النوايا والأهداف: ما الفروقات بينهما؟ وأيهما أفضل لتحقيق النجاح؟

إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تتعلم فيها ما يتعلق بتحديد الأهداف، فهناك شيء هام لابد من التنويه إليه، وهو: الاختلاف بين النوايا والأهداف.



يعاني الكثير من الناس في فهم هذا الجانب، خاصة إذا كانوا من الأشخاص الذين يحددون أهداف العام الجديد كلَّ عام، وينتهي بهم المطاف بالتخلي عنها في الأشهر اللاحقة.

ستتيح لك معرفة العلاقة والاختلافات بين هذين المفهومين تحديد نيتك وهدفك، ويمكن أن يسمح لك فهمهما بالاستفادة الفُضلى منهما في طريقك لتحقيق نجاح أكبر.

ما هي الفروقات بين النوايا والأهداف؟

تحتاج قبل الخوض مباشرة في الاختلافات الرئيسة، إلى فهم أنَّ كلَّاً من النوايا والأهداف مفيدة لك، ويملك كلاهما مزايا وعيوباً واضحة فيما بينهما؛ ومع ذلك، سيساعدك واحد فقط منهما في رؤية التغيير الحقيقي في حياتك، ونقصد بالتغيير هنا "أهدافك".

سنناقش سبب هذا الأمر بالتفصيل لاحقاً في هذا المقال؛ ولكن الآن، ستوفر عليك معرفة الاختلافات فيما بينهما الكثير من الصعوبات مستقبلاً.

1. مواصفاتهما:

أول ما عليك ملاحظته هو "كيف يمكنك وصف كلٍّ من هذين المفهومين"، حيث توجد بعض الاختلافات الملحوظة فيما بينهما.

إنَّ أفضل وصف للأهداف هو أنَّها النتائج التي تبحث عنها؛ فهي نتيجة لشيء جمعته بناءً على طريقة تفكيرك. في حين أنَّ النوايا هي -إلى حدٍّ ما- الطاقة التي تضعها في بداية شيءٍ ما، وهي لا تشبه الدافع تماماً، ولكنَّها رغبتك الإجمالية في فعل هذا الشيء.

يمكن أن تكون النية على غرار القول لنفسك مثلاً: "أريد أن أخسر بعض الوزن"، أو "سأكون شريكاً أفضل لزوجتي"؛ لكنَّ الأهداف هي الإجراءات المحددة التي ستتخذها لفقدان الوزن، وبناء علاقة أفضل مع شريكك.

2. توقيتهما:

الفارق الرئيس الآخر بين النية والهدف هو "توقيتهما"، بالإضافة إلى الفارق في الأوقات التي يشيران إليها.

يمكنك بالفعل الجمع بين الأهداف والنوايا، حيث تتعلق النوايا باللحظة الحالية من حياتك، وتعتمد على ما تشعر به الآن؛ أمَّا الأهداف، فهي التوقعات المستقبلية والأشياء التي تريد تحقيقها في مرحلة ما، والتي يمكنك تحقيقها عند بذل ما يكفي من جهد وطاقة في اتخاذ إجراءات تناسبُ ذلك.

3. أولويات كلٍّ منهما:

الاختلاف الثالث بين النوايا والأهداف هو "ما يهتم به كلُّ شخص ويمكِّنه من إعطائه الأولوية".

عندما تحدد هدفاً، يكون التركيز على النتيجة، وعلى مسيرة تحقيقه؛ إذ يجب أن تركز على الأهداف المرحلية التي حددتها، وتقيِّم النتائج التي حققتها حتى الآن، وكذلك النتائج النهائية أيضاً.

هناك طريقة أخرى للنظر إلى الأمر، وهي أنَّ الأهداف تعطي الأولوية للإنجازات الظاهرة، في حين تعطي النوايا الأولوية للمشاعر التي تشعر بها.

نعم، هذا جزء من الرحلة أيضاً، لكنَّ النوايا تغوص في أكثر من ذلك؛ فهي تعطي الأولوية للعلاقة التي تربطك مع نفسك، ومع المَهمَّة المطروحة.

4. الفارق في النطاق:

الاختلاف الرابع والأخير الذي سيُطرَح هنا، هو "نطاق كُلٍّ من النوايا والأهداف"؛ حيث يحدد النطاق كيفية تعيينهما في المقام الأول.

إنَّ النوايا ذات مجالات واسعة، وهي تختلف في كيفية تشكيلها من شخص إلى آخر؛ ولكن عموماً، غالباً ما تكون غامضة في تصميمها، وتكون عبارات -أو ربَّما كلمة- تشير إلى نتيجة عامة؛ كاستخدام كلمات رئيسة مثل: "النمو"، أو "الحب"، أو "الصبر".

في حين أنَّ الأهداف هي الإجراءات والتوقعات والنتائج التي تريد تحقيقها، وهي ضيقة النطاق؛ فإذا كانت غايتك أن تكون "صبوراً أكثر"، سيكون هدفك شيئاً ما مثل ممارسة التأمل لفترة من الزمن، أو محاولة عدم مقاطعة الناس.

إقرأ أيضاً: نظرية لوك في تحديد الأهداف

أيُّهما أفضل لتحقيق النجاح؟

إذا أردنا أن ننظر إلى هذين المفهومين بحد ذاتهما، سنجد أنَّ أحدهما يقودك إلى النجاح بشكل واضح؛ ألا وهو "تحديد الأهداف".

هناك طريقةٌ أخرى لفهم الأهداف، وذلك بالنظر إليها على أنَّها تجسيدٌ لنواياك في خطةٍ أكثر واقعية؛ فأنت تريد من خلال الأهداف إنجاز الأشياء، لذلك سوف تفكر فيها أكثر، وتتحدث عن كيفية تحقيقها وكيفية قياسك النتائج.

في حين أنَّ النوايا غامضة، وتركِّز على المدى القصير الفوري، لكنَّها غالباً لا تؤدي إلى القيام بالعمل؛ وحتى لو بدأ الناس العمل فعلاً، فهم سرعان ما يفقدون الحافز.

تعدُّ النوايا قوية من الناحية العاطفية، ذلك لأنَّها يمكن أن تحقق مزيداً من الرضا لإكمال الأهداف؛ إذ يمكن استخدام هذا كحافزٍ إضافي بينما تحدد دوافعك ومحفزاتك للوصول إلى هدفك.

ومع وضع هذا في الاعتبار، من المنطقي أنَّه بدلاً من التركيز على أحدهما وإهمال الآخر، فقد يكون من المفيد التفكير في تحقيق توازن بينهما.

لماذا الجمعُ بين النوايا والأهداف؟

هناك زاوية أخرى للنظر منها إلى الفروقات بين النوايا والأهداف؛ فالأهداف هي ما تريد أن تفعله في حياتك، والنوايا هي الجوانب التي تريد أن تكونها، وكلاهما رغبات قوية للغاية في أنفسنا، ويؤثران فينا على المستوى العاطفي.

يمكن للهدف أن يكون كافياً ومجدياً بحدِّ ذاته؛ لكن يواجه الناس مراراً مشكلات بعد تحقيق الأهداف، وهناك الكثير من الحالات التي يشعر فيها الناس بالفراغ، حتى بعد تحقيقهم هدفاً كبيراً.

هناك أيضاً ذلك السؤال الهام: "ماذا بعد؟"، وهو سؤال يجاهد الكثير من الناس للإجابة عنه.

يتغير ذلك تماماً عندما يكون لديك نية بالفعل، إذ إنَّه ليس شيئاً يدفعك إلى الأمام مباشرة، ولكن يمكنه العمل كوسائل تدريب حتى لا تضيع بوصلة مسارك.

بعد الانتهاء من الهدف، من المنطقي أن تعود إلى نواياك وتبدأ تعميق علاقتك مع ما حدث، وتكتشف المكان الذي تريد الذهاب إليه بعد ذلك؛ ذلك لأنَّ نواياك لن تتغير كثيراً.

إذا كانت نيتك هي أن تنمو وتتطور، فكيف يبدو النمو؟

هناك العديد من الطرائق التي يمكن أن ينمو بها الشخص إلى ما يتخطى نمو العقلية، كنمو الثروة والقدرات البدنية والتواصل وغيرها.

كيف تستفيد من هذا كلِّه؟

أفضل طريقة للاستفادة من هذه العلاقة هي البدء بالنية أولاً؛ إذ لتحقيق أقصى استفادة منها، من المفيد البدء بنوايا واسعة، والالتزام بكلمة واحدة لتجسيد هذه النية.

لقد استخدمنا أمثلة مثل الحب والنمو والصبر، وهذه بداية رائعة؛ إذ إنَّ هناك العديد من الأساليب التي يمكنك اتباعها مع هذه الأمثلة؛ لذا سيساعدك وجود العديد من الخيارات التي تناسبك.

ستحتاج بعد ذلك إلى متابعة عملية تحديد الهدف؛ فعندما يتعلق الأمر بتحديد الأهداف، لا توجد طريقة خاطئة؛ لذا اختر الطريقة التي تناسبك.

عليك أن تسعى جاهداً لتحقيق هدفك وتذكير نفسك بنيتك، بحيث يمكنك استخدامها إلى حدٍّ ما كتأكيدٍ في كلِّ مرحلة.

على سبيل المثال: إذا كان هدفك هو النمو وزيادة متابعيك على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تكون نيتك شيئاً مثل "سأنشر محتوى مؤثر يشارك به جمهوري".

يمكن للنية أن تساعدك، كما يمكنك أن تنظر إلى جهودك وتنسجم مع ما تشعر به.

انظر إلى المنشور الذي نشرته أو العمل الذي قمت به، واسأل نفسك عمَّا إذا كان هذا شيء يجعلك سعيداً أم أنَّه يمكنك القيام به بطريقةٍ أفضل في المرة القادمة.

يمكنك إلى حدٍّ ما استخدام نواياك في تحديد أهداف أذكى، والاعتماد عليها خلال خطوات "تقييم" و"إعادة تقييم هدفك".

إقرأ أيضاً: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

أفكار أخيرة:

الأهداف في حدِّ ذاتها هي الطريقة الأمثل لتحقيق النجاح، وهناك العديد من الاحتمالات والأنظمة التي يمكن أن تحل محل النوايا بالكامل.

ومع ذلك، إذا وضعت النوايا في المقام الأول، فيمكنك دمج مزيدٍ من العواطف في عملك، وإقامة تواصل أعمق.

يمكن أن يسمح لك هذا التواصل الأعمق بمواصلة بناء عادتك أكثر فأكثر حتى تصبح عادة طبيعية متأصلة فيك؛ لذا تستحق النوايا الاهتمام بها كمكمل لنظام تحديد أهدافك لتحقيق النجاح الذي تطمح إليه.

 

المصدر




مقالات مرتبطة