويمكن أن يساعدك ذلك على البقاء متحمساً والاستمرار في رؤية التحسينات في صحتك ورفاهيتك العامة.
  3. يمكن للطبيب الاختصاصي المساعدة على تعليم أسلوب التمرين المناسب، وتقديم إرشادات عن كيفية تعديل التمرينات لجعلها أكثر ملاءمة للمفاصل، ويمكن أن يساعد ذلك على تقليل مخاطر الإصابة وتسهيل الالتزام ببرنامج التمرين.
  4. يمكن للطبيب الاختصاصي أيضاً تقديم الدعم والتشجيع خلال عملية التمرين، التي يمكن أن تكون هامة وخاصة للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، الذين قد يواجهون تحديات فريدة عندما يتعلق الأمر بالبقاء نشيطين.

عموماً يمكن أن يكون العمل مع طبيب اختصاصي لتطوير وتنفيذ خطة التمرين جزءاً هاماً من إدارة التهاب المفاصل الروماتيزمي، وهذا يؤدي إلى تحسين صحة المفاصل، وتقليل الألم والتصلب، ونتائج صحية أفضل عموماً.

إقرأ أيضاً: أهمية الصيام المتقطع لمرضى التهاب المفاصل الروماتويدي

النصيحة الثالثة: قم بالإحماء قبل ممارسة الرياضة

يعد الإحماء قبل ممارسة الرياضة أمراً هاماً للجميع، ولكنَّه قد يكون هاماً وخاصة للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي (RA)، وإليكم السبب:

  1. يساعد الإحماء على زيادة تدفق الدم إلى العضلات والمفاصل، وهذا يساعد على تقليل تصلب المفاصل وتحسين الحركة.
  2. يساعد الإحماء أيضاً على تحضير الجسم للتمرين، وهذا يسهل أداء التمرينات بتقنية وأداء مناسبَين، ويمكن أن يساعد ذلك على تقليل مخاطر الإصابة وتسهيل الالتزام ببرنامج التمرين مع مرور الوقت.
  3. بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، يمكن أن يكون الإحماء هاماً بشكل خاص؛ وذلك لأنَّه يمكن أن يساعد على تقليل آلام المفاصل التي قد تكون موجودة قبل ممارسة الرياضة، ويمكن أن يساعد ذلك على جعل التمرين أكثر راحة ومتعة، وهذا قد يزيد الحافز لمواصلة التمرين بانتظام.

باختصار يمكن أن يكون الإحماء قبل ممارسة الرياضة جزءاً هاماً من إدارة التهاب المفاصل الروماتيزمي، وهذا يؤدي إلى تحسين صحة المفاصل، وتقليل الألم والتصلب، ونتائج صحية أفضل.

النصيحة الرابعة: راقب جسدك في أثناء ممارسة الرياضة

من الهام مراقبة جسمك في أثناء ممارسة الرياضة إذا كنت مصاباً بالتهاب المفاصل الروماتيزمي لأسباب عدة، وفيما يأتي بعض الأسباب التي تجعل من الهام الانتباه إلى جسمك في أثناء التمرين:

ممارسة الرياضة

1. للوقاية من الإرهاق:

يمكن للإجهاد المفرط أن يؤدي إلى تفاقم أعراض التهاب المفاصل الروماتيزمي، ويؤدي إلى الإصابة أحياناً، لكن من خلال مراقبة جسدك، يمكنك تجنب الضغط على نفسك بشدة وأخذ فترات راحة عندما تحتاج إلى ذلك.

2. لمراقبة مستويات الألم لديك:

يمكن أن يسبب التهاب المفاصل الروماتيزمي الألم في أثناء التمرين، ومن الهام مراقبة مستويات الألم لديك لتجنب تفاقمه، فإذا شعرت بأي إزعاج أو ألم قاسٍ في أثناء التمرين، فيجب عليك تعديل التمرين أو إيقافه.

3. للتحقق من وضعك وطريقتك:

يمكن أن يساعد الانتباه إلى الوضعية والطريقة المناسبة في أثناء التمرين على تقليل مخاطر الإصابة، ويجعل التمرين أكثر فاعلية، ومن خلال مراقبة جسمك، يمكنك التأكد من أنَّك تستخدم الطريقة والوضعية المناسبَتين طوال التمرين.

4. لتحديد التمرينات التي تناسبك بشكل أفضل:

يختلف كل شخص مصاب بالتهاب المفاصل الروماتيزمي عن الآخر، وقد تعمل بعض التمرينات بشكل أفضل مع بعض الأشخاص عن غيرهم، فمن خلال مراقبة جسمك في أثناء التمرين، يمكنك تحديد التمرينات التي تناسبك بشكل أفضل، وتعديل برنامج التمرين وفقاً لذلك.

عموماً تعد مراقبة جسمك في أثناء التمرين جزءاً أساسياً من ممارسة التمرينات بأمان وفاعلية مع التهاب المفاصل الروماتيزمي، ويمكن أن يساعدك على تجنب الإصابة وإدارة الأعراض وتحقيق أهداف لياقتك.

إقرأ أيضاً: أهمية التمرينات الرياضية في تحسين أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي

النصيحة الخامسة: تجنَّب رياضات رفع الأثقال التي تضغط على المفاصل

إذا كنت مصاباً بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، فقد يؤدي رفع الأثقال الثقيلة أو التمرينات التي تضغط بشدة على المفاصل إلى تفاقم الأعراض وزيادة خطر تلف المفاصل، فالتهاب المفاصل الروماتيزمي هو اضطراب مزمن في المناعة الذاتية يسبب التهاب المفاصل، وهذا يؤدي إلى الألم والتصلب والتورم، وعندما ترفع أوزاناً ثقيلة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على المفاصل، وهذا بدوره يؤدي إلى تفاقم الأعراض وزيادة الحالة سوءاً.

إضافة إلى ذلك قد يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الروماتيزمي من ضعف العظام، وهذا قد يعرضهم لخطر أكبر للإصابة بالكسور إذا مارسوا تمرينات تتضمن رفع أوزان ثقيلة، وعلى الرغم من أنَّ التمرينات ما تزال جزءاً أساسياً من إدارة التهاب المفاصل الروماتيزمي، لكن من الهام اختيار النشاطات اللطيفة على المفاصل.

في الختام:

لا بد من التأكيد على أنَّ التمرينات الرياضية تعد جانباً أساسياً للتحكم في التهاب المفاصل الروماتيزمي، ومع ذلك من الهام التعامل معها بأمان، واختيار النشاطات التي تلطف المفاصل، وتعد التمرينات منخفضة التأثير مثل السباحة والمشي وركوب الدراجات، خيارات مثالية للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، كما يمكن أن تكون تمرينات القوة التي تركز على بناء العضلات دون الضغط على المفاصل مفيدة أيضاً في هذه الحالة.

يعد العمل مع طبيب أو معالج فيزيائي لتطوير خطة تمرينات مصممة خصيصاً لاحتياجاتك وقدراتك الفردية أمراً بالغ الأهمية، ونجد أنَّه من خلال إدخال التمرينات الرياضية في نظام حياتك اليومي يمكنك تحسين حركة المفاصل وتقليل الألم والالتهابات وتحسين نوعية حياتك عموماً، ولا تنسَ أنَّ المثابرة هي المفتاح؛ لذا اجعل التمرين عادة، ولا تدع التهاب المفاصل الروماتيزمي يعوقك عن اتباع أسلوب حياة نشط وصحي.




مقالات مرتبطة