سنناقش في هذا المقال تأثير الأدوية في زيادة أو خسارة الوزن، وكيفية تأثير الأدوية الشائعة، مثل أدوية الاكتئاب، والسكري، وضغط الدم في زيادة أو خسارة الوزن، كما سنتناول استراتيجيات لإدارة هذا التأثير، مع النظر في أحدث الأبحاث حول هذا الموضوع.
كيف تؤثر الأدوية في الوزن؟
تُعد الأدوية من العوامل الرئيسة التي قد تؤثر في وزن الجسم، سواء بزيادته أم خسارته، وذلك بسبب تأثيرها في العمليات الحيوية، مثل الأيض، والشهية، وتوزيع الدهون، فبعض الأدوية تحفز الشهية أو تخزن الدهون، بينما قد تُسرع أخرى من عملية التمثيل الغذائي أو تقلل الرغبة في تناول الطعام؛ لذا، فإنَّ فهم تأثير الأدوية في زيادة أو خسارة الوزن يساعد على اتخاذ إجراءات وقائية للحفاظ على وزن صحي في العلاج.
تأثير الأدوية في الشهية والأيض
تؤثر بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب والكورتيكوستيرويدات في النواقل العصبية في الدماغ، مما قد يزيد الرغبة في تناول الطعام ويزيد الوزن، وفي المقابل، الأدوية وتأثيرها في الأيض، مثل بعض أدوية السكري (مثل الميتفورمين) أو الأدوية المنشِّطة، تُفقِد الوزن بسبب تأثيرها المثبِّط للشهية أو تعزيزها لحرق الدهون، كما أنَّ بعض العلاجات تؤثر في هرمونات الجسم، مثل الأنسولين أو الكورتيزول، مما قد يغير من طريقة تخزين الدهون واستهلاك الطاقة.
التغيرات في تخزين الدهون واحتباس السوائل
تسبب علاقة بعض الأدوية وزيادة الوزن، مثل حاصرات بيتا المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم زيادته بسبب احتباس السوائل أو انخفاض معدل الأيض، كذلك، يمكن أن تؤدي الأدوية الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل، إلى تغيرات في توزيع الدهون في الجسم.
استراتيجيات للتعامل مع تأثير الأدوية في الوزن
يجب مناقشة الطبيب حول الأدوية البديلة في حال كانت بعض العلاجات تسبب تغيرات كبيرة في الوزن، كما أنَّ اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، ومراقبة الوزن دورياً، يمكن أن يساعد على إدارة هذه التغيرات.
يختلف تأثير الأدوية في زيادة أو خسارة الوزن من شخص لآخر وفق العوامل الجينية، ونمط الحياة، والتفاعلات الدوائية؛ لذا، يُنصح بمراجعة الطبيب عند ملاحظة أية تغيّرات غير مرغوب فيها في الوزن لضبط الخطة العلاجية بما يتناسب مع الصحة العامة.
شاهد بالفيديو: أهم الأدوية التي تسبب زيادة الوزن
الأدوية التي قد تسبب زيادة الوزن
تؤدي بعض الأدوية دوراً كبيراً في تغيير وزن الجسم، فتؤثر في الشهية، وعملية الأيض، وتوزيع الدهون، وقد تكون زيادة الوزن أحد الآثار الجانبية غير المرغوب فيها لعدد من العلاجات الطبية، مما يشكِّل تحدياً للمرضى الذين يحتاجون إلى هذه الأدوية لإدارة حالاتهم الصحية. في ما يأتي، أبرز الأدوية التي تسبب السمنة، مثل مضادات الاكتئاب، وأدوية السكري، وضغط الدم.
1. أدوية مضادة للاكتئاب
تُعد مضادات الاكتئاب من أكثر الأدوية المرتبطة بزيادة الوزن، وخصيصاً تلك المنتمية إلى فئتي "مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية" (SSRIs) و"مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات" (TCAs)، وتغيِّر هذه الأدوية كيمياء الدماغ، مما قد يؤدي إلى:
- زيادة الشهية والرغبة في تناول الكربوهيدرات والسكريات.
- تباطؤ عملية الأيض، مما يقلل حرق السعرات الحرارية.
- احتباس السوائل في بعض الحالات.
من الأمثلة الشائعة: باروكستين (Paxil)، وأميتريبتيلين (Amitriptyline)، فأظهرت الدراسات أنَّ بعض المرضى، قد يكتسبون ما بين 3 إلى 10 كيلوجرامات خلال أشهر من الاستخدام.
2. أدوية السكري
على الرغم من وجود علاقة بين الأدوية وخسارة الوزن كأدوية السكري، مثل الميتفورمين، فإنَّ هناك أنواعاً أخرى تحفز تخزين الدهون، مثل:
- الأنسولين: الذي يعزز امتصاص الجلوكوز في الخلايا الدهنية والعضلية، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن إذا لم تُضبَط الجرعة مع النظام الغذائي.
- السلفونيل يوريا (مثل جليبنكلاميد): تحفز إفراز الأنسولين، مما يزيد تخزين الدهون.
- الثيازوليدينديونات (مثل بيوجليتازون): تزيد حساسية الخلايا للأنسولين، ولكنَّها قد تسبب احتباس السوائل وتراكم الدهون.
3. أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم
تزيد بعض الأدوية وتأثيرها في الوزن، مثل أدوية ضغط الدم الوزن، ومن أبرزها:
- حاصرات بيتا (مثل ميتوبرولول، وبروبرانولول): تبطئ عملية الأيض وتقلل قدرة الجسم على حرق الدهون في الراحة.
- الكورتيكوستيرويدات (مثل بريدنيزون): تزيد الشهية وتسبب احتباس الماء وتراكم الدهون في منطقة البطن والوجه.
- بعض مدرات البول (مثل هيدروكلوروثيازيد): تؤدي إلى اختلال في الأملاح، مما يزيد الرغبة في تناول الأطعمة المالحة.
يختلف تأثير الأدوية في زيادة الوزن وفق نوع الدواء، والجرعة، واستجابة الجسم، فإذا كنت تعاني من زيادة غير مرغوب فيها في الوزن بسبب علاج معيَّن، استشِرْ الطبيب لضبط الجرعة أو استبدال الدواء ببديل أقل تأثيراً، كما أنَّ اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يساعد على إدارة هذه الآثار الجانبية.
شاهد بالفيديو: 10 نصائح لخسارة وزنك بشكل صحي
العوامل التي تحدد تأثير الأدوية في الوزن
يختلف تأثير الأدوية في زيادة أو خسارة الوزن من شخص لآخر كثيراً، فلا تقتصر هذه الاختلافات على نوع الدواء فحسب؛ بل تتأثر بعدة عوامل متداخلة، وبعض الأشخاص قد يعانون من زيادة وزن كبيرة عند تناول دواء معيَّن، بينما لا يلاحظ آخرون أي تغير يذكر. سنتعرف، في ما يأتي، على العوامل الرئيسة التي تحدد كيفية تأثير الأدوية في زيادة أو خسارة الوزن، بما في ذلك الجرعة ومدى الاستخدام، والتفاعلات الدوائية والغذائية، بالإضافة إلى العوامل الفردية الفريدة لكل شخص.
1. الجرعة ومدى الاستخدام
تؤدي الجرعة الدوائية ومدة الاستخدام دوراً محورياً في تحديد مدى تأثير الدواء في الوزن:
- الجرعة العالية: تُحدِث تغيرات أكثر وضوحاً في الوزن؛ لأنَّ زيادة الجرعة تعني تأثيراً أقوى في عمليات الأيض والشهية.
- المدة الزمنية: كلما طالت فترة استخدام الدواء، زادت احتمالية تراكم آثاره على الوزن.
- نمط الاستخدام: الأدوية التي تؤخذ يومياً بانتظام يكون تأثيرها في الوزن أكثر وضوحاً من تلك المستخدمة استخداماً متقطعاً.
2. التفاعلات مع الأطعمة أو الأدوية الأخرى
يمكن أن يتغير تأثير الدواء في الوزن جذرياً بسبب التفاعلات مع:
- الأطعمة: تزيد بعض الأدوية الشهية عند تناولها مع أطعمة معيَّنة، أو تسبب احتباس السوائل مع الأطعمة المالحة.
- الأدوية الأخرى: تضخِّم التفاعلات الدوائية أو تقلل تأثير الدواء في الوزن.
- المكملات الغذائية: تتفاعل بعض الفيتامينات والمكملات مع الأدوية وتؤثر في امتصاصها أو فعاليتها.
3. العوامل الفردية
تختلف استجابة الجسم للأدوية كثيراً بناءً على:
- التركيب الجيني: تؤثر الجينات في كيفية استقلاب الأدوية في الجسم.
- العمر والجنس: تختلف عمليات الأيض مع التقدم في العمر وبين الجنسين.
- الحالة الصحية العامة: يغيِّر وجود أمراض مزمنة أخرى من تأثير الأدوية في زيادة أو خسارة الوزن.
- نمط الحياة: النشاط البدني، وعادات النوم، ومستويات التوتر جميعها عوامل مؤثرة.
يساعد فهم هذه العوامل على توقع وتخفيف التغيرات غير المرغوب فيها في الوزن؛ فمن الهامّ مناقشة هذه الجوانب مع الطبيب المعالج، فيمكن من خلال تعديل الجرعات، أو تغيير مواعيد تناول الأدوية، أو اختيار بدائل دوائية مناسبة، تحقيق التوازن الأمثل بين الفائدة العلاجية والمحافظة على وزن صحي، كما أنَّ المراقبة الدقيقة للوزن وتوثيق أية تغيّرات، تساعد على اتخاذ الإجراءات المبكرة عند الحاجة.
في الختام
يعد تأثير الأدوية في زيادة أو خسارة الوزن كبيراً، سواء بالزيادة أم بالخسارة، فمن خلال الفهم الدقيق لكيفية تأثير الأدوية المختلفة في الأيض والشهية، يمكن اتخاذ خطوات فعالة للتقليل من آثارها السلبية، وسواء كان ذلك عن طريق تعديل الجرعة، أو تغيير الأدوية، أم اتباع نظام غذائي مناسب، من الممكن الحفاظ على وزن صحي عند تلقي العلاج الطبي.
لذا، يجب استشارة الطبيب عند مواجهة هذه المشكلة لتحقيق توازن مثالي بين العلاج والحفاظ على الوزن الصحي دون عواقب.
أضف تعليقاً