خصائص تعليم الكبار

يتّسم البالغون بالنضج والثقة بالنفس والاستقلالية واتخاذ قرارات مدروسة، وهم عموماً أكثر عمليةً وقابلية لممارسة تعدُّد المهام وتحقيق أهدافهم، كما يتمتعون بالتوجيه الذاتي والخبرة، إلاَّ أنَّهم أقل انفتاحاً وتقبُّلاً للتغيير، وتؤثر هذه السمات كلها في دوافعهم وقدرتهم على التعلم؛ لذلك دعونا نرى الخصائص المعرفية والاجتماعية للمتعلمين الكبار، وما يحتاج مصممو المناهج التعليمية إلى معرفته لإنشاء محتوى وبنية مناسبة للدورة التدريبية، لتحسين سلوكاتهم.



خصائص المتعلمين الكبار:

1. موجَّهون ذاتياً:

يشعر البالغون بالحاجة إلى تحمُّل المسؤولية عن حياتهم وقراراتهم، وهذا هو سبب أهمية التحكم في تعلُّمهم؛ لذلك، فإنَّ التقييم الذاتي وإقامة علاقة إيجابية مع المدرب وتوفير خيارات متعددة وتقديم الدعم، جميعها أمور ضرورية.

2. عمليون وموجَّهون نحو تحقيق النتائج:

عادةً ما يكون المتعلمون البالغون عمليين، وحانقين من المعلومات النظرية، ومحتاجين إلى معلومات يمكِن تطبيقها على الفور لتلبية احتياجاتهم المهنية، ويُفضِّلون عموماً المعرفة العملية التي من شأنها تحسين مهاراتهم وتسهيل عملهم وتعزيز ثقتهم، فهذا هو السبب في أنَّه من الهام إنشاء دورة تدريب تلبي احتياجاتهم الفردية، وتحتوي على مزيد من المحتوى النافع.

إقرأ أيضاً: محو الأمية: مفهومه، وأهميته، وأهدافه، واليوم العالمي لمحو الأمية

3. أقل انفتاحاً وبالتالي أكثر مقاومة للتغيير:

عادةً ما يؤدي النضج وتجارب الحياة الواسعة إلى غياب المرونة الفكرية، وذلك عدوٌّ للتعلم؛ وبالتالي يحتاج مصممو المناهج التعليمية إلى تقديم سبب التغيير وربط المفاهيم الجديدة بالمفاهيم القائمة بالفعل وتعزيز الحاجة إلى الاستكشاف.

4. تعلُّم أبطأ، ولكن معرفة أكثر تكاملاً:

تؤثر الشيخوخة في التعلم؛ حيث يميل البالغون إلى التعلم بسرعة أقل مع تقدُّمهم في العمر، ومع ذلك، يزداد عمق التعلم بمرور الوقت، وتنتقل المعارف والمهارات إلى مستويات شخصية غير مسبوقة.

5. استخدام الخبرات الشخصية كموارد:

لقد عاش البالغون فترةً أطول، وشاهدوا وفعلوا المزيد، ويميلون إلى ربط تجاربهم السابقة بأي شيء جديد والتحقق من صحة المفاهيم الجديدة بناءً على ما تعلَّموه سابقاً؛ لهذا السبب من الهام إنشاء فصل دراسي يضم البالغين الذين لديهم مستويات خبرة مماثلة في الحياة وتشجيع المناقشة والمشاركة وإنشاء مجتمع تعليمي يتكوَّن من أشخاص يمكِنهم التفاعل بصورة عميقة.

6. التحفيز:

عادةً ما يكون التعلم في مرحلة البلوغ طوعياً؛ وبالتالي، يُعَدُّ حضور دورات التدريب خياراً شخصياً لتحسين مهارات العمل وتحقيق التقدم المهني، فهذا الدافع هو القوة التي تحفزنا على التعلم؛ لذا من الهام الاستفادة من الدوافع الداخلية للمتعلم عبر إنشاء مواد تدريب مناسبة ومحفزة للفكر، والتي من شأنها أن تدفعه إلى وضع الأفكار التقليدية موضع الشك، وتُحفز عقله.

إقرأ أيضاً: 13 خطوة تضمن لك التّحفيز الذاتي للنجاح

7. مسؤوليات متعددة المستويات:

لدى المتعلمين البالغين الكثير من الالتزامات؛ كالعائلة والأصدقاء والعمل وقضاء وقت شخصي؛ لهذا السبب من الصعب على الشخص البالغ إفساح المجال للتعلم، في حين أنَّه من الهام جداً تحديد الأولويات، فإذا كانت حياته صعبةً بالفعل، فسيؤدي ذلك لصعوبة في التعلم؛ لذا يحتاج المدرب إلى إنشاء برنامج مرن ومراعاة الجداول الزمنية المزدحمة وتقبُّل حقيقة أنَّ الالتزامات الشخصية قد تعيق عملية التعلم.

8. توقُّعات عالية:

المتعلمون الكبار لديهم توقعات عالية؛ فهم يريدون أن يتعلموا أشياء ستكون مفيدةً لعملهم، ويتوقعون الحصول على نتائج فورية، ويبحثون عن دورة تستحق وقتهم ولا تكون مضيعةً للوقت أو المال؛ لهذا السبب من الهام إنشاء دورة تدريب من شأنها تعزيز مهاراتهم وتلبية احتياجاتهم الفردية ومعالجة تحديات التعلم جميعها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة