النظافة الشخصية للمراهقين

يمرُّ جسد المراهق بتغيرات كثيرة خلال هذه المرحلة، مما يجعل له طبيعة خاصَّة ومختلفة قليلاً، وهذا ما ينعكس مباشرةً على النظافة الشخصية للمراهقين، ويجعلها من الأمور التي يجب أن تحظى باهتمام كبير بالنسبة إليهم، والمشكلة أنَّ طبيعة المراهق النفسية ورغبته الكبيرة في التمرد وعدم الانصياع تجعل من الصعب إلزامه بقواعد معينة، وإن تعلق الأمر بنظافته الشخصية، وهذا بالطبع ما يزيد العبء على الأهل الذين يحاولون قدر الإمكان ضبط سلوكات أبنائهم وتعويدهم العادات والقواعد الصحية خلال هذه الفترة الحرجة.



في هذا المقال سنتعرف إلى أهمية النظافة الشخصية للمراهقين، وكيفية تأثيرها في صحة المراهق وفي حياته الاجتماعية، كما سنذكر لكم بعض النصائح لمساعدة أبنائكم المراهقين على الالتزام بقواعد النظافة الشخصية:

أهمية النظافة الشخصية للمراهقين:

النظافة الشخصية هي مجموعة السلوكات والتصرفات والعادات التي يقوم بها شخص ما بهدف الحفاظ على صحته أولاً ثم الظهور بمظهر جميل ولائق ورائحة طيبة ثانياً.

تُعدُّ سنوات المراهقة فترة نمو وتغيير هائلَين على الجسد، ولا نبالغ حين نقول إنَّ هذه الفترة الزمنية من حياة أي شخص هي الفترة الأكثر حساسية، ويرجع هذا إلى التبدلات الهرمونية والفيزيولوجية في جسم المراهق الذي يبدأ بالانتقال من مرحلة الطفولة إلى المراهقة.

تبدأ التغيرات الجسدية بالحدوث مع البدء بتغير الشكل الخارجي للمراهق، وما يرافق هذه التغيرات الخارجية من تغيرات نفسية كبيرة؛ إذ يبدأ الجسم بإنتاج كمية كبيرة من الهرمونات التي تسبب معظم المشاعر المختلفة والجديدة.

يعاني أغلب المراهقين نتيجة للتغيرات السابقة من روائح أجسادهم الكريهة وخاصةً بعد القيام بمجهود ما أو ممارستهم للرياضة، وهذا في الواقع يسبب إحراجاً كبيراً للمراهقين، وإذا ما سألت مجموعة من المراهقين عن أكثر الأشياء التي يكرهونها وتُعدُّ مصدراً للإحراج لهم إحراجاً كبيراً لكانت تلك الرائحة بلا شك.

يُرجع الأطباء سبب هذه الروائح الكريهة التي تصدر عن أجساد المراهقين إلى فترة البلوغ التي يمر بها الجسد كما سبق أن ذكرنا أكثر من مرة بكثير من التغيرات الفيزيولوجية والهرمونية، وهذا ما يحفز غدداً مختلفة موجودة في الإبط ومنطقة العانة لإطلاق مواد كيميائية، وهذه المواد هي السبب في الروائح الكريهة؛ فالتعرق مثلاً عملية طبيعية وصحية وضرورية جداً للمحافظة على تنظيم حرارة الجسم، لكن خلال فترة المراهقة يصبح نشاط الغدد العرقية أكثر من السابق.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لمواجهة رائحة الجسم

يجب أن يزيد الاهتمام بالنظافة الشخصية خلال فترة المراهقة، ويمكن تلخيص أهمية النظافة الشخصية للمراهقين في النقاط الآتية:

  1. تساعد النظافة الشخصية على إعطاء المراهقين مظهراً جميلاً وجذاباً، وهذا ما ينعكس مباشرة على ثقة المراهق بنفسه.
  2. للنظافة الشخصية أيضاً دور كبير جداً في وقاية المراهقين من الأمراض والعدوى؛ فهي جزء هام من الحفاظ على الصحة عامة، وهي عماد الصحة كما يقال، فمثلاً تحمي النظافة الشخصية من انتقال أمراض كثيرة للمراهق مثل الجرب والقمل والإسهال والكوليرا، وغيرها.
  3. للنظافة الشخصية أهمية كبيرة في تجنب الإحراج الذي يشعر به المراهقون بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث من أجسادهم، وتعطي شعوراً كبيراً بالراحة في أثناء التواصل مع الآخرين، وهذا الكلام ينطبق على كلٍّ من الإناث والذكور على حدٍّ سواء.
  4. تخفف النظافة الشخصية من فرص انتقال الجراثيم والفيروسات.
  5. تسهل عملية التواصل مع الآخرين، وتعطيه مزيداً من الحرية في أثناء التعامل مع الناس دون الخوف من أن يكون مصدر إزعاج لهم بسبب رائحته أو مظهره.
  6. لا تتوقف أهمية النظافة الشخصية على الجانب الجسدي؛ بل تنعكس أيضاً على الجانب النفسي، فتقلل من التوتر والقلق.

نصائح للمساعدة على التحكم بنظافة المراهقين الشخصية:

تظهر الأهمية الكبيرة للنظافة الشخصية للمراهقين في إيقاف حالة القلق والإحراج التي تحدُث لهم بسبب رائحة أجسادهم، وفي الواقع النظافة الشخصية للمراهقين هي الحل السحري لهذه المشكلة، إضافةً إلى دورها الكبير في التخفيف من الأمراض، وتقع على عاتق الأهل مسؤولية كبيرة في تعليم أبنائهم كيفية إدارة نظافتهم الشخصية والتحكم بها تحكماً صحيحاً.

فيما يأتي سنقدِّم لكم مجموعة نصائح مساعدة على التحكم بنظافة المراهقين الشخصية، والتي يجب على الأهل تعليمها لأبنائهم تعليماً مبكراً، وبسن صغيرة مع زيادة التركيز عليها عند دخولهم لسن المراهقة حتى تصبح هذه السلوكات جزءاً من حياتهم وأسلوب عيشهم وعاداتهم:

  1. بدايةً لا بدَّ من توضيح التغيرات التي تطرأ على جسد المراهق للمراهق نفسه حتى يفهم طبيعة جسده، فلا يستاء ويستغرب مثلاً عندما يشم رائحة كريهة تنبعث منه.
  2. تعليمه أهمية الاستحمام يومياً وبانتظام، وإذا تطلَّب الأمر الاستحمام في اليوم أكثر من مرة، ويمكن تشجيعه على ذلك من خلال إحضار أدوات خاصة له، فمثلاً يمكن أن يحضر الأهل لهم شامبو خاص برائحة لطيفة، أو منشفة بلون يحبه، وغيرها من الأدوات التي تجعل عملية الاستحمام طقساً خاصاً يناسب طبيعتهم التي تبدأ بالميل نحو الاستقلالية في هذه المرحلة، ويمكن أيضاً لتعويد المراهق على الاستحمام إشراكه بنشاطات وأعمال تجبره على الاستحمام للتخلص من رائحة العرق.
  3. يجب أيضاً تعليم المراهق أهمية التخلص من الشعر الزائد في الجسم.
  4. علِّم طفلك أهمية استخدام مضادات التعرق وأهمية وجودها في حقائبهم دائماً، ويفضَّل هنا الابتعاد عن الماركات التجارية في اختيارها والاعتماد على المنتجات الطبية المخصصة لذلك، ومن الهام التركيز على تعليمه تجفيف الإبطين جيداً بعد الاستحمام حتى لا يصبح هذا المكان مرتعاً للجراثيم والبكتريا المسببة لرائحة العرق.
  5. الحرص على الاهتمام بنظافة الأسنان منذ الطفولة وغسلها بالفرشاة والمعجون مرتين على الأقل يومياً، كما عليك تعويد ابنك حمل أدوات تنظيف الفم والأسنان معه أينما ذهب.
  6. تعليم ابنك أهمية تناول غذاء صحي نظراً للعلاقة الكبيرة بين رائحة الجسد ونوع الغذاء؛ لذلك يُنصَح بالاعتماد على نظام غذائي يحتوي على أطعمة غنية بالألياف، كما يجب تجنُّب التوابل والدسم.
  7. تعويده على الاستحمام مباشرةً بعد بذل مجهود عضلي والتعرق الكبير تجنباً للإصابة بالفطور.
  8. من الهام أيضاً تعليم ابنك المراهق كيف يختار الملابس المناسبة لطبيعة الجسم، مثل الملابس القطنية اللطيفة على الجلد والمساعِدة على امتصاص العرق بخلاف بعض أنواع الملابس التي تهيج الجسم وتزيد تعرُّقه.
  9. يجب أن تكون نموذجاً جيداً لطفلك، دعه يتشرب عاداتك من استحمام، واهتمام كبير بالنظافة الشخصية، وغسل الشعر وتصفيفه، وتقليم الأظافر، وتنظيف الأسنان، وبهذه الطريقة ستتمكن من إيصال الرسالة له إيصالاً غير مباشر ودون أن يشعر المراهق أنَّه ينفذ الأوامر.
  10. يجب تذكير ابنك دائماً بأنَّ الحفاظ على النظافة الشخصية هو جزء هام من الحفاظ على الصحة عامة.

شاهد بالفديو: 14 نصيحة للتمتّع بصحة جيدة طول العمر

يمكن إضافة مجموعة من السلوكات، لكن هذه المرة ستكون خاصة فقط للمراهقات خلال فترة الحيض، والتي يُعدُّ اتباعها هاماً للحفاظ على النظافة الشخصية لهنَّ:

  1. يجب على المراهقات زيادة الاهتمام بنظافتهن الشخصية خلال فترة الحيض؛ لذلك يجب تعليمهن اختيار نوع جيد من الفوط الصحية، وتعليمهم ضرورة تبديلها كل 6 ساعات على أكبر تقدير.
  2. ضرورة غسل المنطقة الحساسة بالماء الفاتر، وتجفيفها جيداً تجنباً للإصابة بالفطور.
  3. تغيير الملابس الداخلية يومياً.
  4. يجب على الأم ألا تجعل الخجل سبباً لتجاهل التعليمات والتوصيات الهامة هذه، فقد تلجأ الفتيات المراهقات إذا لم يشعرن بالأمان والراحة مع أمهاتهن إلى سؤال إحدى الصديقات أو البحث على الإنترنت، وهذا ما يعرضهن للمشكلات ربما.
إقرأ أيضاً: 8 خطوات متعلقة بالنظافة للحفاظ على صحة الجسم

لماذا يهمل المراهق نظافته الشخصية؟

يرجع سبب إهمال المراهق لنظافته الشخصية للأسباب وعوامل عدة يأتي في مقدمتها طبيعته النفسية في هذه الفترة، وعدم قدرته على الانضباط والخضوع للقواعد، وإضافة إلى هذا توجد أسباب أخرى يمكن تلخيصها بما يأتي:

  1. عدم تعليم المراهق أهمية النظافة الشخصية منذ الصغر، ما يجعل هذه العادات دخيلة على نمط حياته، ويحتاج إلى وقت لبرمجتها ضمن نظامه والتعود عليها واتباعها.
  2. عدم وجود ثقافة النظافة الشخصية ضمن المنزل من الأساس، وغياب القدوة، مما يجعل المراهق غير مهتم وغير مكترث بها.
  3. قلة الإدراك وقلة الوعي بأهمية النظافة الشخصية للمراهقين وأهميتها.
  4. الحالة النفسية السيئة للمراهقين تنعكس أيضاً على مدى التزامهم بقواعد النظافة الشخصية.
  5. قد تكون الأسباب خارج إرادة المراهق مثل الوجود في أماكن لا تتوافر فيها المياه، أو قد يكون الوضع المادي السيئ الذي لا يمكِّنه من شراء ما يحتاج إليه من أدوات النظافة.

في الختام:

الاهتمام بالنظافة الشخصية لا يخص مرحلة من المراحل أو سنة من السنين، الاهتمام بالنظافة الشخصية يجب أن يكون سلوكاً يقوم به الكبير والصغير، لكن في فترة المراهقة تزداد الحاجة إلى مضاعفة هذا الاهتمام نظراً لطبيعة جسم المراهق وحالته النفسية والعاطفية، وهنا يأتي دور الأهل في إعداد المراهق منذ الطفولة لهذا، وتقديم التوعية والنصح لأبنائهم؛ فالعناية بالنظافة الشخصية للمراهقين هامة جداً سواء على صعيد الصحة أم على صعيد القبول الاجتماعي.




مقالات مرتبطة