خرافات شائعة عن فيروس كورونا، وكشف السر حولها

بينما يحتل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الصدارة في الأخبار، تلتف حوله طائفة من الأقاويل والشائعات التي لا أساس لها من الصحة، وفي هذا الخصوص، سنناقش بعضاً من تلك الشائعات والأقاصيص.



إنَّ فيروس كورونا المستجد والذي يُعرَف باسم كوفيد-19 أو أحياناً يعرف باسم الفيروس المسبب للمرض وهو (سارس كوفيد-2)، كان منشؤه مقاطعة ووهان في الصين، وهكذا أخذ ينتشر في كلّ العالم والقارات ما عدا القارة القطبية الجنوبية.

سرعان ما بدلت منظمة الصحة العالمية (WHO) تصنيف الحالة رسمياً من الطوارئ العامة إلى جائحة وذلك بتاريخ 11 آذار (مارس) 2020.

إلى يومنا هذا يعدّ فيروس كورونا مسؤولاً عن أكثر من 735,000 إصابةٍ عالمياً، كما أودى بحياة أكثر من 34,800 شخص. كما أُصيب في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 143,000 شخصاً، وتوفي أكثر من 2,500 حتى تاريخ (30 مارس 2020).

وكما هي العادة، عندما تظهر كلمة "وباء" في الأخبار والعناوين، يدبُّ الذعر في نفوس الناس ويتلو هذا الخوف الشائعات وكثرة الأقاويل.

سنطرح في هذا المقال بعضاً من هذه الشائعات والأقاويل التي تغزو العالم الآن على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.

1. رش الكلور على جسمك ويديك كفيل بالقضاء على الفيروسات:

قد يُلحق هذا التصرّف الضرر بك، وخاصة إن تسرب الكلور إلى العينين أو الفم. وعلى الرغم من المواظبة على استعمال هذه المواد الكيماوية في عمليات التعقيم، لكن لا يجب أن ينطبق ذلك على جسدك أيضاً؛ فهذه المواد ليس بمقدورها قتل الفيروسات إن وُجدت داخل جسمك.

2. هذا الفيروس بالغ الخطورة بالنسبة إلى كبار السن فقط:

إنَّ فيروس كورونا المستجد هو كباقي أنواع الفيروسات؛ فلا يقتصر على سنّ معين، بل الجميع معرضون إلى الإصابة به. وفي كافة الأحوال، إنَّ كبار السن والأشخاص الذين يعانون بعض الأمراض مسبقاً كالسكري والربو، قد تزداد حالتهم حرجاً.

3.الأطفال في مأمن من الفيروس:

إنَّ الناس جميعهم وفي مختلف أعمارهم عرضةً لالتقاط الفيروس. معظم الحالات إلى الآن تقتصر على البالغين؛ لكن هذا لا يعني أنَّ الأطفال مُحصّنين في الواقع؛ إذ تشير الأدلّة الأولية إلى أنَّ الأطفال قد يصابون بالفيروس، لكنَّ وضعهم يكون أقلَّ خطورة.

إقرأ أيضاً: 10 أمراض شائعة بين الأطفال وطرق علاجها

4. لا يختلف فيروس الكورونا عن الحمّى:

في الحقيقة إنَّ فيروس كورونا المستجد يترافق بنفس أعراض الحُمّى؛ كألم الرأس والسعال والحرارة المرتفعة. وكلاهما قد يحمل آثاراً طفيفةً أو محفوفةً بالمخاطر أو حتى قاتلة، وفي حالاتٍ نادرة قد يؤدي إلى ذات الرئة.

لعلَّ الصورة العامة لهذا الفيروس تحمل بعض الخطورة، فالتقديرات تتباين، لكنَّ نسبة الوفيات أضحت تتراوح بين 1 إلى 3٪. ورغم أنَّ العلماء يحاولون جاهدين وضع تقديراتٍ دقيقة، ومع ذلك تغدو في العديد من المرات أكثر من كونها إنفلونزا موسمية.

5. كل من يُصاب بفيروس كورونا المستجد مصيره الموت حتماً:

هذه المقولة خاطئة من دون أدنى شك، وكما ذكرنا مسبقاً إنَّ فيروس الكورونا فتاك بالنسبة إلى شريحةٍ محددة من الناس. إذ أظهر تقريرٌ حديث، أنَّ المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها أشار إلى أنَّ نسبة 80.9٪ من الحالات قد امتثلت إلى الشفاء.

وأفادت منظمة الصحة العالمية كذلك أنَّ 80٪ من الناس محتمل أن يصابوا بالفيروس، لكن بنسبةٍ بسيطة؛ حتى أنَّهم لن يحتاجوا إلى علاجٍ من قبل الأخصائيين أو إلى دخول المستشفيات.

تشتمل الأعراض الطفيفة على الحرارة العالية والسُعال وألم في البلعوم وضيق التنفس.

6. بعض الحيوانات كالقطط والكلاب يزيدون من تفشي الفيروس:

إلى الآن هنالك أدلّةٌ قليلةٌ أنَّ وباء كورونا يمكن أن ينتقل بوساطة القطط والكلاب. في جميع الأحوال، أُصيب كلبٌ في هونغ كونغ بالعدوى من مالكه الذي يحمل هذا المرض، ولم تظهر على الكلب أيُّ أعراضٍ. كما أصيب هرٌّ في بلجيكا بفيروس كورونا بعدما انتقلت إليه العدوى من مالكه المريض.

يتناقش بعض العلماء بدور هذه الحالة في تفشي الوباء، نذكر بعض الأمثلة على ذلك: يقول جوناثان بول (Jonathan Ball) الأستاذ الجامعي المختص بالفيروسات الجزئية في جامعة توتنهام في المملكة المتحدة: "علينا أن نعرف الفارق بين العدوى الحقيقية ووجود الفيروس. إنَّ تفشي الوباء كالكثير من الأوبئة في الأزمنة الغابرة التي انتقلت بين البشر، تدفعنا إلى الشك بأنَّ الإنسان هو السبب الرئيس لنقلها".

إقرأ أيضاً: نصائح العناية بالحيوانات المنزلية الأليفة بشكل صحي وآمن

7. يحمي القناع الطبي الوقائي من فيروس كورونا:

يرتدي أخصائيو الصحة هذه الأقنعة الواقية، والتي تلتف بإحكامٍ حول وجوههم بغية تجنُّب العدوى؛ لكنَّ الأنواع الرديئة منها لا تؤمّن الحماية المرجوّة؛ فهي لا تَثْبُتُ تماماً حول الوجه، لذا من المحتمل أن تتسرّب العديد من الجسيمات الفيروسية من خلالها وتنتقل إلى الأنف والفم.

بيد أنَّ ارتداء الأقنعة من قبل من يعانون من أمراضٍ في الجهاز التنفسيّ يحمي الآخرين من العدوى والإصابة بالفيروس.

يؤكد الدكتور "بين كيلينلي" (Ben Killingley) استشاري الطب والأمراض المعدية في جامعة لندن في المملكة المتحدة أن: "لا يوجد حتى الآن سوى أدلّة قليلة تُثبت أنَّ وضع الأقنعة الوقائية يمنع العدوى". وأضاف قائلاً: "علاوةً على ذلك، قد يعطي ارتداؤها شعوراً بالطمأنينة باستحالة انتقال العدوى مما يجعلك تهمل الإجراءات الاحترازية لتجنبها مثل غسل اليدين".

توصي منظمة الصحة العالمية بوضع الأقنعة الواقية لمن يخالط بعض المصابين بالمرض، وفي هذه الحالات، لعلّ ارتداءها يفعل فعله إن التُزِم بغسل اليدين بالماء والصابون وتعقيمهما بالمعقمات المناسبة.

إنَّه لمن المهمّ عند وضع الأقنعة أخذ الحذر بشأن حُسن استخدامها والتخلّص منها لاحقاً.

8. يقضي مجفف الأيدي على الفيروسات:

إنَّ هذه المعلومة مغلوطة، فمجفف الأيدي لا يمكنه التخلص من فيروس كورونا. لعلَّ أفضل طريقة لحماية نفسك والآخرين من حولك هو غسل اليدين بالماء والصابون، أو فركهما بالكحول المُعقِّمة لمدّة لا تقلّ عن عشرين ثانية.

9. فيروس الكورونا هو شكلٌ آخر لنزلات البرد:

فيروس كورونا

فيروسات الكورونا عائلةٌ كبيرةٌ من الجسيمات الفيروسية. يوجد على سطحها بروتينات مدببة تستهدف جسم الإنسان كمضيفٍ رئيس، مسبّبةً وَعْكة البرد تلك. هنالك أنواعٌ أخرى منها تصيب الحيوانات أولاً.

كلاً من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية الحادة (MERS) والمتلازمة التنفسية الحادة والوخيمة (SARS) انتشرت بين الحيوانات في بادىء الأمر، ومن ثمّ انتقلت إلى الإنسان.

إقرأ أيضاً: أمراض مقلقة لا زالت موجودة حتى اليوم

10. يجب أن تختلط بشخصٍ ما يقارب العشر دقائق لينتقل الفيروس:

كلما أطلت المكوث بقرب مصابين بفيروس كورونا، ازدادت احتمالية انتقاله إليك؛ حيث يمكن أن تُصاب بالعدوى في غضون أقل من 10 دقائق.

11. قد تحمي المضمضة بمحلولٍ ملحي من فيروس الكورونا:

لا يوجد أيّ أدلّة حتى الآن تُفيد بفعالية المحلول الملحي وقدرته على تعزيز مناعتك ضد التهابات المجاري التنفسية، تشير بعض الأبحاث إلى أنَّ هذه العادة قد تخفف من أعراض التهابات الجهاز التنفسي العلوية الحادة، مع ذلك لم يبرهن بعض العلماء أنَّها تُقلّل من خطورة المرض.

12. بإمكانك حماية نفسك من خلال الغرغرة بمواد التعقيم:

لا يمكن تحت أيّ ظرفٍ القيام بهذا التصرّف، حيث أنَّه لا يعود عليك إلا بالضرر؛ فإنَّ الكلور مثلاً، مادة فتاكة قد تلحق بك أذىً بالغ.

13. تقضي المضادات الحيوية على الكورونا:

تفتك المضادات الحيوية بالجراثيم والبكتيريا، إنَّما ليس بالفيروسات.

14. يمكن لميزان الحرارة تشخيص فيروس كورونا:

إنَّ ميزان الحرارة ليس خيرَ وسيلةٍ لتشخيص حالتك إن كان يوجد لديك حمى أم لا، حيث أنَّ الحمى الموسمية قد تؤدي إلى ارتفاع الحرارة أيضاً.

بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر أعراض الفيروس في فترةٍ تتراوح بين 2-10 أيام بعد الأصابة، وهذا يعني أنَّ الشخص المصاب بالكورونا تكون حراراته طبيعية لعدة أيام قبل ظهور أعراض الحمى.

15. يَقي الثوم من الكورونا:

فيروس كورونا

تُشير بعض الدراسات إلى أنَّ الثوم يُبطِئ وتيرة نمو بعض أنواع البكتيريا، لكنَّ كوفيد-19 منبعه الرئيس هو فيروس، ولا يوجد حتى الآن إثباتٌ علمي تشير إلى أنَّ بعض المأكولات كالثوم قد تحمي من فيروس كورونا.

إقرأ أيضاً: 9 أطعمة فعّالة لعلاج الالتهابات المُختلفة

16. قد تُسهِم الطرود والبضائع القادمة من الصين في تفشي الوباء:

اعتقد العلماء بما يتعلّق في الدراسات السابقة عن فيروسات الكورونا المتعددة -بما فيها تلك التي تسبب السارس والميرس اللذان يماثلان فيروس كورونا المستجد- أنَّ الفيروسات لا تعيش على أسطح (أو داخل) الرسائل والطرود لفترةٍ طويلة.

توضح مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أنَّه بسبب عدم قابلية بقاء الفيروسات على الأسطح؛ فالخطر ضئيل جداً بانتشارها على المنتجات أو البضائع والتي حُمِّلت وشُحنَت منذ أيام وأسابيع في درجة الحرارة المحيطة.

17. يخلق العلاج المنزلي مناعةً وحصانةً قوية ضد فيروس كورونا:

ليس بوسع أيّ علاجٍ تقوم به في المنزل تأمين الحماية اللازمة لك ضد الفيروسات، بما فيهم: فيتامين سي والزيوت العطرية وزيت السمسم وارتشاف المياه كل 15 دقيقة. ولعلَّ الطريقة المثلى للحفاظ على صحتك بحالٍ جيدة هي غسل اليدين جيداً وتجنّب الأماكن التي تعجّ بمن يعانون من بعض الأعراض.

18. قد تلتقط الفيروس جراء تناولك طعاماً صينياً:

كلا، فهذا كلامٌ غير صحيح.

19. قد ينتقل إليك الفيروس عبر البول والبراز:

وفقاً لما يقوله الأستاذ الجامعي جون إيدموند (John Edmund) في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي في المملكة المتحدة:

"لعلها ليست فكرة مطمئنة، لكن في كلّ مرةٍ تتبرّز فيها يكون ذلك مخاطاً من الجهاز التنفسي العلوي. في واقع الأمر، هذه آلية دفاعية؛ حيث تقوم بطرح البكتيريا والفيروسات إلى معدتك وتعمل أحماض المعدة على إفسادها".

"بوجود آليات الكشف العالية الدقة يمكن المعرفة بوجود الفيروسات في البراز، حيث أنَّه غالباً لا تنتقل الفيروسات من خلاله بهذه الطريقة، إذ تُقتَلُ في المعدة".

"ومن الجدير ذكره أنَّ بعض الأبحاث تفيد بأنَّ الفيروسات من فصيلة فيروس كورونا المستجد يحتمل أن تبقى في البراز، وأشار بحثٌ جديدٌ تابعٌ لمجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) أنَّ فيروس كورونا المستجد يوجد في البراز".

20. سوف يندثر الفيروس بمجرد أن يَحِلَّ فصل الربيع وترتفع درجات الحرارة:

بعض الفيروسات، كالإنفلونزا ونزلات البرد تنتشر بكثرة في الأشهر الباردة، لكن هذا لا يعني أنَّها تهدأ عندما تعتدل درجات الحرارة. وكما يتضح، لم يدرك العلماء بعد كيف من الممكن أن تؤثر تغييرات الطقس على وجود وانتشار كورونا المستجد.

21. فيروس كورونا هو أخطر فيروس شهده الإنسان:

رغم أنَّ فيروس كورونا المستجد تبين أنَّه أشد فتكاً من الإنفلونزا، لكن ليس بالضرورة أن يكون الأخطر على الإطلاق، فالإيبولا مثلاً قد تسببت بمعدلات وفيات أعلى.

22. تَقي اللقاحات ضد الإنفلونزا والالتهابات الرئوية من فيروس الكورونا:

مع الأخذ في عين الاعتبار أنَّ كورونا المستجد يختلف عن سواه من الفيروسات؛ فلا طائل من أيّ لقاحات متوفرة للحماية منه.

23. يعود منشأ الكورونا إلى مختبر في الصين:

بعيداً عن الشائعات التي تتداولها وسائل التواصل الاجتماعي فلا يوجد دليلٌ قاطع على ذلك. أفضت دراسة حديثة إلى أنَّ الفيروس حصيلة ثورة الطبيعة.

كما يعتقد آخرون أنَّ كورونا المستجد انتقل من آكل النمل الحرشفي إلى البشر، خلافاً لغيرهم الذين يقولون بأنَّه وصل إلينا من الخفافيش كما كان الحال عليه بالنسبة إلى السارس.

إقرأ أيضاً: كيفية اكتشاف الأخبار الحقيقية من المزيفة

24. تفشَّى وباء الكورونا بسبب تناول الناس حساء الخفافيش:

مع أنَّ العلماء على ثقةٍ عمياء بأنَّ الفيروس مكمنه الأساسي هو الحيوانات؛ إلا أنَّه لم يثبت بعد انتقال الكورونا بسبب تناول حساءٍ لأيِّ حيوانٍ كان.

ما الذي يتوجب عليك فعله؟

توصي مراكز المكافحة والسيطرة على الأوبئة باتخاذ هذه الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس الكورونا:

  • لا تقترب من المصابين بالفيروس.
  • تجنب أن تلمس عينيك وأنفك وفمك.
  • ارقد في منزلك في حال تأكدت من إصابتك.
  • عندما تعطس في منديلٍ ورقي فارمه على الفور في سلة المهملات.
  • عليك أن تعطس أو تسعل في ثنايا كوعك إن لم يكن بحوزتك مناديل ورقية.
  • استخدم المعقمات والمطهرات لتنظيف الأسطح؛ فقد تعلق عليها الفيروسات لعدة أيام.
  • اغسل يديك بانتظامٍ لمدة عشرين ثانية على الأقل.
  • لا توصي مراكز المكافحة والسيطرة على الأوبئة بارتداء قناعٍ طبي واقٍ إلا إذا كنت تعمل في مجال الصحة، أو تعتني بأحد المرضى.

لربما ما قدمناه من نصائح حتى الآن قد يبدو بسيطاً بالنسبة إليك، إلا أنَّه في الحقيقة يجدي نفعاً ويصنع الفارق.

 

المصدر




مقالات مرتبطة