تقشير البشرة الكريستالي: أنواعه وفوائده ومخاطره

نحن لا نبالغ إذا قلنا إنَّ حلم كل فتاة في هذا العالم الحصول على بشرة مشرقة ومتوهجة وجلد ناعم، ولكنَّ أسباباً كثيرة تقف حائلاً دون ذلك ومنها العوامل الجوية، مثل حروق الشمس القوية التي تترك آثاراً غير محمودة على البشرة والتجاعيد والنمش واختلاف في لون الجلد، ومع التقدم في العمر تظهر التجاعيد بالإضافة إلى الحالات الخاصة بكل مرحلة عمرية، مثل ظهور حب الشباب في مرحلة المراهقة وبداية مرحلة الشباب.



قد يتعرض المرء للجروح أو الحوادث التي تسبب مشكلات معينة، وعلى كل حال إنَّ التقدم الحاصل في الطب يعطينا حلاً سريعاً نوعاً ما لكل تلك المشكلات، وعند التفكير في البشرة نتوجه بأنظارنا إلى الطب التجميلي للبحث بين صفحاته عن حل سريع يعيد لنا نضارة البشرة ونقاءها تحت شعار الحصول على بشرة ناعمة كالأطفال، وترى معظم السيدات أنَّ الحل السحري يكمن في "تقشير البشرة الكريستالي"، فما هو هذا التقشير بالكريستال؟ وكيف يتم؟ وما هي فوائده وأضراره؟

1. ما هو التقشير الكريستالي؟

هو إجراء تجميلي غير جراحي وتقنية حديثة متقدمة على تقنية التقشير الكيميائي، يقوم على التخلص من الخلايا الميتة في الطبقة السطحية الخارجية وتحفيز نمو طبقة جديدة للبشرة بهدف تجديدها وجعلها أكثر نعومة ونضارة، ويكون ذلك عبر استخدام جهاز خاص ذي رأس كريستالي، وهذا الجهاز المحمول باليد ينثر البلورات الصغيرة على الجلد عبر ضغط محدد ليتم إعادة شفطها بذات الوقت بذات الجهاز.

تُستخدم البلورات الكاشطة مثل بلورات الرمل وحبيباته أو بلورات أوكسيد الألمنيوم الناعمة، وعادة ما تستغرق الجلسة نصف ساعة إلى ساعة على الأكثر، وتوجد ثلاثة مستويات للتقشير الكريستالي:

  1. التقشير الكريستالي الخفيف: يُجرى دورياً بمعدل مرتين شهرياً على الأقل، ويُستخدم في التأثير في الطبقة الخارجية من البشرة لعلاج جفاف البشرة وحب الشباب غالباً.
  2. التقشير الكريستالي المتوسط: يُستخدم عند التأثير في الطبقة الخارية للبشرة والأدمة، وقد تحتاج إلى عدد من الجلسات للحصول على النتيجة المطلوبة، والهدف منه علاج الندب وتوحيد لون البشرة.
  3. التقشير الكريستالي العميق: يستخدم للتأثير في الجلد تأثيراً عميقاً، وعادة ما يكون الخضوع له مرة واحدة ولا نحتاج إلى تكرارها، ويُستخدم في علاج التجاعيد العميقة.

2. أنواع التقشير الكريستالي:

يوجد نوعان شائعان للتقشير الكريستالي، وهما:

التقشير بالكريستالات أو التقشير الكريستالي العادي (dermabrasion):

يقوم الطبيب المتخصص باستخدام حبيبات الرمل لتقشير الطبقة الخارجية والسماح للطبقة الجديدة بالنمو، وغالباً يُستخدَم المخدِّر الموضعي، وفي بعض الأحيان يُستخدم مخدر عام في هذه الجلسات حرصاً على راحة المريض وعدم شعوره بالألم، ويكون هذا النوع فعالاً مع أصحاب البشرة الفاتحة، ولا يكون فعالاً في الحالات الشديدة، مثل ندوب الحروق أو الشامات، وتحتاج النتائج في هذا النوع إلى عدة أسابيع حتى تبدأ بالظهور.

التقشير بالكريستالات المجهرية أو التقشير الكريستالي المجهري (microdermabras):

هو عبارة عن تقشير خفيف للبشرة؛ إذ يتم هنا تقشير الخلايا الميتة في البشرة عن طريق استخدام جزيئات مجهرية، وهو إجراء غير مؤلم عادة، ولا يحتاج إلى أي نوع من أنواع التخدير، ويمكن أن يقوم به اختصاصي معتمد وليس طبيباً متخصصاً كما في النوع الأول، كما أنَّه يناسب جميع أنواع البشرة وتكون نتائجه ملحوظة مباشرةً؛ إذ يستطيع الإنسان ملاحظة التحسينات عقب الجلسة.

3. ما هي الأسباب التي قد تدفع بك للتفكير في استخدام التقشير الكريستالي في علاج البشرة؟

التخلص من الرؤوس السوداء:

تتشكل الرؤوس السوداء بسبب انسداد المسام بفعل تراكم بقايا الجلد الميت والدهون والبكتيريا فيها؛ وذلك عند تعرضها للهواء فيتحول الميلانين إلى اللون الداكن، وهي ما تسمى بالرؤوس السوداء، فإذا كان الإنسان يعاني من تلك الرؤوس، فإنَّ اللجوء إلى التقشير الكريستالي يُعَدُّ حلاً فعالاً وسريعاً بنتائج فورية.

علاج التصبغات وتغير لون البشرة:

التصبغات عبارة عن بقع داكنة اللون تتشكل على البشرة، وغالباً ما تتشكل هذه التصبغات في لون البشرة نتيجة التعرض المفرط لأشعة الشمس لا سيما في أوقات الذروة، وكذلك يُعَدُّ التقدم في العمر سبباً لظهورها أو نتيجة للحمل عند السيدات.

إقرأ أيضاً: تصبّغات البشرة.. و5 وصفات طبيعيّة للتخلص منها

إزالة الهالات السوداء حول العينين:

تنتج الهالات السوداء عن عدة أسباب، مثل الإرهاق والأرق والسهر وقلة النوم وسوء التغذية وقلة شرب الماء، كما يمكن أن تنتج عن عوامل وراثية.

معالجة الخطوط الدقيقة والتخلص من التجاعيد في الوجه:

تنتج عن التقدم في العمر وكذلك التعرض لأشعة الشمس والتدخين والإفراط في استخدام تعابير الوجه كالضحك أو العبوس وغيرها.

علاج علامات الشيخوخة والتقدم في العمر:

مثل جفاف البشرة والبقع الداكنة في البشرة والتجاعيد.

علاج حب الشباب وما ينتج عنه من ندبات:

يظهر نتيجة انسداد المسام بعصارة حليبية وخلايا ميتة.

علاج المسامات الواسعة:

تظهر في الوجه نتيجة تراكم الخلايا الميتة والدهون.

شاهد بالفديو: 7 عادات خاطئة تتسبب بظهور التجاعيد حول العينين

4. فوائد استخدام التقشير الكريستالي للبشرة:

  1. الحصول على بشرة أكثر نضارة وحيوية وخالية من المشكلات.
  2. تفتيح وتوحيد لون البشرة والحصول على بشرة متناسقة.
  3. إزالة النمش والكلف الناتج عن التعرض لأشعة الشمس.
  4. تصغير وإغلاق المسامات الواسعة في البشرة.
  5. التخلص من الرؤوس السوداء والبيضاء أيضاً.
  6. مقاومة علامات التقدم في السن.
  7. تحفيز إنتاج البشرة للكولاجين الذي بدوره يعمل على تحسين ملمس ومظهر البشرة.
  8. إزالة سواد الركب والأكواع.
  9. التأثير في نفسية المريض وتحسن البشرة ومظهرها، يؤدي إلى زيادة ثقته بنفسه.
  10. يمكن استخدام التقشير الكريستالي لكلا الجنسين من الرجال والنساء وبدءاً من أعمار صغيرة 12 سنة وما فوق.
  11. يمكن ملاحظة الفرق في البشرة عقب الجلسة مباشرة في النوع المجهري، وخلال عدة أسابيع حتى الشهر في النوع العادي.
  12. تقنية آمنة وجيدة يمكن تجربتها في العيادة عند الطبيب المتخصص دون خوف؛ إذ أصبحت تقنية شائعة جداً.

5. أضرار استخدام طريقة التقشير الكريستالي للبشرة:

توجد بعض الآثار الجانبية التي تُعَدُّ بسيطة لعملية التقشير الكريستالي منها:

  1. احمرار الوجه.
  2. نتائجه مؤقتة وليست دائمة؛ إذ تحتاج إلى تكرار الجلسات دائماً بمعدل كل شهر أحياناً.
  3. زيادة حساسية البشرة لأشعة الشمس؛ لذا من الضروري عدم الخروج في أوقات الشمس الحارة، وأيضاً يجب وضع الواقي الشمسي دائماً عند الخروج من المنزل.
  4. انتفاخ الوجه في بعض الحالات الخاصة، لكن لا يدوم ذلك لأكثر من يوم أو يومين.
  5. قد تسبب جلسة التقشير الجفاف بعدها مباشرة؛ لذا من الأفضل استخدام كريم مرطب للبشرة عقب الخضوع لها.
  6. كدمات في الوجه ناتجة عن عملية شفط خلايا الجلد الميت، كما قد تسبب الندبات لمستخدمي أدوية معينة، مثل الأيسوتريتينون.
  7. تهيج العيون في حال الخضوع للجلسة دون حمايتها بارتداء الواقي.

6. متى يُمنع استخدام جلسات التقشير الكريستالي؟

  1. متناولو أدوية الأيسوتريتينون: يجب عليهم الامتناع عن القيام بجلسات التقشير لمدة تتراوح بين نصف سنة إلى سنة بعد تركهم الدواء.
  2. وجود إصابة بفيروس هربس النشط (herpes simplex virus infection)
  3. إذا كان الإنسان يعاني من حساسية البرودة.
  4. إذا عانى الإنسان بوقت سابق من ندوب تُعرف باسم Keloid or) hypertrophic scars).
  5. إذا كان الإنسان يعاني من مشكلات في الدورة الدموية، فهذا يعني صعوبة التعافي من جلسة التقشير.
  6. إذا كان الإنسان يعاني من الالتهابات في البشرة.

7. استراتيجيات عامة لما بعد الجلسة:

توجد مجموعة من الأشياء التي يجب فعلها بعد الخضوع لهذه الجلسات، بالإضافة إلى أشياء يجب الامتناع عنها؛ إذ تصبح البشرة حساسة لمعظم المؤثرات الخارجية لمدة تتراوح بين 24 ساعة إلى 48 ساعة. فيما يأتي بعض الاستراتيجيات التي يجب اتباعها لتجنب حصول أي ضرر للبشرة يصعب التخلص منه فيما بعد:

  1. الابتعاد عن الخروج بالشمس القوية لمدة أسبوع على الأقل.
  2. الالتزام بوضع واقٍ من الشمس بنسبة حماية جيدة جداً.
  3. عدم تطبيق أي كريم موضعي دون وصفة طبيب لمدة 24 ساعة بعد الجلسة.
  4. عدم استخدام غسولات البشرة والمقشرات لمدة ثلاثة أيام عقب الجلسة.
  5. استخدام كريم مرطب بإشراف طبيبك الخاص للتخفيف من جفاف البشرة واحمرارها.
  6. تجنُّب استخدام مساحيق التجميل بكافة أنواعها لمدة ثلاثة أيام وكذلك العطور.
  7. عدم استخدام أي نوع من أنواع الماسكات الطبيعية أو حتى الصناعية لمدة أسبوع.
  8. عدم تقشير البشرة بأي نوع من المقشرات الطبيعية أو الكيمائية قبل الجلسة بأسبوع.
  9. عدم القيام بإزالة شعر الوجه بأي طريقة سواء الحلاقة أم الشمع أم الليزر لمدة أسبوعين قبل أو بعد الجلسة.
  10. الالتزام بأسلوب حياة ونمط صحي من حيث نوع الغذاء وكميته وكمية الماء التي يجب شربها يومياً للحفاظ على رطوبة الجلد.
إقرأ أيضاً: 6 طرق فعّالة تساعد على ترطيب البشرة – تعرّفي عليها

في الختام:

تُعَدُّ تقنية التقشير الكريستالي من التقنيات الحديثة نسبياً؛ إذ ظهرت أولاً في "إيطاليا" في عام 1985م، وانتشرت بعدها إلى دول العالم، وتُعَدُّ من الطرائق الجيدة في الحصول على بشرة جديدة نقية ونضرة وخالية من العيوب، لكن يجب اتباع إرشادات الطبيب لتجنب أي آثار جانبية أو ألم، وكذلك يجب الحرص على تكرارها وفق ما يرى الطبيب.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8




مقالات مرتبطة