تخلَّص من عقلية "أنا لا أعمل مجاناً"

"أنا لا أعمل مجاناً"، على عكس ما تتوقع فإنَّ هذه العقلية قد تكون هدامة بدل أن تعود عليك بالنفع، فتذكَّر كل مرة رفضتَ فيها فعل شيء ما لأنَّك فقط لا ترغب فيه، وفضَّلتَ بدلاً من ذلك مشاهدة عرض تلفزيوني أو الذهاب إلى النوم وحسبتَ ذلك استثماراً إيجابياً للوقت؛ لذلك المشكلة ليست أنَّك لا تملك ما يكفي من الوقت؛ بل إنَّك لا تستثمره كما يجب.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "نيك غيلمور" (Nick Gilmour)، والذي يُحدِّثنا فيه عن رؤية جديدة لاستثمار الوقت، وكيف أنَّ العقلية الصحيحة لهذا الاستثمار تنظر إلى المكاسب غير المادية وكيف تؤدي هذه العقلية إلى تحقيق النجاح.

ما معنى أن تكون واعياً في استثمار وقتك؟

أحياناً تشعر أنَّ يومك انقضى بسرعة، لقد استيقظتَ ثم قمتَ ببعض الأعمال وخلدتَ إلى النوم مجدداً، وبالمقابل هناك أيام تشعر فيها أنَّك أنجزتَ الكثير من العمل، وأنَّك متحمِّسٌ لباقي الأسبوع، والسبب في هذا هو أنَّك عندما استيقظتَ في ذلك اليوم، فقد قرَّرتَ أن تستثمر وقتك بطريقة مفيدة؛ حيث إنَّ كونك ناجحاً لا يعني فقط أنَّك محظوظ؛ بل يعني أنَّك اتخذتَ قراراً حاسماً بعدم هدر وقتك؛ بل إنَّ استثماره بوعي يُحقِّق أهدافك.

لا يوجِّه الكثير من الأشخاص وقتهم نحو الأشياء المفيدة؛ إذ إنَّ وعيك في كيفية استثمار وقتك هو الطريقة لتحقيق النجاح في أي مجال كان، ولا يعني هذا أنَّك لا تستطيع الاستمتاع بالعروض والأفلام، ولكن ضع حدوداً وقواعد بشأن مواعيد الراحة والوقت الذي خصصتَه لذلك، وبذلك تستثمر وقتك على الوجه الأمثل.

استثمِر الوقت لمصلحتك:

يقضي الكثيرون وقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وينصبُّ تركيزهم كله على ما يجب وما لا يجب على الآخرين فعله، ومن المؤكَّد أنَّ لكل شخص رأيه وله الحق في إبدائه، لكن أحياناً يصبح الأمر مبالغاً فيه ويستهلك الكثير من الوقت؛ لذلك من الضروري جداً أن تركز وقتك وجهدك على نفسك، والأمر يشبه استثمارك لأموالك، فعندما تستثمر وقتك مثلاً في قراءة كتاب، فهذا مفيد بالقدر نفسه كما لو كنتَ تستثمر أموالك في مجال العقارات.

وفي المقابل فإنَّ هدر وقتك على مواقع التواصل الاجتماعي هو استثمار خاطئ للوقت، فعندما نستفيد من وقتنا، فإنَّنا نُعِدُّ أنفسنا للنجاح على الأمد الطويل، وسيكون للارتباط بين استثمارك للوقت فيما يفيدك واستثمارك لأموالك فوائد هائلة في حياتك.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح هامة لاستثمار الوقت بشكل فعّال

كم من الوقت لدينا فعلياً؟

عندما تكون واعياً في استثمار وقتك، فإنَّك ستصبح قادراً على إيجاد وقت إضافي، على سبيل المثال: جرِّب أن تستيقظ أبكر بساعة أو أن تُؤخِّر نومك ساعة عن الوقت المعتاد، فهذه الساعة الإضافية تشكل 365 ساعة على مدار السنة، وهذا في الواقع وقت كثير.

يُقال إنَّ عليك أن تقضي 10,000 ساعة في فعل شيء ما لتصبح متمرساً به، فإذا أضفتَ 3 ساعات يومياً واستثمرتَها في تعلُّم شيء ما، فإنَّك ستكتسب الخبرة في مهارة جديدة في غضون أقل من سنة؛ لذلك إذا كنتَ تعتقد أنَّك لا تملك ما يكفي من الوقت، ففكر مجدداً وتذكَّر ما فعلتَه في الأيام الماضية، وستجد أنَّك نمتَ أكثر مما تحتاج أو ربما أمضيتَ ساعات على مواقع التواصل الاجتماعي.

ثمة فكرة جيدة وهي أن تضع على هاتفك جدولاً زمنياً وإلى أن تصبح واعياً باستثمار وقتك، حدِّد ما الذي تريد فعله في كل ساعة من يومك، فحدِّد وقتاً لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي واحرص على الالتزام بالوقت المخصَّص لذلك، وإذا وجدتَ نفسك لا تلتزم بالجدول الزمني الخاص بك، فامنح نفسك بعض التشجيع.

إقرأ أيضاً: كيفَ تكسب الوقت في يومك؟

تخلَّص من عقلية "أنا لا أعمل مجاناً":

لا يستطيع الكثير من الأشخاص التخلُّص من فكرة أنَّ كل عمل يؤدونه يجب أن يحصلوا مقابله على أجر، أو بالأحرى يعتقدون أنَّهم إذا أمضوا وقتاً في فعل شيء ما، فيجب أن يكون هناك نوع من المكافأة المالية.

إذا كنت تفكر بالطريقة نفسها، فإنَّك تنسى أنَّ الوقت الذي تمضيه في فعل شيء يؤدي إلى تعلُّم مهارات جديدة؛ لذلك تخلَّص من العقلية القائلة "إنَّ وقتك يجب أن يعود عليك بمقابل مالي"، وعندما تبدأ التفكير أنَّ وقتك يمكن أن يعود عليك بأشياء أخرى كإتقان مهارات جديدة وتطوير نفسك، سترى المكاسب التي تحققها في حياتك، والتي بدورها ستؤدي إلى جني المال في مرحلة ما.

استوعِب أنَّ وقتنا له قيمة كبيرة، وأنَّ هناك شيئاً جديداً دائماً لنتعلمه، واستوعِب أنَّ هذه القيمة تتجاوز المال، وستبدأ استثمار وقتك بوعي حتى دون أن تُفكِّر في ذلك؛ لأنَّ الفوائد والنجاحات التي تبدأ بالظهور في حياتك، ستدفعك إلى المضي قدماً.

المصدر




مقالات مرتبطة