تصحيح النظر بالليزر: الفوائد والأضرار
يُعاني معظم الأشخاص من مشكلات في النظر؛ مما يضطرهم إلى ارتداء النظارة الطبية بشكل دائم، التي غالباً ما تكون مصدر إزعاج أو إحراج، ومع تطور العلم ظهرت تقنية جديدة تتيح لهؤلاء إمكانية الاستغناء عن النظارة والرؤية بوضوح دونها، وفي السطور القادمة أهم المعلومات عن هذه التقنية، وما هي فوائدها وأضرارها.
ما هي عملية الليزر وكيف تُجرى؟
عملية الليزر أو ما يُعرف بجراحة العين بالليزر هي إحدى أشهر العمليات الجراحية الآمنة التي يُلجأ إليها على مستوى العالم بهدف تصحيح النظر؛ إذ يُصحَّح تحدُّب القرنية - وهي الجزء الأمامي الشفاف من مقدمة العين - باستخدام أشعة الليزر.
كيف تجري عملية الليزر؟
- يُخضَع المريض إلى التخدير الموضعي في العين من خلال تقطير العين بقطرات مُخدرِّة؛ وذلك قبل العملية بـ 10 دقائق على الأقل.
- يرفع الطبيب الطبقة الرقيقة من القرنية من خلال عمل شق في سطح القرنية باستخدام أشعة الليزر المنبعثة من جهاز خاص؛ وذلك بهدف إبعاد النسيج السطحي للقرنية عن النسيج الداخلي لها.
- ثم يُسلِّط الطبيب أشعة ليزر من نوع آخر على القرنية، والتي تُصحِّح شكل القرنية حسب نمط ودرجة تُحدَّد مُسبقاً، ويطلب من المريض التحديق المباشر والثابت في أشعة الليزر.
- تنعدم الرؤية خلال العملية وهذا أمر غير مُقلِق وتنبعث رائحة شبيهة برائحة الاحتراق؛ وذلك بسبب أثر الليزر في القرنية.
- بعد ذلك يُعيد الطبيب النسيج السطحي أو الطبقة الرقيقة للقرنية إلى موضعها؛ إذ تُغطى القرنية التي تم علاجها.
الحالات التي تستدعي تصحيح النظر بالليزر:
يُصحَّح النظر باستخدام الليزر في الحالات الآتية:
- قصر النظر أو حسر البصر: هي الحالة التي تكون فيها كرة العين أطول بقليل من الحد الطبيعي، أو يكون تحدب القرنية كبيراً، ويكمن الخلل في رؤية الأجسام البعيدة بسبب انعكاس الضوء أمام الشبكية، أمَّا الأجسام القريبة فيُمكن رؤيتها بوضوح.
- طول النظر أو مد البصر: هي الحالة التي تكون فيها كرة العين أقصر بقليل من الحد الطبيعي، أو تكون القرنية مُسطحة، ويكمن الخلل في رؤية الأجسام القريبة بسبب انعكاس الضوء خلف الشبكية.
- اللابؤرية "الاستجماتيزم": هي الحالة الناتجة عن وجود تحدبات أو تسطحات غير متساوية في القرنية؛ مما يُسبب تشوشاً وضبابية في الرؤية بشكل عام "الأجسام القريبة والبعيدة".
شروط عملية تصحيح النظر بالليزر:
- ألَّا يقل عمر المريض عن 18 سنة.
- أن تكون الحالة المرضيَّة المُراد علاجها من الحالات التي يستطيع الليزر علاجها.
- التأكُّد من الحالة الصحية للعين وخلوها من أي مرض.
- اختيار الطبيب المختص الماهر والذي يستخدم أجهزة التشخيص الحديثة؛ مما يضمن جودة الفحوصات.
الفئات التي لا تناسبها عملية الليزر:
لا يمكن إجراء عملية ليزر العيون في الحالات الآتية:
- الشخص الذي يمتلك قرنية عين رقيقة.
- الشخص المُصاب بمشكلات نظر شديدة التدهور في وقت قصير.
- الشخص الذي يُعاني من أمراض العين المختلفة مثل: إعتام عدسة العين، جفاف العين المزمن، الزرق، القرنية المخروطية، التهابات العين.
- الشخص المصاب بمرض السكري.
- المرأة الحامل.
الأعراض المُرافقة لما بعد عملية تصحيح النظر بالليزر:
تظهر الأعراض الآتية بعد الخضوع إلى عملية الليزر، ولكنَّها تزول بعد فترة قصيرة، وهي:
- زغللة العين؛ وهي أكثر أعراض عملية الليزر شيوعاً، وتزول بعد عدة أيام.
- انتفاخ بسيط في جفن العين.
- الشعور بحرقة في العين.
- الإحساس بألم خفيف، ويمكن تناول المسكنات في هذه الحالة.
- الشعور بحكة في العين والرغبة في فركها، وهذا أمر يجب تجنبه تماماً.
- جفاف العين.
- تغير وغباش في الرؤية لعدة أيام.
- حساسية عالية في العين تجاه الضوء ورؤية هالات حول الأضواء.
- احمرار في بياض العين.
التحضيرات لعملية ليزر العيون:
يُحضَّر لعملية الليزر من خلال اتِّباع الخطوات الآتية:
- إجراء فحص كامل للعيون؛ وذلك من أجل تقييم وضعها بشكل دقيق وتحديد درجة الضرر.
- إخبار الطبيب المختص بالتاريخ المرضي لك، وما هي الأدوية التي تتناولها في الوضع الحالي.
- إراحة العين والتوقُّف عن ارتداء العدسات اللاصقة بشكل نهائي قبل مدة أسبوعين إلى شهر تقريباً من العملية؛ وذلك حتى تستعيد القرنية وضعها الطبيعي.
- تجنُّب التدخين والكحول قبل العملية بعدة أسابيع، لِما لهما من تأثير سلبي في نجاح العملية.
- تناول وجبة خفيفة جداً في صباح يوم العملية وتجنُّب الوجبات الدسمة.
- تجنُّب ارتداء الاكسسوار والمعادن والحلى في الرأس خلال العملية.
فوائد عملية تصحيح النظر بالليزر:
تتمثل فوائد عملية ليزر العيون بما يأتي:
- تصحيح النظر والحصول على حدة إبصار عالية.
- تُعَدُّ عملية الليزر من العمليات السريعة نسبياً، فهي تستغرق ما يُقارب عشر دقائق أو ربع ساعة فقط لكل عين.
- يتم التعافي منها بشكل سريع؛ إذ يحتاج التعافي واستقرار النظر إلى 24 ساعة فقط.
- عملية الليزر عملية آمنة.
- لا تتضمن عملية الليزر أي قِطَب جراحية؛ لذلك لا يحتاج المريض إلى وضع الضمادات.
- تُوفِّر عملية الليزر الاستغناء التام عن العدسات اللاصقة والنظارات الطبية؛ إذ أثبتت الدراسات أنَّ أكثر من 80% من الذين يخضعون إلى عمليات الليزر لتصحيح النظر لن يكونوا بحاجة إلى ارتداء نظارة طبية مرة أخرى.
- لا يشعر المريض في أثناء عملية الليزر بأي ألم؛ إنَّه مجرد شعور بالانزعاج أو الانقباض البسيط لا أكثر.
- يُمكن إجراء العملية للعينين معاً في نفس الوقت.
شاهد بالفديو: 8 حالات تحتاج فيها إلى مراجعة طبيب العيون فوراً
أضرار عملية تصحيح النظر بالليزر:
تتمثل أضرار الليزر فيما يأتي:
- في الأيام الأولى لعملية الليزر تكون الرؤية ضبابية ومشوشة، ولا يوجد داعٍ للقلق فهي الحالة الطبيعية لما بعد العملية.
- غالباً ما تسبب عملية الليزر بجفاف العين، وغالباً ما يستمر من 6 إلى 12 أسبوعاً بعد العملية؛ وذلك نتيجة أنَّ العملية قد تتسبب بقطع الأعصاب المسؤولة عن إفراز الدمع، والتي تعود إلى عملها بعد التعافي من العملية.
- قد تسبب عملية الليزر مضاعفات مثل: ألم وحكة في العين، رؤية هالات حول الضوء أو وهج وسطوع حول الأجسام التي يُنظَر إليها.
- قد لا يزول ضعف البصر بشكل كامل وخاصة في حالة الأشخاص المصابين بدرجات ضعف نظر كبيرة.
- قد لا تُصحَّح الرؤية بالمستوى المُتوقَّع بعد العملية "خاصة حالات قصر النظر"؛ وذلك بسبب التصحيح غير المُكتمل "عدم إزالة النسبة الكافية من نسيج القرنية"؛ مما يستدعي إخضاع المريض إلى عملية ليزر أخرى بعد فترة معينة "خلال سنة تقريباً".
- قد تُصاب العين بالالتهاب بعد العملية وتُستَخدَم المضادات الحيوية في العلاج.
- قد يزيل الطبيب نسبة أكبر من النسبة المطلوبة من نسيج القرنية؛ مما يؤدي إلى تشوه في الرؤية وانتفاخ العين وتوسُّعها بسبب الضغط الحاصل فيها.
- الإصابة بعدوى القرنية في حال تلوُّث المعدات أو يدي الطبيب خلال العملية، والتي قد تتطور إلى الإصابة بعدوى العين الذي تتمثل أعراضه بألم في العين وفقدان الرؤية، ويتم الحد منه باستخدام قطرات العين "أدوية الستيرويد"، أو المضادات الحيوية وذلك حسب تعليمات الطبيب.
- قد ينتج اضطراب اللابؤرية غير المنتظمة كمضاعفات لعملية الليزر، وتتمثل أعراضه في ازدواجية الرؤية والصورة الطيفية، في حال عدم تركيز الليزر بشكل صحيح في العين، ويحتاج إلى العلاج أو إجراء عملية الليزر مرة أخرى.
- غالباً ما يحتاج بعض المرضى إلى إعادة إجراء عملية الليزر بعد عدة أعوام؛ إذ غالباً ما تعود المشكلة التي أُصلِحَت في العملية الأولى تدريجياً، ولكنَّها لا تعود بذات الدرجة.
- قد يفقد المريض نسبة بسيطة من مجال الرؤية أو حدة البصر، ولكنَّها حالة نادرة جداً لا تتجاوز 1%.
إرشادات لما بعد عملية تصحيح النظر بالليزر:
حتى تضمن نجاح العملية والحصول على النتيجة المطلوبة لا بدَّ من اتِّباع هذه الإرشادات بعد عملية الليزر، وهي:
- البقاء في المنزل لمدة أسبوعين للنقاهة بعد العملية.
- الجلوس في الأماكن الرطبة وخفيفة الإضاءة في المنزل في الأيام الأولى بعد العملية.
- الاهتمام بترطيب العين؛ وذلك من خلال الاستخدام اليومي لقطرات تُرطِّب العين وتمنع الالتهاب؛ وذلك بناءً على إرشادات الطبيب، بالإضافة إلى شرب كميات كبيرة من السوائل لترطيب الجسم.
- يُنصَح باستخدام واقٍ للعين ليلاً لحمايتها من التعرُّض إلى الفرك أو الاصطدام.
- يُمكن الاستحمام بعد اليوم الأول للعملية مع تجنُّب دخول الماء أو الصابون إلى العين خلال الأيام الأولى من العملية.
- تجنُّب الطبخ وعدم التعرُّض إلى البخار المتصاعد منه، أو التعرُّض إلى أي دخان أو نار.
- تجنُّب التدخين بعد عملية الليزر؛ إذ يُصيب الدخان القرنية عند دخوله إلى العين؛ مما يُسبب احمرارها.
- الالتزام بمواعيد زيارات الطبيب الدورية والمتقاربة لمراقبة حالة تعافي العين.
- تجنُّب التعرُّض إلى أشعة الشمس، وارتداء النظارات الشمسية خلال العام الأول بعد العملية.
- التجنُّب التام لفرك العين بعد العملية لحوالي شهر على الأقل بعدها؛ وذلك حتى تُشفى القرنية ويلتئم الجرح أو الشق بشكل تام.
- التجنُّب التام لاستخدام الهاتف المحمول أو النظر إلى أيَّة شاشة سواء شاشة التلفاز أم الحاسوب؛ وذلك خلال الأسبوع الأول من العملية.
- تجنُّب السباحة لمدة شهر إلى شهرين بعد العملية.
- يُمكن ممارسة التمرينات الرياضية الخفيفة بعد ثلاثة أيام من العملية، مع تجنُّب التمرينات الحادة قبل مرور شهر بعدها.
- ابتعاد النساء عن استخدام أيَّة منتجات تجميلية للعين أو حولها حتى مرور أسبوعين على الأقل بعد العملية.
عملية تصحيح النظر بالليزر والشيخوخة:
لا تُفيد عملية الليزر مَن يُعاني من عدم القدرة على رؤية الأشياء القريبة الناتجة عن تقدم العمر؛ أي مد البصر الشيخي الذي يظهر بعد سن الأربعين، ويمكن حل هذه المشكلة باستخدام النظارة الطبية "نظارة القراءة".
في الختام:
تُعَدُّ عملية تصحيح النظر بالليزر من العمليات الآمنة والفعَّالة في تصحيح مشكلات النظر؛ لذا يمكن الخضوع إليها دون خوف أو قلق، ولكنَّ النقطة الأهم هي الالتزام بالتعليمات والإرشادات والممنوعات قبل وبعد العملية؛ لضمان نجاح العملية والحصول على النتيجة المطلوبة والنظر الدقيق والحاد دون الحاجة إلى النظارة الطبية مجدداً.