أضرار التدخين على جسمك
يعد تأثير التدخين على الصحة العامة قضية تؤثر في جميع أجهزة الجسم، فالتدخين ليس مجرد عادة سيئة تؤدي إلى مشكلات صحية معروفة مثل السرطان وأمراض القلب، بل يضر أيضاً بآليات معقدة في الجسم تؤدي إلى تأثيرات متلاحقة على المدى الطويل، وسنتحدث في هذه الفقرة عن كيفية تأثير التدخين على مختلف الأنظمة داخل الجسم:
1. تأثير التدخين على الجهاز العصبي المركزي
يعرف النيكوتين، بالمكوِّن الرئيسي في التبغ، وهو مادة منبهة تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي. وبعد استنشاقه، وينتقل النيكوتين إلى الرئتين ليمتص عبر الدم الذي يحمل الأوكسجين إلى الأوعية الدموية، مما يسبب تنبيهاً سريعاً في الدماغ.
وعلى الرغم من الشعور الفوري بالمتعة، إلا أن تلاشي هذا التأثير يخلق سلسلة من الأعراض السلبية، مثل:
- صعوبة في التركيز.
- عصبية وتوتر.
- صداع مزمن.
- زيادة الشهية والقلق.
- اضطرابات في النوم والاكتئاب.
كما أن التعود على النيكوتين يؤدي إلى الإدمان، مما يجعل المدخن بحاجة مستمرة للتدخين لتفادي هذه الأعراض.
2. تأثير التدخين على الجهاز التنفسي
يتم استنشاق العديد من المواد السامة أثناء التدخين، والتي تؤثر بشكل سلبي على الرئتين والمجاري الهوائية. وعلى المدى البعيد، يؤدي التدخين إلى:
- انتفاخ الرئتين الذي يعوق التنفس الطبيعي.
- التهاب الشعب الهوائية المزمن، مما يسبب صعوبة في التنفس.
- سرطان الرئة الذي يُعد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً وخطورة.
في مرحلة الإقلاع عن التدخين، قد يشعر الشخص باحتقان مؤقت في الجهاز التنفسي، ويعد هذا علامة على بداية التعافي، إلا أن التدخين السلبي قد يعرض الأطفال لمشكلات التنفس مثل السعال والربو، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب رئوي أو التهاب في الشعب الهوائية.
3. تأثير التدخين على الجهاز القلبي الوعائي
يؤدي التدخين إلى تضيق الأوعية الدموية بسبب تأثير النيكوتين، مما يعيق تدفق الدم بشكل طبيعي، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض القلبية.
ومن أبرز الأضرار التي يسببها التدخين على هذا النظام:
- تلف الأوعية الدموية الذي يؤدي إلى مرض الشريان المحيطي.
- رفع ضغط الدم بشكل مستمر.
- زيادة خطر الإصابة بالجلطات، مما يرفع من احتمالية حدوث السكتات الدماغية.
علاوة على ذلك، يشكل التدخين تهديداً لصحة الأشخاص المحيطين بالمدخن، حيث يتعرضون للتدخين السلبي الذي يسبب لهم أمراض القلب والأوعية الدموية.
4. تأثير التدخين على البشرة والشعر
لا يؤثر التدخين فقط على الصحة الداخلية بل ينعكس أيضاً على مظهر الجسم الخارجي، فالمواد السامة الموجودة في دخان السجائر تؤدي إلى تغييرات في بنية الجلد والشعر، مثل:
- زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.
- تحفيز الالتهابات الفطرية في الجلد.
- تساقط الشعر وزيادة فرص الإصابة بالصلع والشيب المبكر.
5. تأثير التدخين على الجهاز الهضمي
يؤثر التدخين بشكل سلبي على الجهاز الهضمي ويسبب زيادة في خطر الإصابة بعدد من السرطانات، بما في ذلك:
- سرطان الفم والحلق والحنجرة.
- سرطان المريء والبنكرياس.
كما يؤثر التدخين على مستويات الأنسولين في الجسم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بمقاومة الأنسولين، وبالتالي يرفع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
6. تأثير التدخين على الجهاز التناسلي
يؤثر النيكوتين على تدفق الدم إلى المناطق التناسلية، مما يؤثر بشكل مختلف على الرجال والنساء:
- للرجال: يؤدي التدخين إلى ضعف الأداء الجنسي وانخفاض مستويات الهرمونات الذكرية.
- للنساء: قد يسبب التدخين مشكلات في الرغبة الجنسية أو صعوبة في الوصول إلى النشوة الجنسية، بالإضافة إلى انخفاض مستويات الهرمونات الأنثوية.
طرق الإقلاع عن التدخين
يعد اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين هو أول خطوة أساسية نحو استعادة صحتك والتحرر من هذه العادة السلبية، وعلى الرغم من أن الإقلاع عن التدخين قد يبدو تحدياً في البداية، لكن مع خطة محكمة واتباع بعض النصائح العملية، يمكن تحقيق ذلك.
وفيما يلي إليك بعض الخطوات التي تساعدك على الاقلاع والتخلص من تأثير التدخين على الصحة العامة:
1. التحضير النفسي والتخلص من السجائر
الخطوة الأولى هي التخلص من السجائر الموجودة لديك، سواء عن طريق التخلص منها بشكل مفاجئ أو تدريجي وفقاً لما يناسبك. فالاستعداد النفسي مهم جداً، لذلك من الضروري أن تكون ملتزماً تماماً بقرارك. ووضع خطة محكمة لإقلاعك عن التدخين سيساعد في تنظيم خطواتك وتحديد أهدافك بوضوح.
2. مواجهة الرغبة في التدخين
عند شعورك بالرغبة في التدخين، حاول أن تنتظر لمدة 10 دقائق قبل اتخاذ أي قرار. ففي كثير من الأحيان، يكفي أن تشتت ذهنك عن طريق القيام بأي نشاط يشغل تفكيرك.
ويمكن أن تكون هذه الأنشطة بسيطة مثل الذهاب إلى مكان لا يسمح بالتدخين، أو القيام بمهمة تحبها كالمشي أو القراءة، حيث ستساعدك هذه الأنشطة في مقاومة الرغبة المؤقتة في التدخين.
3. التذكير بالفوائد وكتابة الأسباب
تذكر بتأثير التدخين على الصحة العامة والأسباب التي دفعتك للإقلاع عن التدخين، أو قلها بصوت مسموع وفوائد الصحية التي ستجنيها بعد الإقلاع عن التدخين، مثل تحسين التنفس، تعزيز طاقتك، وزيادة متوسط العمر المتوقع.
بالإضافة إلى ذلك، سيوفر لك الإقلاع عن التدخين المال الذي كنت تنفقه على شراء السجائر، كما ستحمي أحبائك من مخاطر التدخين السلبي.
4. الاستمرار والمثابرة
لا تتوقع أن تكون الرحلة خالية من التحديات، لكن تذكر أن كل محاولة للتغلب على الرغبة في التدخين هي خطوة أقرب للإقلاع التام. وقد يواجه البعض صعوبة في البداية، ولكن مع مرور الوقت والمثابرة ستصبح هذه اللحظات أقل تكراراً، وستتمكن من التحكم بشكل أفضل في رغباتك.
شاهد بالفيديو: كيف تتصرّف إذا اكتشفت أنّ ابنك مدمن على التدخين؟
العلاجات المساعدة والإستراتيجيات الفعالة
لتسهيل عملية الإقلاع، يمكن اتباع بعض الطرق المدعومة علمياً مثل:
1. العلاج ببدائل النيكوتين
استشر طبيبك حول أفضل العلاجات المتاحة مثل لصقات النيكوتين أو العلكة لمساعدتك على تخفيف الرغبة في التدخين.
2. استخدام العلكة أو الحلوى الصلبة
يمكن أن تكون هذه البدائل فعالة في مقاومة الرغبة الملحة بالتدخين في اللحظات الحرجة.
3. تجنب المحفزات
حاول الابتعاد عن الأماكن أو الأشخاص الذين يثيرون رغبتك في التدخين، مثل الأوقات التي اعتدت فيها التدخين.
4. ممارسة التمارين الرياضية
النشاط البدني لا يساعد فقط في تقليل التوتر والقلق، بل يعمل أيضاً على تحسين مزاجك وزيادة طاقتك، لذا حاول ممارسة الرياضة حتى لو كانت لمدة قصيرة (10 دقائق) يومياً.
5. تمارين التأمل
يمكن أن تساعدك تمارين التأمل أو التنفس العميق في تقليل الضغط النفسي والقلق، مما يقلل من رغبتك في التدخين.
6. تجنب فكرة (سيجارة واحدة)
من الأفكار التي قد تضر بمحاولتك للإقلاع هي التفكير في تناول سيجارة واحدة فقط، وهذه الفكرة غالباً ما تؤدي إلى العودة للتدخين بشكل كامل. وتذكر أن الإقلاع عن التدخين يتطلب إصراراً وعزيمة كاملة، ولا يمكن التساهل مع الرغبات المؤقتة.
باتباع هذه الخطوات والاستمرار في العمل على هدفك، ستتمكن من التغلب على تأثير التدخين على الصحة العامة والتمتع بحياة صحية ونشطة.
فوائد الإقلاع عن التدخين
يعتبر تأثير التدخين على الصحة العامة مشكلة كبيرة وذلك لوجود النيكوتين الذي يعد مادة تسبب الإدمان، فعندما تحاول التوقف عن التدخين، قد تواجه أعراض انسحاب تختلف من شخص لآخر.
وتشمل هذه الأعراض عادة الرغبة في العودة للتدخين، التوتر، الضيق النفسي، وزيادة الشهية. لكن لا داعي للقلق، فهذه الأعراض تخف تدريجياً مع مرور الوقت وخروج النيكوتين من الجسم، حيث يبدأ الجسم بالتكيف مع غياب هذه المادة الضارة.
وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجهها عند الإقلاع عن التدخين، فإن الفوائد الصحية التي ستجنيها تستحق كل جهد. فالإقلاع عن هذه العادة يساهم في تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية، مثل:
- تحسين صحة الفم: أسنانك تصبح أكثر بياضًا وتختفي البقع الناتجة عن التدخين.
- بشرة صحية ونضرة: يصبح لديك بشرة أكثر إشراقًا وخالية من الشوائب.
- جهاز مناعي أقوى: يقوى جهازك المناعي مما يجعلك أقل عرضة للأمراض.
- توازن الهرمونات: تتحسن مستويات الهرمونات في جسمك مما يساهم في شعورك العام بالراحة والطاقة.
ماذا يحدث لجسمك بعد الإقلاع عن التدخين؟
كلما مر الوقت بعد التوقف عن التدخين، تزداد التحسينات الصحية بشكل ملحوظ:
خلال 12 ساعة
تنخفض مستويات أول أكسيد الكربون في الجسم إلى المستويات الطبيعية، مما يؤدي إلى عودة معدل ضربات القلب إلى مستوياته الطبيعية.
خلال عام واحد
ينخفض خطر الإصابة بالأزمات القلبية بشكل ملحوظ، ويعود ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعية، ويبدأ السعال والمشاكل التنفسية في التحسن تدريجياً.
بعد عامين إلى خمسة أعوام
تقل احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية لتصبح مشابهة لتلك التي لدى الأشخاص غير المدخنين.
بعد 5 إلى 15 عاماً
يقل خطر الإصابة بسرطان الفم، الحلق، والبلعوم بنسبة تصل إلى 50%.
بعد 10 سنوات
تقل احتمالية الإصابة بسرطان الرئة والمثانة بنسبة 50% مقارنة بالمدخنين.
بعد 15 عاماً
تصبح فرص الإصابة بأمراض القلب متساوية مع الشخص الذي لم يدخن أبداً.
في الختام
نستنتج بأن تأثير التدخين على الصحة العامة يشكل تهديداً كبيراً من خلال طرق متعددة قد لا تكون مدركاً لها. فمن تأثيره على الجهاز العصبي إلى تأثيره على البشرة والهرمونات، ستدرك الآن أن الإقلاع عن هذه العادة ليس مجرد اختيار بل ضرورة. لذا اتخذ الخطوة اليوم للحفاظ على صحتك وحماية حياتك.
أضف تعليقاً